توقعات بطرح منتجات معالجة السرطان قبل نهاية العقد الحالي

أجرى أندرياس ميم مقابلة مع هوبيرتوس إرلين رئيس مجلس إدارة شركة شيرينج التي تخطط لإجراء بعض التغيرات خلال الأشهر المقبلة، وتريد دحض أية شكوك حول توقعات استراتيجية النمو متوسطة أو بعيدة المدى. وخلال الأشهر الأولى من العام حققت شركة الأدوية نتائج قياسية، ورفعت الهدف الربحي للعام الجاري. وأشارت أسهم الشركة في البورصة إلى ارتفاعات جيدة بعد أن شهدت تراجعاً خلال الأشهر الماضية.
"أنا واثق من أننا سنتمكن من زيادة قوتنا خلال العام المقبل"، هذا ما يقوله رئيس مجلس إدارة شركة شيرينج، هوبيرتوس إرلين، خلال مقابلة مع هذه الصحيفة. "نحن نقوم الآن بعمل دراسة مكثفة لكل الخيارات الممكنة". وكحجة لجدية الجهود فيما يتعلّق بشراء شركة أخرى، أشار إلى أن الشركة لم تحظ من قبل بهذا القدر من الملايين من الأسهم جراء إعادة الشراء خلال العام الماضي. "هذا يتعلق بصورة واضحة بحجم الطلب، ونحن نقوم بذلك لنبقِي وضعنا آمنا وسليما.
ولم يود الإفصاح عمّا إذا كان يفكّر في شراء وضم شركة أخرى إلى شركته، أو في التقدم للحصول على الترخيص للمزيد من المركبات الدوائية الجديدة. "نحن نحاول التفوّق في خط الإنتاج لدينا، وننظر إلى ما يمكننا تملّكه". وستتم الدراسة والبحث في حقول السوق الأربعة: علم أمراض النساء، وتشخيص الداء، والعلاج الخاص، وعلم الأورام، حيث تتوقف أصغر إشارة على آمال النمو الكبيرة.
ويوضّح إرلين، أن الشراء لن يفشل بسبب نقص المال، حيث من المفترض أن تشير صناديق هذا العام إلى نحو 450 مليون يورو، ومن المفترض أن تتم تغطية كل التزامات التقاعد إلى حد بعيد، وبالفعل بقي لدى صندوق الموجودات نحو 1.13 مليار يورو كسيولة كافية. وعلاوةً على ذلك، لا توجد أية إشارة إلى أن معاودة شراء الأسهم ستتجاوز 15 مليون يورو. كما يمكن للشركة أن تقترض نحو مليار يورو دون الإساءة إلى وضعها المالي المميز. "علينا ألاّ نبتعد عن خيار منطقي نتيجة أسباب ناتجة عن التكلفة". " والمهم أن يتم الاستحواذ بشكل استراتيجي، وأن يحقق قيمة إضافية لمساهمينا".
وأعلن إرلين هذا العام عن رفع حصص توزيع الأرباح. " نحن نقوم باستمرار بتوزيع نحو 40 في المائة من الربح، ولهذا ستتطور الحصص لتصبح أكثر جاذبية". وفي عام 2004 دفعت "شيرينج" يورو عن كل سهم.
وخلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام ارتفع حجم الربح لكل سهم مقابل الفترة نفسها من العام الماضي نحو 26 في المائة إلى 2.53 يورو. واعتمد ذلك على الربح الفردي، حيث سجّل نحو 19 في المائة، حسبما قاله مدير المالية يورج شبيكيرتير الذي رفض إعطاء أية توقعات للعام الإجمالي. وخلافا لذلك، فإن توقعات السوق تشير إلى الارتفاع نظراً لمؤشرات الربح، حيث من المتوقع أن ينمو حجم المبيعات بثبات دون تغيّر، حسب أقوال شبيكيرتير. وبناء على معطيات العام الماضي، فمن المتوقع أن تتحقق زيادة بنسبة 8 في المائة. وحققت الشركة مع نهاية شهر أيلول (سبتمبر) نحو 3.9 مليار يورو من حجم المبيعات. وارتفعت نسبة محصلة التشغيل نحو 18 في المائة إلى 710 مليون يورو، وارتفع معدل الربح نحو 25 في المائة إلى 480 مليون يورو.
وأعلن رئيس مجلس الإدارة أن هامش الربح (الفرق بين كلفة الإنتاج و المبيعات) في السوق الفعلية سيحقق مع نهاية كانون الأول (ديسمبر) نسبة زيادة تعادل نحو 18 في المائة. ورفض ذكر المزيد من الأهداف الهامشية للعام المقبل. " إن تحقيق 18 في المائة من الربح سيكون نجاحاً، وهو الشيء الذي لن نرى الراحة حتى تحقيقه".
وسجّلت هذه القيمة بالفعل عام 2003 نحو 13 في المائة. وحينها كان لدى الشركة برنامج يُدعى Focus للتجديد الاستراتيجي وخفض التكاليف. ومن خلاله حققت نظاماً توفيرياً فيما يتعلّق بتكاليف الموظفين، وفي الإنتاج، حيث تم تقليل عدد المصانع حول العالم إلى النصف، أي 12 مصنعاً.
وعقب استقالة مجلسي إدارة، قامت الهيئة بتقسيم دوائر العمل على نحو جديد. وبهذا تضم "شيرينج" لأول مرة مشترياتها العالمية. والشكل الجديد ليس له أية علاقة بقرار تمهيدي عن خلافته، حسب ما أكّد عليه إرلين، حيث يسري عقده حتى منتصف عام 2008.
وتمكنت شركة شيرينج من تحقيق معدلات نمو في جميع الأسواق المهمة، وكذلك من خلال أهم المنتجات. وفي السوق الأمريكية المرهقة من حيث هوامش الربح، وكذلك في كندا، وفي أمريكا اللاتينية، نمت السوق بنحو 11 في المائة، وكذلك في أوروبا، حيث زاد حجم المبيعات بنحو 6 في المائة. ومع مركبات منع الإنجاب التي حققت المزيد من المبيعات بنحو 9 في المائة، بما يعادل ثلث حجم مبيعات الشركة. وعلى هذا يعلّق إرلين الكثير من آمال النمو خلال الأعوام المقبلة.
وارتفع حجم المبيعات الخاص بمنتج منع الحمل، ياسمين، بنحو 34 في المائة. وكذلك المنتج المطروح منذ أعوام لمنع تصلب الأنسجة، بيتافيرون، حيث زاد بنحو 9 في المائة. ويبلغ حجم المبيعات 627 مليون يورو حتى أيلول (سبتمبر). ومن المفترض أن يستمر ذلك مع الحفاظ على الأبحاث و توسعة المؤشرات. "من المفترض أن يتقدم نمو الشركة إلى مستوى أعلى خلال الأعوام المقبلة". وهو يأمل في تحقيق مركب جديد، يُدعى كامباث، وهو المركب الأول الذي يمكنه أن يمنع تصلّب الأنسجة المتعدد، إلا أنه أشار إلى بعض الآثار الجانبية خلال الفحوص المخبرية البشرية.
ويحتاج إيرلين إلى المزيد من النجاح في المركبات الدوائية، وذلك لأن روّاد السوق أعلنوا عن نجاح مستقبلي لمركبات جديدة ضد السرطانات لعامي 2007 و 2008. " لا يمكن تحقيق جميع أوجه الازدهار في عام واحد". وأشارت التوقعات في البورصة إلى ارتفاع متزايد لدى شركة شيرينج. وهذا ما ينطبق على سبيل المثال على مركبات PTK/ZK التي يُعلّق عليها المسؤول أمالاً كبيرة هذا العام.

النقلة الكبرى:

ويتمسك إيرلين بتوقعاته أن المركب المطوّر الذي من المفترض أن يشفي الأورام السرطانية، سيحقق نجاحاً باهرا "نقلة النمو الكبرى التي نعمل من خلالها على علاج الأورام من المفترض أن تتحقق مع نهاية هذا العقد، أو مع بداية العقد المقبل". ويقارن الاستثمار في علاج السرطانات المطابق للنجاح المالي مع سباق المسار الطويل: "نحن لن نستسلم، حتى لو واجهتنا ضربات معاكسة".
ومع وجود هوبيرتوس على قمة "شيرينج"، ينتظرها نمو حقيقي، حيث قضى كل حياته العملية في شركات الأدوية. وبعد أن أنهى دراسة تقنية الإجراءات و اقتصاد التشغيل تقدّم المهندس للعمل لدى "شيرينج" عام 1972، حيث حقق حياة مهنية ذات كفاءة عالية. وبعد أن كان مساعداً للرئيس، ومديراً لمصنع، تولى الرئاسة عام 1985. وهنا كان متلائماً مع الموظفين مما حقق جزءاً من المهمة، وذلك لأن "شيرينج" قامت بشراء شركة الكيمياء لتركّز على علم الأدوية. وأحد أهم الأحداث في حياته المهنية ضمن الفترة الرئاسية عام 2000، منحه ترخيص الاستثمار الاقتصادي في أمريكا، إحدى أهم أسواق النمو. ويبلغ إرلين من العمر 62 عاماً، وهو أب لطفلين، وهو بحّار ممارس عريق.