أعود في مواضيعي دائماً للأسرة .. كون الأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع والتي ننطلق منها لحياتنا الخارجية ونفسيتنا داخل بيتنا توثر على عملنا وإنتاجنا وعلاقاتنا سواء سلباً أو إيجاباً
فموضوعي هذه المرة عن غربة الزوج عن بيته وأولاده وسفره خارج البلاد لتأمين دخل ومصاريف بيته .
وبالتأكيد هناك آثار جانبية وتبعات لسفر الزوج وغربته سواء من ناحية الزوج أو من ناحية الزوجة والأولاد
لنأخذ جانب الزوج :
حيث سيعتاد على العيش وحيداً ويعود لحرية العزوبية من جديد بعد إلتزامه مدة طويلة في المسؤولية … فيعود للخروج متى يريد ويرجع للبيت في أي ساعة يريد ولا من يسأله فين رحت ولا متى ترجع ولا ليش تأخرت أو مع مين بتحكي بالتلفون ولا طلبات الأولاد من تدريس وغيره ولا طلبات الزوجة وحاجيات المنزل والإلتزام والتقيد
فيأتي وقت الإجازة ويعود الزوج إلى بلاده وبيته وأولاده الذين ينتظرون الإجازة بفارغ الصبر ليروا والدهم فيصدم الأب بأنه بعد الإشتياق لهم واللعب معهم أسبوع على الأكثر بعدها سينتظر إنتهاء الإجازة بفارغ الصبر لأنه بدأ بالضوجان من ضجة الأولاد والضجر من الطلبات التي لا تنتهي في أي بيت خلص إعتاد على العيش بدون تقييد وبحرية تامة.
(للعلم هذا ماحصل بالضبط مع عائلتين من الأصدقاء أعرفهم جيداً)
فالنأتي الآن إلى جانب الزوجة:
حيث ستكون عايشة في دوامة الحياة تقوم بدور الأب والأم في آن واحد وتتحمل كل أعباء الحياة لوحدها.. تؤمن البيت من كافة حاجياته وتدرس وتطبخ … ناهيك عن طلبات الأولاد فهذا الولد طفشان وهذه البنت تريد اللعب مع صديقاتها ولاننسى طلبات المدرسين والمدرسات في المدرسة كل يوم يبعتوا ورقة (إبعت مع إبنك كراسة جديدة … أو ملابس لحفلة المدرسة … أو ألوان ومقص و و و )
وفي النهاية هي إنسانة بحاجة لدعم نفسي ومعنوي من زوجها الذي إعتاد على البعد العاطفي عن زوجته (فالبعيد عن العين بعيد عن القلب) ولكن ماذنبها هي ؟؟؟ أليست إنسانة ولها مشاعر وأحاسيس ؟؟ تتعب وتشقى لتتحمل اعباء الحياة مع زوجها لا تستحق كلمة تقدير لتعبها؟؟
- في زمن طغت الماديات فيه على كل ماهو حولها , أصبح وعلى قول الإخوة المصريين ( اللي معاه قرش يسوى قرش , واللي معهـــووش مايلزمـــــوش ). إستدلالي بهذا المثل لا يعني بأي حالٍ من الأحوال أنني أوافقه الرأي بل لمجرد التذكر بأن الماديات أصبح طريقها يتطلب المزيد المزيد من التعب والشقــــــاء .
- في زمننـــــا هذا وهذا الكلام موجه للأخت الكريمة شغـــــــف , أصبحت المرأه تترك زوجها بل وأحياناً أبنائها لتقف جنباً إلى جنب معه في زجه متطلبـــــــات الحيــــــــاه , فأختي وأخته وزوجة فلان أصبحن معلمـــــــــــــات في قرى تبعد عن مدينتنا آلاف الكيلوامتـــرات .
- لكل متطلب من متطلبــــــات الحياه ضريبه , وهذه الضريبة المره تعتبر الثمن الذي يدفعه هذا الرجل لكي يوفر لأهله حيـــــــاة كريمــــــــة .
صدقت أخي محسون طالما إنت معاك وبعطي بتلاقي الكل حولك ولو جار الزمان عليك مرة بتتلفت حوليك وما بتلاقي حدى
لكل متطلب من متطلبــــــات الحياه ضريبه , وهذه الضريبة المره تعتبر الثمن الذي يدفعه هذا الرجل لكي يوفر لأهله حيـــــــاة كريمــــــــة .
وهذا ما اردت توصيله بالضبط للأخت شغف
أختي ((وضع خاطيء)) أكيد وضع خاطيء ولكن الزوج أيضاً وجوده بين أولاده وهو لا يملك مايعيشهم به عيشة كريمة أيضاً مافائدة وجوده
فهل الأفضل أن يبتعد عنهم أم يجلس يجانبهم لا يملك قسطاً للمدرسة أو مصروفاً للأولاد أو حتى ملابس للعيد يفرح قلب أولاده بهم؟
ستقولين عزيزتي ممكن أن يبقى في بلده ويشتغل بأي شيء ويرضى بالقليل ولكن صدقيني ياشغف لو فعلاً وجد هذا القليل في بلده لما إضطر للغربة . الحياة العملية ليست بسهولة الكلام النظري
ولا اعتقد انه لايوجد حل 000 لكنه يحتاج الى حوار ليستنير الموضوع