قصة إسلام سائق تاكسي في الفلبين

لله سبحانه وتعالى علينا من النعم ما لا يمكننا أن نحصيه، ولعل من أهم هذه النعم هي نعمة الهداية لدين الإسلام، ولن استرسل في الحديث عن هذه النعمة وغيرها من النعم العظيمة، فأنتم أعلم بها مني.

ما أود الحديث عنه هو حوار دار بين سائق تاكسي في مانيلا وبيني، وكانت نتيجة ذلك الحوار طيبة ولله الحمد، حيث استندت في حواري معه على المعلومات التي كنت أعرفها عن الإنجيل، وكذلك من متابعاتي السابقة لحوارات الشيخ أحمد ديدات رحمه الله مع غير المسلمين.

كنت عائداً برفقة سائق تاكسي الفلبيني إلى الفندق الذي كنت أقيم فيه في مانيلا، ونظراً لأن الشوارع كانت مزدحمة في ذلك الوقت، فقد استغرق الطريق أكثر من ساعة، ولهذا قطعنا ذلك الوقت بحوار دار بيننا.

بدأ السائق حواره بسؤاله لي عن جنسيتي ثم عن ديني، ولما عرف بأني مسلم، أستأذن بأدب عما إذا كان يمكن أن يوجه لي سؤالاً، فقلت له تفضل.
وهنا قال: أنتم تقولون أن ربكم واحد،
قلت: نعم،
قال: ولكن كتابكم يقول غير ذلك.
قلت له: أوضح ليّ.
قال: يقول ربكم في كتابكم "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، فكلمة نحن تعني أنه أكثر من واحد . . فكيف يكون ذلك؟
فسألته: كم لديكم رئيس للدولة؟ هل لديكم رئيس واحد أم عشرة رؤساء؟.
قال: بالتأكيد . . رئيس واحد.
قلت له: عندما يُصدر رئيس الدولة قراراً جمهورياً لتعيين وزير مثلاً، فماذا يقول؟ . . أنه يقول: نحن رئيس جمهورية الفلبين أمرنا بما هو آت.
قال: نعم . . ولكن ما دخل هذا بما يقول ربكم؟
قلت له: كيف نقبل من رئيس دولة أن يُفخّم نفسه، ولا نقبل ذلك من الرب سبحانه وتعالى.

وعند ذلك سكت، ووجدتها فرصة مناسبة لأساله سؤالاً: كم مرة قد قرأت الإنجيل؟
أجاب: لم أقرأه بالكامل، ولكني اذهب إلى الكنيسة كل يوم أحد.
قلت له: لو أن أحد قد أتى إليك وقال لك أن جارك الذي يسكن في الشقة المجاورة لك "ينام" مع ابنتيه وإنهما قد حملتا منه بصبيين . . ماذا ستفعلون معه؟
قال: سنشكوه إلى المحكمة، ونطرده من الشقة التي يسكن فيها، وقد نضربه.
قلت له: وماذا لو قلت لك أن أحد الأنبياء قد فعل ذلك مع ابنتيه.
وهنا هدأ السائق من سرعة سيارته والتفت إليّ قائلاً: ما هذا الكلام السخيف الذي تقوله عن الأنبياء . . هل دينكم هو الذي يقلل من شأن الأنبياء؟
قلت له: هل لديك نسخة من الإنجيل في بيتك؟
قال: نعم لدي نسخة واحدة.
قلت له: كل ما أطلبه منك هو أنك عندما تعود إلى بيتك أن تقرأ قصة نبي الله لوط في سفر التكوين في التوراة، ستجد فيه أن نبي الله لوط قد "نام" مع ابنتيه وأنجبتا منه صبيين؟.
قال: هذا لا يُعقل . . إنك تحاول تشويه ديننا وكتابنا.
قلت له: إذا لم تجد القصة كما ذكرت لك في النسخة الموجودة في بيتك، يمكنك أن تأتي إليّ غداً مساءً في الفندق الذي ستنزلني فيه الآن وتتصل عليّ في الغرفة التي أنزل فيها - وأعطيته رقم الغرفة - ولك أن تطلب مني ما تشاء،
أوصلني إلى الفندق، وهو يتمتم . . واعتقد بأنه كان يتمنى أن يُقطّعني لأنني شككّت في بعض ما يحتويه الإنجيل.

في صباح اليوم التالي، وفي ساعة مبكرة أتصل بي "سائق التاكسي"هاتفياً من الدور الأرضي بالفندق، وقال لي أنه يريد أن يٌقابلني.
حقيقة، ترددت في البداية خوفاً من أن يضرني، ولكني في النهاية نزلت لأقابله في البهو الرئيسي للفندق، ولما قابلته كان يظهر على وجهه التعب والسهر.
دعوته لنتناول طعام الإفطار معاً، قبل الدعوة ثم أخذ يسرد لي ما حدث له ليلة البارحة، حيث كان أول شيء فعله هو البحث عن قصة لوط في الإنجيل، وقد أصابته الدهشة عندما وجدها كما قلت له.
قال: شككت بأن النسخة التي لديّ مزورة، فاتصلت بشقيقتي في مدينة أخرى وطلبت منها أن تبحث ليّ في نسختها عن القصة، فوجدتها كذلك . . . وبقيت أفكر في نفسي حتى طلوع النهار. . حيث قررت أن آتي إليك لتحدثني أكثر.
خلاصة القول، تحدثنا لعدة ساعات، ثم أعطيته بعض الكتيبات التي قرأها، وأكرمه الله بالإسلام، ونطق بالشهادتين في المركز الإسلامي في مانيلا في اليوم التالي.
وبعد أن انتهى كل شيء سألته عن مصدر سؤاله لي عن "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، فقال إن توجد مؤسسات تحاول أن توهم غير المسلمين بأن هناك تناقض في القرآن فتوزع علينا مثل هذه التساؤلات.


حقيقة، السبب الرئيسي لطرحي لهذه القصة الحقيقية هو لإظهار بعضاً من التقصير منّا بحق غيرنا ممن هم على غير ملة الإسلام، وكيف أننا ببعض القراءة البسيطة المعتمدة على المراجع الصحيحة، وقبل ذلك المعاملة الحسنة لهم يمكننا أن نساهم في دعوة غيرنا لدين الله، وخاصة أولئك الذين يأتون للعمل في بلداننا، بل في بيوتنا أحياناً فننقذهم من سوء المصير، وننال الأجر العظيم بأذن الله.

سبحــــــــآن الله ..

اقشعر بدني مما قرأت .. (( وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )) ..

جزاك الله خير الجزاء .. نعمه أن يسلم على يديك احد ..

الله الموفق .. وهو أرحم الراحمين ..


شــكرا أخي على هذه الكلمات .. وفعلا يبدر منآ التقصير الكثير ..
لكن وبه نستعين ..

سبحان الله انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء كثير من المسلمين لديهم طريقه في الاقناع ويكونوا سبب في هداية الناس للاسلام قصة رااائعة الله يجزااك خيير ...

وجزاك بمثله أختي الكريمة حووور

تقبلي شكري لكريم مرورك،

حقيقة مجال الدعوة لا يحتاج منّا إلى جهد كبير، حيث أن أكثر ما نحتاجه –حسب علمي- هو أن نعيش ونتصرف مع أنفسنا وغيرنا كمسلمين حقيقيين، وأن نقرأ كثيراً في مجال "مقارنة الأديان"،

دمتِ بحفظ الله ورعايته.

وجزاك بمثله أختي الكريمة مياسم

أشكر لكِ تفضلك بهذه المداخلة، وبملاحظتك حول أهمية وسائل الإقناع التي يمكن أن نستخدمها للدعوة إلى دين الله.

دمتِ برعاية الله وحفظه.