قال الرجل لصاحبه: لماذا تبدو تعيساً مهموماً؟
أجاب: لا أجد ما يُسعدني.
سأله: هل أنت بحاجة إلى مال؟
أجاب: كلا !
سأله أيضاً: هل لديك مشاكل مع أسرتك أو عملك؟
أجاب: كلا !.
عندها ظهرت الحيرة على وجه الرجل فقال له: إذن ما الذي يجعلك تبدو هكذا؟
أجاب: لا أعرف . .
سأله من جديد : هل لك أصدقاء . . هل تحب الناس؟
سكت ولم يُجب، وبعد فترة من التردد قال: لا أعرف.
عند ذلك أيقن الرجل بأنه قد وقع على سر تعاسة صاحبه،
فقال له: اعتقد بأنك لا تحب الناس.
أجابه: ولكنهم أيضاً لا يحبونني.
فقال له: هذه هي مشكلتك الرئيسية . . أنت لا تحب الناس لأنك تعتقد بأنهم لا يحبونك، وهم لا يحبونك لأنك لا تحبهم.
سأله: وما أدراهم أني لا أحبهم، فأنا أعاملهم بأمانة وصدق.
قال له الرجل: إن حب الناس شيء أخر غير التعامل معهم، أنه ذلك النبع الخفي في القلب الكريم الذي يواسي ويفرح، الذي يشارك الآخرين في كل شيء، إنه الاندماج العاطفي معهم، انه الفيض الذي يُضئ الحياة ويُيسر أمورها.

وفيما يبدوا بأنه إقرار بذلك سأل المهموم: وماذا أصنع لأنال ذلك؟
أجابه: تعلّم بأن تحب الناس، أن تُعطي دون أن تنتظر الجزاء، تواضع لهم فإن الناس يحبون المتواضعين، قابلهم ببشاشة ولطف فالشخص البشوش شخص محبوب، حاول أن تذكر حسناتهم وتنسى سيئاتهم، لا تكن جارحاً في كلامك فإن ذلك يتسبب في ضياع المحبة، و إن أردت أن يحبك الناس، احتملهم ولا تنتقم لنفسك، ولا تقابل السيئة بمثلها.

وستجد لاحقاً بأن الجزاء سيغرقك في فيض من الهناء،
وسترى الناس قد أحبوك،
وسينعكس ذلك إيجاباً على حياتك،
وستشعر بأن الحياة قد أصبحت جميلة وذات هدف،
بل ستشعر بأن كل شيء حولك قد أصبح يهمك ويسعدك.

إذن لنحصل على السعادة لا يتطلب منّا ذلك إلا قلباً كريماً ينبض بحب الناس ويحس بهم ويتفاعل معهم.

من أحبه الله أحبوه الناس ومن أبغضه الله أبغضه الناس


وأن الله تعالى يحب من عباده من هو أنفع للناس فكلما زاد النفع للناس زاد حب الله لعباده
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ((أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله وأي الأعمال أحب إلى الله فقال رسول الله: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً ولأن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد (يعني مسجد المدينة) شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام، وإن سوء الخلق يفسد العمل، كما يفسد الخل العسل)).

ويقول الشاعر
إن لله عبـاداً فـطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا

نظروا فيها فلماعلموا أنها ليست لحيي وطنـا

جعلوها لجة و اتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا

وهذا الرجل من الناس يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أحب الأعمال إلى الله تعالى ليفعلها، ويسأله عن أحب الناس إلى الله تعالى عسى أن يكون منهم، فيجيبه النبي بهذا الحديث العظيم الجامع لأنواع الخير وخصال البر، وفي السؤال وجوابه دليل على محبة الله تعالى لأهل الخير من عباده وأنفعهم للناس
والنبي في هذا الحديث يبين أن أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، ومعنى ذلك أن الناس يتفاوتون في محبة الله عز وجل وأن أحبهم إليه سبحانه أنفعهم للناس، فكلما كثر نفع العبد لإخوانه المسلمين كلما ازدادت محبة الله تبارك وتعالى له، وكلما نقصت منفعة العبد لإخوانه المسلمين كلما نقصت محبة الله عز وجل له، والنفع المذكور في قوله عليه الصلاة والسلام: ((أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس)) لا يقتصر على النفع المادي فقط، ولكنه يمتد ليشمل النفع بالعلم، والنفع بالرأي، والنفع بالنصيحة، والنفع بالمشورة، والنفع بالجاه، والنفع بالسلطان، ونحو ذلك، فكل ما استطعت أن تنفع به إخوانك المسلمين فنفعتهم به، فأنت داخل في الذين يحبهم الله تعالى
نسأل الله عز وجل محبته ثم محبة الناس وأن يوفقنا لمنفعة أخوانـنا المسلمين لكل ماينفعهم ويدفع عنهم كل شــر في دنياهم ودينهم

أخي الحبيب والعزيز عبد الله 12 لك كل الشكر والتقدير والأحترام لطرحك لهذا الموضوع الجميل والشيق والمفيد وهو عن كيف يحبك الناس نسأل الله العزيز القدير أن يوفقنا لكل مايحب ويرضى من الأعمال والأقوال
الصالحه والنافعه لنا ولإخوننا المسلمين وجزاك الله كل خير ودمت في صحه وسلامه وسعاده دائـــمــه أستاذي

تعلّم بأن تحب الناس، أن تُعطي دون أن تنتظر الجزاء، تواضع لهم فإن الناس يحبون المتواضعين، قابلهم ببشاشة ولطف

باختصار :

احسن الى الناس تستعبد قلوبهمُ
................. فطالما استعبد الاِنسن احسان


طرح جميل وهادف


سلمت يداك ابو عابد


...

كلام صحيح وجميل
جزاك الله خير استاذ عبدالله ~

تعلّم بأن تحب الناس، أن تُعطي دون أن تنتظر الجزاء، تواضع لهم فإن الناس يحبون المتواضعين، قابلهم ببشاشة ولطف فالشخص البشوش شخص محبوب، حاول أن تذكر حسناتهم وتنسى سيئاتهم، لا تكن جارحاً في كلامك فإن ذلك يتسبب في ضياع المحبة، و إن أردت أن يحبك الناس، احتملهم ولا تنتقم لنفسك، ولا تقابل السيئة بمثلها.
:
هنا لب الموضوع
قد يتمنى البعض أن يكون محبوباً ولكن لم يفعل تلك المقومات ليكسب ذلك الشعور
فغالباً تكون تلك الصفات جبلت في ذلك الشخص من فطرته ولكن البعض يكتسبها
ويغير من نفسه ،إن بادر هو وأراد بذلك ..
موضوع قيم ومميز استاذي عبدالله
سلم فكرك وسلمت يداك
دمت بحفظ المولى

عامل الناس بالخلق الحسن يحبوك
موضوع جميل يعطيك العافيه

جزاك الله خير أخي الحبيب فتى الجميزه لمداخلتك القيّمة
وإضافتك المهمة حول المبادئ والأسس التي تُحبب الناس بالشخص،

وهو ما يُلاحظه فيك كل من عرفوك عن قرب،
فكانت النتيجة أن أحبوك.

تقبل جزيل شكري لكريم خلقك وجمال مداخلتك.
دمت بحفظ الله.

الله يسلمك أستاذي الفاضل وافي،

رائع هذا البيت من الشعر الذي اختصر فيه الشاعر الكبير "البستي" رحمه الله
كيف إن الإحسان إلى الغير من خلال الأخلاق الحسنة يجعلهم يحترمون الشخص ويحبونه.

دمت أستاذي الفاضل بصحة وسعادة.

وجزاكِ بمثله أختي الكريمة طيف المحبة،

تقبلي شكري وتقديري لمرورك ولجميل مداخلتك.

دمتِ بحفظ الرحمن.

الله يسلمك أختي الفاضلة ومديرتنا شموع.

كما تفضلتِ، أحياناً تكون المقومات التي قد تجعل الناس يحبون ذلك الشخص موجودة فيه بالفطرة،
ولكن الأهم منها هو السلوك الفعلي من الشخص في تعامله مع الناس،
والذي على ضوئه يحبونه أو يتجنبونه.

اعتقد بأن السلوك الحسن يرتبط بعدة عناصر أهمها التربية الحسنة من الوالدين،
وجود القدوة الحسنة بكثرة،
ثقافة المجتمع المحيط به وحرصهم على احترام الآخرين وعلى تطبيق الأنظمة،

فمتى ما وجد الشخص بأن كل من حوله يحترمون بعضهم ويطبقون الأنظمة، فسيجد نفسه حريصاً ليكون الأحسن.

أختي الفاضلة:
تقبلي شكري وامتناني لمداخلتك التي استفدت منها.
دمتِ بحفظ الله.