-·=» ونَالَ رتبتَهُ شَهيدا «=·-

-·=» ونَالَ رتبتَهُ شَهيدا «=·-


د. محمود الشلبي
إلى أطفال غَزَّة..


(1)

سَجَدَ الملاكُ على قَميصِ الرِّيحِ،
مسَّتْ راحتَاهُ الأرضَ،
أَعْطى غَزّةَ الخَتْمَ الإلهيَّ الوَحيدا
كانَ الشِّتاءُ يخضِّبُ الشُّرفاتِ بالحِنّاءِ،
والدَّمُ كان يفتتِحُ النَّهار
بباقةٍ مِنْ زَنَبقِ الشُّهداءِ،
قَالَ: قُطِفْتُ مِنْ مَهْدٍ إلى لحدٍ،
وفارقَتُ الوريدا
البحرُ آنَسَ وَحْدَةَ الشّطَانِ،
مُتّخِذاً من الموج الرَّصاصيِّ،
الذي غصَّت قوادمُهُ بحنجرةِ الرياح هناك
سُلَّمَهُ الجديدا
الأرضُ في عُرْفِ المقاتلِ تَسْتحِيلُ مَجَرَّةً،
تمتدُّ مِنْ دَرْبِ الطفولةِ،
تَلْتقي بنجومها
في ساحل المتوسّطِ الغَزِّيِّ،
نَبْرَتُها العليَّةُ تجتبْي دَرْباً سماويّاً،
ولم تَذْهبْ بعيدا
في حِضْنِ غَزّةَ،
نام طفلٌ إِثْرَ طِفْلٍ،
فَوْقَ أقواسِ الأهِلَّةِ،
تحت أجنحةِ البياضِ،
ونال رتبتَهُ شَهيدا

(2)

الحربُ حَكَّت قَرْنَ يهوا في قريحتِها،
فظاهرها الخرابُ المُسْتطابُ،
وعاقرَتْ في نَشْوَةِ التدميرِ خَمْرا
مِنْ أيِّ بَرْقٍ خُلَّبٍ سيجيءُ رعدٌ،
صَوْبَ مِصْر،
والكِنانةُ أُفرِغَتْ منها النِّبالُ،
وأغلقَتْ أبوابها: باباً على بابٍ،
وأعطت وَجْهَهَا ظَهْرا
لكنَّ عَيْناً للبراءةِ فجَّرتْ في الحرب أعيُنَها
بصحراءِ الجنوبِ،
فأَعْشَبَ الغيمُ المُسَافِر
فوق غَزَّةَ،
مِنْ دَمٍ خِصْبٍ همى
وانسابَ نَهْرا
والصَّاعدونَ من الجِراحِ،
القاطنونَ نَدى الصَّباحِ،
تماثلوا للنَّصر،
طافوا يسألونَ الليلَ عن قِنديلِ وَحْشَتِهمْ،
مِنَ الأقصى تعالت أنجمٌ لألاءةٌ بالنَّبضِ،
وازدانَتْ بِهمْ مَهْرا

(3)

يا بَحْرَ غزة، يا عميقَ اللّوْنِ،
يا وجع الحصارِ المُسْتَبدِّ على الأُفُق
يا مدَّ هذا الجَزْرِ،
يا سِرْبَ الطيورِ إلى بَساتينِ التَّفَاؤلِ والقَلَق
بكَ تَنْهَضُ الشُّطآنُ من أحلامِها،
التركَتْ دماثَةَ نَوْمِها حِبْراً بذاكرةِ الورق
يا بحرَ غَزّةَ، يا عصيرَ الأرجوانِ على الرِّمالِ،
سَكَبْتَ حبرَكَ للجهات
صَبَغْتَ قُمْصَانَ الغَسَق
يا بَحْرَ غَزّةَ، مَوْجُكَ الغيمُ الذي يَرْقى
بِسُلَّمِكَ السَّماءِ،
ويصْطفيكَ مِنَ الملوحةِ والأرق
يا بحرَ غَزَّةَ، سوف تمتدُّ الصَّواري
مِنْ حدودِ الماءِ للجوزاءِ،
والأسْمَاءُ قافلةُ السَّراةِ إلى الفَلَق
يا بَحْرَ غَزّة، يا صديق الريحِ والأمطارِ،
مِثْلُكَ لا تضيقُ به الجهاتُ،
ولا يُقَيِّدُهُ نَسَق
لو بَلَّطُوكَ بِغَيْظِهم ورصَاصِهْم،
لَنْ يقتلوا معناكَ فيكَ،
ولنْ يَنالَ المُعْتَدونَ سوى الغَرَق......


تحياتي التوليب( صبارة المنتدى)

نقل رااااااااااااااااااااااااااااااائع غاليتي توليب
كروووووووووووووووووووووووووووعتك
سلمتي وسلم ذوقك الراقي
تقبلي أول المارين
مشاعر

يسعدني تكوني أول المارين عالموضوع

رائعه بكل حالاتك
التوليب
نقل رائع وكثر من رائع

تقبلي مروري انستي

منقووووول رائع توليب
يسعدك ربي

أبو رائد ::: ملوووووووووووووكة

ربي يسعدكم عالمرور