تذكير

رقة القلب والجزع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين :

قال تعالى ( وما أصاب من مصيبة فى الارض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم والله لا يحب كل مختال فخور )

اخوتى فى الله ما اصاب الله تبارك وتعالى عبد فى دنياه من مصيبة فى نفسه او ماله او ابنائه الا وقد كانت مكتوبة لدى الله مسطرة فى كتابه فتلقاها العبد بالصبر الجميل الا وكان له الاجر والثواب عند الله يوم القيامة .

فالجزع عند المصائب ضعف فى النفس وخوف فى القلب يمده شدة الطمع والحرص على دنياه ، ويتولد ذلك من ضعف ايمان العبد بالايمان بالقدر وإلا فمتى علم المؤمن أن المقدر كائن ولا بد ، كان الجزع عناء محضا ومصيبة ثانيه .

فمتى امن العبد بالقدر وعلم ان المصيبة مقدرة فى الحاضر والغائب لم يجزع ولم يفرح وليس معنى ذلك بأنه قاسي القلب او ان هذا العبد لا توجد فى قلبه رقة فرسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه كان أرق الناس قلبا وأبعدهم جزعا

قال تعالى ( ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عجبا لأمر المؤمن !!! إن امره كله خير وليس ذلك لأحد الا للمؤمن : إن اصابته سراء شكر فكان خير له ، وإن اصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) رواه مسلم
فالجزع وعدم تحمل المصيبه هو ضعف فى النفس ولا يتحملها الا من كان مؤمن بالله وبقضائه .

ورقة القلب رأفة ورحمة وجزعه مرض وضعف فالجزع حال قلب مريض بالدنيا قد غشيه دخان النفس الامارة فاخذ بانفاسه وضيق عليه مسالك الآخره وصار فى سجن الهوى والنفس وهو سجن ضيق الأرجاء مظلم المسالك فانحصار القلب وضيقه يجزع من أدنى ما يصيبه ولا يحتمله .
فإذا أشرق فيه نور الايمان واليقين بالوعد وأمتلأ من محبة الله وإجلاله رق وصارت فيه الرأفة والرحمه فتراه رحيما رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم يرحم النملة فى جحرها والطير فى وكره فضلا عن بني جنسه فهذا اقرب القلوب من الله .
قال أنس ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بالعيال
والله سبحانه اذا اراد ان يرحم عبدا اسكن فى قلبه الرافة والرحمه واذا اراد ان يعذبه نزع من قلبه الرافة والرحمه وابدله الغلظة والقسوه قال تعالى ( واخفض جناحك للمؤمنين )
قال تعالى ( ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم )
‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏ (‏سمعت ‏ ‏أبا القاسم ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏لا تنزع الرحمة إلا من شقي ) حديث حسن أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد

والله سبحانه وتعالى هو الرؤوف الرحيم واعظم الخلق اليه اعظمهم رافة ورحمه كما ان ابعدهم منه من اتصف بضد صفاته .

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

أخي عاشق البحر..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً..

موضوعك رائع ومفيد ..

أثابك الله و وفقك إلى كل خير ..

عظيم هذا الحديث وكل أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عظيمة :

‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏ (‏سمعت ‏ ‏أبا القاسم ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏لا تنزع الرحمة إلا من شقي ) حديث حسن أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد

اللهم إنا نسألك أن ترزقنا الرحمة و رقة القلب ..

ونعوذ بالله من قسوة القلب و أن نكون من الأشقياء ..

حفظك الله ورعاك .