العدوان على القدس

العدوان على القدس

رضا محمد لاري
ظهر من جديد هذا العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى يوم الثلاثاء 6فبراير من عامنا الحالي 2007م وتمثل العدوان في هذه المرة بالحفريات تحت المسجد الاقصى من ناحية باب المغاربة احد المداخل الرئيسية للمسجد الاقصى وجادت هذه الحفريات بتخطيط موضوع بدأ بتهويد حي المغاربة عن طريق الاستعمار الاستيطاني اليهودي.
لا تقتصر أهداف الاستعمار الاستيطاني اليهودي على حي المغاربة في القدس وانما يمتد ليشمل كل مدينة القدس، وجاء ذلك بالخلط المتعمد بين الفكر الديني اليهودي المحرف، وبين الخرافات التي أشاعتها الجدات في حكايات قبل النوم للاصغاء عن أرض الميعاد وهيكل سليمان وحق اليهود المطلق في اعادة الوطن القوي اليهودي حتى يسترجع اليهود أمجادهم القديمة قبل أن يفرض عليهم الرومان الشتات في الأرض بعد أن ثبتت عليهم الخيانة للنظام القائم في القدس.
بكل هذا الحقد من معاناتهم جاء اليهود اليوم الى فلسطين وكونوا بمساعدة الانجليز دولتهم على ارض الغير ويعملون جاهدين على التلاعب بملكية مدينة القدس وفرض عليها الطابع اليهودي الدخيل عليها ومحو هويتها الأصلية العربية والاسلامية التي كانت عليها من مئات السنين، وطمس الهوية ليست بالقضية الجديدة في داخل اسرائيل فلقد طمست بالعدوان الهوية العربية الفلسطينية وتحاول اليوم طمس الهوية العربية والإسلامية عن القدس الشريف لتتخذ منها عاصمة لإسرائيل وما كانت إسرائيل قادرة على ممارسة هذا العدوان لولا مساندة ومباركة أمريكا لها الذي يجعل منها شريكة لإسرائيل في عدوانها على العرب والمسلمين.
الهدف المعلن من هذه الحفريات انشاء جسر يربط بين ساحة المسجد الاقصى وبين الأحياء الاستعمارية اليهودية في البلدة القديمة اما الهدف الخفي فهو تمكين اليهود من دخول الحرم القدسي ومواصلة الحفريات تحت المسجد الاقصى للبحث عن هيكل سليمان التائه من آلاف السنين، وبذلك حاولت إسرائيل اضفاء طابع ثقافي وديني على أعمال الحفر والتنقيب تحت وحول وعلى أطراف المسجد الاقصى لتخفي تحت مظلة الدين والثقافة الهدف السياسي المكشوف لهذه الجريمة الساعية الى تهويد ما تبقى من البلدة العربية القديمة وتصل في هذه المرة الى ساحة المسجد الاقصى، ويزيد المشكلة تعقيداً ان عملية العدوان الاسرائيلي تأتي في وقت تدار معارك فلسطينية فلسطينية في الداخل حول اقتسام سلطة منقوصة مما جعل هذا العدوان على المسجد الاقصى يمر دون أن يتصدى له احد سوى عرب 1948م ربما يؤدي اتفاق مكة المكرمة الى تبديل الموقف ويحقق تحركا فلسطينيا عاما ضد عدوان إسرائيل.
لست في حاجة أن أذكركم بأن زيارة أريل شارون للمسجد الأقصى في عام 2000م أدت الى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في شهر سبتمبر من عام 2000م وزيارة المسجد الاقصى من قبل ارييل شارون بكل ما فيها من موبقات لا تصل الى موبقة هدم باب المغاربة من المسجد الأقصى ومحاولة تهويد القدس والقضاء على هويته العربية والإسلامية ومع ذلك يسود الصمت على كل ما يحدث من قبل الفلسطينيين ومن قبل العرب ومن قبل المسلمين وهو أمر يتطلب ردة فعل قوية بإثارة الرأي العام العالمي على ما يحدث من عدوان إسرائيلي على المقدسات الإسلامية اليوم والنصرانية في الغد لأن اليهود اذا نجحوا في تهويد القدس قضوا على كل معالم الديانات الأخرى بها لتصبح القدس يهودية 100% حتى تؤهل لتكون عاصمة لإسرائيل فلا يفد إليها حجاج نصارى ولا تقام فيها صلوات بالمسجد الأقصى الذي سيصبح أثراً من بعد عين ليقام في مكانه هيكل سليمان.
لم يكن حال اليهود في الماضي بأفضل منه في الحاضر لأنهم كانوا يريدون عبر الأزمنة المختلفة الاستئثار بمدينة القدس وتحويلها الى مدينة مقدسة لليهود فقط وتصدى لهم النصارى والمسلمون وجاءت الوثيقة العمرية في عام 15هجرية تؤيد هذا التوجه بالتعهد للنصارى بالحفاظ على كنائسهم وصلبانهم واقامة صلواتهم وأصبحت مدينة القدس في العهد الإسلامي مدينة مقدسة للديانات الثلاثة السماوية بيت المقدس للمسلمين وكنيسة القيامة للنصارى وحائط المبكى لليهود ومرت سنون طويلة والمعادلة باقية على ما هي عليه استناداً الى ما جاء في الوثيقة العمرية.
العدوان الإسرائيلي اليوم على المسجد الأقصى يمثل إرهاباً ضد الدين الإسلامي وكذلك ضد الدين النصراني لأن الإرهاب حسب ما هو متفق على تعريفه بموجب أحكام القانون الدولي العام يعرف "بالعدوان على الغير" والحفر عند باب المغاربة من المسجد الأقصى والتخطيط للحفر في داخل المسجد الأقصى هو "عدوان على الغير" المسلمين من قبل اليهود ومؤازرة أمريكا لإسرائيل يجعلها شريكة لها في العدوان ومن ثم في ممارسة الإرهاب الذي تقوم به ضد المسلمين.
يضاف إلى كل ذلك أن الحفريات التي تقوم بها إسرائيل بحثاً عن هيكل سليمان هو خرافة أثبتها البحث العلمي، فلقد كلف رئيس الوزارة الأسبق اسحاق رابين فريقا من الخبراء والعلماء في الآثار بالبحث في باطن أرض فلسطين عن ما يثبت بأنها هي أرض الميعاد، وأن ينقبوا تحت المسجد الأقصى عن آثار يهودية بما في ذلك قواعد هيكل سليمان، وقدم التقرير الى رئيس الوزارة الأسبق بنيامين نتنياهو الذي جاء فيه لا توجد أي دلائل على أن فلسطين هي أرض الميعاد ولا توجد أي آثار يهودية تحت المسجد الاقصى وانما وجدت آثار رومانية وإسلامية ولم نجد أثراً لقواعد هيكل سليمان تحت المسجد الاقصى وفضحت هذه الحقيقة برسالة صحفية بعث بها من تل ابيب مراسل مجلة نيوز ويك التي نشرت الخبر ووعدت بنشر تفاصيل كاملة في الاسبوع القادم ولكنها سارعت في الأسبوع القادم الى نشر تكذيب الخبر وادعت أن مراسلها استخدم بالخطأ أداة النفي بدلاً من الاثبات وادعت أن هناك أدلة على أن هناك آثارا تثبت بأن فلسطين أرض الميعاد وان تحت المسجد الاقصى توجد قواعد هيكل سليمان وهو قول باطل لأن نص التقرير العلمي المقدم لرئيس الوزارة الاسبق بنيامين نتنياهو مثبت في ملفات مجلس الوزراء الاسرائيلي فلتعلن عنه إسرائيل ان كانت من الصادقين.
العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى الذي يمثل إرهاباً على الإسلام ومقدساته يحتاج إلى موقف دولي يتصدى له ويقف ضده، ولا يتحقق ذلك إلا بالتحرك العربي والإسلامي في داخل وخارج الأمم المتحدة ومن الواجب أن يسارع الفلسطينيون الى رفع دعوة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي للنظر في هذه القضية الخطيرة ووقف ما تقوم به إسرائيل من عدوان وإرهاب ووضع القواعد والعمل بالسبل التي تمنع تكرار ما تفعله إسرائيل، ونصرخ بأعلى صوت في وجه العالم كيف يتم الصلح والسلام بين إسرائيل وبين العرب والمسلمين وهي تعتدي على مقدساتهم، فالسلام له معطيات أهمها أن يحترم أطرافه بعضهم البعض واحترام ما يؤمنون به من مقدسات، أما العدوان على هذه المقدسات يجعل من السلام بين إسرائيل وبين العرب والمسلمين قضية عسيرة متعثرة ومستحيلة التحقيق.
@@@@@
elgrwany

elgrwany


بارك الله فيك

ويشرفني بأن اكون اول من اطلع على موضوعك

وتقبل مروري

@@ ملك بلا مملكة @@
أسعدنى تواجدكم على متصفحى
وشرفنى توقيعكم الغالى
لا حرمنا الله من زياراتكم
@@@@@
التحية والتقدير
elgrwany