الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ،
وبعد :
إن رمضان شهر كريم ، وموسم عظيم ، خصه الله تعالى على سائر الشهور بالتكريم والتشريف ، وأنزل فيه القرآن العظيم والذكر الحكيم .
قال الله تعالى { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [ البقرة : 185 ] .
فهو شهر البركات والخيرات ، وشهر إجابة الدعوات ، وشهر إقالة العثرات ، وشهر مضاعفة الحسنات .
فهو غرة الدهور ، ومصباح الشهور ، وربيعٌ للمؤمن يقتطف فيه الأجور.
فجد فيه بالطاعات أيها الإنسان وأترك الفتور ، وشمر فيه إلى معالي الأمور .
فمن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) } [ البقرة : 183 ] .
فسبحان من قسم عطاءه بين عباده فهذا مقبول وهذا مردود ، وهذا موفق للخير وهذا مصدود ، وهذا مجبورٌ وهذا مكسور .
فانظر في أي الفريقين تكون ؟! .
وصدق الله إذ يقول { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) } [ البقرة : 186 ] .
اللهم أهل علينا شهر رمضان بالسلامة والإسلام ، والأمن والأمان .
واغفر لنا فيه كل قبيح مما سلف وكان .
وأعتقنا فيه من لفحات الجحيم والنيران .
وأعنا على الخيرات يا من إذا استعين أعان .
واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين ، الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين .