لنكن واقعيين ...( الخلاف شر )

لنكن واقعيين ...( الخلاف شر )
لنكن واقعيين ( 4 )

خواطر قثمية .......

مدخل :

الحمدلله وحده ... الذي تفرد بالخلق والعبادة ... وخلق الناس والعباد وجعلهم أمة واحدة وإلههم واحد ... ودينهم واحد ... وجعلهم سواسية { لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى } .

لقد عاش العالم الإسلامي فترة من الزمن في توحد حركي وجماعي ومنهجي ما جعل أعدائهم يهابونهم ويعدون عليهم العدة ففي تلك الأزمان لم يكن للكافرين على المؤمنين سبيلا ، إلا ماقدره الله وأراده بحكمته وقدرته .

ودارت الأيام والحرب سجال ، فكلما تمسكت الأمه بدينها توحدت ... مما جعل الكافرين أذلة على المؤمنين وجعل المؤمنين أعزة على الكافرين ، والضعف يشوب الأمه كما تشوبها القوة ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) .

إن التفرق الذي تعيشع الأمه اليوم له أسباب ومسببات ، وله اثر على واقع الأمه وهاهي قضية المسلمين الأولى بين أيدي ضلال يحركونها كيفما شاؤا على حساب الدين والشعوب ! .

الخلاف :

وهو من أهم الأسباب التي جعلت الأمه ممزقة شيعا وأحزابا طرقا ومذاهب بل ومما زاد الأمر هما وغما ذلك التعصب المشين والتشبث بالأفكار دون النظر في الصواب وضده وغير ذلك . قد تتصور أن التعصب قد يكون ضرره على ذات الشخص المتعصب أو غير ذلك ولكن الحقيقة أن للتعصب بلايا ورزايا فكم هم الذين تعاونوا مع السلطات للقبض على ( رؤس الفتنة ) وهم بالطبع الدعاة الذين يخالفونهم وفتنة الإمام أحمد في خلق القرآن لخير شاهد على ذلك .

وأيضا فإن العدو عندما يرى شتات الدعاة والمصلحين الذين بدورهم ينورون للناس ظلمات الكفر أقول عندما يرون هذا التفرق والتمزق ينتفخ ريشهم لحرب الأمه عموما والمصلحين خصوصا . وحرب السلطة الفلسطينية ( بفتح السين واللام ) للمجاهدين والمصلحين هناك دليل على ذلك فالعدو الصهيوني يستخدم المجاهدين ورقة ضغط على السلطة ، والله المستعان . فالأمه ممزقه ويسلم المؤمنون للكفار دون تحرك منا نحن عدا الشجب والإستنكار .

أسباب الخلاف بين المسلمين وبالأخص الحركات الإسلامية :

1- إن الناظر لأسباب الخلاف يجدها متنوعة فالهوى له دور والتعصب .
2- وأيضا ضيق الأفق وتأجير العقول بحيث إذا قال فلان قولا فهو راجح وغيره من الأقوال ليس مرجوح بل باطل وبدعة ومخالف لمنهج أهل السنة والجماعة . فالقول والحق ماقال فلان وغيره باطل فهذا هو تأجير العقول .
3- وأيضا من الأسباب قد يشعر صاحب فتنة التفرق والتحزب بنقص في عدد الطلاب الذين يحضرون له ويستمعون إليه وغيره المئات ممن يحضرون لهم ويستمعون إليهم فيأتي داء الحسد الذي جعل إبليس يكرس جهده للنيل من آدم عليه السلام حتى أخرجه من الجنة وهم حتى يدبرون للمصلحين مكيدة ينال منهم الحاكم والمحكوم .
4- وأيضا من الأسباب عدم التفريق في مسائل الخلاف والمسائل المنصوص على الإجماع عند أهل السنة والجماعة بحيث يكون الخلاف عندهم على اشده في مسائل فرعية وجزئية باب الإجتهاد فيها مفتوح بحسب إجتهادات العلماء فيها فترانا نختلف بمعنى كلمة إختلاف في الفروع ونتقاتل عليها بل ونتعامل بها بالولاء والبراء مع بعضنا البعض لماذا لأنه يعمل بقول الإمام مالك أو الشافعي في المسألة الفلانية وغير ذلك .
ليس من الخطأ أن يكون هناك خلاف فقهي في المسائل الإجتهاديو بل الخطأ كل الخطأ من التعصب لذلك بل وما يترتب على هذا الخلاف من تبديع وتفسيق وعند البعض خروج من الملة والعياذ بالله .

الحل :

يتمثل الحل في أمور عدة من أهمها :

1- تقوى الله عزوجل ومراقبة سرا وعلانية وخصوصا في العمل الذي اقوم به كداعية بأن لا أريد بهذا العمل إلا وجه الله عزوجل لا أريد به حظا من الدنيا غير رضى الله تعالى .

2- الرضى بما قدره الله علي فقد يفتح الله لداعية دون غيره فيرضى الداعية بهذه القسمة ويحاول أن يصلح الخلل الذي عنده .

3- يقول الإمام الشاطبي رحمه الله : ( ومن هنا يظهر وجه الموالاة والتحاب والتعاطف فيما بين المختلفين في مسائل الإجتهاد ، حتى لم يصيروا شيعا ولا تفرقوا فرقا لأنهم مجتمعون على طلب قصد الشارع فاختلاف الطرق غير مؤثر كما أنه لا اختلاف بين المتعبدين لله بالعبادات المختلفة كرجل تقربه الصلاة ، وآخر تقربه الصيام ، وآخر تقربه الصدقة ، إلى غير ذلك من العبادات ، فهم متفقون في أصل التوجه لله المعبود وإن اختلفوا في أصناف التوجه ، فكذلك المجتهدون لما كان قصدهم إصابة مقصد الشارع صارت كلمتهم واحدة وقولهم واحدا ) نقلا من الثوابت والمتغيرات في مسيرة العمل الإسلامي ، د. صلاح الصاوي .

4- ويقول الدكتور صلاح في موضع آخر من الكتاب : ( أما وراء ذلك من بقية المسائل الفروعية فالأصل فيها هو إقرار كل جماعة لغيرها على اختياراتها الفروعية ومناهجها التربوية مادامت في إطار هذه الجمل الثابتة من الكتاب والسنة وإجماع الأمه ) أقول وبهذا ينحل شيئ يسير من أزمة التحزب والتعصب بين الجماعات حيث يقول : ( ثم ضرورة التنسيق والاجتماع حول وحدة موقف في المهمات والمسائل العظام حتى لا يؤدي تضارب هذه المواقف إلى الفشل واختلال الأمور ، فإن الإجتماع رحمه والفرقة عذاب ) المصدر السابق .
ولا يعني هذا أن لا يكون هناك ندوات أو جلسات لمناقشة الأمور الخلافية بين كل جماعة وأخرى حيث قرر هذا الدكتور صلاح فقال : ( ولا يتنافى إقرار كل جماعة لغيرها على اختياراتها الفروعية مع التناصح وبيان الصواب والتكلم في هذه المسائل وغيرها بالحجج العلمية وندب الآخرين إلى العمل بالأحوط والخروج من الخلاف مالم يؤديذلك إلى مفسدة راجحة وإنما المقصود أن تكون معاقد الولاء والبراء هي الجمل الثابتة لا غير ...) المصدر السابق .

اسأل الله تعالى أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعزفيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته وأن يجمع كلمة المسلمين على الخير والبر ... آمين .


__________________