كن مظلوما .... تكسب !!!!!!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

إليكم هذه القصة :

أرجو أن تعجبكم وتأخذوا منها العظة والعبرة .

جاءتني يوما تبكي بحرقة وتتكلم ببعض الكلمات بصوت متهدج ولا أكاد أفهمم ما تتمتم به كل ما التقطته من كلماتها المتقطعة قولها ( ما أبشع الظلم ) أجلستها وأحضرت لها كوبا من الماء وقلت لها :
هدئي من روعك واذكري الله وقصي على ما حدث .
قالت وهي تنتحب : لماذا كل هذا الظلم ماذا فعلت لهم لكل هذا ؟؟؟
قلت لهاوأنا أبتسم : يقول المثل : يا بخت من بات مظلوم ولا بات ظالم !!!!!!
قالت بحده : هل تسخرين مني وأنا في هذا الحال ؟؟و ماذا عليك فأنت لا تشعرين بالنار التي تشتعل في صدري ؟؟
قلت لها بابتسامة أخرى : أسخر منك ؟؟ أستغفر الله ، ألم تقرئي قوله تعالى

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ )

إنما قلت لك ذلك لأخرجك من حالة الحزن التي تشعرين بها وإلا فإنه من وجهة نظري فأنا لا أؤيد هذا المثل أتدرين لماذا ؟؟
قالت وصوتها يلفه الحزن : لماذا ؟؟
قلت لها : لأن النبي صلى الله عليه وسلم تعوذ من الظلم وفي الدعاء المأثور
( اللهم إني أعوذ بك أن أظلم أو أظلم ) وهذا يعني أن يتعوذ المسلم من أن يظلم أحد أويظلمه أحد ، ولكن لا عليك قصي على القصة ربما أستطيع مساعدتك
قالت وهي تتنهد : تعرفت عليهن عند حظوري لأحد الدروس الدينية في بيت إحدى الأخوات ، ما كنت أظن إلا أنها صحبة طيبة ، أعجبني ما بدا لي من التزامهن وطيبتهن وترحيبهن بي فهي المرة الأولى التي أراهن فيها بيت هذه الأخت الفاضلة ، تكررت زياراتي لمنزل الأخت الفاضلة وازداد ارتباطي بالصديقات الجديدات ، قالت لي إحداهن : ما رأيك لو يكون الإجتماع في المرة القادمة في منزلي ؟؟؟ ترددت قليلا ثم وافقت بعد أن عرفت أن منزلها قريب جدا من منزلنا
في ذلك اليوم اجتمعنا في بيت الصديقة الجديدة ولكن فوجئت أن صديقتنا التي تقدم لنا الدروس لم تحضر !! استغربت !!
ولكن قلت ربما شغلها شاغل !!!
بدأنا في تجاذب أطراف الحديث وإذا بي أصعق من الكلام الذي يدور في الجلسة !!! غيبة ونميمة واستهزاء بالناس حتى صديقتي اللاتي يجمعن في بيتها لمتابعة الدروس لم تسلم من أذاهن وتعليقاتهن ؛ نصحتهن بالتي هي أحسن وباللطف واللين وأخذت أذكرهن بعواقب الغيبة والنميمة ونواهي سورة الحجرات
وأدعوهن للكف عن أكل وتقريض لحوم خلق الله وما يسببه ذلك من فرقة وشقاق
وإذا بهن يقلبن لي ظهر المجن ويقابلن نصائحي بالسخرية ويسلقوني بالكلام
وأنا لاأكاد أستوعب كل ما يحصل أمامي ، هل وصل بهم الأمر إلى هذا الحد ؟؟ تركت الجلسة وخرجت من المنزل وأخذت عهدا على نفسي أن لا أدخل هذا المنزل مرة أخرى . مرت علي عدة أيام وأنا في ذهول مما حدث !! بعدها بعدة أيام ذهبت إلى بيت صديقتي الفاضلة التي تقدم لنا دروس دورية كل أسبوع
ولكني أحسست أن صديقتي لم تقابلني بالترحيب والبشاشة التي تعودتها منها
قلت ربما متعبة ربما مريضة !! ولكن عندما جاءت بعض الأخوات رأيت صديقتي ترحب بهن وينبسط وجهها لهن فقلت في نفسي ما الذي حصل ؟؟؟
المهم بدأت الأخت الدرس عن الغيبة والنميمة وأحسست أنها تلوح بشيء ما وتديم النظر إلي عندما تتحدث عن من يقابلك بوجه ويتكلم عنك بعكس ذلك من ورائك ، وما أن انتهى الدرس حتى انتظرت خلو المكان ثم جلست مع صديقتي
وأنا أشعر بأن هناك شيء ما في نفسها تجاهي !!!!!
قلت لها : أحسنت في عرضك وشرحك لموضوع الغيبة والنميمة متى يكف كثير من الناس عن أكل وتقريض لحوم إخوانهم ؟؟؟
قالت بحده لم أعتدها منها : نعم متى يكفون عن ذلك ؟؟ ناس يجلسون معك بوجه ومن ورائك بوجه آخر ؟؟
قلت : كأنك تقصدين ما حصل في بيت صديقتنا الجديدة ؟؟
قالت : لم أكن أريد أن أتكلم احتسابا للأجر ولكن بما أنك بدأت الموضوع فلا بد أن أنصحك !! قلت بدهشة: تنصحيني عن ماذا ؟؟ قالت عن اغتياب الناس
بلغني أنك تكلمت في حقي وأنا أبيحك في كل ما قلت لأنك تبقين صديقتي
فعلى طريق الخير التقينا ولا أريد أن نفترق إلا على الخير ولكن لأ أريدك أن تتكلمي عن أحد بسوء لأنك تتصدقين بحسناتك وتهدينها إلى غيرك وتتحملين وزر سيئاتهم في يوم يتمنى المرء أن تكون له حسنة عند أبيه أو أمه ليأخذها منه !!!! صعقت من هذا الكلام ودارت بي الدنيا ؟؟ هل وصل بهم الإفتراء إلى هذا الحد ؟؟؟
قلت لصديقتي : منذ متى تعرفينهن ؟؟ ومنذ متى تعرفينني ؟؟
قالت ولأني أعرفك جيدا لا أريد إلا أن تكوني أحسن الناس دائما !!! أما هن فعهدي بهن جديد وأحسبهن على خير ولا أزكي على الله أحدا .
قلت : إذا لم تعرفيهن جيدا ، ما حصل هو العكس هن اللاتي كن يغتبن الناس ولم تسلمي حتى أنت من ألسنتهن وقد كنت أنصحهن و أدافع عنك .
قالت لي صديقتي بابتسامتها المعهودة : وهذا عهدي بك ودعت صديقتي وخرجت من منزلها والحزن يعتصر قلبي على ما حصل لي وجئت إليك أطلب مشورتك في أولئك الذين وشوا بي إلى صديقتي وألصقوا بي التهم !!! هل أواجههن هل أبسط لهن لسانا حادا كما فعلن من قبل هل أقابلهن بالمثل ؟؟؟
قلت لها : أليس لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ؟؟؟
قالت : نعم . قلت : وهل قابل صلى الله عليه وسلم السيئة بالسيئة أم قابل السيئة بالحسنة ؟؟ ألم يعط من حرمه ويغفو عن من ظلمه ؟؟ ما انتصر لنفسه قط
إلا أتنتهك محارم الله سبحانه وتعالى .
قالت لي : نعم ولكنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟و من يستطع أن يكون مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم ألم يقل سبحانه وتعالى (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ)
قلت لها : نعم قال سبحانه ( وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) ولكن أيضا قال سبحانه في الآية التي بعدها مباشرة
( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) تصوري كيف وكم يكون الأجر إذا كان على الله ؟؟؟ أتعلمين أنه يقارب أجر المهاجر الى الله فيموت في هجرته لقوله تعالى
( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)
سبحانه هو أكرم الأكرمين وعطاؤه أجزل العطاء .
ثم هناك أجر آخر تكسبينه من صبرك على هذا الظلم وهو جزاء الصابرين وهو بلا حساب كما قال تعالى ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ )
وأجر آخر أيضا فقد ورد في الحديث الشريف أن ما من عبد أصابته مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا .
قلت لها : هل تريدين المزيد ؟؟؟
قالت : يكفيني هذا جزاك الله خيرا ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)
قلت: لها هل اطمأنت نفسك الآن ؟؟
قالت : وكيف لا تطمئن نفسي والله سبحانه يقول (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
نظرت إلى الساعة وقالت الوقت متأخر يجب أن أعود إلى البيت أثابك الله على نصائحك وتوجيهاتك .
قلت لها بابتسامه : هل نقول يابخت من بات مظلوب ولابات ظالم ؟؟؟
قالت وهي تبتسم : بل نقول اللهم إني أعوذ بك من الهم والغم وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم .
قلت لها مودعة : حفظك الله من كل سوء ، على دروب الخير نلتقي دائما .....

أرجو أن تكون القصة قد أعجبتكم وعلى طريق الخير نلتقي دائما .

والله من وراء القصد .

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..


قصه رائعه .. وفيها الكثير من العبر ..
الله يعطيك العافيه .. dehnal3ood
وجزاك الله خير ..


.




.

اللهم اجعلنا من المظلومين ولا تجعلنا من الظالمين

بوركت وسددت على هذه القصة الرائعة

ولي تعقيب بسيط عليها.......فواجب الاخت الملتزمة التي نقل لها الموضوع

ان تتحقق فليس من العدل الن تتهم وتطعن من دون تروي

فيجب على الانسان دائما التروي في جميع الامور

تحياتي للجميع

اختكم صمت

الأخت الفاضلة سديم :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،

جزاك الله خيرا على مشاركتك وتفاعلك مع القصة وما بها من عبر ومعاني

وفقك الله لكل خير وعلى دروب الخير نلتقي دائما بإذن الله .

الأخت الفاضلة صمت المشاعر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

جزاك الله خيرا على مشاركتك الفاعلة ، صدقت أختي يجب على الأخت التي نقل لها الخبر عن صديقتها أن تتثبت ، فالتثبت من الأخبار منهج حثنا عليه القرآن الكريم قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نادمين )

ولكن أختي هناك من الناس من لهم القدرة على تزويق الباطل بحيث يلتبس أمرهم حتى على كل حليم وخاصة إذا كان الإنسان سليم الصدر ولا يظن بالناس إلا كل خير كما يبدو من ظواهرهم . أكررلك شكري وتقديري

ولكن أختي هل نقول (اللهم اجعلنا من المظلومين ولا تجعلنا من الظالمين) ؟؟؟
أما أنا فأقول اللهم إني أعوذ بك من الهم والغم وأعو ذبك أن أظلم أو أظلم.
لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن تمني أو الدعاء بما لاطاقة لنا به فقال صلى الله عليه وسلم (لاتتمنوا لقاء العدو وأسلوا الله العافية فإذا لقيتموه فاصبروا ) حديث صحيح ( أو كما قال صلى الله عليه وسلم )
وفي خواتيم سورة البقرة ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ).

وفقك الله لكل خير .
وعلى دروب الخير نلتقي بإذن الله .

رب ضارة نافعه.. (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم)..

قصة لاتحمل الا كل العبر ..سلمتي وبارككي الله ..
اختي الله لايعدمنا وتقبلي مني فائق احترامي..
اختك عاشقة الليل..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الأخت الفاضلة عاشقة الليل جزاك الله خيرا على المشاركة والتفاعل مع موضوع
القصة ، أسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك .
فعلا (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم)..


( وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )
وكما يقال [ يالله عسى في ما تكره النفس خيره ٌٌ]

أكرر شكري وتقديري وفقك الله لكل خير وسدد خطاك .
وعلى دروب الخير نلتقي دائما بإذن الله .