أتمنى لكل من يقرأ الموضوع كل الصحة والعافية والسعادة والهنا كمان ..
موضوعي هالمرة لا يخرج عن نطاق الموضوعات السابقة , لكنه ليس بخاطرة
موضوع إنساني اجتماعي
وبعد هالمقدمة القصيرة إليكم الموضوع ..
سمعنا كثيرا أن الصديق وقت الضيق , و أنك إذا أردت أن تعرف مدى صدق صديقك وإخلاصه وولاءه , عليك أن تنتظر الأزمة التي تختبره فيها ليظهر خلالها وبعدها على حقيقته ..
ركزوا كثير على وقت الضيق وتجاهلوا أوقات الفرح ..
بالنسبة لي يهمني كثيرا أن أرى أحبابي في أوقات فرحي وسعادتي , وخصوصا عندما تكون هذه الأوقات قليلة الحدوث مقارنة بالضد لها من الأوقات
لست أعارض ماسبق من اشتراط لإخلاص الصديق إطلاقا , لكن مارأيكم بصنف من الأصحاب- إن جاز لنا تسميتهم كذلك - هاكم وصف لهذا الصنف ..
لا تجدهم حولك عندما تكون سعيدا , تحتفل بنجاح في أي عمل .. وإن وجدتهم فهم يصافحونك بأيد باردة , تنتظر الفكاك من عناق يدك بفارغ الصبر , تسمع منهم كلمات مهنئة لا لون لها أو طعم , وكأنها لفحات لعاصفة رملية حارة تنبعث من شفاههم الصحراوية الجافة !
و في وقت كبوت فيه كبوة الجواد , تجد أصابعهم تشير إليك بكل القسوة
تمتد .. تمتد
تحاصرك ..
وتمعن في الاقتراب منك ..
يتظاهرون بأنهم لا يشمتون بك
يدّعون بأنهم ينتقدون ويوجهون
وهم في الحقيقة لأخطائك يتصيدون
تغلغل في الشراسة والحقد
وتفنن في توسيع مساحة الحزن داخل روحك .. والخيبة
ألن تتساءل كما أنا .. لماذا وجدتهم في وقت الضيق ولم أحس بهم في فرحي ؟ !
وأوافقك القول على أن الصديق نادر في هذه الأيام , لكني أحمد الله ألف مرة إللي وفقني في صداقات لو أحطها بكفة والناس الباقية والأرض كلهم بكفة , لرجحت كفة حبايبي وبقوة كمان
الدنيا فعلا تدور , لكن أفكار في هذا الموضوع لم تتغير
لست أعارض مايقال , ولا أفترض أنهم أيضا يعارضون , لكن أعجب لماذا لم يتم التركيز على هذه الفكرة أيضا , لماذا لم تتردد على مسامعنا أمثال وحكم تشير إلى ذلك ؟!
ولماذا يحصل الجهل من بعض الأصدقاء بضرورة التواجد في جميع الأوقات , فالدعم مناسب لكل المواقف .. ؟
فعلا هو قصور في الفهم أحيانا , وبالتالي يحصل التقصير في واجب الصديق , لذلك نجد التفضيل لبعضهم عن الآخر ..
ولا زلت أصر بأني وجدت في الناس لي الأصدقاء , وجدتهم وأكتفي بهم عن غيرهم
لم أعد في حاجة للبحث عن أصدقاء آخرين وأزداد جروحا أكثر , فضالتي قد وجدتها ..
إذا ً أنا متفائلة بأن الصدق موجود فيهم , ولا بد من أن هناك غيرهم ..
تأكد ياأخي أن الأصل في الإنسان هو الخير , قد يغفل , وقد يمعن في الهرب من أصله , قد ينغمس في أهوائه , لكن بشيء من التذكير قد يصحو لنفسه , وقد لا تتم الصحوة إلا بعد صفعة قوية على وجهه تسوقها له أقداره , وقد يخسر كل شي ويدركه الأجل وهو غارق في نومه ..
لكن الأكيد أن الخير هو الأصل , والإنسان يولد على الفطرة ..
كل ماسبق يقودنا إلى أن سلوكيات الإنسان ومبادئه يمكن أن تتغير , يمكنني أن أرتقي بنفسي عندما أرى عيبا وأسعى لإصلاحه .. وبالتالي يمكنني أن أخطو خطوة للأمام ..
وهو نفسه ماقد يحدث في أسلوب التعامل مع أي إنسان .. لا عيب في أن أخطئ لكن العيب أن أستمر على ذات الخطأ ..
من هنا يمكننا أن ندرب أنفسنا على أن نصبح أناسا رائعين وليس فقط أصدقاء رائعين
وإلا فما الفائدة من كل مانكتب , مالفائدة من كل خبرة قد نشرت في الكتب , ألي للنقد والتصحيح .. ؟
في حال الفرح يحاول الإنسان (فطرياً) الاندفاع باتجاه الفرحة ويتعلق تفكيره بها حتى ينشغل عن أصدقائه في هذا الموقف ..
أما في حال الحزن فإن الإنسان يعكس مساره ويندفع باتجاه أصدقائه لكي يبتعد بهم عن سبب الحزن الذي أصابه وينساه..
أي أن اهتمام الإنسان في فرحه يكون منصباً على الفرحة
أما في حزنه فإن اهتمامه ينصبّ على أصدقائه
لذلك يشعر الإنسان بنفسيات أصدقائه في حال الحزن أكثر من شعوره بهم في حال الفرح رغم أنها قد تكون متطابقة في الحالين.. فالصديق الذي يفرح لحزني ويشمت بي هو نفسه الذي يستاء من فرحتي وسعادتي.. وكذلك الصديق الذي يحزن لحزني هو نفسه الذي يفرح لفرحي.. لكن الفرق بين الاثنين هو أن الأول يلجأ كثيراً إلى التظاهر وتزييف المشاعر على عكس الثاني ذي المشاعر الصادقة... وكما ذكرتي فإن الإنسان يمكنه التمييز بين النوعين بسهولة.
يقول الشافعي:
ولا خير في ود امرىء متلوّنٍ **إذا الريح مالت مال حيث تميل
وما أكثر الإخوان حين تعدهم ** ولكنهم في النائبات قليل
ومع كل ذلك فإن الصديق الحقيقي هو من يجده الإنسان في حال الشدة والرخاء والسعة والضيق.. وليس في أحدها..
أنت غير مسجل في منتديات الوئام . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
الوئام
- هاكم وصف لهذا الصنف .. 
