وجهة نظر أميركية حول قناة الجزيرة

هذه وجهة نظر أميركية حول قناة الجزيرة

في توحيد العالم العربي ضد الاحتلال الاسرائيلي، .



في تقرير مطول حول قناة الجزيرة وقوة تأثيرها واتساع شعبيتها

لوس أنجلوس تايمز:

قطر الدولة الصغيرة تهز الإعلام العربي

محطة تلفاز فضائية تبث الأخبار بلا رقيب ولا يستغني عنها مشاهدوها

الصحيفة الأميركية:

ملايين العرب يدينون بالشكر لأمير قطر

لم ينشغل الاعلام الغربي طوال تاريخه بأي شأن اعلامي عربي مثل انشغاله بقناة الجزيرة الفضائية والتي لا توجد صحيفة في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وبقية الدول الغربية الاخري إلا وتناولت هذه الظاهرة الاعلامية الفريدة والمتميزة والتي نجحت والي حد كبير في اكساب العرب قدرا من الاحترام بعد ان استعادوا من خلال الجزيرة قدرا من المصداقية والموضوعية وقوة التأثير والاقناع وروح التجديد والابداع.

ومواصلة لاهتمام الصحافة الغربية بقناة الجزيرة وبالواقع العربي الجديد الذي افرزته نشرت صحيفة لوس انجلوس تايمز الاميركية المرموقة هذا التقرير الذي اعده موفد الصحيفة الي المنطقة دافان ماهارج بعنوان قطر الدولة الصغيرة تهز الاعلام العربي - محطة تلفاز فضائية تبث الاخبار بلا رقيب ولا يستغني عنها مشاهدوها :

لا يفوت الملوك العرب في قصورهم المذهبة، والرعاة البدو في أكواخهم الآيلة للسقوط في اسرائيل في صحراء النقب، فرصة الاستماع لبرامجها الإذاعية. ولم يكن يحلم مقهي الباشا الذي يقع في مدينة أنهايم بكاليفورنيا وهو المقهي المفضل بالنسبة للعرب المهاجرين، بأنه سيعثر، عبر تنقله بين القنوات الفضائية علي أكبر شاشة تلفزيونية تستقطب المشاهدين.

لقد أدمنوا جميعا قناة الجزيرة التي تبث اخبارها علي مدي 24 ساعة، الجزيرة التي اشرقت من الصحراء القطرية لتقدم ما لا تستطيع اي نشرات اخبارية اخري تقديمه، مثل المعلومات غير الخاضعة للرقابة والآراء المصادرة من قبل العرب.

اليوم، وعبر استقطاب عشرات الملايين من مشاهديها عبر العالم، تساعد التغطية التي تقدمها الجزيرة لأخبار الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي، في توحيد العالم العربي. وبالنسبة للمشاهدين العرب، فإن ما تقوم به الجزيرة تجاه الانتفاضة ضد اسرائيل، أشبه بما فعلته محطة الـ سي.ان.ان (C.N.N) ابان حرب الخليج.

لقد وضعت التغطية الشاملة لقناة الجزيرة الحكومات العربية تحت ضغوط للعب دور اكثر فاعلية في الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. وفي حقيقة الامر يتهم المنتقدون العرب والاسرائيليون قناة الجزيرة بأنها تساعد في اذكاء العنف.

لقد طرحت الاخبار والمقابلات التي تقدمها قناة الجزيرة مواضيع تعتبر في دائرة الحرام او المحظورات في العالم العربي، بما في ذلك تعدد الزوجات، وحقوق المرأة ودور القانون الاسلامي القديم في المجتمع العربي. وتذهب بعض البرامج الي ما هو ابعد من ذلك، حيث تتاح المنابر للمعارضين السياسيين الذين يناقشون شرعية الأنظمة العربية الاستبدادية.

يقول جون بي. الترمان الخبير في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الاميركي للسلام في واشنطن.. اننا نري موجة تغيير في الاعلام العربي، والفضل في ذلك يرجع الي قناة الجزيرة.. فهي تدفع الاذاعات الاخري نحو المنافسة.. وتتخطي حواجز المراقبة وتوسع من مساحة حرية التعبير في الدول العربية.

ان قناة الجزيرة ما هي إلا جزء من محاولة القائد الاصلاحي لدولة قطر لتحويل شعبه المسلم المتدين، الي مجتمع عصري يكون فيه للمرأة الحق في التصويت وللمواطنين الحق في التمتع بفوائد حرية الصحافة.

يقول محمد جاسم العلي مدير قناة الجزيرة.. (نحن نبث نوعا غريبا من الموسيقي).

الحكومات تحتج لدي وزارة الخارجية

تري العديد من الحكومات العربية في قناة الجزيرة مصدر ازعاج، ولا يكاد يمر يوم بدون ان تحتج احدي الدول العربية لدي وزارة الخارجية القطرية في ان بعض البرامج تمس بسمعتها او مكانتها الاجتماعية او انها تجرح مشاعرها.

وقد اغلق الاردن والكويت وكذلك رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية مكاتب اخبار الجزيرة في اشارة للاحتجاج. فقد قام الأمن الفلسطيني باغلاق مكتب القناة في الضفة الغربية في أعقاب بث الجزيرة لصورة قديمة من الحرب الأهلية اللبنانية تظهر متظاهرا يمسك حذاء فوق صورة للرئيس عرفات.

ولم تسمح دولتا الجوار البحرين والسعودية لمراسلي الجزيرة بالعمل في أراضيهما، فيما استدعت المغرب وليبيا ودول اخري سفراءها لدي قطر لإظهار احتجاجها علي بث اخبار تنتقد انظمتها السياسية. كما استاءت السلطات الجزائرية بعد أن علمت ان الجزيرة تخطط لبث برنامج عن الاجراءات القمعية التي اتبعتها خلال الحرب الاهلية الدامية.

لقد افرزت قناة الجزيرة ظهور مقلدين عبر الشرق الأوسط فالمحطات الفضائية المجاورة في دبي. وابوظبي ولبنان تحاول تغطية الاخبار بنفس الطريقة المتحررة للجزيرة. وحتي صوت اميركا في سعيها لتوسيع وجودها في العالم العربي ناشدت مؤخرا الجزيرة لبث برامجها التلفزيونية، وبعد رفض المسؤولين في الجزيرة بلباقة قالت اذاعة صوت اميركا انها بصدد فتح محطة في قطر.

يقول عزمي بشارة العضو العربي في البرلمان الاسرائيلي لقد اعادت الجزيرة للاعلام العربي مصداقيته.. وأضاف يقول: لم تكن القومية العربية لتحلم يوما بمثل هذه الاوضاع، ان يكون للعالم العربي اذاعة باللغة العربية تستقبل في وقت واحد في جميع بلدان العالم العربي.

رغبة في إنشاء دولة حديثة

يدين حوالي الـ 30 مليون مشاهد الذين يشاهدون قناة الجزيرة الفضائية بالشكر الي رجل واحد هو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، امير قطر البالغ من العمر 51 عاما، والذي تعتبر امارته امارة غنية بالنفط وحجمها اكبر بقليل من مقاطعة لوس انجلوس. وقبل ست سنوات مضت قام الشيخ حمد باصدار مرسوم اثر مرسوم يشير الي رغبته في تحويل دولته في الخليج العربي - التي تشمل 150.000مواطن و600.000من المقيمين العاملين معظمهم من الهند وباكستان وبعض الدول العربية - الي دولة ديمقراطية عصرية.

وفي عام 1999 اصدر الشيخ حمد مرسوما يمنح المرأة حق التصويت والترشيح لعضوية المجلس. وتعتبر فكرة الحكومة المنتخبة من الأفكار الراديكالية المتطرفة في دول الخليج العربي، الذي تطالب فيه القوانين الاسلامية الصارمة المرأة التي تخرج لمجالات العمل بتغطية نفسها من رأسها حتي اخمص قدميها. لذا فإن مجرد السماح للمرأة بترشيح نفسها وبالتصويت، يعتبر امرا متطرفا.

ويعتبر قرار إلغاء وزارة الاعلام، التي كانت مسؤولة عن عملية الرقابة علي المطبوعات واحدا من اول قرارات الشيخ حمد، الذي أمر في عام 1996 بتخصيص مبلغ 150 مليون دولار - تصرف علي مدي خمس سنوات - لاطلاق قناة الجزيرة الفضائية.

وذكر محلل بأن قناة الجزيرة التي بدأت بثها في نوفمبر 1996 قد لبت رغبة عارمة لدي الدول العربية وذلك بعرض الاخبار كاملة دون حذف. وحتي ذلك الحين لاحظ العرب عادة بأنهم قد ضبطوا قنوات الراديو والتلفاز علي اوروبا لمعرفة ما يجري في دولهم. وفي بقية الدول العربية. نجد ان برامج الاخبار التلفزيونية المحلية محشوة بالتوقير المطول للملك او الأمير او الرئيس مرحبا او مودعا لأصحاب المقامات الرفيعة وبمن في ذلك الدبلوماسيون العاديون.

خلال التسعينات استفاد الملايين من العرب من موجة تنافس الاسعار للأطباق الفضائية وذلك للابقاء علي تدفق الاخبار ووسائل الترفيه.. طبقا لبعض التقديرات فإنه يوجد لدي اكثر من 80% من المساكن السعودية اجهزة تلفاز مزودة بأطباق فضائية.

لقد ادي ازدياد الاطباق الفضائية الي انفجار في المحطات المحلية في المنطقة. وتبث حاليا قناة الجزيرة وثلاثون قناة اخري باللغة العربية للمنطقة. حتي حزب الله، الجماعة المتعصبة المدعومة من ايران التي مقرها لبنان، يوجد لديها قناة فضائية خاصة.

ان هذا التوجه يعتبر كابوسا للحكومات العربية التي اعتادت علي التحكم في اختيار نوعية المعلومات التي تصل لشعوبهم. والفضل هنا للتكنولوجيا لأن المراقبين لا يستطيعون وضع ايديهم علي قناة الجزيرة العربية والمحطات الاخري التي تبث اخبارها بحرية تامة عبر الحدود.

لعبت الجزيرة دورا رئيسيا في دعم ومساندة الانتفاضة الفلسطينية.. ويراقب العرب المتواجدون في الخليج الي شمال افريقيا الي الولايات المتحدة معركة الفلسطينيين مع القوات الاسرائيلية. ويقول خبراء الشرق الأوسط ان الجزيرة جعلت العرب يتحدون لأول مرة منذ بداية السبعينات عندما كانت الاسطورة ام كلثوم تغني وكان العرب بالكامل يتجمعون شهريا حول المذياع لسماع صوتها.

يقول وليد العمري مراسل المحطة في الضفة الغربية ان التلفونات ترن علي مدار الساعة لمتابعة اخبار الانتفاضة وأغلبهم من الفلسطينيين في القري البعيدة.

ويضيف وليد ان ذلك ليس سهلا لأن جميع القرويين يريدون ان تكون معاركهم واي قنبلة تنفجر مصورة في اخبار قناة الجزيرة بعض منهم يقول انه اذا لم يكن في اخبار الجزيرة فهذا معناه ان جزءا كبيرا من الحدث لم يحصل.

ويقول خبير ان معظم الفلسطينيين يتجهون لمحطة الجزيرة. وفقا لما قاله نبيل الخطيب مدير المعهد الاعلامي في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية فهناك 78% من الفلسطينيين يتجهون للجزيرة لتلقي المعلومات.

مختلف الحكومات العربية بما فيها مصر والاردن صرحت بأن تغطية احداث الانتفاضة من قبل الجزيرة يهدد استقرار الحكم في هذه الدول وتصور هذه الحكومات علي انها اخفقت علي نحو كاف في دعم الفلسطينيين.

كل من مصر والاردن يحسان بالحرج من قناة الجزيرة اكثر من اسرائيل ذاتها ويقلقهما ما تقوم به المحطة من تغطيات والتي من شأنها حث الفلسطينيين علي مواصلة الشغب وذلك بالسماح لمراسليهم العمل بحرية تحت اسمها.

في غرفة الاخبار بقناة الجزيرة رئيس المحررين صلاح نجم فند الانتقاد القائل بأن القناة تروج لزيادة العنف في المنطقة، وقال انه علي القادة العرب ان يفهموا حقيقة ان الجزيرة لن تساعدهم في تبرير مواقفهم.

واضاف نجم قائلا: ان الذين يتهمون الجزيرة بالترويج للعنف هم انفسهم يهاجمون القناة علي انها مؤيدة للصهيونية عندما تقوم بلقاءات مع بعض الاسرائيليين مثل رئيس الوزراء الاسرائيلي او غيره من القادة اليهود.

ويضيف قوله: كل منا يعرف قوانين تقييم الاخبار، ولكننا سنصبح بلا عمل اذا اصبحنا حساسين تجاه الانتقادات التي توجه لذلك الملك او تلك الحكومة.

لقد حققت الجزيرة سبقا صحفيا تلو الآخر في العالم العربي عندما قصفت الولايات المتحدة مواقع بالقرب من بغداد في فبراير، كانت الجزيرة اول من قام بالنقل المباشر ثم تبعتها سي.ان.ان بعد 15 دقيقة.

في يناير قامت القناة بعرض صور لأكثر المطلوبين من قبل الولايات المتحدة الاميركية، وهو اسامة بن لادن، بمناسبة زواج ابنه في افغانستان، وقبلها بعدة اشهر حققت الجزيرة سبقا صحفيا بعمل لقاء مع المتشدد السعودي.

واذا كانت برامج قناة الجزيرة تغضب بعض الحكومات العربية، فإن الاتجاه المعاكس ، وهو برنامج اسبوعي مباشر ولمدة ساعتين يقدمه فيصل القاسم يجعلهم يغلون من الغضب.

القاسم، وهو من المخضرمين بهيئة الاذاعة البريطانية وهو يحمل شهادة دكتوراه في الادب الانجليزي، يقوم باستضافة ضيفين برأيين مختلفين، ليتصارعا بمواضيع سياسية، وثقافية واقتصادية مختلفة. ويتلقي الضيوف المكالمات من جميع الأقطار العربية. (القائد الليبي معمر القذافي قام بالاتصال مرة للتحدث عن القومية العربية، ثم ظهر كضيف في مناسبة اخري، مع ذلك قام بسحب سفيره لدي قطر احتجاجا علي برنامج خاص تحدث فيه معارض ليبي .

أشرطة الفيديو لبرنامج فيصل القاسم خاصة التي تتحدث عن التشدد الاسلامي تبلغ قيمتها 100 دولار اميركي في السوق السوداء.

القاسم، يبلغ من العمر 38 عاما، وهو ابن فلاح سوري، يقول انه يشعر ببهجة عندما يقوم بنقل الآراء المختلفة المتنوعة وتصبح المناظرة شرسة.

ويضيف القاسم ان هذه البرامج تعتبر عادية للمشاهد الغربي، ولكنها ثورة بالنسبة للعرب، فعلي مدي الـ 50 سنة الماضية لم يقم الاعلام العربي بتغذية الشعوب سوي بالكذب، ولكن الآن اصبح من المستحيل ان تخبيء الحقيقة عن الناس .

والآن، تخطط الجزيرة لبث المزيد من المعلومات، وتنظر الآن في امكانية البث علي مدار 24 ساعة عبر قنوات للأخبار المالية وقنوات توثيقية.

وقد بدأت حسب مصدر رسمي فيها تدخل عائدات مالية من اشتراكات الكيبل، وبيع البرامج والاعلانات.

ويقول جاسم العلي، مدير القناة، ان هناك حوالي 300.000شخص يقومون بتصفح موقع الجزيرة علي الانترنت من اميركا الشمالية، وهناك حوالي 200.000مشترك من الولايات المتحدة وكندا، ويزدادون بمعدل 2.500مشترك اسبوعيا.

مو رياض مدير مقهي الباشا في انهايم بالولايات المتحدة يقول: إن العديد من الزبائن الذين يتراوح عددهم بين 300.000الي 400.000 شخص من العرب والعرب الاميركيين في الجنوب، يقومون بالاشتراك بالجزيرة من منازلهم ثم يأتون الي المقهي لشرب الشاي والقهوة التركية ومشاهدة الاخبار والتحدث عن الاحداث الجارية مع الاصدقاء.

ويقول غسان ديب الفلسطيني الاميركي الذي يعيش في مونتجمري إن 25 اسرة عربية تعيش هنا تعتمد علي قناة الجزيرة لمتابعة اخبار الانتفاضة ، ديب وهو بائع سيارات مستعملة يدفع 95.24 دولار شهريا لقناة الجزيرة وست قنوات عربية اخري علي شبكة ايكوستار للاتصالات. ويضيف ديب: لا اعرف ماذا كنا سنعمل دون الجزيرة


الخميس 16 صفر1422

الموافق 10-05-2001

نقلا عن جريدة الراية القطرية


هاااه ايش رايكم


تحااااتي