من هو؟ وماذا أراد!!

من هو؟ ماذا أراد!


كل يوم يولد المئات، وكل يوم يتوفى المئات ... ليس الأمر جديدًا!
ولكن ليس أولئك المواليد والمتوفون سواءً، أمَّن ولد ومات إنسانًا عاديًا، كمن ولد ومات مجاهدا؟

"المهم أن نسير في الطريق الصحيح" كلمة رددها فارسنا كثيرًا، وآمن بأن الإيمان هو أهم سلاحٍ نتسلح به ... يصبرنا ويثبتنا ويطمئننا أن المستقبل للإسلام، فعلينا أن نصبر ونثابر حتى يتحقق وعد الله بالنصر، إن شاء الله تعالى.

المرشد السابق لجماعة (الإخوان المسلمين) مصطفى مشهور- رحمه الله تعالى، من مواليد عام 1919في قرية "السعديين" المصرية، انضم إلى الجماعة المباركة أواخر الثلاثينات، وتخرج في كلية العلوم بجامعة القاهرة عام 1942، وقضى حياته ما بين سجن وغربة وفي كلاهما عمل وجدّ ... عبادة وجهاد!

فمن سجن 1948 (3 سنوات) إلى 1954 (10 سنوات)، ويقول الراحل عن حكم 1954: "أحضرت إلى السجن الحربي، وكان التعذيب شديدًا بمجرد الدخول من باب السجن، وعذبت كثيرًا، وشكلوا لي محكمة لم تستغرق أكثر من ثلاث دقائق، وحكموا علي بعشر سنوات أشغال شاقة".

ثم 1965 (7 سنوات بدون تهمة)! بعدها انتقل إلى غربة دامت 6 سنوات، ساهم فيها بتكوين التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ووضع نظامه العام.

وفارسنا المشهور - مصطفى مشهور - له قدرةٌ عجيبةٌ على التعامل مع الأجيال الجديدة، لهذا عندما اختير مسئولا لقطاع الطلبة المصريين 1974 استطاع هذا التيار الذي نما في الجامعات أن يحدث تغييرًا واسعًا في المجتمع المصري.

عاد مشهور إلى مصر عام 1986 قبيل وفاة عمر التلمساني، حيث تم تعيينه نائبًا للمرشد العام آنذاك حامد أبو النصر، وفي 1996 عقب وفاة أبو النصر تم اختيار مشهور مرشدًا عامًا.

توفاه الله في 14/11/2002 بعد حياة ليست كحياة العاديين من البشر وبعد تعب وجهاد نسأل الله له القبول ... وقيل في جنازته إن موكب الجنازة كان جله من الشباب الذين هم دون الأربعين، بل الذين لم يبلغوا العشرين!

ستمر سنوات وسيبلغ الأطفال الذين شاهدوا الجنائز الصامتة الحلم، الجنائز التي لم يشاهدوها على الشاشات الصغيرة المضيئة في البيوت، وإنما شاهدوها في مواكب مهيبة طويلة طويلة.

(( يوم يبلغ هؤلاء الأطفال سيعقدون مقارنات بين جنائز أصحاب الهيلمان والطيلسان والنياشين المزيفة أو المغرضة، الذين انخلعت عنهم زيناتهم على خشبات الغسل.

وبين جنائز أصحاب المواقف الحقيقية، المواقف التي تبعث الحياة فيمن بعدهم فتتواصل الأجيال ... إنه الفرق يا أطفال اليوم وشباب الغد ورجال المستقبل بين موت العدم والفناء، والموت الباعث للحياة )) د. عمرو الشيخ، فـ "رب قبرٍ صاغ نصرا".

رؤيته للتغيير أنه يجب أن يكون جذريا ولو طال زمنها، فالإنجاز وحجم التغيير هما الأساس، والدعاة ليسوا مسؤولين عن النتائج بل عن العمل الصحيح، وكان دائماً يردد: "لا نريد لبنائنا أن يقوم ثم ينهار".

من مؤلفاته: طريق الدعوة، زاد على الطريق، تساؤلات على طريق الدعوة ... وغيرها الكثير،
حقًا فإن "من يعيش لنفسه يعيش مرتاحًا، لكنه يعيش صغيرًا ويموت صغيرًا،
ومن يعيش لغيره يعيش متعبًا، لكنه يعيش كبيرًا ويموت كبيرًا"،
اللهم ارحمه وأرحمنا، وثبتنا على الدرب القويم ... آمين، والحمد لله رب العالمين.

hedaya