كما عودتكم اخواني وأخواتي أن أقدم لكم في هذه السلسلة بعض الأخطاء التي نرتكبها أو ترتكب مع تقديم الحلول من منظور شرعي فيما أعلم وإن شاء الله تعالى لن أخوض فيما لا أعلم ...
وموضوع اليوم هو ظاهرة موجودة في مجتمعاتنا ... وهي ولله الحمد ظاهر فردية ... ولكن لها أبعادها فهي كالسرطان ينخر في جسد الأمه فلا نستهين بها .
الناس عند تقييم واقعهم والأحداث التي تمر بهم وخصوصا في وقتنا بين أمرين ... بين متشائم جداَ للواقع ووللحدث ... فعندما تسأله أو يطرح موضوع عن نصر الله مثلا يقول :وأين نحن من النصر فأمتنا كذا وكذا وفيها ما فيها وووو ... إلخ .
فيضيق خيرا ويطفئ نوراَ ... فبالتالي ردة الفعل المعاكسة بأن يرد عليه الاخر : يا أخي الحمدلله الخير موجود وما تقوله ليس صحيحا فالحمدلله الصلوات تقام والأمه غالبها الخير وليس كما تقول فلم نر ما ذكر ووو... إلخ .
وكما ذكرت كلا الفريقين عللا خطر وما يقومان به كـ سرطان ينخر في الأمه ... فالأول يدعوك لليأس ولعقدة الإنتظار ( أي المهدي المنتظر ) فبالتالي لا تعمل لأمتك لا تدعوا لا تنصح لا تنكر لأن الشر قد عم وطم ... والثاني يعطيك نوعا من الخدير الكلامي بأن الأمه ولله الحمد النصر بين أيديها والخير في جنباتها ولا يعطي للشر أي اهتمام ، وبالتالي يجعل الأمه تعيش في تخدير لجراحها ومأساتها وهمومها وغمومها ...
والحق يقال : كلا الفريقين قد أتيا بصورة حقيقة عن الواقع الذي تعيشه الأمه ولكنهما قد أتيا على جزء يسير لواقع الأمه ... فالأول تكلم عن الشر ولم يتكلم عن الخير ، والثاني تكلم عن الخير ولم يتكلم عن الشر ...
ولنتأمل ذلك بهذا المثل :
ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديثا عن الشر والخير الذي سيصيب ويحل بالأمه فمثلا قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يأتي زمان إلا والذي قبله خير منه ) يعني مابعده شر وقوله صلى الله عليه وسلم ( لا تزال عصابة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ... ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ..
فالحديث الأول صور لنا مدى الشر الذي سيحل بالأمه والثاني صور لنا الخير الذي في الأمه والحديثين ليس بينهما تعارض أو تناقض ... فقد يغلب الشر مع وجود الخير وقد يغلب الخير مع وجود الشر !!
وتاريخ أمتنا حافل بهذا كما هو معلوم ...
ونحن الآن في وقتنا الحاضر وخصوصا بعد الإنتفاضة المباركة والأحداث في أمريكا ...
أدعه لكم فمن يخبرنا عن ماهو الواقع الذي نعيشه وأيهما يغلب الخير أم الشر ؟؟!!
- قد يجبرنا وضع الحكومات العربية والإسلامية لأن نكون محبطين فعــــــــــلاً , فجميع ماسبق من أحداث من التاريخ المعاصر ( من زمن خالك عبدالناصر وانت طالع ) لايدعو للتفاؤل.
- ولكني أجد نفسي مجبراً لأن أتفائل لإقتناعي الشديد بأن التفاؤل هو خير علاج للنفس منه للتشاؤم , وفي نفس الوقت سيكون تفاؤلي ه>ا إتباعاً لسنة سيد ولد آدم عليه صلوات ربي وسلامه.