وقفة نزارية امام قصر الحمراء في غرناطه

قبل أن أودعكم وأذهب للنوم .. أهديكم هذا

الاختيار من أحد المنتديات (( نبض القلوب ))

للأخ طائر النورس .. آمل أن ينال استحسانكم ....
__________________________________________________ __________


قصر الحمراء

نزار قباني شاعر مرهف الحس ابدع في رسم صورة للحب لن تمحى من عيون العشاق تففن في ابراز مفاتن الجمال في النساء ، هاهو يقرأ التاريخ فوق ربوة السبيكة المطله على غرناطة , حيث هناك الذكريات تتراءى له يتصفح اوراق من بطولات الأجداد ومجد ضاع في زحمة الذل ، هاهو .. نزار يقلب صفحات ماض تليد في عيون عربية لفتاة أسبانية على مدخل قصر الحمراء الذي يعود تاريخه الى 635هـ .

في مدخل الحمراء كان لقاؤنا ** ما أطيب اللقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهما ** تتوالد الأبعاد من أبعـاد

ثم يطل علينا بسؤال ينبض من قلب عربي دمشقي .. يتصارع بداخله مزيج بين الماضي المجيد والحاضر المتعب …استفهام فتح له لقاء عاطفي ، كما فتح له غرناطة من جديد ..

هل أنت أسبانية ساءلتهـا ** قالت : وفي غرناطة ميلادِ

يا للروعة ..اذا لابد وانها تحمل من ذكريات الأجداد الشي الكثير االذي وان غير الزمان شكله الا ان اصله لايتغير، انها فتاة اسبانية بلامح عربية ولدت في ارض الأجداد في غرناطة وما ادراك ما غرناطة ، المدينة الحالمه على ضفاف نهر قلزم واللذي يعرف حاليا بنهر ( حدارة ) ..
لقد حملت هذه الفتاة ذكرى سبعة قرن مضت وجددت جروح في قلب الشاعر كان يضن ان الزمن قد محاها لكن هيهات ..

غرناطة وصحت قرون سبعة ** في تينك العينين بعد رقـاد

وينطلق هذا الشاعر المرهف الحس ، مع هذه الحفيدة الغرناطية التي اعادت له عبق الماضي ورواتحه و شجونه .

ما أغرب التاريخ كيف أعادني ** لحفيدة سمراء من أحفاد
ي
فتاة يرى في وجهها ملامح عربية ، فالوجه دمشقي والشعر دمشقي والعيون دمشقية والجيد عربي ..

وجه دمشقي رايت خلاله ** أجفان بلقيس وجيد سعاد

ويدور بينهما حوار عفوي فتسأله : أين تقع دمشق ، فيطوف به الخيال في فلسفة شعرية مهذبة لاتنقصها الروعة فيقول :

ودمشق اين تكون ؟ قلت ترينها ** في شعرك المنساب نهر سواد


في وجهك العربي في الثغر الذي ** مازال يخبرنا شمـوس بلادي


في طيب جنات العريف ومائهـا ** في الفل والريحان والكبَّــاد


انها صور شعرية نزارية النزعات تشبه الوان الفراشات الملونه الراقصة على روائح الزهور الربيعيه ، لقد كان يرسمها بفن متقن وبذكريات جارفة تلفع قلبه


سارت معي والشعر يلهث خلفها** كسنابل تُركت بغير حصاد

يتألق القرط الطويل بجيدها ** مثل الشموع بليلة الميــلاد

ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي ** وورائي التاريخ كوم رماد


وتاخذه تلك الفتاة الى جولة داخل قصر الحمراء فينظر الى تلك الزخارف التي تكاد تصرخ باسم العرب الذين بنوها …


والزخرفات أكاد اسمع نبضها ** والزركشات على السقوف تنادي

يوم اختلط فيه جمال التاريخ بجمال الدم في صورة تجسد عشق من نوع خاص عشق لو نطقت تلك الجدران لقالت هنا مجد الأسلام هنا بطولات العرب هنا قصة ملوك الأرض ..وهنا تصرح تلك الفاتنة باصولها العربية ..

قالت هنا الحمراء مجد جدودنا ** فاقرأ على جدرانها أمجادي

ياليت وارثتي الجميلة أدركت ** أن الذين عنتهـــمُ أجدادي


انها امنية تحمل التحسر على ماض تليد ، ضاع منا ونحن نلهث خلف التاريخ ، لقد كان الوداع وكانت رسالة اخيرة يوجهها الشاعر الي بقايا الأمة المسلمه
عندما ودع دليلته وودع الحمراء وودع غرناطه …

عانقت فيها عندما ودعتها ** رجلا يسمى طارق بن زياد

تلك هي رسالة نزار الأخيرة ..

تقبلوا تحيات أخوكم ______________________ الجبل الأبيض

الله الله اخوي
الجبل الابيض
مـــا اروع اختيارك
ومــا اعذب ذوقـــــك
شلمت يداك
واختيار موفقك
شـــــــوق

عزيزي الجبل الابيض .. بعد التحية ،،،

وكانك لاتريد لنا ان ننام .. وكانك لاتريد لنا الغفو .. فتعيدنا للامس البهيج .. الامس الذي كنا فيه هناك واليوم ليس لنا الا ان نكتب شعرا ونثرا في قصر الحمراء وفي اسبانيا واشبيلية .. لقد ابدعت باختيارك وكانك كنت هناك فيما بين نزار وتلك الفتاة الشقراء التي تنطق بالاسبانية .. سيدي الف شكر على اختيارك العذب ...

نزار
وفتاة
اسبانية
وقصر الحمراء
يضم شقراوات
اشبيلية
والجبل الابيض
بينهما
بنسج رداء
الغجرية
غجرية شربت من عذب
من قطرات هبة سماوية
وهناك خلف اطلال الامس
وهناك بقايا
عربية
والجبل الابيض
بين القصر
وبين عيون شقراوية
وكان نزار
يحاوره
وكان نزار
يبادره
ليلة
بقصر الحمراء
تذكرنا
باحلاما وردية

.....

..

ياعيني عليك

اخوي
كل ليلة وكل يوم
قبل النوم عدي علينا


راائع

واختيار راائع وجميل


اشكرك
لحسن الاختيار
ولذوقك الرفيع



كلك ذوق