""" أمثـــال و معانيها """

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أحببت أن أزف لكم بعض الأمثال الشعبية التي نتناولها في حياتنا ، وقد يجهل أو ينسى معاني هذه الكلمات ، وقد يريد أن يمدح بمثل شعبي لشخص إلا ويجد نفسه يذمه :D

وحتى لا أطيل إليكم الأمثلة ومعانيها ::

[ فلان شجرة شرى تسقيها الحلو تزيد مراره ]
المقصود :

الشرى نبته شديد المرارة ، ومعنى المثل أن الشرى كلما أسقيته من عذب المياه كلما ازدادت مرارة حاله حال اللئيم فكلما أكرمته زاد في لؤمه وتكبره.
وقيل بأمثال العرب (اللئيم إذا أكرمته زاد لؤماً).

إذا أكرمت الكريم ملكته ..... وإذا أكرمت اللئيم تمردا
---------------------------------------------


[ بو طبيع ما يجوز من طبعه ]
المقصود :
إن الطبع بالإنسان من الصعب تغييره وورد بالأمثال (اللي ما يسوقه مطبعه سوق العصا ما ينفعه) ، (طبع بالبدن ما يغيره إلا الكفن).
ولنستشهد بقول البحتري :

إذا ما الجرح رم على الفساد ..... تبين فيه تفريط الطبيب
-------------------------------------------

[ عافها عزيمة وجاها طراره ]
المقصود :
معنى المثل بأن الشخص المعني عرض عليه شيء ما إلا أنه رفض قبوله كهدية إلا أنه ومع مرور الوقت بدا يتسول الشيء ذاته ولا يحصل عليه.
------------------------------------------

[ كلوا كده وسبوا جده ]
المقصود :
أي أن هؤلاء الناس بعد أن حصلوا على مرادهم من عناء المعنى بالمثل قاموا بشتم آباء المعنى بدلاً من تقديم الشكر والعرفان. ويضرب المثل على من يؤكل خيره ولا يشكر عليه.
-------------------------------------------

[ المستريح اللي من العقل خالي ]
المقصود :
إن المصائب التي تحل بهذا العالم والمشاكل في وقتنا كثيرة فحتما سيؤثر ذلك على العاقل وعلى كل ذب لب.أما من لا عقل له فهو لا يدري بما يجري حوله. وقيل بالأمثال (لي أخذ ما وهب سقط ما وجب) ماقيل :

المستريح اللي من العقل مسلوب ..... وإن شفت لك عاقل ترى لهم دابه
----------------------------------------

[ أصفى من عين الديك ]
المقصود :
من المعروف أن عين الديك صافية ولها لمعان ، لذا يطلق هذا المثل على كل شيء به صفاوة ونقاوة وعادة يطلق لمدح سلعة ما.
---------------------------------------

[لسانه يلوط اذانه ]
المقصود :
يطلق المثل على الشخص الهذار ، ويشبه من كثر ما يتكلم بأن اللسان به طويل لدرجة أنه يصل إلى الأذن ، وياليت أن صاحب هذا اللسان ترجى منه فائدة فهو كما قيل بالأمثال (طويل لسان قليل إحسان). ومن الأمثال الدارجة على طول اللسان من دون نفع (أم ناصر لسان طويل وحيل قاصر) واختيار أم ناصر بالمثل يكون من أجل السجع.
---------------------------------------

[ عرقه أطول من عرق الأثلة ]
المقصود :
من المعروف أن الأثل (جمع أثله وهي أشجار صحراوية تتحمل الحرارة وشح المياه) من الأشجار التي تبحث عن المياه من باطن وأعماق الأرض. لذا فسيكون عرقها طويل. ويطلق المثل على الشخص الواصل عند مسؤولي الدولة ، ويطلق مثلاً بنفس المعنى (فلان عروقه بالماي).
----------------------------------------

[ اللي ما يشرب بكفوفه يشرب من ايدين الرجال هماج ]
المقصود :
معنى المثل أن من لم يستخدم يديه للشرب فسيشرب من أيادي الرجال مياها غير عذبة ، والمثل يحث على الاعتماد على النفس بقضاء الحوائج وترك الاتكال على الآخرين لأنهم لم يبروه كما يبر هو نفسه. وشبيه للمثل المثل الآتي (اللي ما ياكل بيده ما يشبع).
وما أروع من قال :

والعز ما يعني لمن لا عنا له ..... يا شارب بكفوف غيره من أوشال
-----------------------------------------


[عط خبزك للخباز لو يأكل نصه ]
المقصود :
يحث المثل على إعطاء كل شيء للأشخاص المختصين ولو كلف ذلك خسارة نصف الشيء إلا أنه أنت الرابح للنصف المتبقي ويكون ما تبقى ذا جودة. ويقال بالأمثال ( اشتر الخام بريال وفصله بريالين ) .
-----------------------------------

[ أسيب ولا أجي عند النسيب ]
المقصود :
أسيب بمعنى أترك وأرحل عن المكان ، معنى المثل أنني مستعد لترك المكان ومغادرة الديار ولا يوجد لدي استعداد للجلوس عند النسيب. وقيل بالأمثال ( قرش حرام ولا ريال من نسيب ) .
---------------------------------

[ أسفرت وأنورت واستهلت وأمطرت ]
المقصود :
معنى المثل أن الدنيا والسماء نورت بقدومكم وحتى المطر نزل بإقبالكم علينا. وهذا المثل يطلق للترحيب بالقادم عليك. ومما يقال بنفس المعنى (نورت المكان). ومن أمثال الترحيب الجميلة (يا هلا بالطش والرش وماي الورد لي انرش رش) والمعروف أن كلمة ياهلا كلمة تستخدم في جميع البلدان للترحيب فأراد الشاعر مساعد الرشيدي أن يستبدل كلمة الترحيب هلا بشيء آخر فقال :

هلال وإلا هلا جد قلتها قبلك لذاك وذاك
أبي أدور كلام ما سمعته وانثر أشواقي
------------------------------------


[ الرجال مخابر ماهم مناظر ]
المقصود :
معنى المثل بأن الرجل ليس بشكله إنما بأفعاله وقد تجد شخصاً ما وتتوسم به خيراً إلا أنه يخيب الظن وقت الشدة والعكس صحيح فربما رأيته بنظرة ويثبت لك فعلاً غير ما كنت تتوخاه منه.
وما أجمل قول الشاعر :

إن السلاح جميع الناس تحمله
وليس كل ذوات المخلب سبع
وقول آخر يخاطب رداؤه :
ياردائي جعلتني عند قومي
فوق ما اشتهى وفوق الرجاء
إن قومي ترقهم جده الثوب
ولا يعشقون غير الرداء
قيمة المرء عندهم بين ثوب
باهر لونه وبين الحذاء

والأمثال كثيرة بنفس المعنى ( من فوق هالله هالله ومن تحت يعلم الله ) ( الحلج مدهون والبطن جايع ) والمقصود بالحلج هو الفم. ( لابسة خلاخل والبلا داخل ). ومن أجمل ما قيل قول ابن نباته السعدي :

فلا تجعل الحسن الدليل على الفتى ..... فما كل مصقول الحديد يماني

وقد يكون هناك من الناس من ليس له مظهر ولا مخبر فيقال له بالأمثال ( نفس شينه بجلد معفن ) وقد شبه الشاعر المظهر الكاذبة بشجرة تسمى الدفلى ومن يرى تلك الشجرة وما تحويه من ورود كبيرة يعتقد بأنه سيستنشق الأريج الطيب ولكن سيخيب الظن عندما تشك ذلك الورد فيقول الشاعر :

كدفلى راع منظرها ولكن ..... لها لون وليس لها أريج
-----------------------------------------


[ فلان ينحط على الجرح يبرا ]
المقصود :
فلان معناه اسم الشخص المراد مدحه ومعنى المثل أن الشخص الذي يضرب به المثل شخص كريم وبه صفات الرجولة ولو أنه يوضع على الجرح لبرى الجرح من طيبه. وهناك العديد من الأمثال تدور بنفس المعنى منها ( فلان أحلى من الماء على الضما ) ، ( فلان أزين من العافية عقب المرض ). ويقال للمدح أيضاً : فلان لو ينفخ على الجريح برا.
--------------------------------------

[ بعير مكفوف ولا حمار يشوف]
معنى المثل أن الجمل ولو كان أعمى فإنه ولكرامته عند العرب أفضل بكثير من الحمار ولو كان مفتح العينين.
يضرب المثل عند المفاضلة بين شيئين فيجب اختيار الأكرم وتفضيله على الشيء الآخر حتى وإن كان به عيب إلا أنه بقية المحاسن ستغطي على العيب.
-------------------------------------

[صاحب الحاجة أعمى ما يشوف إلا قضاها ]
المقصود :
من كانت له حاجة ملحة فتجده مرتبكاً لا يعرف التفكير إلا كيف يقضي حاجته وشبه بالأعمى الذي لا يرى شيئاً إلا قضاء تلك الحاجة. يطلق المثل عادة على من بيده قضاء حاجة لشخص ما ويكون قد مل وسئم من تردد صاحب الحاجة إليه فيتدخل أحد الموجودين ويطلب لذلك المسئول أن يوسع صدره لصاحب الحاجة وأن لا يلومه لأنه كالأعمى لا يرى شيئاً إلا قضاء حاجته.
ويرى أحد الشعراء أن الدرهم هو أفضل شيء لقضاء حاجة المحتاج :

لم ير ذو الحاجة من حاجة ..... أقضى من الدرهم في كفه
-------------------------------


[ الطيب ما عليه وسم ]
المقصود :
الطيب هو من يتحلى بأخلاق حميدة ويتصف بالصفات الطيبة ، الوسم هو الإشارة التي كانت توسم بها الأبل لتعرف بها والقبيلة صاحبة الحلال. يطلق المثل ليعرف الناس أن الرجل الشهم لا توجد علامة تميزه عن الآخرين إنما التجارب ومعاشرته هي التي تفصح عن طيب معادن الرجال.
يقول الشاعر :

لا تحمدن أمراً حتى تجربه ..... ولا تذمنه من غير تجريب


[ العافية بأطراف الجوع ]
المقصود :
قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام : ( إننا قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع ) ومن الأمثال بنفس المعنى ( لي أوجعك بطنك أحرمه ) ومن الأمثال العربية القديمة ( اقلل طعاماً تحمد مناماً ) .
يقول أحد الشعراء :

فإن الداء أكثر ما تراه ..... يكون من الطعام والشراب

ويقول الثاني

وكم من أكلة منعت أخاها ..... بلذة ساعة أكلات دهر

ويقول لأخر:

كم أكلة عرضت للهلاك صاحبها ..... كحبة الفخ دقت عنق عصفور

ولله در من قال :

قد ينعش العطشان بلة ريقه .........ويغص بالماء الكثير ويشرق
--------------------------------


[كل يرى الناس بعين طبعه ]
المقصود :
أي كل إنسان يرى بالناس طباعاً تتشابه مع طباعه فاللص والذي يأكل أموال الناس بالباطل يتصور أن الذي يتعامل معه لص كذلك والعكس صحيح.
-------------------------------

[فلان مثل النخلة كل ما بها يفيد ]
المقصود :
من رطبها وتمرها نأكل ، ومن السعف الحصير وغيره ، وتشب النار من كربها ، ويستخرج منها ماء اللقاح ، ومن الليف تصنع الحبال ومصافي دلال القهوة ، وما أجمل طعم جمار النخل. يضرب المثل على الرجل الطيب والذي يفيد الناس التقرب منه.
يقول الشاعر :

كأنكم شجر الأترج طاب معاً ....... حملاً ونوراً وطاب العود والورق
---------------------------------


[ النخلة العوجة ثمرها بحوض غيرها ]
المقصود :
إن المقصود بالمثل الإنسان الأعوج الذي به طباع مخالفة لبني جنسه ففوائده لن تكون له ولأهله إنما سيكون نفعه للغير ولا نفع يأتي منه لأحبابه وأقربائه.
يقول الشاعر :

بهواك يا زين محد مبتلي بس أنا ........ نفعك لغيري وهمك شايله بس أنا



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

السلام عليكم ............



أمثال شعبية جميلة ......... و معبرة ............


شكرا لك أخي الريان ...............