الخطاب الدعوي النسوي في قفص الاتهام

لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الكبير الذي تؤديه المحاضرات والندوات الدينية النسائية ، في زيادة الوعي الديني والإرشادي بين النساء ، وتعريفهن بأمور دينهن ، وقضايا العقيدة ، ولا أحد يستطيع أن ينكر تأثير هذه المحاضرات الدينية على شرائح كثيرة من النساء ، كانت بعيدة عن النهج والسلوك الإسلامي ، بل إن بعض النسوة لم يكن يعرفن شيئاً عن أمور الدين الأساسية، وساقتهن الأقدار ، إلى محاضرة دينية أو دعوية ، فكانت سببًا - بعد الله عز وجل - في هدايتهن والتزامهن .
ولعل في ظاهرة اعتزال الكثير من الممثلات والفنانات في الوسط الفني ، الدليل الأكبر على أهمية المحاضرات الدينية النسائية ، فمن يقرأ قصص اعتزال هؤلاء الفنانات يجد أن البداية كانت بسماع إحداهن محاضرة دعوية ، أو شريط كاسيت لإحدى المحاضرات ، التي أيقظت فيها الوعي الكامن والإيمان المخدر ، ودفعتها إلى أن تسأل نفسها أين هي الآن ؟! وأي طريق تسلك ؟! وهل تبتغي مرضاة ا لله عز وجل في عملها ؟! ثم بعد ذلك بدأت تبحث عن الحل !!
"المستقبل الإسلامي" طرحت قضية المحاضرات الدعوية النسائية على بعض النساء ممن يواظبن على حضورها ، وعلى آخريات أعرضن عن حضورها لمعرفة الأسباب .
* الأسلوب الوعظي
الأخت نوف الصحفي : لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الهام الذي تقوم به المحاضرات الدينية ، في زيادة الوعي ، وتعليم وتوعية المرأة بأمور دينها ودنياها ، ولكن للأسف إن الكثير من هذه المحاضرات تبعث الخوف والرهبة ، في نفوسنا ، وتركز على قضايا الآخرة ، من عذاب القبر ، والحساب ، والحديث عن الموت ، وهذه أمور أساسية ، ولا بد أن نعرفها ، ولا بد أن تعيها كل امرأة مسلمة ، ولكن أليست هناك قضايا أخرى تستحق الاهتمام والمناقشة ، والطرح في هذه المحاضرات .
وتضيف نوف الصحفي قائلة : إن معظم تأثير هذه المحاضرات يكون داخل قاعات المحاضرات ، وكثيرًا ما نسمع أنين البكاء من اللاتي يستمعن إليها ، خوفًا من هول يوم القيامة ، ومن عذاب القبر ، ولكن للأسف إن تأثير هذه المحاضرات لا يمتد إلى خارج قاعة المحاضرات .
ولذلك نطالب بأن يكون هناك اهتمام بقضايا المرأة المسلمة عامة، وأن يكون هناك توازن في طرح هذه القضايا .
وتطرح الأخت نوف الصحفي إشكالية أخرى في الخطاب الدعوي النسوي ، وهي إشكالية الوعظ والخطاب المبهم ، وتطالب بضرورة الاهتمام بالخطاب الدعوي النسائي ، فلا يكون وعظيًا خطابيًا فقط ، وتتساءل : ولماذا يكون مبهمًا غامضًا ، ولا يكون سهلاً مبسطًا ، يخاطب جميع الفئات والشرائح ؟ فهناك بعض النسوة اللاتي يحضرن هذه المحاضرات لم ينلن نصيبهن من التعليم ، وبعضهن لم تتجاوز المرحلة المتوسطة .
* دفاع وبشدة
أما الأخت إيمان العقيل فتدافع بشدة عن أهمية المحاضرات الدينية ، وترى أنها ضرورة شرعية ، وتطالب بتكثيفها ، والإعلان عنها ، وتخصيص القاعات المناسبة ، لأن بعض المحاضرات تعقد في قاعات ضيقة وغير مناسبة ، وليست مجهزة التجهيز الكافي .
أما عن الخطاب الدعوي النسائي فتقول إيمان العقيل إنه تطور تطورًا كبيرًا ، وصارت المحاضرات الدينية تناقش كل أمور المرأة المسلمة والتحديات التي تواجهها ، وإذا كان البعض يعيب على الخطاب الدعوي النسائي تركيزه على قضايا العقيدة ، فإن هذا أمر هام ، فتصحيح العقيدة يعد حجر الزاوية للمرأة وللرجل في الوقت نفسه .
وتطالب إيمان العقيل بزيادة عدد الداعيات والمحاضرات ، وإقامة الدورات الشرعية ، والدورات التي تعلم المرأة المسلمة فن الخطابة والإلقاء ، ولقد كانت الندوة العالمية للشباب الإسلامي - اللجنة النسائية - سباقة في هذا المجال ، خاصة في المنتدى الصيفي الذي تعقده سنويًا ، حيث يتم التركيز على جوانب العقيدة والعبادة ، وقضايا المرأة بصفة عامة إضافة إلى الدورات التدريبية والتعليمية ، ولتعليم المهارات التي تتم خلال فترة الصيف ، والتي تنظمها اللجنة النسائية في الندوة العالمية .
* الأخت أميرة مفرج الشمراني ، تشدد على أهمية المحاضرات الدينية النسائية ، وترى أن الإقبال عليها جيد جدًا وتستدل على ذلك بعدة أمور :
أولاً : أن فئة كثيرة من النساء والفتيات يبحثن عن مكان هذه المحاضرات ، ويحرصن على الحضور والتجاوب مع المحاضرات ، ، ولعل في الإقبال على المحاضرات دليلاً على أهميتها .
ثانيًا : حرص القائمين على تنظيم المحاضرات على التعريف بها ، والإعلان عنها ، والإعداد الجيد لها ، وتيسير سبل الوصول إلى المكان .
ثالثًا : إصرار الأمهات اللاتي يحضرن المحاضرات على اصطحاب بناتهن معهن للإستفادة .
رابعًا : التفاعل مع المحاضرات والتجاوب مع دعوات التبرع أو المساعدة في أعمال الخير ، فالمعروف أن النساء أكرم من الرجال في التبرع والمساهمة في أفعال الخير ولو كان ذلك بأمور رمزية ، ولعلنا شاهدنا في حملة التبرع للشيشان وحملة التبرع لانتفاضة الأقصى اللتين نظمتها القناة الأولى في التلفزيون السعودي رد الفعل القوي من الأخوات المسلمات ، والتبرعات بالحلي من ذهب وماس وغيره ، بل هناك من تبرعت بالدواء الذي تعالج به ، وأرسلت مع ابنها فائضًا من علب الدواء التي في منزلها .
* دفعة إيمانية
الأخت منيرة الحكمي : الكثير من بناتنا للأسف تنقصهن المعلومات الدينية ، والمعرفة ، والوعي ؛ والمحاضرات والندوات أبرز الوسائل لسد هذا النقص ، لأنها تعتمد أولاً على أسلوب الاتصال المباشر ، والإقناع والحصول على رد الفعل المباشر من خلال المواجهة بين المحاضرة والحاضرين ، فمن الممكن أن تسأل أي أخت أي سؤال ، او تستفسر عن أي شيء وتحصل على الجواب المقنع من الأخت القائمة على الندوة أو التي ألقت المحاضرة .
* تأثرت كثيرًا ..
الأخت علياء المقاطي : نحن في أشد الحاجة إلى هذه المحاضرات ، خاصة التي يتم إعدادها الإعداد الجيد ، ولكن للأسف إن الكثير من المحاضرات النسائية ، لم يتم الإعلان عنها بطريقة جيدة ، مما يفوت فرصة حضورها على الكثيرات وتقول المقاطي : إنني استفدت كثيرًا من المحاضرات الدينية ، وتأثرت بها ، والحمد لله كان لها الفضل بعد الله عز وجل في تغيير الكثير من سلوكي ، فأنا أجد دافعًا قويًا لحضور هذه المحاضرات ، واعترف أنني على المستوى الشخصي حدث لي تغير كثير بعد أن واظبت على حضور المحاضرات . أما عن الخطاب الدعوي فتقول علياء المقاطي : الحمد لله تحرص الأخوات الداعيات والمحاضرات على اختيار الأسلوب السهل ، البسيط الذي يؤثر في الحاضرات ، ويحرصن على اختيار عناوين جذابة للمحاضرات ، وبعد المحاضرة نتوقف كثيرًا نتحاور فيما قالته المحاضرة ومن لديها أي تساؤل أو استفسار لا تتردد في طرحه ومعرفة الإجابة .
* فوائد جمة
الأخت سلطانة الصبحي : بنبرة صادقة : لقد علمتني المحاضرات الدينية حقوق زوجي وأبنائي كاملة بعد أن كنت أجهلها .
أصبحت الآن رقيقة القلب واللسان والعشرة وزاد حلمي أكثر بعد أن كنت سريعة الغضب .
ومن خلال بعض المحاضرات الدينية صرت أحسّ بصغر هذا العالم الذي أعيش فيه وأتذكر دومًا أن هذا الكون الهائل سيفنى ذات يوم وسنفنى معه بقدرة الله تعالى .
أما الأخت حصة المسلم فتقول : لا شك أننا بأشد الحاجة إلى مثل هذه المحاضرات خاصة في هذا الزمن الذي نعيش فيه حيث تكالبت علينا وسائل الإعلام من كل اتجاه لتغزونا في عقر دارنا وهي تحمل في داخلها كل شيء غريب على عاداتنا وتقاليدنا ، حقًا نحن في حاجة إلى أن يعمل علماؤنا ودعاتنا لإعادة ماضي هذه الأمة من جديد في أسلوب تعليم أمور الدين والتي اعتمدت على الخطابة والمحاضرات المباشرة التي كان يتلقاها الجمهور عبر السماع المباشر للمحاضر والابتعاد عن أسلوب الترهيب الشديد الذي يتبعه بعض الدعاة الآن ، وأتمنى أن نأخذ طريقًا وسطًا في إيصال المعلومات إلى جمهور الشباب المسلم خاصة الفتيات حتى نستطيع أن نصل إلى قلوبهن قبل عقولهن .
* التجديد في الخطاب
وتقول الأخت لولوة الشايع : لا بد من الاهتمام بطريقة تقديم هذه المحاضرات ومراعاة التعبير والتجديد في أسلوب التناول للقضايا وعدم التركيز على النمط السائد والذي يعتمد على التقليدية في أسلوب الخطابة التي تعتمد على الألفاظ الصعبة التي لا يفهمها كل الناس ، وأتمنى أن يقدم هذه المحاضرات أساتذة متخصصون يدركون كيفية توصيل المعلومات إلى كل أفراد المجتمع باختلاف مستوياتهم التعليمية ، وحتى نتمكن من مواجهة الدعاية المضادة التي تستهدف المساس بمكونات الشخصية الإسلامية وتحطيم بنيانها المتماسك باستخدامها لأساليب متقدمة في هذا المجال


ارجو ان يكون الله قد وفقني في اختيار مواضيع تستفيدون منها ولككككككككككككككم ككككككككككل الشكررررر الجزيل faoz65@ayna.com

هلا راما
موضوع جدا رائع
نحتاج لمثل هذه المحاضرات
نحتاج نعرف أكثر عن ديننا
نحتاج نتعلم أكثر
أرحب بالمحاضرة واذهب إليها
أحب الأسلوب الشيق القصصي

أخيرا
اشكرك لموضوعك
تحياتي
أختك
مجدولين