أنت غير مسجل في منتديات الوئام . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

صائد الفرص للأسهم الأمريكية والاوبشن 
عدد الضغطات  : 20009
مساحة اعلانية 
عدد الضغطات  : 15720


العودة   منتديات الوئام > المنتدى العام >  || اوْرآق مُلَوَنة ..

 || اوْرآق مُلَوَنة .. عِناق الوَاقع بقلمٍ حر ، الموَاضِيْع العَامَہْ ، للنقاش الحر والموضوعات الجاده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 29 / 07 / 2009, 04 : 07 AM   #31
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,646
+ معَدل التقييمْ » 10189
شكراً: 263
تم شكره 101 مرة في 98 مشاركة

wafei متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

.............

...


راجع لكم بس استنوا لين نشوف آخرتها مع بشائر المغتربة ومذكراتها

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


مذكرات مغتربة في الأفلاج ( 19 )
في آخر النفق.. ورقة بيضاء


كانت والدتي في هذه الفترة تشتكي من آلام مبرحة في صدرها وكانت تردد مقولتها سأموت وأنت بعيدة عني يا شيخة. إلا أنني أحاول أن أغرس فيها بذرة الأمل لتنتظر معي حصاد حركات النقل في آخر السنة والذي لن يأتي على ما يبدو، وكنت أردد بيني وبين نفسي لن أسمح لليأس باغتيال حلمي، الوظيفة حق من حقوقي بعد سنوات التعب والدراسة، لا دور لي في أني لم أكن بنت فلان من الناس حيث تعينت بناتهم في المكان الذي يرغبن فيه، ولا دور لي في أنني لم أمتلك واسطة تنقلني بعد بضعة أيام دراسية كما حصل مع إحداهن لكن بيدي أن أتشبث بحلمي وإنجازاتي وحقوقي، فأسمع صوت أمي خافتا متعبا يأتيني من الخلف.. حتى لو كنت أنا الثمن يا شيخة؟ فألتفت لها كي أحتضنها وأنا أشعر بالتداعي والوهن، لا يا أمي أنت القوة التي أستطيع بها عمل كل هذا، بدونك لاشيء من حلمي سيتحقق. لكن الأطباء يقررون بعد مدة أن يجروا لها عملية قلب مفتوح، لم تكن بحاجة لوجودي كما هي بحاجة إلى دعواتي فقد تركناها جميعا تواجه الموت والألم وحيدة في غرفة العمليات وبعدها في غرفة العناية المركزة لمدة عشرة أيام. وبعد أن أنهت مدة إقامتها في المستشفى كان لابد من البقاء بجانبها لبعض الوقت بعد عودتها للبيت سالمة بحمد الله، إلا أنني لم أكن أعرف كيف.... لقد استنفدت ما تبقى من إجازتي الاضطرارية وتجاوز غيابي متفرقا ما مقداره عشرة أيام تقريبا، لم يكن أمامي إلا الدموع التي أغرق فيها ليلا ونهارا وتوسلاتي للمديرة والتي لم تجد نفعا فكانت تقول لي إن كانت عندك مسؤولية تجاه أمك فلديك مسؤولية أيضا تجاه الطالبات.
لم أستطع إفهامها أن مسؤولية الطالبات تنوب عني فيها الكثيرات أما مسؤوليتي تجاه أمي فلا ينوب عني فيها أحد.. كانت صحة أمي تتدهور شيئا فشيئا، وأنا متشبثة بما قدمت من تضحيات حتى الآن ولا أرغب في التنازل عن وظيفتي، وحتى الإجازة الاستثنائية (بدون راتب) كانت مشروطة بموافقة المديرة التي لم ولن توافق عليها حتى لا تتحمل مسؤولية تأخر المناهج مثل كل المديرات هناك. ولكني لا أستطيع أيضا التخلي عن أمي. كانت آخر محاولة لي أن أرسلت أبو رعد لإدارة التعليم بخطاب شرحت فيه ظروفي الأسرية القاهرة. فسلمه للمسؤول وقال ساعدوها لأنها سوف تستقيل فما كان من ذلك المسؤول إلا أن فتح درج مكتبه وأعطاه ورقة بيضاء وقال إذا كانت لا تملك ورقة فهذه ورقة بيضاء فلتكتب عليها استقالتها، عاد ليخبرني بما حدث فأيقنت أنه لا فائدة وبدأت بالاستعداد نفسيا للاستقالة... فلا شيء يعدل أمي في كل هذا الكون، لابد أن أكون بجانبها. من جانب آخر فإن كل المعلمات يعرفن بما حدث لأمي ويسألن عنها وعني باستمرار كصورة من صور التلاحم في الغربة. وشعرن بالأسى عندما علمن بقرار الاستقالة. وذات يوم.. هاتفتني رباب إحدى زميلاتنا المغتربات ولكن في مدرسة أخرى، قالت لي هل تنوين تقديم استقالتك بالفعل؟ أجبتها نعم لن أتنصل من واجبي تجاه أمي حتى لو كان الثمن مستقبلي بأكمله.
قالت تريثي ولا تستعجلي، فعندي لك عرض رائع، أتمنى أن تستفيدي منه، سألت متلهفة ما هو؟ قالت خالي يعمل في وظيفة كبيرة في نفس المستشفى الذي نومت فيه والدتك وتعاطف معك كثيرا عندما سمعني أتكلم عنك. وهو الآن يعرض عليك المساعدة.. قال اطلبي منها أن تتصل بي على هاتف المستشفى..
اتصلت به مباشرة فالوقت ليس في صالحي، سلمت وعرفته بنفسي ولفت نظري مخاطبته لي طوال الوقت بأستاذة شيخة. قال زورينا في المستشفى وسوف أكلم أحد الأطباء ليمنحك إجازة لمدة أسبوعين، قلت بسرعة لست مريضة أمي هي المريضة قال أعلم لكن هذا هو الطريق الوحيد لتكوني بجانبها، وتحافظي على وظيفتك. إن رغبت.... وكما أخبرتكم فإن الغربة علمتني الكثير ومنها سوء الظن، قلت له بكل وقاحة.. وهذه الخدمة مقابل ماذا؟ صمت لبعض الوقت وكأنه صدم من جرأتي. ثم قال مقابل دعائك لي بظهر الغيب.

قلت أليس هذا الأمر حراما؟ قال أليس حراما أن تعاملن بلا إنسانية وكأنكن آلات لا تشعرن ولا تتألمن؟ إن كنت لا ترغبين بالمال فتصدقي به لكن لا تضحي بوظيفتك فقد قدمت الكثير من أجلها.. هذا رأيي وأنا محاسب عليه عند الله.. اسمعي يا بنتي الوظيفة حصنك بعد الله في زمن صعب كهذا، هي ضمان لك حتى لا تمدي يدك لأحد، أقدر تضحيتك من أجل أمك لكن أنت في مقتبل العمر وأمامك مشوار الحياة طويل قد تمضين شطرا كبيرا منه بدون أمك حفظها الله، كان صوته رخيما وهادئا كصوت أبي، كنت أستمع لكن دموعي كانت تنهمر كالسيل، حددت موعدا لزيارة المستشفى وأغلقت الهاتف.


/

  رد مع اقتباس
قديم 29 / 07 / 2009, 17 : 12 PM   #32
غزالة الجنوب 
مشرفة عامة

 


+ رقم العضوية » 27327
+ تاريخ التسجيل » 16 / 10 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 10,887
+ معَدل التقييمْ » 911
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

غزالة الجنوب غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...


اوتش على كلمتها له واوتش على رده الي يبكي الصخر في لحظاتها هي...

كمل بسرعة وافينا.....نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



.
.
ربي يسعد ايامك ياشيخنا

 

  رد مع اقتباس
قديم 29 / 07 / 2009, 01 : 02 PM   #33
الليث الابيض && 
Lover impossible

 


+ رقم العضوية » 43417
+ تاريخ التسجيل » 30 / 06 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 3,211
+ معَدل التقييمْ » 537
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

الليث الابيض && غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

مذكرات رائعة

ننتظر بفارغ الصبر تكملة الأجزاء

  رد مع اقتباس
قديم 29 / 07 / 2009, 55 : 02 PM   #34
:: me :: 
العضويه الماسيه

 


+ رقم العضوية » 43335
+ تاريخ التسجيل » 21 / 06 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,395
+ معَدل التقييمْ » 1757
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

:: me :: غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
قديم 01 / 08 / 2009, 09 : 04 AM   #35
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,646
+ معَدل التقييمْ » 10189
شكراً: 263
تم شكره 101 مرة في 98 مشاركة

wafei متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

/




مذكرات مغتربة في الأفلاج (20)
أنا لا أكذب ولكني أتألم





لم يكن أمامي إلا أن أوافق على عرض الدكتور أحمد خال رباب زميلتي، فهكذا عرض لا يمكن رفضه وقد أتى في وقته تماما. لذلك قررت أن أتغيب يوما واحدا ( بعد غد الأربعاء ) عن المدرسة وأسافر لزيارتهم في المستشفى .

في الليل .. استلقيت على فراشي وقد خيم السكون على المكان بدأت باستعراض حياتي كشريط سينمائي منذ أول قدوم لي إلى هنا، خاطبت نفسي يا إلهي .. ماذا فعلت بنفسك ياشيخة؟ خسرت كل شيء في سبيل وظيفة .. ردت: لالا ليس من أجل الوظيفة بحد ذاتها بل من أجل إثبات ذاتي وشخصيتي وطموحي وحلمي أجبتها : كفى هراء هذا كلام نظري يتبخر دائما على أرض الواقع .. الحقيقة أنك الآن في ورطة كبيرة جررت لها المسكينة ليلى التي أخذت تؤجل زواجها سنة بعد أخرى على أمل النقل بل إنك فقدت حتى خيار التراجع .. ماذا كسبت يا شيخة من كل هذا ؟ والدتك المسكينة تنفض الغبار عن صورتك كل يوم وتلمعها جيدا ثم تحتضنها وتقبّلها وتضعها في مكان لائق، كما يفعلون مع الموتى تماما.

سنوات عمرك يسرقها الزمن سنة بعد أخرى دون زواج وحتى من تقدموا إليك رددتهم لأنهم طامعون براتبك أو كما أوهمتك هذه الوظيفة الشؤم .حتى أصبحت الآن أجمل عانس سيعرفها التعليم وأطلقت ضحكة ساخرة. ووالدك المسكين كل يوم يبكي بصمت لأنه ( عاجز ) عن مرافقتك و( عاجز ) عن تربيتك وردك عن هذا السخف كما قال له أخوك في آخر مشاجرة بينهما بسببك . بل إن أخاك قاطع والديه وأنت السبب كذلك .وماذا أيضا ؟؟ فقدت حتى احترام الآخرين لك. ففي كل ذهاب وأياب أنت عرضة للمعاكسات فهذا يرمي رقم هاتفه وآخر يحاول التقرب بالكلام المعسول أتعرفين لماذا ؟ لأنهم يرون أن لديك كل مقومات الانسياق وراء الوهم. تملكين مطلق الحرية وتسكنين لوحدك وتقيمين بلا محرم، إذا فأنت متسيبة ولقمة سائغة لضعاف النفوس في نظر المجتمع حتى يثبت العكس . اعترفي يا شيخة لقد هزمت وستعودين محملة بالخسائر.. ألا زلت تحترمين نفسك بعد كل هذا ؟؟. نهضت واقفة على قدمي حتى أطرد عني كل هذه الأيادي التي تحاول أن تطبق على رقبتي، إنها تخنقني.

وضعت يدي على رأسي، الصداع يكاد يقتلني. ألتفت إلى ليلى لم تكن نائمة كانت كعادتها تتبادل رسائل الجوال مع خطيبها كل ليلة حتى يغلبها النعاس ،تمتمت في داخلي .. مسكينة ياليلى جنيت عليك باسم الصداقة .في اليوم التالي كنت في المستشفى لمقابلة الدكتور أحمد .. سألت عن مكتبه فأرشدوني إليه كان في الخمسين من عمره تقريبا ترك الشيب يتمدد كما يشاء في مساحات شعره الكثيف وعلى شاربه ربما إيمانا منه بأنه يزيده وقارا، إلا أنه كان وقورا ومحترما بما يكفي عرفته بنفسي فرحب وهو يتجه بنظره بعيدا عني، ثم سألني متى قدمت من الأفلاج؟ قلت البارحة، قال حمدا لله على السلامة ثم مد لي ورقة، قال إجازتك جاهزة .. عليها توقيعي وتوقيع طبيب آخر لم يتبق إلا توقيع وختم د/ طارق رئيس القسم، كان في إجازة يوم أمس لكنني أعلمته بالأمر أذهبي إليه، وصف لي مكتبه وقبل أن أغادر قال أتمنى أن تبلغي الوالدة سلامي وتمنياتي لها بالشفاء شكرته وغادرت، لكن الدكتور طارق هذا كان خبيثا جدا بالرغم من أن ظاهره لا يدل على ذلك، فتح الورقة ونظر إليها بشكل سريع، أمسك القلم وقبل أن يوقع نظر إلي بلا مبالاة قائلا بأسلوب فاتر.. ( قلتي لي منذ متى وأنتي تشتكين من الكلى؟) نظرت إليه ولم أجب وأحسست أن الدم يغلي في عروقي حنقا وغضبا . ثم عاد للسؤال ( ها ؟؟) لم أجب أيضا، عاد يسأل .. ( أقول منذ متى وأنتي تشكين من الكلى ياخالة ؟) لا أشك في أنه يعرف بالأمر لكنه يريد إذلالي ويريد أن يشاهد على الواقع كيف يكذب الناس كذبة مكشوفة .. هل أحقق له ما يريد وآخذ الإجازة ؟ لن أخسر شيئا سوى نفسي . سوف أحتقرها للأبد. قلت له ألم يخبرك دكتور أحمد بالأمر؟ قال بلى أخبرني (لكن مكتوب هنا أنو عندك مغص كلوي ) قلت ( تقدر تمسح اللي هم كاتبين وتكتب أني أكذب وما فيني شي بس أبي إجازة عشان أمي ) ومشيت وتركته، سمعته ينادي أستاذة يا أستاذة لكنني غادرت للبيت غارقة في دموعي، هاتفتني رباب ليلا تعتذر على لسان خالها وتطلب مني الذهاب مرة أخرى لاستلام الإجازة، وافقت لكنني أرسلت سائقا ووصفت له المكان وأتى لي بها بالفعل .

كانت الإجازة ثلاثة أسابيع وليست أسبوعين كما أخبرني، هاتفت الدكتور أحمد وشكرته مليا، واعتذر هو لي كثيرا عن موقف الدكتور طارق المستغرب .


/

  رد مع اقتباس
قديم 01 / 08 / 2009, 52 : 09 AM   #36
فيض 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 43743
+ تاريخ التسجيل » 30 / 07 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 25
+ معَدل التقييمْ » 255
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

فيض غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

قول لنا رأيك ياوافي فيما تنقل زينة ولا موب زينة


عني أنا أدمنت هالمذكرات اتابعها في جريدة الوطن
بس خلوني اعلمكم هالسالفة عن هالكاتبة الضعيفة

ذاك اليوم دخلت موقعهم ومالقيت المذكرات مغيرين مكانها وانهبلت
قلت خليني اكتب اسم المرة في محرك البحث واشوف
يمكن ناشرتها بمكان ثاني كاملة
إلا واشوف العجب هههههههههه
أهل الأفلاج مسوين عليها مجلس في مجالسهم وحاشينها حش
والله اني رحمتها
بس شفت بعد ناس واجد مثلي تحبها وتتابعها

مشكور ياوافي نتابعها من هنا أريح

  رد مع اقتباس
قديم 01 / 08 / 2009, 24 : 03 PM   #37
:: me :: 
العضويه الماسيه

 


+ رقم العضوية » 43335
+ تاريخ التسجيل » 21 / 06 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,395
+ معَدل التقييمْ » 1757
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

:: me :: غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

في الليل .. استلقيت على فراشي وقد خيم السكون على المكان بدأت باستعراض حياتي كشريط سينمائي منذ أول قدوم لي إلى هنا، خاطبت نفسي يا إلهي .. ماذا فعلت بنفسك ياشيخة؟ خسرت كل شيء في سبيل وظيفة .. ردت: لالا ليس من أجل الوظيفة بحد ذاتها بل من أجل إثبات ذاتي وشخصيتي وطموحي وحلمي أجبتها : كفى هراء هذا كلام نظري يتبخر دائما على أرض الواقع .. الحقيقة أنك الآن في ورطة كبيرة جررت لها المسكينة ليلى التي أخذت تؤجل زواجها سنة بعد أخرى على أمل النقل بل إنك فقدت حتى خيار التراجع .. ماذا كسبت يا شيخة من كل هذا ؟ والدتك المسكينة تنفض الغبار عن صورتك كل يوم وتلمعها جيدا ثم تحتضنها وتقبّلها وتضعها في مكان لائق، كما يفعلون مع الموتى تماما.
يـــاااااه ياوافي مااقسى لحظات المصارحه وتأنيب الضمير

لحظات جدا قاسيه بينك وبين ضميرك

  رد مع اقتباس
قديم 02 / 08 / 2009, 44 : 10 AM   #38
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,646
+ معَدل التقييمْ » 10189
شكراً: 263
تم شكره 101 مرة في 98 مشاركة

wafei متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

/



مذكرات مغتربة في الأفلاج (21)
وما جنيت على أحد


ما سوف أكتبه هنا في هذه الحلقة وفي الحلقة التي تليها تحديدا قد لا يروق للمغتربات كثيرا وقد يتهمنني بالكذب كما قد يتهمني الكثير بأنني أكتب من وحي الخيال وأنني متأثرة بأحد الأفلام الهندية.. فليقل الجميع ما يريدون لكنها الحقيقة التي ليس لها إلا وجه واحد يأبى إلا الظهور واضحا جليا مهما كان بشعا ومأساويا..
على كل حال فرحتي بالإجازة أنستني العناء الذي تكبدته من أجل الحصول عليها بقيت بجانب أمي ثلاثة أسابيع أعتني بها وألبي احتياجاتها وكانت أمي كل يومين أو ثلاثة تقول لي (روحي لشغلك يا بنتي لا يفصلونك) فأقول لها اطمئني أنا عندي إجازة لمرافقتك فتدعو أمي المسكينة بدعواتها الطيبة لمن منحني هذه الإجازة، تماثلت أمي للشفاء، واخضرّت حديقة منزلنا الصغيرة وعادت لها الحياة فأنا أسقي ورودي كل يوم. انتهت الإجازة وحزمت أمتعتي للرحيل.. ودّعت أمي وهي تحبس دموعها عني وغادرت إلى الأفلاج، فور دخولي إلى المدرسة أحاطت بي طالباتي (وجه الأفلاج المشرق) وفي عيونهن اللهفة فمنهن من عرفت بمرض أمي ومنهن من اعتقدت أنني مريضة ومنهن من تسأل عن السبب، وجدت لهن العذر جميعا في احتضاني وتقبيلي (عسى ما شر يا أستاذه طولتي الغيبة)، أحسست بإحساس غريب لأول مرة أجربه في حياتي أحسست بأنني في الخمسين من عمري وهؤلاء جميعا بناتي، كنت أود لو احتضنتهن جميعا وافترشنا الأرض لأستوعب أحاديثهن التي رفضت الانتظار حتى موعد الحصة (كيفها أمك يا أستاذه؟ صحيح معها القلب؟ وليه جيتي وتركتيها؟ فأرد (جيت عشانكم اشتقت لكم) فتنفرج أساريرهن ويمازحنني كالعادة لا يا أستاذة قوليها لنا بالشرقاوي كيف تقولونها فأرد باسمة (ولهت عليكم حيل) فيبتسمن ويرددن ضاحكات (واحنا ولهنا عليك) وتنهال أحاديثهن البريئة (راجعت لنا أستاذة أماني.. بس نفهم عليك أكثر)، (الاختبار كان صعب يا أستاذه) (كل يوم نقول الله يجيب استاذه شيخة بالسلامة)..


دخلت إلى الإدارة وكانت نظرات المديرة تتجه نحوي كقذائف من نار (تتحديني ياشيخه؟ ما عطيتك إجازة برضاي أخذتيها غصب؟ تدرين إنك ورطتيني في المناهج؟) فهمت مغزى حديثها وسبب غضبها قلت لها أولا كنت مريضه ثانيا أنا حملت مناهج زميلاتي وقت غيابهن فلا ضير إن حملن مناهجي وقت غيابي ثم إننا على أبواب الاختبارات وكنت قد أنهيت المناهج قبل مغادرتي ماعدا درساً من هنا ودرساً من هناك..

لكن المديرة منذ ذلك اليوم وهي تضع لي العقدة في المنشار، تتصيد علي الأخطاء وتكلفني بالكثير من الأعمال وتفتعل المشاكل وكنت أعد الأيام حتى تنتهي فترة الاختبارات ونعود إلى أهلنا، حتى جاء أسبوع ما قبل الإجازة وكان السائد هناك بين المديرات أن تغادر المغتربات فور انتهاء أعمالهن حتى لو انتهين من عملهن يوم الأحد. إلا أن هذا الأمر راجع لتقدير المديرة.

غادرت المغتربات جميعهن إلا أنا وكل يوم أقول لهذه المديرة المستبدة لا عمل لدي دعيني أغادر مع زميلاتي لم يتبق أحد معي في الشقة.. فترد (دوامنا ما انتهى)
حتى ليلى أنهت أعمالها يوم الاثنين لكنها رفضت أن تسافر مع كل المعلمات وتتركني وحيدة فلم يتبق في شقتنا غيري بعد أن سافرت سلمى..
بتنا آخر ليلتين وحدنا في الشقة نبكي حينا ونتضرع إلى الله حينا آخر وتلعب بنا الوساوس أحيانا كثيرة. لم أصدق أن اليوم هو الأربعاء حملنا أمتعتنا وغادرنا مع أبو رعد إلى مكان وقوف الباص، ركبنا.. تلفتنا يمينا ويسارا لا يوجد أحد سوانا. انتظرنا ربما يأتي أحد لكن دون جدوى فكل المعلمات غادرن منذ بداية الأسبوع. سألني أحد السائقين (ما تعرفون أحد جاي عشان ماننتظر عالفاضي) قلت لا. خاطب زميله: مشينا.


كنت حتى اللحظات الأخيرة أحادث نفسي بالعودة والانتظار لكن.. ماذا بعد؟ من سيأتي ليأخذنا؟ لا أحد. تحرك الباص.. استخرجت المصحف من حقيبتي وبدأت بتلاوة القرآن حتى أقتل الوقت والتفكير قبل أن يقتلاني. كنا في المقاعد الأخيرة ونرقب تحركات السائقين عن بعد.. وبعد مضي أربع ساعات كاملة بدأت أشعر بحركات غريبة بين السائقين، دار بينهما حديث هامس لعدة دقائق. أخبرت ليلى بما انتبهت له، لكنها قالت لي أنت واهمة، كل شيء طبيعي (وذولا عيال ناس ومن جماعتنا نعرفهم ويعرفونا) لكنها لم تقنعني بدأ الخوف يتسرب إلى نفسي، بعد بضعة دقائق جاء أحدهما إلى الخلف سألنا (محتاجين شي؟) ارتعدت فرائصي.. قلت أنا لا.. قال.. ولا ماء؟ رددت متجهمة ولا شي شكرا.


  رد مع اقتباس
قديم 02 / 08 / 2009, 55 : 10 AM   #39
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,646
+ معَدل التقييمْ » 10189
شكراً: 263
تم شكره 101 مرة في 98 مشاركة

wafei متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

..............

...

شكراً للجميع للتشريف والمتابعة

- بالنسبة للمذكرات لمن سأل عن نهايتها .. علمها عند بشائر لكن اعتقد ان للمذكرات بقية ..

-
قول لنا رأيك ياوافي فيما تنقل زينة ولا موب زينة

لو ماكنت زينة " بنظري " ماتابعتها كل هذه المتابعة ولاانتظرت نشر الجريدة مع كل اطلالة فجر

القصة رائعة ومحزنة ايضاً وسرد الأحداث اروع واللغة المستخدمة في كتابة القصة كانت جميلة جداً

واعجبت جداً جداً بأسلوب الكاتبة وبقلمها وفي مواقف كثيرة حزنت عليها جداً جداً .. وسلمي لي عليها امانه اذا تعرفيها وقولي لها نأمل ان لاتنتهي هذه المذكرات
ونأمل لها الدوام ولكاتبتها ولقلمها المزيد من التقدم .


...

  رد مع اقتباس
قديم 02 / 08 / 2009, 50 : 11 AM   #40
غزالة الجنوب 
مشرفة عامة

 


+ رقم العضوية » 27327
+ تاريخ التسجيل » 16 / 10 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 10,887
+ معَدل التقييمْ » 911
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة

غزالة الجنوب غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wafei نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
..............


لو ماكنت زينة " بنظري " ماتابعتها كل هذه المتابعة ولاانتظرت نشر الجريدة مع كل اطلالة فجر

القصة رائعة ومحزنة ايضاً وسرد الأحداث اروع واللغة المستخدمة في كتابة القصة كانت جميلة جداً

واعجبت جداً جداً بأسلوب الكاتبة وبقلمها وفي مواقف كثيرة حزنت عليها جداً جداً .. وسلمي لي عليها امانه اذا تعرفيها وقولي لها نأمل ان لاتنتهي هذه المذكرات
ونأمل لها الدوام ولكاتبتها ولقلمها المزيد من التقدم .


...

كلنا وياها ومعها قلباً وقالباً...



.
.
ربي يسعد ايامك ياشيخنا

 

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات, مغتربة, الأفلاج


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حظر رواية "مغتربة في الأفلاج" للكاتبة بشائر محمد الليث الابيض && قناة الوئام الإعلآمي 3 15 / 05 / 2010 30 : 06 AM
مذكرات عاشقه>>لك فقط عاشقه حبيبي  بوحْ الشعِر والنثر .. 4 19 / 06 / 2006 38 : 04 PM
مذكرات صرصور غيث السماء  ||ترفيه وَمسآبقآت 7 02 / 05 / 2004 37 : 02 PM
مذكرات فتى طائش نداء  || اوْرآق مُلَوَنة .. 4 15 / 06 / 2003 49 : 10 PM
مذكرات بعوضة Shahd  ||ترفيه وَمسآبقآت 1 08 / 03 / 2002 25 : 08 PM


الساعة الآن 49 : 01 AM بتوقيت السعودية


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by
9adq_ala7sas
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]