عندما أردت ان أحدد موضوعي لم أجد سوى هذا الموضوع الذي يمكن الاستفاده منه أو على الأقل التذكير بما يجب أن يفعله الآخرون وعسى أن يكون كلامي خفيفا على القلب وهو !! إن المحادثه ليست مجالا لإثبات أفضلية أحد الطرفين على الاخر. فبعض الناس يعتقدون عكس ذلك ، ولذا فإنهم يعرضون أفكارهم أمام الطرف الآخر على أنها حقائق ينبغي عليه أن يقتنع بها وألا يجادلهم فيما يقولون ... وإن اختلفوا في الرأي مع غيرهم يتمسكون برأيهم دائما على انه هو الرأي الصائب. وهذا في الحقيقه راجع إلى اعتبارهم للحديث أو للمناقشه على أنه نوع من إثبات الأفضليه، فإن استسلموا لرأي الطرف الاخر المخالف لرأيهم كانوا من الخاسرين أو الضعفاء ولذا فإنهم يريدون دائما أن يكونوا من أصحاب الرأي الصائب حتى يشعروا بأنهم الافضل أو الاقوى.
ومثل هؤلاء المتحدثين نجدهم دائما يقولون عبارات مثل : ( إنك مخطئ تماما) .. ( لا أوافقك الرأي بتاتا) ..( من أين جئت بهذه المعلومات الخاطئه؟!) ..( لا..لا... إن الأمر ليس كذلك، دعني أقول لك الرأي الصائب). إن مثل هذا الاسلوب في الحديث يباعد ولا يقرب، ويقطع ولا يصل ويضع العراقيل أمام استمرار الحديث بشكل ناجح يبعث على الألفه والصداقه بين الطرفين.ومايجب أن يفهمه مثل هؤلاء المتحدثين هم أن الاستسلام لىأي الطرف الاخر المخالف معهم في الرأي لا يعتبر ضعفا طالما كان صائبا يقبله المنطق.. وإن كثيرا من الأفكار التي نتناولها في حديثنا مع الآخرين قد تكون قائمه على مجرد افتراضات أو اعتقادات وليست حقائق مسلّم بها وبالتالي فإن ذلك يفرض علينا أن نكون أكثر مرونه إلى حد مافي تبادل الأفكار والآراء وأن نحترم حق الطرف الاخر في إبداء مايراه صحيحا وإن كان مخالفا لما نعتقده. ولذا فإنه إذا أبدى الطرف الاخر الذي تحدثه رأيا مخالفا لرأيك فلا تقابله بمثل هذه العبارات السابقه التي تعرقل المحادثه وتفقده الحماس للنقاش معك ، وإنما اجعل ردّك دائما يعتمد على الافتراض وليس الحقيقه المسلّم بها كأن تقول : ( لكني اعتقد أن...) أو ( في الحقيقه أن انطباعي عن هذا الموضوع هو ... ) أو ( قد تكون على صواب لكنني أعتقد أن ... ) . فإن مثل هذه الردود تشعر الطرف الاخر بتقديرك لما يقول، ورغم أنك لاتوافقه تماما ، وبالتالي تجعله يستمر في المحادثه بارتياح وقبول. هذا ماأردته إيضاحه لكم أخواني القراء وعسى أن نكون قد استفدنا مما أشرنا اليه والله الهادي الى سواء السبيل ....... ولكم تحياتي
أخوكم / الو111في