رمضان دمشق, تفضلو

يبقى شهر رمضان ذلك الشهر الغالي على قلوب كل مسلمي العالم حيث تعيش كل الدول الإسلامية هذا الشهر ضمن طقوس إيمانية خاصة بها ولكن بالمحصلة يبقى الهدف عند جميع مسلمي العالم في هذا الشهر هو التقرب من المولى تعالى وطلب المغفرة والرحمة منه ..

لا أريد أن أبين من خلال موضوعي فضائل شهر رمضان الإيمانية ولكن أحببت أن أنقل إليكم سيداتي وسادتي كيف تعيش حبيبتي هذا الشهر ..

هل عرفتم من هي حبيبتي ؟؟

هي

:

دمشق

تستقبل دمشق شهر رمضان بشيء من قدسية خاصة تستطيع أن تقرأ ذلك في وجه كل دمشقي حيث ترى وبصورة جلية صبغة الإيمان والرحمة التي ترتسم على وجوه الجميع فتراهم وكأنهم نسوا مشاكلهم وخصوماتهم فتعم الرحمة والإلفة ويظهر المجتمع الدمشقي وكأنه انصهر في بوتقة روحانية أخاذة عنوانها أيام طيبة من شهر طيب .

تبقى شوارع وأسواق دمشق في رمضان تعج بالحركة على مدار أربع وعشرون ساعة ففي رمضان لا وجود للنوم وما يميز دمشق خلال هذه الفترة من رمضان هي الأسواق الشعبية ..

ففي تلك الزاوية من الحارة الشعبية دكانة الحمصاني وقد انهمك في تحضير ( المسبحة ) والفول والتسقية إما بالزيت أو بالسمنة فليس بدمشقي من يجلس على مائدة الإفطار وقد خلت مائدته من صحن فول بالزيت أو مسبحة أو تسقية .. أما في الركن الآخر من الحارة فترى بائع العرقسوس أو التمر الهندي منادياً باللهجة الدمشقية المحببة ( شفا وخمير يا عرقسوس ) وقد اصطف من حوله الصائمون الذين جفت حلوقهم وتحملقت عيونهم شاخصة على برودة هذا الشراب الممتع ..

أما في بداية الحارة فيمكنك أن ترى الفرن الشعبي وقد بدأ الخباز بخبز أرغفة الخبز على الصاج وزين كل رغيف بحبة البركة السوداء ويسمى هذا الخبز بالمرقوق وتنبعث من هذه الأرغفة رائحة تسلب القلوب .

في مقابل الفرن الشعبي هناك بائع المعروك وهو نوع من المعجنات الخاصة برمضان امتازت دمشق منذ القدم في صنعه ..

أما في آخر الحارة فهناك بائع الحلويات العربية مثل القطايف العصافيري والمدلوقة بالقشطة والكنافة بأنواعها .

وعلى مدخل الحارة هناك الجامع طبعاً وقد تحول في شهر رمضان إلى ما يشبه خلية نحل فتكثر حلقات الذكر والتسبيح وترى قراء القرآن وقد أضافوا بأصواتهم الخفيفة قدسية على المكان تجعلك تشعر بأن السماوات باتت على مقربة من سماء دمشق ..

أما في ساعات السحور فهناك ذاك الشخص الطيب الذي يسمى المسحر ويمكنك سماع طبلته الصغيرة وبتناغم مع صوته الحنون

يقول :

يا نايم وحد الدايم ... يا نايم وحد الله ... قوموا على سحوركم اجا رمضان يزوركم ..
الآن جاء دور ( السكبة ) ومعناها بأن كل ربة منزل في الحارة لا بد أن تقدم لجارتها بعضاً مما طهته من طعام فتصور عدد جيرانك وتصور كيف ستكون مائدة إفطارك حينها ..
الله عليك يا بلدي

جميلة أنت يا دمشق بأسواقك وبعاداتك ... وجميلة أنت يا دمشق بشعبك الطيب الكريم ... وجميلة هي خصوصيتك في شهر رمضان ..

أدامك الله وحفظك من كل شر وأبعد عنك عين كل لئيم ..

لكم جميعاً من دمشق أعطر نفحات إيمانها ودمتم ..

قرأت هذا الموضوع وعشتُ معه وكأنما أعيش هذا الشهر الفضيل في دمشق

ولإنسجامي التام بسحر الموضوع

أحببت أن أنقله إليكم بما أننا على مشارف شهر رمضان الفضيل