أنت غير مسجل في منتديات الوئام . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

صائد الفرص للأسهم الأمريكية والاوبشن 
عدد الضغطات  : 20009
مساحة اعلانية 
عدد الضغطات  : 15720


العودة   منتديات الوئام > المنتدى العام >  نفَحَآت إيمَآنِية

الملاحظات

 نفَحَآت إيمَآنِية كل ما يتعلق بديننا الإسلامي الحنيف على نهج أهل السنة والجماعه ، للموضوعات الدينيه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 29 / 05 / 2001, 12 : 09 PM   #1
مجدولين 
عضو شرف

 


+ رقم العضوية » 15
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 3,004
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مجدولين غير متواجد حالياً

افتراضي

تعريفه

** السحر لغة : يطلق على كل شيء خفي سببه ولطف ودق ، ومنه سمي السَّحَر لآخر الليل لأن الأفعال التي تقع فيه تكون خفيه ، ولذلك تقول العرب في الشيء الشديد الخفاء : أخفى من السحر .

** وأما في الشرع فإنه ينقسم إلى قسمين :

أولا : عقد ورقى ، أي قراءات وطلاسم يتوصل بها الساحر إلى استخدام الشياطين فيما يريد لتضر المسحور ، قال تعالى { واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان } الآية ، وهذا النوع شرك .

ثانيا : أدوية وعقاقير تؤثر على بدن المسحور وعقله وإرادته وميله ، وهذا النوع ليس بشرك بل هو من باب العدوان والفسق .

أقسامه

** قسم الرازي في تفسيره السحر إلى ثمانية أقسام ، ونقلها عنه ابن كثير وعلق عليها ، ونجملها فيما يلي :

القسم الأول : سحر الكلدانيين ، والكلدانيون هم الذين كانوا في قديم الدهر يعبدون الكواكب ، ويزعمون أنها المبرة لهذا العالم ، ومنها تصدر الخيرات والشرور ، وهم الذين بعث الله تعالى إبراهيم عليه السلام مبطلا لمقالتهم ورادا عليها ، وهذا النوع من السحر كفر بلا خلاف ، لأنهم كانوا يتقربون إلى الكواكب ، كما يتقرب المسلمون إلى ربهم .

القسم الثاني : سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية ، واستدل الرازي على تأثير الوهم بأن الإنسان يمكنه أن يمشي على الجسر الموضوع على وجه الأرض ، ولا يمكنه المشي عليه إذا كان ممدودا على نهر ونحوه ، قال : وما ذاك إلا أن تخيل السقوط متى قوي أوجبه ، قال : واجتمعت الأطباء على نهي المرعوف عن النظر إلى الأشياء الحمر ، والمصروع عن النظر إلى الأشياء القوية اللمعان والدوران ، وما ذاك إلا أن النفوس خلقت مطيعة للأوهام ، قال : وحكى صاحب الشفاء عن أرسطو في طبائع الحيوان أن الدجاجة إذا تشبهت بالديكة في الصوت وفي الحراب من الديكة نبت على ساقها مثل الشيء النابت على ساق الديك ، قال : ثم قال صاحب الشفاء وهذا يدل على أن الأحوال الجسمانية تابعة للأحوال النفسانية ، قال الشنقيطي في الأضواء ( 4 / 483 ) :" ومعلوم أن النفوس الخبيثة لها آثار بإذن الله تعالى ، ومن أصرح الأدلة الشرعية في ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - ( العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ) [ م 2188 ، ت 2026 ، جه 3510 ] وهذا الحديث الصحيح يدل على أن همة العائن وقوة نفسه في الشر جعلها الله سببا للتأثير في المصاب بالعين " ا.هـ

القسم الثالث : الاستعانة بالأرواح الأرضية ، يعني تسخير الجن واستخدامهم ، قال الرازي : واتصال النفوس الناطقة بها أسهل من اتصالها بالأرواح السماوية لما بينهما من المناسبة والقرب ، ثم إن أصحاب الصنعة وأصحاب التجربة شاهدوا بأن الاتصال بهذه الأرواح الأرضية يحصل بأعمال سهلة من الرقى والدخن والتجريد ، وهذا النوع هو المسمى بالعزائم ، وعمل تسخير الجن .

القسم الرابع : التخيلات والأخذ بالعيون ، ومبنى هذا النوع على أن القوة الباصرة قد ترى الشيء على خلاف ما هو عليه في الحقيقة لبعض الأسباب العارضة ، ولأجل هذا كانت أغلاط البصر كثيرة ، ألا ترى أن راكب السفينة إذا نظر إلى الشط رأى السفينة واقفة والشط متحركا ، وذلك يدل على أن الساكن يرى متحركا ، والمتحرك يرى ساكنا ، والقطرة النازلة ترى خطا مستقيما ، قال الشنقيطي في الأضواء ( 4 / 485 ) :" ولا يخفى أن سحر سحرة فرعون من هذا النوع ، فهو تخييل وأخذ بالعيون كما دل عليه قوله تعالى { فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى } فإطلاق التخييل في الآية على سحرهم نص صريح في ذلك ، وقد دل على ذلك أيضا قوله في الأعراف { فلما ألقوا سحروا أعين الناس } الآية ، لأن إيقاع السحر على أعين الناس في الآية يدل على أن أعينهم تخيلت غير الحقيقة الواقعة والعلم عند الله " ا.هـ

القسم الخامس : الأعمال العجيبة التي تظهر من تركيب آلات مركبة على النسب الهندسية كفارس على فرس في يده بوق كلما مضت ساعة من النهار ضرب بالبوق من غير أن يمسه أحد ، ومنها الصور التي تصورها الروم والهند حتى لا يفرق الناظر بينهما وبين الإنسان حتى يصورونها ضاحكة وباكية ، ومن هذا القبيل حيل النصارى على عامتهم بما يرونهم إياه من الأنوار كقضية قمامة الكنيسة التي لهم ببلد القدس ، وما يحتالون به من إدخال النار خفية إلى الكنيسة وإشعال ذلك القنديل بصنعة لطيفة تروج على العوام منهم ، وأما الخواص فهم معترفون بذلك ، ولكن يتأولون أنهم يجمعون شمل أصحابهم على دينهم فيرون ذلك سائغا لهم ، وفيهم شبه من الجهلة الأغبياء من متعبدي الكرامية الذين يرون جواز وضع الأحاديث في الترغيب والترهيب فيدخلون في عداد من قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) [ خ 110 ، م 3 ، وهو متواتر ] وقال - صلى الله عليه وسلم - ( لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار ) [ خ 106 ، م 1 ]

القسم السادس : الاستعانة بخواص الأدوية مثل أن يجعل في طعامه بعض الأدوية المبلدة المزيلة للعقل والدخن المسكرة نحو دماغ الحمار إذا تناوله الإنسان تبلد عقله ، وقلت فطنته ، قاله الرازي ، ثم قال : واعلم أنه لا سبيل إلى إنكار الخواص فإن تأثير المغناطيس مشاهد ، قال ابن كثير : يدخل في هذا القبيل كثير ممن يدعي الفقر ويتحيل على جهلة الناس بهذه الخواص مدعيا أنها أحوال له من مخالطة النيران ومسك الحيات إلى غير ذلك من المحالات .

القسم السابع : تعليق القلب ، وهو أن يدعي الساحر أنه عرف الاسم الأعظم وأن الجن يطيعونه وينقادون له في أكثر الأمور فإذا اتفق أن يكون السامع لذلك ضعيف العقل قليل التمييز اعتقد أنه حق وتعلق قلبه بذلك وحصل في نفسه نوع من الرعب والمخافة فإذا ما حصل الخوف ضعفت القوى الحساسة فحينئذ يتمكن الساحر أن يفعل ما يشاء ، قال ابن كثير : هذا النمط يقال له التنبلة وإنما يروج على ضعفاء العقول من بني آدم ، وفي علم الفراسة ما يرشد إلى معرفة العقل من ناقصه فإذا كان النبيل حاذقا في علم الفراسة عرف من ينقاد له من الناس من غيره .

القسم الثامن : السعي بالنميمة والتقريب من وجوه خفيفة لطيفة وذلك شائع في الناس ، قال ابن كثير: النميمة على قسمين تارة تكون على وجه التحريش بين الناس وتفريق قلوب المؤمنين فهذا حرام متفق عليه ، فأما إن كانت على وجه الإصلاح بين الناس وائتلاف كلمة المسلمين كما جاء في الحديث ( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ويقول خيرا وينمي خيرا ) [ خ 2692 ، م 2605 ] أو يكون على وجه التخذيل والتفريق بين جموع الكفرة ، فهذا أمر مطلوب كما جاء في الحديث ( الحرب خدعة ) [ خ 3611 ، م 1066 ] وكما فعل نعيم بن مسعود في تفريق كلمة الأحزاب وبني قريظة ، جاء إلى هؤلاء فنمى إليهم عن هؤلاء كلاما ، ونقل من هؤلاء إلى أولئك شيئا آخر ، ثم لأم بين ذلك فتناكرت النفوس وافترقت ، وإنما يحذو على مثل هذا الذكاء ذو البصيرة النافذة والله المستعان .

حقيقته

** هل السحر حقيقة أو هو تخييل لا حقيقة له ؟

اختلف العلماء في ذلك والتحقيق أن منه ما هو حقيقة لا تخييل ومنه ما هو تخييل لا حقيقة ، قال الشنقيطي رحمه الله في الأضواء ( 4 / 474 ) :" وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة { يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى } يدل على أن السحر الذي جاء به سحرة فرعون تخييل لا حقيقة له في نفس الأمر ، وهذا الذي دلت عليه آية طه هذه ، دلت عليه آية الأعراف وهي قوله تعالى { فلما ألقوا سحروا أعين الناس } الآية ، لأن قوله { يسحروا أعين الناس } يدل على أنهم خيلوا لأعين الناس الناظرين أمرا لا حقيقة له ، وبهاتين الآيتين احتج المعتزلة ومن قال بقولهم على أن السحر خيال لا حقيقة له ، والتحقيق الذي عليه جماهير العلماء من المسلمين أن السحر منه ما هو أمر له حقيقة لا مطلق تخييل لا حقيقة له ، ومما يدل على أن منه ما له حقيقة قوله تعالى { فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه } فهذه الآية تدل على أنه شيء موجود له حقيقة تكون سببا للتفريق بين الرجل وامرأته ، وقد عبر الله عنه بما الموصولة ، وهي تدل على أنه شيء له وجود حقيقي ، ومما يدل على ذلك أيضا قوله تعالى { ومن شر النفاثات في العقد } يعني السواحر اللاتي يعقدن في سحرهن وينفثن في عقدهن ، فلولا أن للسحر حقيقة لم يأمر الله بالاستعاذة منه ...... وبذلك يتضح عدم التعارض بين الآيات الدالة على أن له حقيقة والآيات الدالة على أنه خيال " ا.هـ

كفر الساحر

** اختلف العلماء في كفر الساحر ، فقال بعضهم الساحر كافر مطلقا ، وقال بعضهم الساحر ليس بكافر مطلقا ، والصواب أن من كان سحره بواسطة الشياطين فإنه يكفر ، ومن كان سحره بالأدوية والعقاقير فلا يكفر ، قال الشنقيطي رحمه الله في الأضواء ( 4 / 494 - 495 ) :" التحقيق في هذه المسألة هو التفصيل ، فإن كان السحر مما يعظم فيه غير الله كالكواكب والجن وغير ذلك مما يؤدي إلى الكفر فهو كفر بلا نزاع ، ومن هذا النوع سحر هاروت وماروت المذكور في سورة البقرة ، فإنه كفر بلا نزاع ، كما دل عليه قوله تعالى { وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر } وقوله تعالى { وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر } وقوله { ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق } وقوله تعالى { ولا يفلح الساحر حيث أتى } كما تقدم إيضاحه ، وإن كان السحر لا يقتضي الكفر كالاستعانة بخواص بعض الأشياء من دهانات وغيرها فهو حرام حرمة شديدة ، ولكنه لا يبلغ بصاحبه الكفر ، هذا هو التحقيق إن شاء الله تعالى في هذه المسألة التي اختلف فيها العلماء " ا.هـ

حل السحر

** ذكر الشيخ سيلمان في شرحه على كتاب التوحيد أن حل السحر على ثلاثة أقسام : 1- أن يكون بالسحر فهذا حرام ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن النشرة ( هي من عمل الشيطان ) رواه أحمد وأبو داود وحسنه الحافظ في الفتح ( 10 / 233 )

2- أن يكون بدواء مباح أو قرآن أو أدعية مباحة ، فهذا جائز لعموم قوله تعالى { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا }

3- ما لا يعلم هل هو بالمباح أو بالمحرم ، فهذا لا بأس به لأنه نافع ولا دليل على تحريمه ، وحملوا كلام ابن المسيب عليه ، فعن قتادة قال :" قلت لابن المسيب رجل به طب - سحر - أو يؤخذ عن امرأته أيحل عنه أو ينشر ؟ قال : لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع فلم ينه عنه " رواه البخاري تعليقا بصيغة الجزم .

القدر الذي يمكن أن يبلغه تأثير السحر

** قال الشنقيطي في الأضواء ( 4 / 505 - 508 ) ما حاصله : هذه المسألة فيها طرفان ووسط :

الطرف الأول : وهو طرف لا خلاف في أن تأثير السحر يبلغه كالتفريق بين الرجل وامرأته ، وكالمرض الذي يصيب المسحور من السحر ، ونحو ذلك ، ودليل ذلك القرآن والسنة الصحيحة ، أما القرآن فقوله تعالى { فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه } فصرح الله تعالى بأن تأثير السحر التفريق بين المرء وزوجه ، وأما السنة فما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة - رضي الله عنها - بألفاظ متعددة متقاربة قالت :" سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل فقال مطبوب قال من طبه قال لبيد بن الأعصم قال في أي شيء قال في مشط ومشاطة وجف طلع نخلة ذكر قال وأين هو قال في بئر ذروان فأتاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناس من أصحابه فجاء فقال يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رءوس نخلها رءوس الشياطين قلت يا رسول الله أفلا استخرجته - وفي وراية تنشرت - قال قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا فأمر بها فدفنت " [ خ 5763 ، م 2189 ] فدل قوله ( ما وجع الرجل ) على أن السحر قد سبب وجعا ومرضا .

الطرف الثاني : وهو طرف لا خلاف في أن تأثير السحر لا يبلغه كإحياء الموتى ، وفلق البحر ، قال القرطبي في تفسيره : أجمع المسلمون على أنه ليس في السحر ما يفعل الله عنده إنزال الجراد والقمل والضفادع ، وفلق البحر ، وقلب العصا ،وإحياء الموتى ، وإنطاق العجماء ، وأمثال ذلك من عظيم آيات الرسل عليهم الصلاة والسلام ، فهذا ونحوه مما يجب القطع بأنه لا يكون ولا يفعله الله عند إرادة السحر ، قال القاضي أبو بكر بن الطيب : إنما منعنا ذلك بالإجماع ولولاه لأجزناه . ا.هـ

وأما الواسطة فهي محل خلاف بين العلماء ، وهي هل يجوز أن ينقلب بالسحر الإنسان حمارا ، والحمار إنسانا ، وهل يصح أن يطير الساحر في الهواء ، وأن يستدق جسمه حتى يدخل من كوة ضيقة ، ويجري على خيط مستدق ، ويمشي على الماء ، ونحو ذلك ، فبعض الناس يجيز هذا ، وجزم بجوازه الفخر الرازي ، والصواب أنه بالنظر إلى قدرة الله فالله على كل شيء قدير ، وأما بالنظر إلى الواقع ، فوقوع ذلك بالفعل لم يدل عليه دليل صحيح صريح ، لأن غالب ما يستدل عليه به قائله حكايات لم تثبت عن عدول ، ويجوز أن يكون ما وقع منها من جنس الشعوذة والأخذ بالعيون ، لا قلب الحقيقة مثلا إلى حقيقة أخرى .



سحر النبي - صلى الله عليه وسلم -

** قال الشنقيطي رحمه الله في الأضواء ( 4 / 508 - 512 ) ما حاصله : اعلم أن ما وقع من تأثير السحر في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يستلزم نقصا ولا محالا شرعيا حتى ترد بذلك الروايات الصحيحة ، لأنه من نوع الأعراض البشرية ، كالأمراض المؤثرة في الأجسام ، ولم يؤثر البتة فيما يتعلق بالتبليغ .

** قال الحافظ في الفتح :" قال المازري أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها ، قالوا وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعوه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثم وأنه يوحى إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء ، قال المازري : وهذا كله مردود لأن الدليل قد قام على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ والمعجزات شاهدات بتصديقه فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل ، وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك فيأمور الدين ، قال وقد قال بعض الناس إن المراد بالحديث أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه وطىء زوجاته ولم يكن وطأهن وهذا كثيرا ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة ، قلت - والكلام للحافظ - وهذا قد ورد صريحا في رواية بن عيينة في الباب الذي يلي هذا ولفظه حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ، وفي رواية الحميدي أنه يأتي أهله ولا يأتيهم ، قال الداودي ( يرى ) بضم أوله أي يظن وقال بن التين ضبطت ( يرى ) بفتح أوله قلت وهو من الرأي لا من الرؤية فيرجع إلى معنى الظن وفي مرسل يحيى بن يعمر عند عبد الرزاق سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عائشة حتى أنكر بصره وعنده في مرسل سعيد بن المسيب حتى كاد ينكر بصره قال عياض فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده ، قلت ووقع في مرسل عبد الرحمن بن كعب عند بن سعد فقالت أخت لبيد بن الأعصم أن يكن نبيا فسيخبر وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله ، قلت فوقع الشق الأول كما في هذا الحديث الصحيح ، وقد قال بعض العلماء لا يلزم من أنه كان يظن أنه فعل الشيء ولم يكن فعله أن يجزم بفعله ذلك وإنما يكون ذلك من جنس الخاطر يخطر ولا يثبت فلا يبقى على هذا للملحد حجة ، وقال عياض يحتمل أن يكون المراد بالتخيل المذكور أنه يظهر له من نشاطه ما ألفه من سابق عادته من الاقتدار على الوطء فإذا دنا من المرأة فتر عن ذلك كما هو شأن المعقود ويكون قوله في الرواية الأخرى حتى كاد ينكر بصره أي صار كالذي أنكر بصره بحيث أنه إذا رأى الشيء يخيل أنه على غير صفته فإذا تأمله عرف حقيقته ويؤيد جميع ما تقدم أنه لم ينقل عنه في خبر من الأخبار أنه قال قولا فكان بخلاف ما أخبر به ، وقال المهلب صون النبي - صلى الله عليه وسلم - من الشياطين لا يمنع إرادتهم كيده فقد مضى في الصحيح أن شيطانا أراد أن يفسد عليه صلاته فأمكنه الله منه فكذلك السحر ما ناله من ضرره ما يدخل نقصا على ما يتعلق بالتبليغ بل هو من جنس ما كان يناله من ضرر سائر الأمراض من ضعف عن الكلام أو عجز عن بعض الفعل أو حدوث تخيل لا يستمر بل يزول ويبطل الله كيد الشياطين ، واستدل بن القصار على أن الذي أصابه كان من جنس المرض بقوله في آخر الحديث أما أنا فقد شفاني الله وفي الاستدلال بذلك نظر لكن يؤيد المدعي أن في رواية عمرة عن عائشة عند البيهقي في الدلائل فكان يدور ولا يدري ما وجعه وفي حديث بن عباس عند بن سعد مرض النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ عن النساء والطعام والشراب فهبط عليه ملكان الحديث " ا.هـ

** أما استدلال بعضهم على بطلان القصة بقوله تعالى { إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا } قالوا : فصحة هذه القصة معناه تأييد الكفار في قولهم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - مسحور ، وهذا لا يجوز ، فهذا الاستدلال ضعيف جدا ، بل معنى الآية أنهم يزعمون أنه - صلى الله عليه وسلم - مسحور أي مطبوب ، قد خبله السحر فاختلط عقله والتبس عليه الأمر ، ويقولون ذلك ينفروا الناس عنه ، وقال أبو عبيدة { مسحورا } معناه أن له سحرا أي رئة ، فهو لا يستغني عن الطعام والشراب ، فهو مثلكم ، كقوله { مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق } فحاصل أقوال العلماء في قوله تعالى { إن تتبعون إلا رجلا مسحورا } راجعة إلى دعواهم اختلال عقله بالسحر أو كونه بشرا ، وهذا لا ينفي وجود التأثيرات العرضية التي لا تتعلق بالتبليغ بل هي من جنس المرض .



[معدل بواسطة مجدولين بتاريخ 29-05-2001 عند 08:15 PM]

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشجر!!! غريب  بوحْ الشعِر والنثر .. 12 30 / 08 / 2005 43 : 02 PM
.-^- صور على جذوع الشجر -^-. mahroom  || روائعْ الفنْ التشْكِيلي والفوتوغرافِي 9 11 / 04 / 2005 17 : 01 AM
نقش على الصخر عرندس  بوحْ الشعِر والنثر .. 10 06 / 08 / 2002 26 : 03 AM
حب ....الشجر... Hamlet  بوحْ الشعِر والنثر .. 28 01 / 11 / 2001 19 : 01 AM
السحر الحلال بنت عنيزة   مجلس عائلتي 5 26 / 06 / 2001 43 : 03 PM


الساعة الآن 12 : 03 AM بتوقيت السعودية


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by
9adq_ala7sas
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]