أحذر تسلم

عند عودتي إلى وطني الحبيب قبل أيام، وجدت نفسي اتجاذب الحديث مع من كان يجلس في الكرسي المجاور لي، حيث كان يبدو مهموماً بدرجة كبيرة.
وبعد أن بدأنا بالعبارات التعارفية الروتينية أخذ يتحدث بحرقه عن ما واجهه في حياته عموماً، وفي رحلته الخارجية هذه من مشاكل كبيرة كانت بسبب ثقته اللامحدودة بغيره، وبسبب عدم تثبته من بعض الأمور.

وكان مما ذكره أثناء حديثه ما تعرض له سابقاً من زواج فاشل لم يدم طويلاً بسبب تركيزه على جانب المظهر لدى من تزوجها دون الحرص على المخبر، وأضاف قائلاً إن أخر حدث مؤلم حدث له كان تعرضه لعملية نصب أثناء سفرته الأخيرة حدثت له بسبب ثقته الزائدة فيمن لا يستحقها.

حقيقة حاولت أن أخفف من وقع الصدمات عليه، وبأنه لا راد لقضائه سبحانه وتعالى، ولكنّي في المقابل ذكرت له بأننا نحن في الغالب من نتسبب في بعض إن لم يكن في معظم مشاكلنا نتيجة للمبالغة في ثقتنا بمن ليسوا أهلاً لتلك الثقة وعدم الحذر منهم، ولهذا يجب أن نتعلم من الدروس ما يُساعدنا للبعد عن مثل تلك العثرات.

ولعلنا بداية نعرّج على أحد تعريفات الحذر وهو يعني لغة اليقظة والتأهب، بينما يعني اصطلاحا أخذ الحيطة للأمر قبل وقوع المكروه.
فنحن أحياناً ننخدع بالمظاهر التي تجعلنا نصدّق ما نشاهده وما نسمعه، فتوقعنا تلك المظاهر في شباك الخديعة، ولا نتبين الحقيقة إلا بعد فوات الأوان، وبعد أن تذوب وتختفي المحسنات الجمالية الخادعة.
ولذا كان علينا أن نحرص على الحذر في كل أمورنا وخاصة من كانت لهم تجارب مريرة مع من هم من خارج دائرة الأسرة، فالحذر يفيد ولا يُضر، ويحمي حقوق كل الأطراف.
فالإنسان الحذر يجب أن لا تسترقه نعومة الملمس بل هو يتذكر دائماً بأن ملمس الأفعى ناعم مثل ملمس الحرير، ولكن الأفعى ذات لدغات مميتة.
وهو من يميّز الأعداء فيتعامل معهم بحذر حتى لا يُخدع من قبلهم، ويميّز الأصدقاء عن غيرهم، يحذر من الجميع، ويثق في الأصدقاء لا في الأعداء.
الإنسان الحذِر هو من يفرّق بين بسمة وبسمة، وبين دمعة ودمعة، ففي انفراج الشفتين وفي دموع العينين تتمثل كل احتمالات الوداعة والخديعة، البراءة والخبث، الحقيقة والتصنّع.
وهو من لا يغرق في الحب ولا يغرق في السخط، فالإغراق في الحب استسلام للضعف، والإغراق في السخط استسلام للجنون، والضعف والجنون يمثلان في الإنسان تجرده من مقوماته الشخصية المسيطرة على العقل.

لنكن حذرين من أنفسنا، من أهوائنا، ومن بعض الناس وذلك عندما نخطو وحين نتحدث وحين نتمادى بدون مبرر في علاقاتنا مع من لا نعرفهم جيداً..
فالحذر سلاح يقي شر العثرة وويلات السقوط أحياناً، كما أنه يخفف من مرارة الندم وتأنيب الضمير.
أخيراً، الحذر هو منهج مطلوب منّا في كل أمورنا الحياتية سواء في تعاملاتنا مع بني الإنسان، أو مع الجماد والحيوان وذلك للمساعدة في حفظ الأرواح والممتلكات.

أخي الكريم وكاتبنا المتميز عبد الله 12 أولاً أقول لك الحمد لله على السلامه بعودتك إلى أرض الوطن الغالي وعوداً حميداً
وبالنسبه لموضوع أحذر تسلم حقيقه موضوع مهـم للغايه وهذا هـو محور الأرتكاز التي تسير عليه حياة الأنسان ومن لم يحذر ويحترس على ديـنـه ودنيــاه فقــد خاب وخسر
وبمأنك قــد وضحت وسايل الحـذر التي يجـب على الأنسان أن يفعلها ويطبقها وأشبعت الموضوع شرحاً فقــد وفيت وكفيــت ولأحب أن أزيد على ذلك الأ بهذيـن المثلين
أن لم تكن ذئــب أكـلـتـك الذئــاب والمقصود هـنـا ذئــاب البشـر بعضهـم يأكل بعـض ولاينفع كلمة لاباس إذا وقـع الفـاس في الـرأس
ومن لايقيـس قـلبـه غطيــس ولاينفع القـيـس بـعــد الغــرق ــــ وأحــــذر تســــلـم
أخـي الحبيب عبد الله لك شكري وتقديري على طرحك الراقي والرائــع
أدام الله عليـك لباس الصـحـه والـعافـيـه الـدايـمـه ولك تحياتي

	الحذر هو منهج مطلوب منّا في كل أمورنا الحياتية سواء في تعاملاتنا مع بني الإنسان، أو مع الجماد والحيوان وذلك للمساعدة في حفظ الأرواح والممتلكات.

الحذر واجب
لكن الكثير منا ضحايا حسن النوايا والثقة المفرطة التي تنسيهم الحذر



سلمت يداك عبدالله


...

الحذر هو منهج مطلوب منّا في كل أمورنا الحياتية سواء في تعاملاتنا مع بني الإنسان،
أو مع الجماد والحيوان وذلك للمساعدة في حفظ الأرواح والممتلكات

سنعمل بذلك بإذن الله
احسنت الطرح
بورك فيك اخي عبدالله ~

لنكن حذرين من أنفسنا، من أهوائنا، ومن بعض الناس وذلك عندما نخطو وحين نتحدث وحين نتمادى بدون مبرر في علاقاتنا مع من لا نعرفهم جيداً..
:
أغلب مشكلاتنا يكون خلفها الثقة العمياء
فالبعض يثق بالاخرين وهذا شي نابع من حسن ظنه
ولكن الواجب أن يتبع حسن الظن الفطنه والانتباه
جميل أن تكون طيب وحسن الظن والأجمل أن تنتبه لمن يغافلك ..
:
سلم فكرك وسلمت يداك استاذ عبدالله
على هذا الطرح الراقي والمفيد
دمت بكل خير وسعادة

..
اي والله ان بعض الناس على نيته

وعشان نيته زينه يحسب الناس زيه ..

ولكن فعلا احذر تسلم والمفروض بذا الوقت وبعد تغيير نوايا الناس واستغلالهم لطيبتك وثقتك المفروض ننتبه للذئاب البشريه!!

موضووع قييم ومفييد .لاعدمنااك استاذ عبد الله انت مميز دائما

أخي الحبيب فتي الجميزة:

تفضلت عليّ بكريم مرورك وتأكيدك على أهمية الحذر في أمور حياتنا وخاصة في وقتنا الحاضر
الذي كثرت فيه "الذيابة" التي لا يهمها إلا أنفسها فقط، والتي ليس لديها
ضوابط أخلاقية تحجمها من خداع الغير.

حفظك الله أخي الحبيب بحفظه،
وأدام عليك الصحة والعافية.

الله يسلمك أستاذي الفاضل وافي،

كما تفضلت، هناك الكثير ممن وقعوا ضحايا لثقتهم المفرطة بالغير،
وخاصة في مجال التجارة فينتج عن ذلك أن يستغل "المقيم" تلك الثقة لسرقة مال كفيلة / صاحب العمل،
ولهذا قيل ما معناه "المال السايب يشجع على السرقة"

دمت أستاذي بحفظ الله ورعايته.

الله يبارك فيك أختي الكريمة طيف المحبة

أسعدني مرورك وحسن ظنك وتواضعك حول ما طُرح،

دمتِ أختي الكريمة بصحة وسعادة.

الله يسلمك أختي الفاضلة شموع الغربية.

تقبلي جزيل شكري لإضافتك القيّمة التي استفدت منها،

فكما تفضلتِ، الثقة العمياء سبب رئيسي لبعض المشاكل وخاصة في مجال الأسرة،
فكم من جريمة سرقة أو اعتداء على العرض وخاصة بالنسبة للأطفال اقترفها بعض السائقون أو الخادمات
وذلك لعلمهم بثقة كفلائهم بهم، ولانشغال أولئك الكفلاء عن متابعة ما يجري في بيوتهم وحولهم.

دمتِ بخير وعافية.