دموع اليراع في الرد على رسالة الوداع

دموع اليراع في الرد على رسالة الوداع

سيدتي أعلم أنك تقرئين هذه الكلمات الآن

ولكن بأي حال تقرئينها

هل بدأ الحزن يدب في قلبك

أشاهد بريقاً في عينيك

هل هي دموع الوداع

هل هجرك على الطريق رفاقك

هل زاد عند المساء اشتياقك

سيدتي

لم أكن في استقبالك عندما حضرتي هنا

ولذلك لم أكن من الفائزين بابتسامة اللقاء

فكيف تريدين مني أن أشاركك دموع الوداع


سيدتي

عندما أتيت إلى هنا كنت تكتبين بأسلوب رائع وجميل

ولكن عندما خرجت كان أسلوبك أجمل وأروع

كيف تطور أسلوبك في هذا المجال

كيف يا صاحبة السماء والخيال

أليس لهذا المكان فضل علينا جميعاً

لقد قلتي يوماً أن البدر في قلب السماء

واليوم هل رحل البدر أم رحلت السماء

ربما رحلتي لتسمعي منا كلمات الحنين ولاشتياق

ربما رحلتي لتسمعينا ونحن نتحسر على رحيلك

ربما رحلتي لنقول لأنفسنا لقد فقدنا رائعة مبدعة

حسناً أنت كذلك........ ونحن نحمل كل تلك المشاعر

هيا عودي الآن

فمازال لدي الكثير لأكتبه

من سيقول لي

أنت رائع

أنت مبدع

كلماتك هي كلماتك رائعة كما عهدتها

سيدتي

كنت فيما مضى أعتقد بأن لي في هذا المكان أصدقاء

أعني لهم الكثير ... جمعتنا الكلمات العذبة

والمشاعر الصادقة

ولكن اليوم قد أغير رأي هنا

لأقول وكما قال غيري في مكان أخر

( لا تعشق الغرباء فإنهم راحلون )

أيتها الغريبة القريبة

وداعاً حتى حين

بدر

بسم الله الرحمن الرحيم

بدر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يا سلام عليك يا بدر
خاطره رائعـــــــــــــــه رغم ما فيها

بارك الله فيك وفي حرووووووووووووفك
والله يعطيك الصحه والعاااااااااافيه


اخوك
حسام الشعر

الرائع البدر


بها كل ماقلت

ولها كل مانقول


ولن نسمح لها بالافول

وستبقى مفعمة بالجمال

وسنبقى نستمتع منها بالمقال

عرفتها كماعرفتها انت

عذبة رقيقة

انيقة حروفها

رائعة كتاباتها


وسابقى معك لها من المنتظرين

وستعود حتما

ان شاء الله


تقبل تحيااااتي اخي الحبيب

البدر

سوف تعود مثل ما عهدتها
سوف تعود لتقراء هذي الخاطرة الرائع
سوف تقول لك انت رائع
سوف تتابع كل كلماتك


البدر
سوف ننتظرها معك ... لانها سوف تعود باذن الله تعالي

خاطرة بمعاني حقيقة وأحساسي يقول اني فهمتها وعرفت من هو المعني بذلك ...؟؟

البدر
كم هي رائعة كلماتك
سنبقي دائما ننتظر المزيد


أحترامي لك سيدي

أهي دمعة من عيني سقطت ؟!!
أم أن قلبي قد نزف دماءً اختلطت مع جروحه ؟!!
أحبـــلٌ هو الذي يشدني إليكم
أم هو الحب العميق الذي حفظته لكم ؟
أراك من بعيد وقد شاهدتَّ البريق الذي يتقطّــرُ دموعاً من عينيّ

قلت لي :
هل هي دموع الوداع ؟
وسأقول لك عزيزي :
إنها كذلك

قلت لي :
هل هجرك على الطريق رفاقك ؟
وسأقول لك :
نعم ، ماعدا الذي في قلب السماء

إذا لم تكن في استقبالي فقد نابت عنك كلماتك
أرجوك ....
لا تشاركني دموع الوداع واستمر في نشر روائعك
ربما قد قلتُ أن البدر في قلب السماء نعم ،،ولكن ..
السماء رحلت ومستحيـــــــــل أن يرحل البدر معها
فبدونه لن يكون للسماء أي معنىً ..

عتابك هذا دخل الصميم ،
وحزنك حرك اليراع ليبكي معي في رسالة الوداع .
لم أرحل لتقولوا أنكم افتقدتم رائعة مبدعة فأنا لستُ كذلك
فهذه كلماتٌ تحركت بل وخُــلقت حين عرفتكم صدقوني ..

إن كنت تثق بي فستعرف أني سأظلُ أقول لك ..
أنت مبدع

أنت رائع مثل كلماتك
لا أريدك أن تعتقد أنه لديك أصدقاء في هذا المكان
بل أريدك أن تؤمن بأني هنا لأجلك
أقسم أنكم عنيتم لي الكثير
ومشاعري صادقة

أرجوك لا تغير رأيك فالغرباء ليسوا براحلين

وبعد كل هذا
" لا تستطيع السمـــــاء البقاء بدون الذي ينورها "

مع كل حبي ..
سما ،،

أصدقائي المبدعين

الحسام الجميل

والحبيب حسن

والرائعة النبض الحزين

تعلمون كم أحبكم أشكركم من القلب على تواجدكم هنا

أنتم فخر لي ولكلماتي شكراً من القلب

ودمتم بألف خير

بدر

الرائعة والمبدعة ســـــــــما

ليس أجمل من كلماتك سوى جمال حضورك

سيدتي لا أعرف كيف أجيب على هذه الحروف الرائعة

فعمدت الى نبش أواقي القديمة وأفكاري الخامدة منذ زمن

ووجدت حوار رائع يستحق أن ينشر هنا

إنها رسائل متبادلة بين الأديب الكبير جبران خليل جبران

وعشيقته الأديبة مي زيادة

وجبران ياسيدتي أديب كبير عاش في المهجر

أما مي زيادة فهي أديبة فلسطينية رائعة ورقيقة أسمها الحقيقي مارى واسم الشهرة مي

ولدت في فلسطين وعاشت في مصر تعرضت في أخر حياتها لمعاناة كبيرة

حيث وضعها أقاربها في مستشفى الأمراض العقلية في لبنان

وكانت تتمنى أن يكون جبران حيا في ذلك الوقت

وإليك واحدة من أروع الرسائل المتبادلة بين الأديبين

علماً بأن هذه الرسائل كانت في مطلع القرن السابق قبل ما يقارب تسعين عاماً

( أحياناً العودة للخلف أفضل من التقدم للأمام)

في رسالة مي وجدانية صافية:

فبعد أن انتظرت دون جدوى، حضور جبران إلى القاهرة وكانت قد تجاوزت الخامسة

والثلاثين من العمر، لملمت كل شجاعتها، وكتبت له أجمل رسالة حب:

التصريح بالحب

((...جبران! لقد كتبت كل هذه الصفحات لأتحايد كلمة الحب. إن الذين لا يتاجرون بمظهر

الحب ودعواه في المراقص والاجتماعات، ينمي الحب في أعماقهم قوة ديناميكية قد

يغبطون الذين يوزعون عواطفهم في اللألأ السطحي لأنهم لا يقاسون ضغط العواطف التي

لم تنفجر، ولكنهم يغبطون الآخرين على راحتهم دون أن يتمنوها لنفوسهم، ويفضلون

وحدتهم، ويفضلون السكوت، ويفضلون تضليل القلوب عن ودائعها، والتلهي بما لا علاقة

له بالعاطفة. ويفضلون أي غربة وأي شقاء (وهل من شقاءٍ في غير وحدة القلب؟) على

الاكتفاء بالقطرات الشحيحة.

ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به، ولكني أعرف أنك محبوبي، وأني

أخاف الحب. أقول هذا مع علمي أن القليل من الحب الكثير. الجفاف والقحط واللاشيء

بالحب خير من النزر اليسير.

كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا. وكيف أفرط فيه؟ لا أدري.

الحمد لله أني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به لأنك لو كانت الآن حاضراً بالجسد لهربت خجلاً

بعد هذا الكلام، ولاختفيت زمناً طويلاً، فما أدعك تراني إلا بعد أن تنسى.

حتى الكتابة ألوم نفسي عليها، لأني بها حرة كل هذه الحرية.. أتذكر قول القدماء من

الشرقيين: إن خير للبنت أن لا تقرأ ولا تكتب.

إن القديس توما يظهر هنا وليس ما أبدي هنا أثراً للوراثة فحسب، بل هو شيء أبعد من

الوراثة. ما هو؟ قل لي أنت ما هو. وقل لي ما إذا كنت على ضلال أو هدى فإني أثق بك..

وسواء أكنت مخطئة أم غير مخطئة فإن قلبي يسير إليك، وخير ما يفعل هو أن يظل حائماً

حواليك، يحرسك ويحنو عليك.

غابت الشمس وراء الأفق، ومن خلال السحب العجيبة الأشكال والألوان حصحصت

نجمة لامعة واحدة هي الزهرة، آلهة الحب، أترى يسكنها كأرضنا بشر يحبون ويتشوقون؟

ربما وجد فيها بنت هي مثلي، لها جبران واحد، حلو بعيد هو القريب القريب. تكتب إليه الآن

والشفق يملأ الفضاء، وتعلم أن الظلام يخلف الشفق، وأن النور يتبع الظلام، وأن الليل

سيخلف النهار، والنهار سيتبع الليل مرات كثيرة قبل أن ترى الذي تحب، فتتسرب إليها كل

وحشة الشفق، وكل وحشة الليل، فتلقي بالقلم جانباً لتحتمي من الوحشة

في اسم واحد: جبران)).

بدر كم انت رائع ومبدع

حقا تُمتعنا عذوبة حروفك ورقتها

دمت لمن تحب

من جبران إلى مي

نيويورك 26 شباط 1924

نحن اليوم رهن عاصفة ثلجية جليلة مهيبة، وأنت تعلمين يا ماري أنا أحب جميع العواصف

وخاصة الثلجية، أحب الثلج، أحب بياضه، وأحب هبوطه، وأحب سكوته العميق. وأحب

الثلج في الأودية البعيدة المجهول حتى يتساقط مرفرفاً، ثم يتلألأ بنور الشمس، ثم يذوب

ويسير أغنيته المنخفضة.

أحب الثلج وأحب النار، وهما من مصدر واحد، ولكن لم يكن حبي لهما قط سوى شكل

من الاستعداد لحب أقوى وأعلى وأوسع.

ما ألطف من قال:

يا مي عيدك يوم

وأنت عيد الزمان

انظري يا محبوبتي العذبة إلى قدس أقداس الحياة، عندما بلغت هذه الكلمة ((رفيقة))

ارتعش قلبي في صدري، فقمت ومشيت ذهاباً في هذه الغرفة كمن يبحث عن رفيقه.

ماأغرب ما تفعله بنا كلمة واحدة في بعض الأحايين! وما أشبه تلك الكلمة الواحدة

برنين جرس الكنيسة عند الغروب! إنها تحول الذات الخفية فينا من الكلام إلى السكوت،

ومن العمل إلى الصلاة.

تقولين لي أنك تخافين الحب.

لماذا تخفين يا صغيرتي؟

أتخافين نور الشمس؟

أتخافين مد البحر؟
أتخافين مجيء الربيع؟

لماذا يا ترى تخافين الحب؟

أنا أعلم أن القليل من الحب لا يرضيك، كما أعلم أن القليل في الحب لا يرضيني،

أنت وأنا لا ولن نرضى بالقليل. نحن نريد الكثير. نحن نريد كل شيء. نحن نريد الكمال.

أقول يا ماري إن في الإرادة الحصول، فإذا كانت إرادتنا ظلاً من أظلال الله،

فسوف نحصل بدون شك على نور من أنوار الله.

لا تخافي الحب يا ماري، لا تخافي الحب يا رفيقة قلبي، علينا أن نستسلم إليه رغم ما فيه

من الألم والحنين والوحشة، ورغم ما فيه من الالتباس والحيرة.

اسمعي يا ماري: أنا اليوم في سجن من الرغائب، ولقد ولدت هذه الرغائب عندما ولدت.

وأنا اليوم مقيد بقيود فكرة قديمة، قديمة كفصول السنة، فهل تستطيعين الوقوف معي

في سجني حتى نخرج إلى نور النهار وهل تقفين إلى جانبي حتى تنكسر هذه القيود

فنسير حرين طليقين نحو قمة جبالنا؟

والآن قربي جبهتك. قربي جبهتك الحلوة

والله يباركك ويحرسك يا رفيقة قلبي الحبيبة.

جبران

لا بأس – على أنني أخشى بلوغ النهاية قبل الحصول على هذا الشرف وهذا الثواب.

لنعد هنيهة إلى ((عيدك)) أريد أن أعرف في أي يوم من أيام السنة قد ولدت صغيرتي

المحبوبة. أريد أن أعرف لأني أميل إلى الأعياد وإلى التعييد.

وسيكون لعيد ماري الأهمية الكبرى عندي. ستقولين لي ((كل يوم يوم مولدي يا جبران))

وسأجيبك قائلاً: ((نعم، وأنا أعيّد لك كل يوم، وكان لا بد من عيد خصوصي مرة كل سنة)).


أضاءة : الرسائل منقولة وإن كنت أحتفظ بها منذ زمن طويل

وتقبلي مودتي واحترامي

صديق جبران خليل جبران

بدر