رد الجمبل

تبذر البذرة، وتتعهدها بالسقي والعناية بها، فترد لك الجميل بثمرها المفيد، أو بوردها الجميل المنظر العطر الرائحة، وهذا هو الحال مع بقية النباتات،
نربي الحيوانات الأليفة ونحرص عليها وعلى العناية بها فترد لنا الجميل بطرق مختلفة، وقد تقوم بحراستنا مثلما يقوم بذلك كلب الحراسة (أكرمكم الله) ، والذي ضُرب به المثل بالوفاء لمن كان له فضل عليه، أو بعض أنواع الماشية التي نستفيد من لبنها ولحمها وجلدها.
بل أن الجماد عندما نتعهده بالصيانة والعناية نجد أنه يعطينا بقدر ما يستطيع، وليس أدل على ذلك من المركبات مثل السيارات التي يحرص أصحابها على صيانتها والعناية بها بانتظام فنجد أنها تخدمهم لسنوات طويلة.
وعندما نتحدث عن الإنسان نجد بأن صنع المعروف والمبادرة إلى فعل الخيرات صفة مميزة للبعض ممن حباهم الله عز وجل بهذه الروح المعطاء حتى يحملوا لواء الخير ليبقى للمجتمع تماسكه وتراحمه وتستمر دورة الحياة كما أراد لها الله.
ولان طبيعة الإنسان لا تتجزأ وهي تعبر عن مجمل القيم التي يتبناها، فإن تصرفاته بالتأكيد ترتبط بشكل كامل بما يسيطر عليه من دوافع داخلية، تلك الدوافع التي تتحكم في توجهه في هذا الاتجاه أو ذاك، ومن ثم فكل منا لا يتصرف في الغالب إلا تعبيرا عما في نفسه وذلك تماشياً مع ما هو معروف "كل إناء بما فيه ينضح".

ولذلك فان الإنسان الخيّر لا يملك إلا أن يجد نفسه مدفوعا دفعا نحو فعل الخير وتبنّي احتياجات الآخرين بقلب يملؤه الحماس والصدق لحلها، حتى إن كلفه ذلك البذل من جهده وماله فإنه لا يهتم إلا بإحساسه بالرضا عن نفسه وانه لم يتخل عن إنسان كان في محنة، وهو يفعل ذلك بحب ورغبة حقيقية في العطاء دون انتظارلمقابل أو كلمة شكر.

الإنسان المعطاء هو إنسان يمتلك مشاعر رقيقة ترقى وتتعاطف مع أي شخص يمر بمحنة ما أو يحتاج الى العون، ولذا نجد كثير من الناس من يحفظون لغيرهم مواقفهم ويقدروّن لهم عظيم صنيعهم، وكم رأينا من مواقف وأحداث تنم عن مقابلة المعروف بالمعروف، والإحسان بالإحسان ومثل هؤلاء يعبرّون عن طبيعة بشرية نقيّة تهدف إلى الرقي بمجتمعها.
بينما نجد في المقابل آخرين لا مكان لديهم لحفظ الجميل بل إنهم قد ينقلبون عليك متى كان لهم ذلك ممكنا، أولئك هم ناكروا الجميل.

من المؤكد بأن صفة نكران الجميل من الصفات المذمومة والغير محببة والتي تساهم بشكل كبير في ابتعاد القلوب وضيق الصدور، وقد يواجه بعضنا مثل هذه المواقف فتجعلهم يترددون عن مساعدة الغير خوفاً من أن يتنكر الغير لهم.
اعتقد أن من يعمل الخير في مكانه الصحيح، وبعد اتخاذ الأسباب الصحيحة لن يعنيه كثيراً أن يُنكر جاحد جميله، فما أجمل أن تكون أنت المتفضّل على غيرك مهما كان رد فعله.

قال عليه الصلاة والسلام
"اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله .فإن صادف أهله فهو أهله وإن لم يصادف أهله فأنت أهله"
فما أجمل أن تكون أنت المتفضّل على غيرك مهما كان رد فعله.
نعم اصنع المعروف ولا تنتظر المقابل
فلو انتظرت ربما منعك ذلك مستقبلا من فعله
فربما تجد اخر المعروف ضرب الكفوف
ولكن اقول كما قال الشاعر
ازرع جميلا ولو طال في غير موضعه
فلن يضيـــــع جــــميل أينما زُرعا
إن الجـــميل وإن طال الزمـان به
فلــــيس يحـــصده إلا الذي زرعا
:
شكرا لهذا الفكر ولهذا الطرح ولهذا القلم
لانقرا من سطورك إلا المفيد
دمت بكل خير وسعادة

كلام جميل اخي عبدالله

دائما صنع المعروف هدف سامي بصرف النظر عن المردود

ودائما اليد العلياء خير من اليد السفلى .

صنع المعروف باختلاف مقوماته له أبعاد إيجابية

تعود على صاحبه بنظرة التقدير من الغير ومن الذين

لم يشملهم صنع المعروف ..

موضوع يستحق الإشادة والإضافة ولكنه أوفى وأكمل من أي إضافة

فقد اشتمل على جميع عناصر المعروف بما تعني الكلمة ..

شكرا لك عبدالله

وتسلم يمينك سيدي ...

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله 12

	ولذلك فان الإنسان الخيّر لا يملك إلا أن يجد نفسه مدفوعا دفعا نحو فعل الخير وتبنّي احتياجات الآخرين بقلب يملؤه الحماس والصدق لحلها، حتى إن كلفه ذلك البذل من جهده وماله فإنه لا يهتم إلا بإحساسه بالرضا عن نفسه وانه لم يتخل عن إنسان كان في محنة، وهو يفعل ذلك بحب ورغبة حقيقية في العطاء دون انتظارلمقابل أو كلمة شكر.

أسعد الله أوقاتك بكل خير أخوي عبدالله
صانع المعروف يعمل بأصله وبما نشأ عليه من قيم دينيةٍ وأخلاق عاليه
ولا ينتظر رد الجميل من أي كان
وبالمقابل نجد الشخص المقدم له المعروف له عدة أوضاع
الاول /
قد يكون باستطاعته رد الجميل ولن ينسى ماقُدم له ولن يتجاهله بل ربما ينتظر الوقت المناسب ليفعل ما باستطاعته تقديمه واكثر
الثاني /
قد يكون شخص عاجز عن رد الجميل فيقدم الشكر والامتنان و دعوات متتاليه في ظهر الغيب لمن تفضل عليه .. دعوات لا يعلم بها الا رب العالمين ويظل ممتنا لصانع المعروف ولا ينسى فضله
الثالث /
ونادرا مايحصل هو من تنكر للخير وأهله و هذا لا يُلتفت اليه
فكلا يعمل بأصله وكما تفضلت " كل اناء بما فيه ينضح "



الانسان الخيّر المعطاء لا يبالي لمن تنكر للجميل مهما كان نوع نكرانه
فالخير في نفوسنا لن يموت بنكران احدهم أوجحوده


فقط لنحسن الظن بمن نقدم لهم الخير فربما لهم اسبابهم التي تمنعهم من رده
ولا نتوقف عن تقديمه لغيرهم ولا نريد بذلك الا رضا الله ثم رضانا عن أنفسنا


أسأل الله ألا نكون واياكم من ناكري الجميل دون أن نقصد


أخوي عبدالله
اعتذر عن الاطاله
ألف شكر لهذا الطرح
سلمت يمناك وسلم لنا قلمك و رقي فكرك
تقيل مروري

استاذنا وحبيبنا وكاتبنا المتميز عبد الله حفظه الله ورعاه
اخي اشكرك جزيل الشكر على هذا الطرح الجميل
وعلى كل ما يسطره فكرك وقلمك
فعلاً رد الجميل صعب الا من سهل ويسر الله له ذلك
ومن الجميل جدا ان نقدم المساعده لكل محتاج وان كنا لا نعرفه
فكثيرا ما نحتك ببعضنا البعض في هذه الدنيا و تنشأ علاقات متشابكة تجعلنا في اوقات كثيره نطلب المساعده ممن نجدهم حولنا فتجد من يساعد لمصلحة تربطه بنا وهناك من يساعدك لوجه الله ولا يريد منك شئ وهناك من يساعدك ليتعرف عليك
اذن فالاسباب كثيره لتقديم المساعده
ولكن بصرف النظر عن اسباب تقديم المساعدة لنا هل نحفظ هذا الصنيع ونقدره
فالواجب على كل منا ان يرد الجميل
ونعطي انفسنا مهلة من الوقت ولنتذكر اناس مروا في حياتنا وكان لهم بصمة ولنتذكر مواقفهم الجميلة معنا واذا لم يسعفنا الوقت انذاك بان نرد لهم الجميل ولو بكلمة شكرا ويكفي ان نتذكرهم ونقر بيننا وبين انفسنا بانهم كان لهم اثر في حياتنا لانهم يستحقوا الكثير
ونحاول ان نرد جميلهم ولو بمرورهم بذاكرتنا بين وقت واخر
يقول الشاعر
من يفعل المعروف ما يعدم جوازيه ــــــ مايذهب العرف بين الله والناسِ
اخي لا يسعني الا ان اشكرك واسال الله لك التوفيق ويديم عليك الصحه والسلامه والسعاده الدائمه

ان رد الجميل شعور لايصغر الكبير ولا يخجل منه الصغير انه شعور نابع من أصالة الانسان
وأخلاقه وتربيته فالأصيل يعترف ويشكر ويرد الجميل اذا سنحت له الفرصه اما غير الاصيل لانه سطحي فانه لايضع أي اعتبار الا لنفسه
ولهذا فانه على استعداد لنسيان الجميل ونكرانه
فعلينا ان نستمر فى فعل الخير مهما قابلنا ذلك بالاساءة او بالنكران
و لا تنتظر الشكر والثناء من اسدلنا لهم الجميل ..
وتختلف درجه رد ونكران الجميل من شخص لاخر
هناك اشخاص لا تنتظر منه المقابل لانه من الواجب عليك الاحسان لهم ..مثل الولدين ..
وهناك اشخاص لا يهم اذا ردو الجميل بالاحسان او الجميل بالنكران كشخص لا يعني لك .. فقط احتسب الاجر من الله
وهناك اشخاص تنتظر منهم الشكر كشخص قريب او صديق وغيره ..
لكن من الاحسن والافضل احتساب الاجر من الله لو لم نحصل على مقابل فكل يعمل بأخلاقه وماتربى عليه
موضووع راائع وجميل
تسلم اخوي عبدالله شكرا لك
دمت ودام التميز منك وفيك
تقبل مروري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعتذر لكم لتأخري بالرد على مشاركاتكم الكريمة.

أختي الكريمة شموع:

تتكرمين عليّ دائماً بجميل مداخلاتك وإضافاتك المفيدة،
وليس أدل على ذلك من إضافتك للأبيات الرائعة للإمام الشافعي رحمه الله
التي تشجع على فعل الجميل في أي وقت، لأن عاقبته محمودة.

جمّل الله أوقاتك بكل خير أختي الكريمة.
دمتِ بحفظ الله.

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو خـ البجادي ـالد

	دائما صنع المعروف هدف سامي بصرف النظر عن المردود ودائما اليد العلياء خير من اليد السفلى .

هذا هو أساس عمل الجميل (عطاء بدون انتظارٍ للمقابل)

الله يسلمك شيخنا وسيدي أبو خالد

أسعدني تفضلك بمداخلتك التي كان بودي أن اقتبسها بالكامل، ولكني أحببت أن أركّز منها على الأساس لعمل المعروف مع الغير فاقتبسته من مداخلتك التوجيهية.

حقيقة، أكثر النفوس ارتياحاً هم من يعملون للغير بدون مجرد التفكير بأي مقابل من الغير ما عدى سعادتهم.

أدام الله عليك أستاذي الصحة والسعادة.

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحـــــــــيل

	صانع المعروف يعمل بأصله وبما نشأ عليه من قيم دينيةٍ وأخلاق عاليه ولا ينتظر رد الجميل من أي كان وبالمقابل نجد الشخص المقدم له المعروف له عدة أوضاع الاول / قد يكون باستطاعته رد الجميل ولن ينسى ماقُدم له ولن يتجاهله بل ربما ينتظر الوقت المناسب ليفعل ما باستطاعته تقديمه واكثر الثاني / قد يكون شخص عاجز عن رد الجميل فيقدم الشكر والامتنان و دعوات متتاليه في ظهر الغيب لمن تفضل عليه .. دعوات لا يعلم بها الا رب العالمين ويظل ممتنا لصانع المعروف ولا ينسى فضله الثالث / ونادرا مايحصل هو من تنكر للخير وأهله و هذا لا يُلتفت اليه فكلا يعمل بأصله وكما تفضلت " كل اناء بما فيه ينضح " الانسان الخيّر المعطاء لا يبالي لمن تنكر للجميل مهما كان نوع نكرانه فالخير في نفوسنا لن يموت بنكران احدهم أوجحوده فقط لنحسن الظن بمن نقدم لهم الخير فربما لهم اسبابهم التي تمنعهم من رده ولا نتوقف عن تقديمه لغيرهم ولا نريد بذلك الا رضا الله ثم رضانا عن أنفسنا

أختي المتميزة رحيــــل:

حقيقة، شعرت بالحرج والتقصير في طرحي للموضوع وذلك بعد أن قرأت مداخلتك وتفصيلك الجميل للأحوال الثلاثة المتوقعة لرد الجميل،

وكيف أننا لا يجب أن نحرص على أن يبقى الخير في نفوسنا فقط،

بل يجب أن نسعى لزرعه في قلوب الآخرين وخاصة في قلوب الجيل القادم من إخوتنا وأبنائنا لتظل مجتمعاتنا واحات من واحات الخير والعطاء.

أختي رحيل:

أسعدتني مداخلتك واستفدت منها،

فضلاً قبول تقديري واحترامي.

دمتِ بصحة وهناء.