كل عام وأنتِ بخير أختي الفاضلة شموع،
أشكر لكِ بداية طرح هذا الموضوع "الرائق" عن حكاوي العيد،
لن أتي بجديد عندما أقول بأن عيد الأضحى قد فقد بريقه عند البعض وذلك لأسباب منها:
- غياب بعضاً من أعمدة الأسرة ممن كان وجودهم كله خير وبركة وسبباً لتجمّع كافة أفراد الأسرة، فنتج عن ذلك أن تتحوّل المناسبات السعيدة إلى مناسبات لنتذكرهم بحزن.
- كنا في السابق وكما ذكر أستاذي وافي نقوم بشراء الأضاحي قبل العيد بعدة أيام، ونفرح بتواجدها في الحوش، ثم ذبحها بأنفسنا، فكانت عملية الذبح نفسها عبارة عن "أكشن" يستمتع به الصغار مع الكبار، بينما في وقتنا الحالي لا يشاهد بعض الصغار الأضحية إلا وهي "مقطعة في أكياس البلاستيك" حيث يتم شراءها ثم أخذها إلى المسلخ لتُذبح هناك.
بالنسبة لي فقد كانت أجمل أوقات هذا اليوم عندما اجتمعنا(إخوتي وأخواتي) على الغداء وحتى صلاة العصر حيث كانت جلسة رائعة افتقدناها منذ زمن، واتفقنا على أن نكررها بعد غد.
تذكرت اليوم موقف طريف حدث قبل ثلاث سنوات حين ذهب جميع أفراد الأسرة تقريباً للحج ولم يتبق في جدة سوى إحدى أخواتي وأنا، وكان عدد الأضاحي لدينا في تلك السنة خمسة وموجودة لدينا في الحوش، ولم يكن باستطاعتي ذبحها لوحدي، فاضطررت إلى أخذها للمسلخ لذبحها هناك، وساعدني ولد جارنا في وضع الأضاحي في سيارة "فان" كانت مخصصة لنقل البضائع لبقالتنا في ذلك الوقت.
كان الطريق إلى المسلخ مزدحم، وفي منتصف الطريق انفتح الباب الخلفي للفان، وسقط أحد الخرفان خارج السيارة، ولم أنتبه لذلك إلا بعد مسافة. وعندها أوقفت السيارة واقفلت الباب، وعندما عدت لأخذ الخروف "الهارب"، كانت إحدى السيارات قد وقفت ووضعوه في شنطة سيارتهم "وفركوا".
طبعاً، شريت خروف ثاني "بدل هارب" وما قلت لأحد عن قصته.
مرة أخرى، كل عام وأنتِ والجميع بخير وعافية،
ورحم الله أمواتنا وأموات المسلمين.