وعلى نحو غير مسبوق امام الحرم المكي يهاجم القذافي من دون تسميته !

على نحو غير مسبوق في خطب الجمعة في الحرم المكي فإن امام الحرم وخطيبه الشيخ عبد الرحمن السديس تناول قضايا سياسية واعلامية عربية وعالمية مهمة، وهو من دون ان يسمي رئيس ليبيا العقيد معمر القذافي فإنه هاجمه متهما اياه بانه "تفريخ استعماري وانه شوكة في خاصرة الامة"، كما امتدح ما جاء على لسان ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز خلال القمة العربية ردا على تطاول القذافي. واذ لم يذكر خطيب الجمعة في الحرم الشريف اليوم الامير عبدالله بالاسم كذلك فإنه قال "انه كلما انبرى عبد لله موفق رشيد لغرس هذه الركيزة وتأسيسها في الأمة انثنى بعض الموتورين شوكة في لهواتنا و طعنة في خاصرتنا يقذف بالمهازل و المزايدات و يهرف بالسفه و المهاترات متغافلا عن كون الامة الاسلامية تكابد الشدائد و تعاني المرائر في عالم متغير وفي مرحلة عصيبة لايعلم عواقبها الا الله سبحانه". واضاف الشيخ السديس "وحينما يستمر الهذيان ويستمرأ الكذب والبهتان يقيض الحق عبد لله ملهما ينصر الحق ويوضح
للخلق بحزم و حق من هؤلاء الاقزام ربائب الغرب وافراخ الاستعمار، بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق". وفي الخطبة حث امام الحرم المكي العالم الاسلامي بمناسبة بداية العام الهجري الجديد والعالم في توجس والمنطقة في احتراق وحبل استقرارها في قلق واضطراب على الاستفادة من الهجرة النبوية وما فيها من عبرة الاتحاد والتناصر والتخطيط الواعي للنهوض بالأمة من كبوتها والدفاع عن مقدساتها من ارهاب الدولة الصهيونية الغاشمة وصوناً لها عن ويلات المحن وأن لا يفوتهم ان الخصوم هم الخصوم بل ألد.. وان التحديات هي التحديات بل اشد. وواصل امام وخطيب المسجد الحرام خطبته قائلا "اننا لنرجو ان تكون مناسبة الهجرة النبوية خير اوان للتصحيح والمراجعة وافضل زمان لتصفية والمحاسبة لتدرك الامة ان تأسيس الأمور واحسانها وتمهيد القواعد واتمامها رهين استعصامها بكتاب ربها واستمساكها بسنة نبيها صلى الله عليه و سلم". وقال ان الأمة لن تستبدل ضعفها بقوة وهوانها بعزة الا اذا عادت الى ذلك الطراز العالي الذي سطره السلف في العصور الخوالي وهو ابراز الحقائق و المحاسن لهذا الدين التي سعد بها المصطفى واصحابه واسعدوا بها العالم قرونا من الزمان وسيصلح الله
شأننا اذا نظرنا في مرآة الشريعة ماشأننا.

وأوضح الشيخ السديس ان رجال الفكر وحملة الاقلام وارباب الثقافة والاعلام لن يجدوا في اعطاف الامة ارتياحا لطرح وانعطاف لعرض مهما تدفقت من حروفه الجدة والاثارة الا اذا كان مفعما بالنفع والحكمة وما الحكمة الا لزوم المصداقية في الحوار والدعوة الى الحق بالحق وسلوك مسالك الاصلاح بالبرهان والرؤية والرفق والأناة".

وبين انه من غيوم الفتن التى تصاعد دخانها في سماء الامة ويرجى مع بداية العام انقشاع هذه الغمة ما ابتلي به الاسلام من حملات ظالمة وهجمات عاتيه من اقوام غلى الكيد من مراجل قلوبهم فطفح زبد اقلامهم وعلا فحيح اعلامهم ولم يهتدوا الى الوقوف على معاني الاسلام وحقائقه فناصبوه الهجوم وبدى على سفوحات وجوههم الوجوم وتلقفهم بكل أسى وأسف ببغاوات من بني جلدتنا فنثنوا في نشر سلبيات المدنية الغربية بين ظهراني الأمة رافعين عقيرتهم ان الداء آت من الاسلام مطالبين بتغيير مناهجه وتشويه مباهجه ولهؤلاء يقال اربعوا على انفسكم واعلموا ان الاسلام في الذوابة

.