أنت غير مسجل في منتديات الوئام . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

صائد الفرص للأسهم الأمريكية والاوبشن 
عدد الضغطات  : 20009
مساحة اعلانية 
عدد الضغطات  : 15720


العودة   منتديات الوئام > المنتدى العام >  || اوْرآق مُلَوَنة ..

 || اوْرآق مُلَوَنة .. عِناق الوَاقع بقلمٍ حر ، الموَاضِيْع العَامَہْ ، للنقاش الحر والموضوعات الجاده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 26 / 07 / 2009, 41 : 06 AM   #11
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,647
+ معَدل التقييمْ » 10189
شكراً: 263
تم شكره 101 مرة في 98 مشاركة

wafei متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...


مذكرات مغتربة في الأفلاج ( 11 )
حرب (حريم)

لإقامتنا في سكن المعلمات الكثير من المزايا الإيجابية كما أننا نعاني من سلبياتها في نواح أخرى، فمن إيجابياتها وجود السيارة التي تخدمنا في أي وقت ووجود من يتكفل بطلباتنا بالإضافة إلى الهاتف الذي نستطيع استخدامه بالبطاقة في أي وقت كما نستقبل عليه اتصالات الأهل .
أما السلبيات فهي كثيرة مثل عجز الراتب عن تغطية مصاريفنا لكثرتها وتشعبها، المعاناة النفسية نتيجة اختلاف بيئات المعلمات وعاداتهن وكثرتهن. عدم احترام خصوصياتنا من قبل زوجة الكفيل فهي ترى نفسها سيدة المكان. ومن حقها الأمر والنهي والانتقاد .
إلا أنها لم تكن تحضر جلسات السمر النادرة التي نقيمها في لحظات الصفاء بيننا فكانت فرصة سانحة جدا لممارسة ( الحش ) على أصوله فيها وفي زوجها الجشع بعد أن تأتي كل واحدة منا بما لديها من ( نقنقات ) كما نسميها فهذه تجهز الفشار وأخرى تحضر الفصفص وثالثة شيبس ورابعة بعض الحلويات وغالبا ما ننتدب زهرة لتحضير الشاي، فللشاي الذي تعده بخلطتها السرية كما تقول نكهة رائعة تدغدغ الذاكرة لتعود بنا إلى أحضان الأهل . ومن لطيف ما يحدث بيننا التلاعب بكلمات الأغاني وتحويرها بما يتناسب وحالتنا النفسية والاجتماعية في الغربة وترديد بعض الحداء الذي اشتهر محليا، حيث كانت زهره تغنيه وهي تجر قوس الربابة بشكل كوميدي ساخر والشجار الأزلي الدائم بين القطيفيات والأحسائيات والذي ينتهي بشكل ودي دائما حول بعض العادات الغذائية . فالقطيفية تتهم الحساويين بأنهم لا يستغنون عن الحب ( الفصفص ) والتمر، أما الحساوية فتطلق على القطيفيين وحوش الروبيان لأنهم يتناولونه دائما وتزعم أن رائحة القطيفي تسبقة دائما.
كل هذا يحدث وسط ضحكات الجميع وانقسامهن إما مع هذه أو مع تلك. وخلاف أزلي آخر بين الهفوفيات والقرويات والجميع من الأحساء حول اختلاف اللهجة وكل واحدة تزعم أن لهجتها هي الأصل وأنها الأقرب للفصحى. وبذلك نقتل الوقت الطويل الذي يقتلنا وحشة وغربة وشوقا. ومما يدور في جلساتنا الحديث الدائم عن طمع هذا الكفيل الذي فاق راتبه راتب معلمة بخبرة عشر سنوات ومع ذلك مازال يبحث عن المزيد. فكنت أتساءل لماذا لا نؤجر بيتا أصغر من هذا ونوفر فارق النقود في جيوبنا، فهذا البيت كبير جدا وبه ثلاث غرف خالية لا نحتاجها .
وكانت البنات يبدين تخوفا من عزمه على إحضار المزيد من المعلمات، لأن الوضع لا يحتمل أكثر من الموجودات حاليا وإلا فسنكون في مزاد علني أو سوق حراج، فاقترحت ليلى مفاتحة زوجته بالأمر فقلن إنهن تكلمن معها فقالت إنه لا يرغب بتغيير المنزل "واللي يعجبها تستمر معنا واللي ما يعجبها تستطيع المغادرة".
حتى جاء ذلك اليوم الذي فتحت علينا الباب زوجة الكفيل دون سابق إنذار وقالت "نسيت أعلمكن .. ترى بكرة بيجون ثلاث معلمات مريم وداد ونورة كلهن من الدمام وكل وحده بتأخذ غرفة". وأغلقت الباب مرة أخرى وسط ذهول الجميع.
جاءت المعلمات الجديدات وكنّ أنموذجا مغايرا لباقي المجموعة، متغطرسات مشاكسات ينظرن إلينا بدونية، ورفضن مشاركتنا في العمل المنزلي فقد كنا نتقاسم العمل بشكل يومي لغسل المطبخ وكنس الصالة والممرات، وعندما أخبروهن عن هذا الأمر قالت إحداهن نعم ؟؟ تبوني أغسل لكم الحمامات والمواعين هذا اللي ناقص".
هنا انبرت سلمى قالت: "اسمعي أنتي وياها إحنا الأسبق هنا، تحبون تمشون بأنظمتنا ولا انعزلوا عنا" ثم وجهت لنا الخطاب "يالله يا بنات".
وفي غرفتنا تولت إدارة التحريض حكيمة وكانت أفكارها "مو تطفش ثلاث معلمات إلا تطفش بلد بأكمله" ودخلنا في حرب ( حريم ).
مر أسبوع كامل ونحن نطوق الثلاث بحصار نفسي مؤلم مع استخدام بعض الأساليب القذرة من قبل بعض البنات القويات، حتى ضقن ذرعا فاستنجدت وداد بزوجها على ما يبدو، فسمعنا ليلة الخميس رنة جرس الباب في وقت غريب خرجنا من غرفنا نستطلع الأمر فإذا بوداد في كامل زينتها تتوجه للباب وتفتح لزوجها وتسلم عليه ثم تدخله إلى غرفتها بعد أن نبهت بأعلى صوتها ( زوجي فيه لا وحدة تطلع بخشتها وتقول ما سمعت).
فجأة وجدنا البنات جميعهن في غرفتنا وكل واحده تقول "النار ولا العار .. رجال غريب بوسطنا؟ اللي بيجي لزوجته يأخذها برا مو يدخل هنا". والحقيقة أن السبب الوحيد لهذا الاحتجاج هو الغيرة ولو أن الأزواج حضروا جميعا فلن يجدوا من يحتج سواي.

  رد مع اقتباس
قديم 26 / 07 / 2009, 42 : 06 AM   #12
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,647
+ معَدل التقييمْ » 10189
شكراً: 263
تم شكره 101 مرة في 98 مشاركة

wafei متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...


مذكرات مغتربة في الأفلاج ( 12 )
النار ولا العار

خرجت سلمى من غرفتنا بعد نجاح اجتماع حفظ الكرامة العربي الطارئ. ورفست الباب على قسم الكفيل وزوجته فخرجت لنا أم حسن بسرعة وما أن خرجت لنا حتى اكتسحتها البنات بسيل من الكلمات بين شتم واحتجاج واعتراض حتى كلمنا الكفيل من خلف الباب خير يابنات وشصاير؟.. تكلمت سلمى:
اسمع يابو حسن أنا أكلمك بلسان خمس معلمات وأنا السادسة إحنا بنات عوايل، مايدخل غريب في وسطنا وكل وحده لو يدري زوجها ولا أبوها كان قلب عاليها واطيها.. يطلع زوج وداد الحين ولا بكره يجينا واحد من أهلنا ونطلع معه. وطبعا لن يضحي بست بقرات حلوب في سبيل واحدة .نفخ أوداجه وقال سووا طريق، عدنا بعد نجاح مخططنا إلى غرفتنا نرقب الأحداث من فتحة في جانب الباب.
دخل الكفيل أبو حسن إلى القسم الخاص بنا ووقف في وسط الصالة ونادى بأعلى صوته يا أبو أيمن.. أبوأيمن كان هذا زوج وداد فخرج من الغرفة وكأنهما أحسا بما قد دبر لهما قال له.. لا يا أبو أيمن كذا ما يصير... هالبنات أمانة عندي ومنهن زوجتك، ترضى أدّخل عليها أحد غريب؟ لم ينطق بكلمة فقط قال خلاص وصلت الفكرة وصلت، ونادى زوجته أعطيني شماغي وبرجع لك بعد شوي، وذهب مع كفيلنا.
هل سمع ضحكات الشماتة ؟ نعم أعتقد ذلك، لم نستطع إخفاءها.
أخذ زوجته وغادرا أسبوعا كاملا.
بعدها عادا ليأخذا زميلاتها نورة ومريم ويغادرون علمنا بعدها أنهم أحضروا لهم كفيلاً آخر وسكنوا بمفردهم في شقة قريبة.
في هذه الفترة وبعد مضي سنة تقريباً على اغترابنا أي في نهاية عام 1420هـ وبداية عام1421هـ بدأت وفود المغتربات في الزيادة، وبدأنا نتطلع إلى تغيير مجموعتنا إلى مكان أكثر راحة وخصوصية. لكننا لم نوفق حتى الآن بات الوضع مأزوما أكثر من ذي قبل وليلى أصبحت أكثر شرودا وصمتا بعد وفاة والدها يرحمه الله وتأجيل زواجها. كنا ننوي السياحة في أرجاء هذا المكان علها تطرد عنا بعض الضيق فكرنا بالذهاب إلى حديقة صغيرة وصفوها لنا أو إلى السوق، لكننا كنا متخوفات من الخروج فنحن لانعرف طبيعة المكان وأهله جيدا، على كل حال لاحظنا من خلال مدة إقامتنا هنا أن سكان الأفلاج في غالبهم الأعم ملتزمون جدا وهذا الأمر راق لنا كثيرا وأشعرنا بالراحة النفسية فلا تشاهد أحدا يمشي بالسيجارة علنا خوفا من محاربة المجتمع له ولا يمكن أن تشاهد متخلفا عن صلاة الجماعة في الشارع وقت الصلاة، وحتى فئة الشباب الذين عادة نجدهم في الشرقية يرتدون أحدث الموديلات ويجوبون الشوارع بسياراتهم التي تنطلق منها أصوات المسجلات عالية تجدهم هنا في الغالب يبحثون عن الرجولة الكاملة باكرا فهم يضخمون أصواتهم ويمارسون الوصاية على محارمهم وترتفع أصواتهم بالتوجيهات لأهل البيت، فضلا عن لباسهم العاقل جدا فهم عادة يرتدون الثوب القصير والغترة أو الشماغ بلا عقال ومن المواقف الطريفه التي حدثت لنا أنا وليلى أننا ذهبنا لزيارة هيا جارتنا وعندما طرقنا الباب فتح لنا طفل صغير في السادسة على مايبدو فلاطفناه بالكلام قالت له ليلى أخبارك ياعسول ؟؟ أجابها مقتضبا بخير ثم قالت له كفك يابطل ومدت يدها له، فرمقها بعينه غاضبا وهرب إلى الداخل.. لقد جرحت رجولته على مايبدو. أخبرتنا هيا لاحقا أنه يعتبر نفسه رجلا ،وقد استاء من تصرف ليلى.
كما أننا لاحظنا أن أغلب أهل الأفلاج لايستمعون للغناء و يدخلون أولادهم مدارس تحفيظ القرآن الكريم أما النساء فهن يرتدين عباءة الرأس والغطاء على الوجه وإن اضطرت المرأة للبس النقاب فيمكنها لبس نقاب يسمى (الصقر) وفيه تفتح دوائر صغيرة للعينين فقط فيكون شكل المرأة فيه كأنها صقر مقنع وبعضهن يغطين هذه الدوائر بغشاء شفاف أو مخرم، لكنني ألفته فيما بعد، وبعض النساء لا يرتدين البنطال لأنه محرم وفيه تشبه بالرجال .لذلك عندما دعتنا صديقتي شما أنا وليلى إلى بيتها لم نتشجع لتلبية دعوتها، لأننا شعرنا بالفارق الكبير بيننا وبينها واتفقنا أن نماطل شما حتى تنسى هذه الدعوة.

  رد مع اقتباس
قديم 26 / 07 / 2009, 43 : 06 AM   #13
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,647
+ معَدل التقييمْ » 10189
شكراً: 263
تم شكره 101 مرة في 98 مشاركة

wafei متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...


مذكرات مغتربة في الأفلاج ( 13 )
معلمات بلا مبدأ

إلحاح شما في دعوتها لنا جعلني اعترف لها بمخاوفنا سيما وهي صديقتي المقربة، هذا الأمر جعلها تضحك كثيرا وختمت موشح الضحك بقولها (الله يقطع شيطانك يا شيخة، تعالوا بس وماجاكم بوجهي) سألتها هل ستدعين معنا أحداً؟ قالت ثلاث من صديقاتي بيعجبونكم.
وجاء اليوم الموعود وذهبنا نقدم رجلا ونؤخر أخرى، رنّت ليلى الجرس وفتحت لنا الخادمة، كانت شما تنتظر دخولنا وبمجرد أن رأيتها أصبت بالدهشة، كانت ترتدي بنطالا وبلوزة بلا أكمام، سلمنا عليها ودخلنا كانت صديقاتها بالداخل وصوت المسجلة يصدح، أطفأت شما جهاز التسجيل قالت مخاطبة صديقاتها هؤلاء شيخة وليلى اللواتي حدثتكم عنهن بدأت إحداهن تقلدنا بشكل لطيف ومهذب وقالت بلهجة شرقاوية مائعة ونحن نضحك يا هلا والله ومسهلا بهل الشرقية أسفرت وأنورت واستهلت وأمطرت ثم اتبعتها بأغنية(الهوى شرقي وقلبي هاوي الشرقية) فأكملناها معها ونحن نضحك في جلسة بناتية حميمية رائعة أحسسنا فيها بالألفة والانسجام لأول مرة ثم تعارفنا لاحقا ورأيت ضحكات وتعليقات ليلى التي اشتقت لها كثيرا.
صارحنا فيها بعضنا كثيرا، قالت لي إحدى صديقات شما مجتمعنا في الأفلاج مثل مجتمعكم في الشرقية مثل مجتمعات أخرى كثيرة تعاني من التناقض.. أنا أخي معلم بإحدى مدارس التحفيظ وإن سألته عن التدخين سيقول لك حرام وهو يدخن (الشيشة) وإذا ضحكنا منه قال كلكم تعلمون أن هذا ليس اختياري.. أبي ألبسني جلبابه بصفته مؤذناً في مسجد الحي. عقبت ليلى: كأنك تتكلمين عن زوج أختي هو كذلك يدخن المعسل في البيت أو في سفره إلى الدول العربية لكنه لا يجرؤ على إخبار أحد من أهله بالأمر وأختي تتفهم ذلك وإن كانت لا تشجعه خوفا على صحته.
اكتشفنا أن شما وصديقاتها يحملن نفس التطلعات والهموم والمعاناة، وموال لا ينتهي من الآمال والطموحات، ويجدن في الرياض متنفسا رائعا يمارسن فيه الحرية لبعض الوقت.
اتفقنا على أن نجتمع كل ليلة أربعاء في بيت واحدة منهن عرضنا عليهن المشاركة في الدورية فرفضن، قالت شما أنتن مغتربات واحنا أصحاب محل، الأمر أسهل بكثير بالنسبة لنا تقدرون تجيبون معكم ترامس الشاي والقهوة وأنتن جايات، كانت مزحة بالطبع، وإلا فلا أعتقد أن هناك كرما يوازي كرم أهل الأفلاج ممزوجا بطيبة لا متناهية خاصة عند أهل القرى ويتفوق أهل القرى على أهل المدينة بالسماحة وحسن النوايا وعدم التعصب الديني تحديدا. كنا في بداية اغترابنا لا نحب الأفلاج لأننا نعاني بها أما الآن فقد بتنا أكثر قدرة على قراءة مشاعرنا، نعم نحن لا نكره الأفلاج بل أحببنا فيها صديقات كثر. وفيها أماكن كثيرة احتضنت من لحظاتنا السعيدة التي سرقناها من جيوب الغربة ما يكفي لتحتل مساحة كبيرة من الذاكرة شئنا أو أبينا.كنا كمغتربات عنصرا غريبا على هذا المجتمع المحافظ ينظرون إلينا كمعلمات بلا قيم يسافرن بلا محرم ويسكنّ لوحدهن كنا نُحارب أحيانا كثيرة من قبل البعض، لكن مع مرور الوقت أصبحوا أكثر تفهما لظروفنا وأكثر تعاونا معنا أو لربما تعاطفا معنا، كانوا أيضا يعتقدون أن الحاجة المادية هي السبب الوحيد لهذه الغربة وكم كانوا مندهشين عندما عرفوا أن من بيننا من هي على استعداد لتدفع من جيبها لتحقق ذاتها وطموحها واستقلالها وإن كان عن طريق الغربة أيضا. نحن ندرك أن الأفلاج وأهلها لا ذنب لهم في شعورنا بالغبن والقهر عندما تُرفض إجازتي المرضية لأنها من الأحساء ويطلبون مني ألا أمرض إلا في الأفلاج ويخصم بعدها من راتبي، ولا ذنب للأفلاج وأهلها عندما أراجع مستشفى الأفلاج فلا أتلقى العناية الكافية في قسم الطوارئ وإذا طلبت مراجعة العيادات قالوا لا تستطيعين فتح ملف بدون ولي أمرك، ولا ذنب للأفلاج وأهلها عندما أتسلم خطابا من الإدارة في الرياض يفيد أنهم لايمانعون في نقلي إلى الأحساء بشرط تعجيزي وهو أن تستغني عني الأفلاج فيرد المسؤول عندهم وبناتنا يضيعون ؟ لا (ما نستغني).
فأشعر أنني أحمل ضياع الكون بأكمله بين جنبي وأغص بكلمة وأنا ؟؟؟ هل الضياع قدري ؟ فأبلعها لأنني أعرف الرد.. بكيفك ما حدن جابرك، استقيلي ومكانك ألف وحدة. فلتعذرني الأفلاج لأنها قدري المغترب، قد أحبها لاحقا وقد أتغزل ببساطة كل ما فيها وعفويته وقد يسحرني كل شروق شمس فيها يزفني كعروس إلى حيث الحلم بكلمة (أستاذة) يصبح حقيقة. لكنني الآن لا أحبها ولا أكرهها.
إنني أتوسل إليها أن تعيدني إلى البذرة التي غرستها في شرفة غرفتي قبل أن تموت عطشا فقد هرمت أمي ولا تستطيع الصعود لأعلى لتسقي نبتتي الذابلة حزنا على فراقي.

  رد مع اقتباس
قديم 26 / 07 / 2009, 44 : 06 AM   #14
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,647
+ معَدل التقييمْ » 10189
شكراً: 263
تم شكره 101 مرة في 98 مشاركة

wafei متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...


مذكرات مغتربة في الأفلاج ( 14 )
الكفيل يتحول إلى سي السيد

منذ مدة ونحن نشعر بشيء غريب في هذا البيت، إشارات وإيماءات بين زوجة الكفيل وحكيمة لم نعهدها من قبل ولم نجد لها تفسيرا، شجارات دائمة بين كفيلنا وزوجته ونحن الذين لم نسمع لهما صوتا طيلة عام ونصف، إهمال أم حسن لبناتها وعدم اهتمامها بهن على غير العادة. مكوثها عندنا لفترات طويلة.
في إحدى الليالي دقت زهرة علينا باب غرفتنا، وعندما دخلت قالت شيء ما يحدث في هذا البيت لا نعرفه كأنها مؤامرة. قلت لها إذا حتى أنت تشاركيننا نفس الشعور
قالت نعم وإلا فلماذا تستدعي أم حسن حكيمة في الخفاء وتنفرد بها في القسم الخاص بهم؟ من متى هالحب؟ اللي نعرفه أنهم دائمات الشجار والملاسنات.
استغربنا أنا وليلى الخبر وكذبناه حتى توثقنا بأنفسنا
دلال سألت حكيمة وش عندها هالساحرة مناديتك؟ وش تبي؟
ردت حكيمة ببرود عازمتني على كوب شاي فيها شي؟؟ وذهلنا جميعا
وما زلنا نضرب أخماسا بأسداس حتى عادت حكيمة من إجازة اضطرارية أخذتها لمدة أسبوع.. لم نصدق ما رأت أعيننا كانت بكامل حليها وزينتها وباقي آثار الحناء في يديها، فركت ليلى عينيها وقالت ما شاء الله كأنك عروس جديدة قالت نعم تزوجت باركوا لي. وبين مصدقات ومكذبات انطلقت عبارات ألف مبروك مسبوقة بعلامة تعجب أكبر من حجم الحدث نفسه.تجرأنا.... جد والله تزوجتي؟ سألت زهرة
تضايقت حكيمة ثم ردت: إيه والله تزوجت ليش؟ ما أنفع؟ هنا أدركنا جدية الأمر قالت طبعا تنفعين ونص.
عقبت أنا آسفة ما عزمتكم لأنه كان عائلي وبسرعة بس أعوضكم إن شاء الله... سألنا من هو؟ ونزل اسم أبو حسن كالصاعقة فوق رؤوسنا
كفيلنا؟؟ سألناها بصوت واحد وضعت عينيها في الأرض ثم قالت نعم وذهبت إلى غرفتها.
تباينت ردود الفعل أنا دخلت في دوامة من الضحك الهستيري، ليلى اتسعت عيناها وتشكل لون وجهها بقوس قزح، زهرة زمت شفتيها ممتعضة وعقبت (اهو رجال والسلام) أما سلمى قالت حرام والله صعبه وين نودي وجهنا معلمة وجامعية تتزوج كفيلها أبو سادس ابتدائي سواق الباص مافكرت في كلام الناس؟ بدأت ليلى تغني لجورج وسوف وهي تضحك... كلام الناس لا بيقدم ولا يأخر كلام الناس ملامة وغيرة مش أكثر، تلقفتها زهرة أكيد طبعا غيرة لأنها متزوجة بروفيسور (أها بس) وهذي مفردة حساوية تعني فكونا بس ولا يكثر الهرج، دلال نطقت أخيرا: إذا لم تستح فاصنع ما تشاء.
في الأيام اللاحقة كنا نرقب وضع حكيمة وضرتها كانت علاقتهما سطحية جدا لكنها هادئة وكانت هي وأم حسن تتعاقبان على القيام بواجب هذا الرجل بشكل مقزز يصعب علينا تقبله.. إذا كان الدور على حكيمة تذهب لتقضي ليلتها معه في قسمه الخاص به بينما أم حسن تنام مع بناتها في غرفة حكيمة، وإذا كان الدور على أم حسن تغادر مع بناتها إلى القسم نفسه لتعود حكيمة إلى غرفتها الأولى.
كانت هناك حرب باردة بين الضرتين لا تخطئها أعيننا وأحاسيسنا كإناث وإن لم تدق طبول الحرب فيها حيث كانت حكيمة تتفنن في تدليل أبو حسن والتغنج له وإشعال البخور والطيب بينما لا تستطيع أم حسن مجاراتها لأنها تهتم بثلاث بنات صغيرات. وأصبحت حكيمة تلعب دور أم حسن في الاستبداد والتسلط بشكل أكثر ضراوة وشراسة مع أنها كانت من أشد الناقمين على ذاك الدور البشع.
ورغم أننا تعاطفنا كثيرا مع أم حسن ونحن نرى انكسارها الواضح إلا أننا وفي إحدى جلساتنا التي أصبحت حكيمة وضرتها تتغيبان عنها وجدنا لحكيمة بعض العذر فقد تقدم بها العمر ولم تتزوج وأبو حسن لمن هن في مثل سنها مكسب، قد تعطيه الكثير من المال لكنه سوف يعطيها السعادة وسوف يشعرها بأنوثتها التي تناستها أو نسيتها مع مرور السنين وقد تنجب منه أولادا يؤنسونها في سنوات عمرها القادمة، فلا بأس إن نزلت من برجها العاجي ومثلت دور الجارية وجعلت منه سي السيد، فهناك ما يستحق، لكن ما لم يخطر على بال أحد منا أن تنجب حكيمة لأبي حسن الولد الذي لم تنجبه زوجته الأولى بعد تسعة أشهر من الزواج، الزواج الذي أورث النار في رماد أم حسن وأشعل غيرتها فبدأت المشاكل تكبر وتستعصي على الكتمان بين الضرتين.


  رد مع اقتباس
قديم 26 / 07 / 2009, 45 : 06 AM   #15
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,647
+ معَدل التقييمْ » 10189
شكراً: 263
تم شكره 101 مرة في 98 مشاركة

wafei متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...


مذكرات مغتربة في الأفلاج ( 15 )
فكرة مجنونة


بين الحين والآخر أعود إلى دفتر مذكراتي.. أقرأ ما كتبته وأدون بعض الأحداث الجديدة.. يا إلهي.. لا أكاد أصدق أن كل هذا يحدث لنا، لو لم أغترب ولم أعش وضعا صعبا كهذا الذي نحن فيه لأقسمت أن هذه اليوميات لكاتب بارع ذي خيال أدبي خصب، لأنها بالفعل تقترب جدا من الخيال وتكاد تتمرد على الواقع.. لكنه وللأسف الشديد ليس خيالا إنه واقع صعب مؤلم، واقع شكلته الغربة ورسمته الوحشة وكتب أحداثه تباين الناس واختلاف بيئاتهم وحاجاتهم ونفسياتهم فلا حول ولا قوة إلا بالله.
حتى وقت انتقالنا إلى بيت المعلمات هذا لم تكن الغربة قد أنشبت أظفارها فينا جيدا، فقد كنا لازلنا نستمتع ببعض الأنوثة لقد كان والدي ووالد ليلى يحملان عنا الحقائب والأغراض الثقيلة، لكن وبعد أن أتينا إلى هنا بات اعتمادنا على أنفسنا كاملا حيث نحمل حقائبنا وأمتعتنا بأنفسنا ودون مساعدة أحد، والمغتربات عادة يصنفهم المجتمع كرجال من ناحية القوة ويتم التعامل معهن على هذا الأساس فلا تجد أحدا من الرجال يعرض مساعدة كعادة السعوديين على مغتربة أبدا. ولا زلت أتذكر ما حدث ذات مرة من تعطل باص النقل الجماعي علينا في منتصف الرحلة حيث توقفنا على جانب الطريق المقطوع ننتظر مرور باص آخر ليحملنا وعندما جاء الباص اضطررنا لنقل أمتعتنا نحن المعلمات إلى الباص الآخر ولازلت أتذكر كم كانت ثقيلة فقد كنا عائدات بعد إجازة نصفية ونحمل معنا الكثير من أمتعتنا وملابسنا، ما جعلني انخرط في موجة حادة من البكاء بعد أن وصلنا إلى البيت ولم يستطع أحد إسكاتي قبل إفراغ زوادات القهر في ذلك اليوم. ومما زاد من معاناتنا هو أننا أصبحنا نسافر إلى الشرقية بشكل أسبوعي أو شبه أسبوعي بعد اعتماد الباص الخاص بنا حتى لا نبقى وحيدات فالجميع هنا يسافرون أسبوعيا. لكنني يجب أن اعترف أن من فوائد الغربة أنني أصبحت قوية نوعا ما، وسيئة الظن بالآخرين حتى يثبت العكس خاصة إذا كان هذا الآخر رجلا. كما أنني أجيد التصرف في أغلب المواقف التي تواجهني بعد أن كنت ممن يغرقون في شبر ماء.
على كل حال....
أصبح هذا البيت ( بيت المعلمات ) الذي اعتقدنا يوما ما أنه سيكون جنتنا في هذه الغربة المرة، جحيما لا يطاق، فلا ذنب لنا فيما يحدث وصارحنا أبو حسن برغبتنا في ترك المنزل وتغيير الكفيل إلى شخص آخر غيره متفرغ لنا لم تثقل كاهله مسؤولية زوجتين وأربعة أولاد. من حقنا أن نبحث عن الأفضل.
كنا قد بدأنا نعد العدة لترك المنزل والالتحاق بمعلمات أخريات بحثا عن الاستقرار خاصة وأن وضع الأفلاج بدأ في الانفتاح على الاغتراب شيئا فشيئا وأصبح الناس أكثر تفهما ووعيا ومرونة في التعاطي مع المغتربات وتكونت نظرة جديدة فيها الشيء الكثير من الاحترام للمعلمة المغتربة كونها تترك أهلها وأبناءها وتعيش وضعا أسريا صعبا لتقدم خدمة لبنات هذه المنطقة، خاصة وهم يلمسون مدى تفانينا فيما يوكل إلينا من أعمال وحرصنا على أن لا يؤثر وضعنا السيء على تحصيل طالباتنا العلمي. وكنا ذات ليلة مستلقيات في غرفة زهرة ونفكر بصوت مسموع فيما يمكن أن نقوم به لتعديل وضعنا المأساوي وكان النور الخافت محرضا على عمق التفكير.
فما زلنا نهذي أنا وليلى وزهرة ونبتكر الكثير من الطرق والأساليب للخروج من مأزقنا حتى قالت زهرة عندي فكرة مجنونة بعض الشيء وتنطلق من قاعدة (هي خاربة خاربة خلينا نعميها) وبعد أن ضحكنا قالت ليلى (أبشرك هي عميا خالصة بس مايمنع هاتي وش عندك قالت زهرة: بلا كفيل بلا بطيخ) جميعنا اعتدلنا في جلستنا وسألنا ماذا تقصدين؟ هنا بدأت بشرح فكرتها كقائد حربي يخطط للنصر. قالت ضحك علينا هذا الرجل وصدقناه.. كل ما يقوم به نستطيع نحن القيام به مع توفير ألف ريال من راتبنا. نظرت في أعيننا ولا زال السؤال (كيف) قائما. تابعت....
(إحنا في ديرة آل سعود الله يحفظهم ولا يغير علينا والدنيا أمان ونقدر نسكن لحالنا بس نشوف شقة تابعة لبيت يسكنه أصحابه مو بعمارة) وما عدا ذلك فهنا كل شيء بمكالمة هاتف يصلك إلى البيت من أول اسطوانة الغاز إلى المواد الغذائية.
راقت لنا الفكرة لكننا مازلنا متخوفات، قالت في مدرستنا معلمات يسكن لوحدهن منذ أول قدومهن (وما فيهن إلا العافية) وأنا سوف استعين بهن للحصول على كامل المعلومات التي تلزمنا لنعيش وضعا صعبا كهذا... بدورنا وضعنا الأمر على طاولة البحث والتمحيص والدراسة حتى وصلنا إلى نتيجة مفادها... توكلنا على الله.

  رد مع اقتباس
قديم 26 / 07 / 2009, 49 : 06 AM   #16
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,647
+ معَدل التقييمْ » 10189
شكراً: 263
تم شكره 101 مرة في 98 مشاركة

wafei متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

مذكرات مغتربة في الأفلاج ( 16 )

حريق في الذاكرة

في اليوم التالي لاتخاذنا قرار السكن بمفردنا كنا بانتظار اجتماعنا بعد العودة من المدرسة، فقد وعدتنا زهرة أن تأتي محملة بكل المعلومات التي نحتاجها من زميلاتها في المدرسة. وكان اجتماعنا بعد صلاة المغرب (ها وش سويتي؟) هذا السؤال الذي وجهته لزهرة، قالت كل خير.. جلست بكل ثقة وقالت "اسمعاني جيدا.. فيه شخص من سكان الأفلاج، ليلى طبعا.. يسمونه أبو المغتربات هذا يا بنات كما وصفته لي أكثر من معلمة شهم وخلوق ومتعاطف كثيرا معنا، والأهم من هذا وذاك أنه لا يبتز المعلمات ماديا، بل على العكس من ذلك هو يحتسب الأجر من الله فيما يقوم به من عمل ولا يتكلم في النقود أبدا، أنت قدّري ما يقوم به من عمل وأعطيه ما يستحقه من أجر. واسمه أبو رعد".
قاطعتها ليلى (وبعدين؟ هذا الرجال وش دوره في السالفة)
ردت زهرة هو السالفة كلها.
الآن نحن نرغب بالبحث عن شقة.. وسوف نوكل إليه هذا الأمر.
سألت ليلى: معقول؟؟ قالت زهرة سأحادثه الآن أمامكن. هاتفته زهرة سلمت وقالت له (عمي بو رعد أنا اسمي زهرة وأول مرة أكلمك وأخذت الرقم من صديقتي بعد ما أثنت عليك) أخبرته أننا نقيم مع كفيل ونرغب باستئجار شقة بمواصفات محددة. فقال لها حسنا وطلب مهلة للبحث عن الشقة. ثم أغلقت الهاتف. وقالت سننتظر.
طبعا كنا قد تعهدنا وقت التوظيف بالإقامة مع محرم إلا أن هذا الأمر لا يبدو منطقيا الآن وإلا لأصبح مقابل كل امرأة موظفة رجل عاطل عن العمل.
عقدنا اجتماعا طارئا وأعلمنا باقي الزميلات بما ننوي القيام به، فطلبت سلمى الانضمام إلينا، أما دلال فقد قالت أنا سأغادر هذا المنزل كذلك ولكن سوف أستأجر شقة مستقلة وسوف يأتي أخي ليقيم معي.. سألتها ليلى: هل هو موظف أم طالب؟ قالت بل موظف ويستعد للزواج لكنه طلب إجازة لمدة سنة لمرافقتي. كنت أهم بسؤال فضولي لماذا؟ إلا أن زهرة القريبة مني لكزتني فسكتّ. تمنينا لها التوفيق وطلبنا منها أن نكون على اتصال ببعضنا، فأكدت لنا أنها لا تستطيع الاستغناء عنا، كانت لغة غريبة بعض الشيء من دلال، فقد تعودنا منها جفاف العبارة.
في غرفتنا بدأت أنا بالكلام.. قلت (أصلا كنت متوقعة أن دلال ماتجي معنا وحدة معقدة ومنتهية) وقبل أن أكمل وضعت زهرة يدها على فمي وقالت يكفي يا شيخة ظلمتي نفسك.
بكيت طويلا في تلك الليلة عندما علمت من زهرة أن دلال كانت تفيض رقة وعذوبة، لها ضحكة صادقة وحضور رائع، عندما علمت أن دلال هذه كانت سفير الجمال والأناقة والرقي.. بكيت كثيرا عندما علمت أن دلال خسرت أختيها وكثيراً من عائلتها في حريق القديح الشهير وقد كان بيننا وبينه في ذلك الوقت بضعة أشهر فقط، حيث كان في الليلة الخامسة عشرة من ربيع الثاني عام 1420هـ. وكانت الصحف مازالت تنعي المفقودين وتواسي المصابين في هذا الحادث المروع، فقد بلغ عدد الضحايا في ليلة واحدة 76 حالة و400 مصاب أغلبهم نساء وأطفال. وكانت تعاني من أزمات نفسية حادة قبل قدومنا للسكن معها.
لم أستطع النوم في تلك الليلة.. تقلبت كثيرا، كنت أتوسد شوكا وألتحف بجمر. خرجت من غرفتي في الواحدة تقريبا، كانت غرفة دلال مضاءة، فطرقت الباب ففتحت لي وعلامات الاستفهام تملأ وجهها. نظرت في عيني، فقلت لها مباشرة سامحيني لكي أنام.
سامحيني لأنني ظلمتك، ولأنني تسرعت في الحكم عليك، سامحيني لأنني لم أعلم عن ظرفك شيئا.. ولم أقدم لك العزاء في من فقدتهم.
بدت وكأنني نكأت جرحا عميقا يؤلمها، وضعت يديها على وجهها وبدأت تبكي، قالت بهدوء وهي تحاول لملمة دموعها ادخلي يا شيخة دخلت، جلست هي على طرف سريرها بعد أن سحبت آهة عميقة.
قالت أنت حساسة كثيرا يا شيخة بحجم لطفك، لا عليك، لم أغضب منك حتى أسامحك، من يعرفك لا يمكنه إلا أن يحبك.

تحادثنا طويلا.. كلمتني عن هذا الحادث الشنيع وعن أختيها اللتين فقدتهما فيه وعن السنوات السعيدة التي قضينها معا. حادثتني عن أناس كثر فقدتهم في هذا الحادث المروع، وعن المشاهد التي تفوق الموت ألما وحسرة. أدهشتني دلال بإنسانيتها وهدوئها كثيرا، واستأت من نفسي أكثر. لكنها اعتبرت أن هذه الليلة هي بداية صداقة حقيقية بيننا.

/







وللمذكرات بقية سأوردها لاحقاً
/
/ مذكرات راائعه ابدعت الكاتبة في صياغتها وفي سرد احداثها و لامست الكاتبة من خلالها كبد الحقيقة
بالفعل مذكراات تستحق القراااءةوللمعلومية ! تم نشر هذه المذكرات في جريدة الوطن وتم نقلها الى هنا

  رد مع اقتباس
قديم 26 / 07 / 2009, 08 : 10 AM   #17
:: me :: 
العضويه الماسيه

 


+ رقم العضوية » 43335
+ تاريخ التسجيل » 21 / 06 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,395
+ معَدل التقييمْ » 1757
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

:: me :: غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


يسعد صباحك وافي

  رد مع اقتباس
قديم 26 / 07 / 2009, 09 : 10 AM   #18
:: me :: 
العضويه الماسيه

 


+ رقم العضوية » 43335
+ تاريخ التسجيل » 21 / 06 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,395
+ معَدل التقييمْ » 1757
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

:: me :: غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

نقل موفق وافي
مذكرات رائعه وبها روح المغامره والصبر والنجاح ولأمل ايضا
وبصراحه لم أقرأها كلها الا بعض السطور من كل مذكره
ولكن كان عناء ومغامره منها ومن ليلى الذهاب للأفلاج من أجل ( 4 الآآف فقط )

أعجبني ماسأذكره هنا :
أبي بجانب النافذة ثم أنا ثم ليلى وركب والدها بجانب السائق وكنت أشعر بجسم ليلى يهتز من شدة الضحك إلا أنها واضعة يدها على فمها، ثم همست في أذني قبل أن تواصل الضحك أجل ليموزين أبيض ولوحة مكتوب فوقها أجرة ها؟؟ وتعود للضحك من جديد
موقف جميل ولاينسى ومصاحبة اعز الناس في بعض المواقف بالفعل ذكرى رائعه
أعجبتني طريقة سرد معاناة ليلى بالحافله وتعليقاتها الملطفه للجو نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
جاؤوا لرؤيتي ورأيته من النافذة فصعقت.. الشاب وسيم جدا أجمل مني كثيرا وأصغر مني بثلاث سنوات عاطل عن العمل على ما يبدو يدرس في إحدى المدارس الليلية للحصول على شهادة الكفاءة.
سألتهم لماذا أنا بالذات؟ قالوا هو ما يبي إلا مدرسة..... بس بشرط تكون رسمية مو متعاقدة ضحكت من الألم والحسرة أحسست بالغبن والقهر تمتمت في نفسي عاد هو من زين وجهه بعد عشان يتشرط. فاشل وله عين. أضافت أخته سيذهب معك إلى أي مكان إن أردت.
يافرحه ماتمت
وربي رحمتها الضعيفه
بس أختارت الصح ولم تربط حياتها مع شخص يبحث عن رجولته الضائعه على قولها

مذكرات مغتربة في الأفلاج ( 11 )
حرب (حريم)

يالله مسامرات روعه
بس الله لايعنينا بجد أستغرب وشلون تكبدوا هذا كله وهم بعيد عن اهلهم

هل هو المستقبل بالفعل !!


وطبعا لن يضحي بست بقرات حلوب في سبيل واحدة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

* * * * * *

يالله مذكره جدا رائعه
أستمتعت فيها كثيرا ياوافي
بس كانت نهايتها بعد التعب والتنقل من مكان لآخر وطلب الامان وتوفير المال
كانت كسب لصداقات بطريقه محزنه
بجد احيي صاحبة المذكرات
وأهنيئها على كفاحها وصبرها وتفاؤلها لطلب العلم وتقديمه رغم الظروف والمصاعب التى تواجهها
وافي
باخذ لي استراحه مع الكوفي حقي اللي برد وانا أقرأ
يعطيك الف عافيه
ولاتحرمنا من هيك شغلاات
بجد استمتع بهيك مذكرات
دمت لنا ..

  رد مع اقتباس
قديم 26 / 07 / 2009, 43 : 10 AM   #19
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,647
+ معَدل التقييمْ » 10189
شكراً: 263
تم شكره 101 مرة في 98 مشاركة

wafei متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

..............

...

يسعد صباحك مي

مذكرات جميلة برغم الحزن والمآسي التي تخللت بعض المواقف
ولكن سردها الجميل اضفى عليها لوناً آخر

والجميل فيها انها تتحدث عن مأساة حقيقية ووواقع عايشه نصف مجتمعنا


مش هيك يامي
؟

صباحك سكر

...

  رد مع اقتباس
قديم 26 / 07 / 2009, 22 : 11 AM   #20
:: me :: 
العضويه الماسيه

 


+ رقم العضوية » 43335
+ تاريخ التسجيل » 21 / 06 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,395
+ معَدل التقييمْ » 1757
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

:: me :: غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

مش هيك يامي
؟
الا وربي هيك ياوافي
والله يعين
وصباحك خيي

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات, مغتربة, الأفلاج


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حظر رواية "مغتربة في الأفلاج" للكاتبة بشائر محمد الليث الابيض && قناة الوئام الإعلآمي 3 15 / 05 / 2010 30 : 06 AM
مذكرات عاشقه>>لك فقط عاشقه حبيبي  بوحْ الشعِر والنثر .. 4 19 / 06 / 2006 38 : 04 PM
مذكرات صرصور غيث السماء  ||ترفيه وَمسآبقآت 7 02 / 05 / 2004 37 : 02 PM
مذكرات فتى طائش نداء  || اوْرآق مُلَوَنة .. 4 15 / 06 / 2003 49 : 10 PM
مذكرات بعوضة Shahd  ||ترفيه وَمسآبقآت 1 08 / 03 / 2002 25 : 08 PM


الساعة الآن 23 : 09 AM بتوقيت السعودية


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by
9adq_ala7sas
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]