الموت بعد ساعة -2-

هاأنا ذا أفي بوعدي فلو عرف كل منا بساعة موته حتما سيرتبك و يتوارى خلف ظنون نفسه و تخاف و تجزم بأن اغتراف المزيد من الملذات في الحياة لم يعد له طعم الآن !
وكما توقعت فالبعض سيتجه إلى العبادة و الاستغفار، والبعض الآخر سيتصل بالأهل والمحبين لتوصيتهم و توديعهم.. و فئة من الناس ستصاب بحالة هستيرية غريبة ، فكل على شاكلته .
و لعلني طرحت هذا السؤال الوجداني رغبة في معرفة الاتجاه الذي يسير عليه الأنسان الصاعد.لزمن السريع، و ليفرمل الفرد اندفاعه المتهور نحو مسارات غائبة المعنى و الهدف.ولن نستطيع مهما ملكنا من قدرات خارقة أن نوقف هذا المد الزمني و الزحف التاريخي الصاعد.
لنفهم أنفسنا كيف نعيش في غصة تقتل في أعماقنا الفرحة و السعادة و الرضا، فالعصر الذي نعيش فيه بات يدور في دورة سريعة الإيقاع، مادية الهدف.. لا أحد في مجتمعاتنا إلا يشكو الكلل و الملل و الضجر، كل يشعر بالكآبة و المرارة. قد نلقي باللائمة على الزمن .. الظروف، ولا نعلم أنها خلفية شخصياتنا و أنفسنا. فللحواس ملذات و للروح ملذات أيضا كما قال رسول الله (ص): "إن الأرواح تكل كما تكل الأبدان".
يحكى أن ملكا ثريا يملك كل ما لا يخطر على قلب بشر ، كان تعيسا محزونا .. سمع عن صياد فقير يرتدي قميصا أزرق لكنه سعيد مبتهج في حياته.. طلب الملك رؤيقال:لما رآه سأله ما سر سعادتك رغم انك معدم فقير؟!ضحك الصياد و قال: كيف لا أشعر بالسعادة و أنا محاط بكل هذه النعم ؟ اندهش الملك و قال أية نعم ؟ أجاب الصياد على الفور:الأمان، الصحة، القوة، البحر العميق الذي أخاطبه كل يوم، ابتسامة الزوجة في وجهي كل صباح، حنان الأولاد..... إنني راض و قنوع بما وهبني الله عز وجل، فلربنا إن وهبني أكثر من ذلك فلن أحس بهذه السعادة.طلب منه الملك أن يعطيه القميص الأزرق فلربنا أصابة عدوى السعادة من ذلك الصياد !
إذ الهاث وراء الملذات يتعب الروح، والحرص على مراقبة الآخرين و إحصاء خيراتهم و ثرواتهم يثير الحسد و الغيرة.فلنحرص على تعطيل الملامح القاسية من قلوبنا و نرك الأخلاق الضارة من أرواحنا حتى تظهر جوارحنا، فالذنوب هي مصدر الشقاء.
وعندما تتعفن بؤرة الروح ستخبث السريرة و يثقل الإنسان و يفرز في كل لحظة و دقيقة صيغا من الحزن و العدوانية و السلوكيات الفاسدة و سيسود و جهة دنيا و آخرة، ولهذا سيصاب بنوبة جنون و رعب حينما يدهمه الموت.

شكرا لك يا بنت الهدى

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" من أصبح آمنا في سربه , معافا في بدنه ,

عنده قوت يومه , فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها "

اخيتي الفاضلة ... بنت الهدى

جزاك المولى خير الجزاء وبارك فيك وفي مسعاك ...

شكرا لكم وعلى قرائتكم للموضوع .

السلام عليكم

بارك الله فيكِ أيتها المباركة

ربنا أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا

ومن سعة رحمته .. أنه عرض التوبة على كل أحد

مهما أشرك العبد وكفر .. أو طغى وتجبر

فإن الرحمة معروضة عليه .. وباب التوبة مشرع بين يديه

أسأل الله أن يمن علينا جميعا بتوبة صادقة

وفق الله الجميع