يبدأ علماء أمريكيون وفيتناميون مؤتمرا مشتركا في العاصمة الفيتنامية هانوي لبحث آثار ما يُطلق عليه اسم "العنصر البرتقالي"، وهو مادة كيماوية ترش على المزروعات فتتلف أوراقها استخدمها الجيش الأمريكي خلال الحرب الفيتنامية.
وتحتوي المادة على أخطر أنواع الدايوكسين المعروف بعلاقته القوية بالأمراض السرطانية وتشوهات المواليد.
ويدرس المؤتمر الذي يعتبر الأول من نوعه والذي يستمر أربعة ايام، الأبحاث التي تدل على ان الدايوكسين الموجود في العنصر البرتقالي ما يزال يصيب الإنسان بعد مرور ثلاثة عقود على رش تلك المادة.
يذكر انه خلال الحرب الفيتنامية التي انتهت عام خمسة وسبعين، قام الجيش الأمريكي برش أربعين مليون جالون من العنصر البرتقالي لتدمير الغابات التي كانت مأوى للمقاتلين الفيتناميين ومنعهم من الاختباء في الأدغال والغابات في عملية أطلق عليها أسم عملية "رانش هاند.
وقام البروفيسور آرنولد شكتر من معهد الصحة العامة في جامعة تكساس باختبار عينات دم من 43 شخصا يعيشون قرب قاعدة سابقة للقوة الجوية كانت تستخدم كمستودع للمادة.
وقال شكتر إن الاختبار أظهر أن أهالي منطقة بيان هاو يحملون في أجسامهم نسبا عالية من العنصر البرتقالي تبلغ كثافتها 413 جزءاً في الترليون، مقارنة بنسبة اثنين في الترليون الموجودة في عموم البلاد.
ويعزو شكتر النسبة العالية من التلوث إلى السمك الذي يدخل ضمن وجبات الطعام التقليدية في المنطقة، حيث تترسب في أنسجته الدهنية مادة الدايوكسين السامة.
وقال إنه يمكن للسلطات الصحية تحذير الأهالي من تناول السمك المحلي وبدأ عملية تنظيف شاملة.
ولكنه قال إن نتائج الاختبارات قد لا تنطبق بالضرورة على جميع المنتجات السمكية في فيتنام. وبالرغم من أن فيتنام لم تسمح بإجراء اختبارات، فقد وجدت جامعة تكساس أن السمك الفيتنامي الذي يباع في الولايات المتحدة خال من التلوث.
وقال البروفسور شكتر إن ذلك يبين أن نسبة ضئيلة من الأراضي الفيتنامية فقط رُشت بالمادة. وقد تفلح الدراسة في تبديد المخاوف الفيتنامية من أن تؤدي مناقشة علنية للموضوع إلى الإساءة للصادرات الغذائية والسياحة الفيتنامية.
القوات الأمريكية رشت نحو مليون جالون من المادة السامة
ولا تزال عدة قضايا تتعلق بالموضوع تنتظر الإجابة عليها مثل مدى المعرفة بمادة الدايوكسين، إمكانية تحديد وتنظيف المناطق الملوثة - التي كانت من مسؤوليات هانوي خلال ربع القرن الماضي - والأهم من كل ذلك طرق مساعدة الضحايا.
وكانت الحكومتان قد اتفقتا العام الماضي على التعاون في مجال البحث في قضايا تتعلق بالآثار البيئية والصحية لمادة الدايوكسين، وأتفقتا أيضا على عقد المؤتمر الحالي.
وتتردد الولايات المتحدة بالاعتراف بالمزاعم الفيتنامية بوجود علاقة بين مادة الدايوكسين وولادة أكثر من مليون طفل مشوه.
وبالرغم من أن واشنطون تدفع تعويضات للجنود الأمريكيين الذين خدموا في فيتنام عن الآثار الناجمة عن العنصر البرتقالي، فمن غير المتوقع ان تدفع لضحايا الفيتناميين.
ولكن المؤتمر الحالي يستطيع على الأقل تقديم الأسباب العلمية من أجل زيادة المساعدات الإنسانية.