حروف مبعثرة

>
>>
>>>

في يوما ما كنت اعبث بباقة من الورود نثرها الزمن أمامي بطريقة ا شبه ما تكون بالعشوائية وتناثرت أوراقها وملئت الأرض عطرا وكستها ألوانا طبيعية جذابة...... تأملت قليلا بروعة تصميم الخالق تبارك وتعالى

وكانت بين تلك الورود وردة في منتهى الجمال تحتضن بين ثناياها اجمل وأزهى ألوان الطبيعة وتفوح منها أزكى وأطيب الروائح كانت أروعهم واحلاهم واعبقهم عطرا

يسرني النظر إليها... أحدق بأوراقها تأخذني إلى عالم الجمال... أشم رائحتها أغيب عن الوعي.. يالي روعتها.. ولجمالها

وفي لحظة أغراني بها الشيطان.........تاقت روحي المسكينة لتلك الوردة,,,
ليس بغريب فأنا ابن آدم!!!
مددت يدي إليها بلطف وامسكتها بكل ما تحويه مشاعري من حنان..شعرت وكأني طائر يغرد فرحا بأحلى انشودة لزمن نسي طعم الحب...وتهتز أوراقها طربا لنشيدي.. حينها اختلط التشاؤم والتفاؤل بداخلي..خشيت أن يخذلني حظي المنحوس..
سألت نفسي,,!! يا هل ترى يأتي يوما ما يعتدل فيه حظي العاثر؟؟

أخذت الأفكار تتقاذفني والمتضادات تتلاطم بداخلي من غير أن تجد لها قرارا ترسي عليه..
أمسكت بها وإذ بها آية!!...روعه!!!
تمتزج بداخلها ألوان الطيف بألوان تشكيلية!!
ما أروع ذلك المزيج من الألوان الخلابة, ما أروع تلك الفنانة التي استطاعت برهافة حسها أن تمزجها لتشكل عالم من الإبداع, فعلا إنها فنانة مبدعة لا بل إنها مبدعة فنانة.. وان الإبداع اخذ شهرته من فنها
وتأملت بتلك الوردة وإذ بإحدى أوراقها جرح لم يلتئم بعد ,
لعنت كل الجروح!!! كل ناقصة وزائدة!!! لعنت كل ابيض واسود!!!
وصرت أتخبط بخطاياي علها تقربني إليها!!!!!!!!
لا حول ولا قوة إلا بالله ,, اللهم اغفر خطاياي

وما لبثت روحي إلا أن رفرفت لتحلق في سماء مشاعرها الطاهرة حتى عانقت عنانها لتلتف حول ريشة كانت بيدها, وبينما تداعب روحي المسكينة ناعم ريشتها تجلت قدرة الخالق وانبثق نور يشع من فوق وجنتيها معلنا ميلاد ذاك الحب الطاهر,,,
كأنه طفل وليد اللحظة , قدم إلينا وهو يحمل كل معاني الحب والإنسانية, كلما نظرت إليه وهو يبتسم لا تسعني الدنيا فرحا, وعندما انظر إلى جبينه أرى عالم مشرقا كله نشاط وحب وحيوية...
اخذ ينمو ويترعرع, لم ابخل عليه بمشاعري بحناني..بل منحته كل الحب.. حتى أنى أكاد اقسم بأن روحي انصهرت مع روحه
منحته كل الحنان كل العطف بل كل بعضي وبعض كلي,,
لا توصف سعادتي وهو ينمو بين مشاعري وبين ذراعي تلك المبدعة الفنانة وهي تحتظنه بريشتها وتغطيه بألوانها الدافئة,,

وفي فجر أحد الأيام أتذكر ذلك اليوم المشؤوم كان مثل هذا اليوم الذي دفعني لكتابة ما تبعثر من مشاعري

كان عمره لا يتجاوز العشرين يوما كان في المهد, لا يزال رضيعا, وبينما كانت مسامعي تتجرع كأسا "من الشراب" من حناجرها الذهبية حتى ثملت,, أخذت ريشتها وأردت أن أداعبه , التفت إليه وهو يبتسم مع إشراقة يوم جديد كعادته كي يملا دنياي بالحب..
ورحت أدغدغه بها وإذ بتلك الريشة الناعمة الطرية تخترق عنقه لتذبحه أمام أعيننا لم استطع أن افعل شيئا تملكتني نوبة من الحزن عصفت بجوارحي فوق بحر من الهم والألم حتى أغرقتني,,,
وسيطر علينا الصمت والسكون,, غشانا غيما من الحزن لو هل وابله لاغرق العالم بأكمله!!!!!!!!
عشنا بعالم طغى أحمره على أسوده بل اختلطت به الألوان ولم نعد نميز بعضها البعض....,,,,!!!!

أخذت تلك الفنانة الرقيقة ريشتها وهي ملطخة بدماء الروح البريئة لتستكمل لوحة كانت قد بدأتها قبل عشرين يوما,,,
واختلط احمر دمه بباقي ألوانها وبعض من أوراق الورود المتناثرة واستمرت بالرسم,, أخذت ترسم,,وترسم,, وتدير ريشتها من فوق جسد ذاك المذبوح الذي اختارت روحه الطاهرة بعدا فنيا أو علني أقول خلفية للوحتها التي أطلقت عليها "الأنانية",,
ترجم ذلك الموقف أقسى درجات الحزن بالنسبة إلى أعلى درجة الكبرياء بالنسبة إليها,, اختالها وهي ترسم فوق جثة هامدة من العواطف المبعثرة,,
كم كان المنظر مؤثرا بالنسبة إلى,,, وكان شغلها الشاغل لوحة "الأنانية" حتى ولو على حساب عواطف وجوارح وأحاسيس وجثث الأبرياء,,,,
كم أود أن اكرهها كم تمنيت أنى أستطيع ذلك؟؟؟؟؟؟؟

انتهت أخيرا من لوحتها وكانت في هامة الإبداع كانت روعة, وراحت تستعرض بها تكاد تطير من الفرح ,, بعكسي تماما,,
ووضعتها على جدار زمن بالي حقير ليس للمبادئ ولا للمشاعر به مكان,,

و هــــــا أنــــــــا
اقبع في غياهب الأسى أحاول أن اجمع شتات بعضي وبعض شتاتي المبعثر,,,,,,,

منقول .. بقلم / صوت المطر

أخ سعيد

أختيار راقي
وهذه لاتسمى حروف مبعثرة
يمكن ذات مبعثرة بحروف متقنة الصياغة
ما الاحظه فى الاختيارين
ان بطلك هو الضحية
اتمنى ان تكون مجرد اختيارات
لا تعبر عما بنفسك

تحياتي وتقديري ،،