|
|| اوْرآق مُلَوَنة .. عِناق الوَاقع بقلمٍ حر ، الموَاضِيْع العَامَہْ ، للنقاش الحر والموضوعات الجاده |
|
أدوات الموضوع |
28 / 06 / 2001, 31 : 05 AM | #1 | |||||||
عضو شرف
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
شتان شتان
كانت مهنتي الأمن ومراقبة السير ومساعدة المحتاجين . .
كان عملي متجددا وعشت مرتاحا . . أؤدي عملي بجد وإخلاص . . ولكني عشت مرحلة متلاطمة الأمواج . . تتقاذفني الحيرة في كل اتجاه لكثرة فراغي وقلة معارفي .. ثم بدأت أشعر بالملل . . ولم أجد من يعينني على ديني . . بل العكس هو الصحيح . . مللت من المشاهد المتكررة في حياتي العملية للحوادث والمصابين . . ولكن كان يوم مميز. .في أثناء عملنا توقفت أنا وزميلي على جانب الطريق . . نتجاذب أطراف الحديث .فجأة سمعنا صوت ارتطام قوي . .أدرنا أبصارنا . . فإذا بها سيارة مرتطمة بسيارة أخرى كانت قادمة من الاتجاه، المقابل . . هبينا مسرعين لمكان الحادث لإنقاذ المصابين . .حادث لا يكاد يوصف . . شخصان في السيارة في حالة خطيرة. . أخرجناهما من السيارة . . ووضعناهما ممددين . . أسرعنا لإخراج صاحب السيارة الثانية . . وجدناه قد فارق الحياة . . عدنا للشخصين فإذا هما في حال الاحتضار..هب زميلي يلقنهما الشهادة. . قولا . لا إله إلا الله . . لا إله إلا الله . .لكن لسانيهما ارتفعا بالغناء . . أرهبني الموقف . . وكان زميلي على عكسي يعرف أحوال الموت . . أخذ يعيد عليهما الشهادة . .وقفت منصتا . . لم أحرك ساكنا . . شاخص العينين أنظر. . لم أر في حياتي موقفا كهذا. . بل قل لم أر الموت من قبل وبهذه الصورة . . أخذ زميلي يردد عليهما كلمة الشهادة . . وهما مستمران في الغناء. .لا فائدة. . بدأ صوت الغناء يخف شيئا فشيئا. . سكت الأول وتبعه الثاني . .لا حراك . .فارقا الدنيا . حملناهما إلى السيارة. . وزميلي مطرق لا ينبس ببنت شفه . . سرنا مسافة قطعها الصمت المطبق . مزق هذا السكون صوت زميلي . . فذكر لي حال الموت وسوء الخاتمة . . إن الإنسان يختم له إما بخير أو بشر. . وهذا الختام دلالة لما كان يعمله الإنسان في الدنيا غالبا . وذكر لي القصص الكثيرة التي رويت في الكتب الإسلامية وكيف يختم للمرء على ما كان عليه بحسب ظاهره وباطنه . . قطعنا الطريق إلى المستشفى في الحديث عن الموت والأموات .. وتكتمل الصورة عندما أتذكر أننا نحمل أمواتا بجوارنا . . خفت من الموت واتعظت من الحادثة. . وصليت ذلك اليوم صلاة خاشعة.. ولكن مع مرور الأيام نسيت هذا الموقف بالتدريج . . بدأت أعود إلى ما كنت عليه . . وكأني لم أشاهد الرجلين وما كان منهما. . ولكن للحقيقة أصبحت لا أحب الأغاني ولا أتلهف عليها كسابق عهدي . . ولعل ذلك مرتبط بسماعي لغناء الرجلين حال احتضارهما . . ومن عجائب الأيام . .بعد مدة تزيد على ستة أشهر. . حصل حادث عجيب . . شخص يسير بسيارته سيرا عاديا . . وتعطلت سيارته . . في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة.. ترجل من سيارته . . لإصلاح العطل في أحد العجلات . . وعندما وقف خلف سيارته. . لكي ينزل العجلة السليمة. . جاءت سيارة مسرعة وارتطمت به من الخلف . . سقط مصابا إصابات بالغة.. حضرت أنا وزميل آخر غير الأول . . وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله . . شاب في مقتبل العمر. . متدين يبدو ذلك من مظهره . . عندما حملناه سمعناه يهمهم . . ولعجلتنا في سرعة حمله لم نميز ما يقول .. ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا . .سمعنا صوتا مميزا. ... !نه يقرأ القرآن . . وبصوت ندي . . سبحان الله لا تقول هذا مصاب . . الدم قد غطى ثيابه . . وتكسرت عظامه . . بل هو على ما يبدو على مشارف الموت . . استمر يقرأ بصوت جميل .. يرتل القرآن . . لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة . . كنت أحدث نفسي وأقول سألقنه الشهادة مثل ما فعل زميلي الأول . . خاصة وأن لي سابق خبرة كما أدعي . . أنصتُّ أنا وزميلي لسماع ذلك الصوت الرخيم . . أحسست أن رعشة سرت في جسدي. . وبين أضلعي . . فجأة . . سكت ذلك الصوت . . التفت إلى الخلف . . فإذا به رافع إصبع السبابة يتشهد. . ثم انحنى رأسه . . قفزت إلى الخلف . .لمست يده ..أنفاسه .لا شيء ..فارق الحياة . . نظرت إليه طويلا. . سقطت دمعة من عيني . . أخفيتها عن زميلي . . التفتُّ إليه وأخبرته أن الرجل قد مات . . انطلق زميلي في البكاء . . أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف . . أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثرا ... وصلنا المستشفى . .أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل . . الكثيرون تأثروا من حادثة موته وذرفت دموعهم . . أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه . . الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يصلى عليه ليتمكنوامن الصلاة عليه . في الغد غص المسجد بالمصلين . . صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة . . وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه إلى المقبرة . . أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة . . وجهوا وجهه للقبلة . . باسم الله وعلى ملة رسول الله . .بدأنا نهيل عليه التراب . اسألوا لأخيكم التثبيت فإنه يسأل . .استقبل أول أيام الآخرة . . وكأنني استقبلت أول أيام الدنيا . . تبت مما عملت عسى الله أن يعفو عما سلف وأن يثبتني على طاعته وأن يختم لي بخير.. وأن يجعل قبري وقبر كل مسلم روضة من رياض الجنة. . الزمن القادم - المجموعة الأولى عبد الملك القاسم |
|||||||
إننا نشعر براحة حين نعمل بإخلاص
|
||||||||
28 / 06 / 2001, 45 : 05 AM | #2 | |||||||
مدير عام المنتديات
شكراً: 264
تم شكره 102 مرة في 99 مشاركة
|
..........
... مرااحب اخت مجدولين قصة راائعة ومؤثرة ومنها نستلهم العبر رحم الله اموات المسلمين تسلمي كلك ذوق |
|||||||
...
|
||||||||
28 / 06 / 2001, 48 : 05 AM | #3 | |||||||
عضو شرف
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
هلا وافي
فعلا الله يحسن خاتمتنا اللهم توفنا مسلمين ألف شكر لمشاركتك تحياتي |
|||||||
إننا نشعر براحة حين نعمل بإخلاص
|
||||||||
29 / 06 / 2001, 54 : 02 PM | #4 | |||||||
عضو شرف
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قصه مؤثره جدا اللهم اهدئي جميع المسلمين وثبتهم على الحق واحسن خاتمتنا يارب العالمين |
|||||||
|
||||||||
29 / 06 / 2001, 52 : 06 PM | #5 | |||||||
عضو شرف
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
مرحبا عاشق مكة
اللهم آمين الف شكر عاشق مكة لمشاركتك تحياتي |
|||||||
إننا نشعر براحة حين نعمل بإخلاص
|
||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تنفيذ حكم الجلد الصادر بحق 3 شبان سعوديين في الرياض | روح العطا | قناة الوئام الإعلآمي | 2 | 24 / 07 / 2010 16 : 12 PM |
ثم شتان دراسة منهجية في مقارنة الأديان | عادل محمد | نفَحَآت إيمَآنِية | 1 | 08 / 03 / 2010 01 : 01 PM |