جولة مع بعض الفشارين

من الكلمات العامية في بعض الدول العربية كلمة "فشّار" التي تعني فيما تعنيه الشخص الذي ينسب لنفسه بعض المواقف التي لم تحدث بأسلوب يُظهر شجاعتة، حيث لا يخلو ذلك السرد من المبالغة والخيال، ويُطلق على الفشار بمنطقة الخليج العربي "أبو شلاخ".
والفشارون لهم الكثير من المتابعين الذين يستمتعون بالاستماع إلى قصص "الفشر" التي يرونها بأسلوب يحرصون فيه على إظهار قدراتهم "التي لا يمكن بلعها"، والاستئثار على انتباه الآخرين.
ولا تخلوا معظم مجالس السمر من "فشّار" ليرفّه عن الموجودين بقصصه "وخرشاته خفيفة الدم" التي يعلم المستمعون لها بأنها ليست صحيحة في الغالب ولكنهم يستمتعون بقوة خيال ذلك الفشّار.
ولجلسات الفشارين قواعد معروفة لدى من يريدون الاستمتاع بما يقوله الفشار، حيث يحرص الحضور على عدم تكذيب الفشار، بل نجدهم يُظهرون له تصديقهم لما يقول، وإظهار إعجابهم بشجاعته وقوته التي تتضمنها قصصه (خرشاته) وذلك ]ثظهر مهاراته في "الفشر" بصورة أكبر.

ولعل من أشهر شخصيات الفشارين على مستوى العالم العربي في منتصف القرن الماضي تقريباً شخصية «أبو لمعة»، الفشَّار الأول في مصر، كان يُضرب به المثل فيقال عمن يُبالغ في كلامه «ولا أبو لمعة»، كناية عن فشره المفضوح، ومن بعض ما كان يدعيه "أبو لمعة" أنه ذهب إلى الإسكيمو مرة وتمدد تحت شجرة آيس كريم، أو أنه بنى الأهرامات بنفسه، أو أنه قتل عشرة أسود برصاصة واحدة.

ولايخلو الأمر على مستوى العالم الغربي من الفشارين، فمنهم البارون "مونخهاوزن" (1720- 1797م)، الذي خدم في الجيش الألماني، وبعد عودته إلى موطنه، أخذ يستعرض بطولاته ومغامراته التي كانت فشراً في فشر، من ذلك ادعاؤه أنه سافر إلى القمر على متن قذائف مدفع.

أمّا على مستوى مجتمعاتنا المحلية، فهناك بعض الفشارين الذين لم ينالوا الكثير من الشهرة، ولكن بعض قصصهم لا نزال نذكرها، ويمكن تصنيفها على أنها من فئة الخمسة نجوم في مجال الفشر.
يروي لي زميل عن جارهم "من زمان" واسمه "العم أبو سالم" في حد أحياء جدة القديمة عندما ما كانت البيوت شبه متلاصقة وكانت الشوارع بداخل الأحياء عبارة عن "أزقة" ضيقة.
يقول زميلي نقلاً عن العم أبو سالم بأنه كان مع الملك عبدالعزيز في إحدى سفراته بالطائرة، وحدث أنه قبل هبوط الطائرة امتنعت الكفرات عن الخروج من مكانها تمهيداً لهبوط الطائرة بالمدرج. وأخذ كابتن الطائرة يحوم بالطائرة وهو يحاول تجهيز الكفرات للهبوط، ولكنه لم يستطع،
وعندها (كما يقول العم أبو سالم) التفت له الملك عبدالعزيز وقال لي بالحرف الواحد:اليوم يومك يا أبو سالم.
قلت: أبشر يا طويل العمر.
بعدين رحت لكبتن الطائرة (الإنجليزي) وفهمت منه المشكلة، وطلبت منه كم حبل.
أخذت أربط الحبال مع بعضها، وبعدين ربطت طرف الحبال حول وسطي، والطرف الثاني بباب الطيارة من الداخل، وقلت لكبتن الطائرة يفك الباب،
تلثمت ( تلطمت) ونزلت، ولقيت ذراع الكفرات "مزرقن"، وحاولت فيه مرتين وثلاثة إلين ما نزلت الكفرات، وبعدين سحبوني لداخل الطيارة. ( تكفى يا بن فرناس).

وللعم أبو سالم نشاطات متعددة منها الفن والطرب، حيث يقول زميلي، لما كنا صغار كان يقابلنا العم ابو سالم ويسألنا:
ما شفتو محمد عبده في الحارة،
نجاوبه: لا . . ليش؟
يقول: يا جماعة هذا الانسان جنني . . .
نسأله: كيف؟
يقول: أنا دائما أجلس في غرفتي اللي على الشارع، وأدندن بالعود وأسوي الحان جديدة،
نقاطعه ونقول: تمام . . . وش دخل محمد عبده بالموضوع؟
يقول: هنا المشكلة . . . صار يجي يوقف جنب الطاقة (الشباك)، و كل ما أدندن بلحن جديد ألاقيه لاطشه مني ومنزل عليه أغنية. (تكفي يا بليغ حمدي) .

ويروي أحد أصدقائي عن فشّار أخركيف انه كان يحكي عن نفسه القصص التي لا يمكن تصديقها دون أن يظهر عليه أي أثر على أنها غير صحيحة، حيث يذكر الفشّار في إحدى قصصه أنه ذهب مع بعض أصدقائه في "كشته / طلعة" إلى شاطئ "أبحر"، وحينما وصلوا إلى الشاطئ بدأ رفاقه في التحضير لطبخ الغداء، فقال لهم بأنه سيغوص في البحر لدقائق ثم يعود إليهم.
وهنا نترك له الحديث ليكمل القصة حيث يقول: ( " بدأت أغوص في البحر ، ويظهر إني طولت شوية . . . قلت خليني أطلع الشاطئ أرتاح.
طلعت الشاطي في منطقة بعيدة عن مكان أصحابي، وصرت أشوف ناس لونهم أسمر ، وما شفت أي واحد سعودي، رحت سألت واحد كان لحاله وقلت له: أيش اسم هذا الشاطئ؟، قال لي: هذا شاطئ بور سودان،
قلت له: يعني أنا الآن في بور سودان، قام قال لي: أييييييييييييييييي،
قمت أخذت نفس قوي ونزلت البحرمرة ثانية، وبعد كم دقيقة وصلت الشاطئ الثاني وأصحابي على وشك يغرفوا الغداء).

كما أن لهذا الفشار "قصة كبيرة ثانية مقاس "تربل أكس لارج"، ما أدري كيف جابها، حيث يقول: ( عندما انتقل الملك فهد -يرحمه الله - إلى قصر السلام بجدة، حبيت أبارك له بالقصر الجديد، ورحت دقيت باب القصر، ففتح لي الملك الباب وهو لابس ثوب البيت، وقال لي اتفضل، قلت له: معليش أجيك مرة ثانية طال عمرك، بس حبيت أبارك لك بالقصر الجديد، واستأذنت منه ومشيت).

بقيت نقطة أخيرة عن الفشارين، وهي أنهم غالباً يُضحكون غيرهم ولا يتعمدون إيذاء أحد بكذبهم، ولم يخرج عن هذه القاعدة سوى فشار (بشار) الأسد الذي يدعي أنه يحمي شعبه بينما هو يقتلهم بكل ما تملك الدولة من عتاد عسكري ثقيل .

ولعلكم تسمحون لي بأن أختم هذه الجولة مع الفشارين بهذه القصة الطريفة التي نقلتها من أحد المنتديات، حيث تقول القصة باللهجة المصرية الجميلة:
في مؤتمر للعلوم والتكنولوجيا، وقف عالم فرنسي وبدأ يحكي عن تاريخ الاختراعات في فرنسا. وقال : عندما حفرنا تحت برج ايفل وجدنا خطوط تليفون قديمة مما يعني اننا في فرنسا استخدمنا شبكة التليفونات قبل اكثر من 100عام.
طبعا الكل عارف انة فشار وبيكذب ، بس فوتوها.
قام العالم الايطالي وقال : عندما بحثنا تحت برج بيزاالمائل وجدنا خطوط تيلفون قديمة، مما يعنياننا في ايطاليا استخدمنا شبكةالتلفونات من أكثر من 500 عام.
ودى برضة كانت فشرة بس اوسع شوية لكن برضة فوتوها له.
قام الاخ المصري . وسكت شوية مش عارف يقول اية.
وبعدين قال : عندما حفرنا تحت الأهرام ...
بص في وجوه الحاضرين، اللي غطى وجهه واللي نزل تحت الطرابيزة من الضحك .
رد قال لما حفرنا تحت الاهرام ،لم نجد ولا كيبل تحتها!!!
وسكت جميع من في القاعة، وقالوا هذاالرجل يتكلم كلام صحيح وجد ىجدا
بعدها أكمل العالم المصري وقال: مما يعني اننا في مصر نستخدم الموبايلات منذ أكثرمن سبعة الاف سنة

دمتم سالمين.

شكرا عبدالله على القصص الفوشاريه جد استمتعت بموضوعك
يعطيك العافيه

هههههههههههههههههههههههه
أجل الرجال نزل يفك كفرات الطياره ؟
والاخ كريستوفر كولومبوس ليه ماكمل رحلته واخذ له لفه عالكره الارضيه
ايوه صح رجع عشان الغدا ..
أممممما المصري خربها حيييييييييل

أخوي عبدالله
استمتعت كثير بقصصهم
ربي يسعدك على هالطرح
لاتحرمنا جديدك

~... وصلت الرساله ...~

الله يعافيك أختي الكريمة غلا

آمل قبول شكري وامتناني لمرورك ولجميل مداخلتك التي أسعدتني.

دمتِ بصحة وسعادة.

الله يديم عليك السعادة والابتسامة أختي رحيل
تقبلي شكري وتقديري لتفضلك عليّ بهذه المداخلة الجميلة.

دمتِ بصحة وسعادة.

[QUOT

E=عبدالله 12;927686]

ONT=Times New Roman]قلت له: يعني أنا الآن في بور سودان، قام قال لي: أييييييييييييييييي،[/FONT]
قمت أخذت نفس قوي ونزلت البحرمرة ثانية، وبعد كم دقيقة وصلت الشاطئ الثاني وأصحابي على وشك يغرفوا الغداء).
[/COLOR][/FONT]

[/QUOTE]

يعني قطع المسافة بين بور سودان وجدة في كم دقيقة ...
الصراحة هذي مرة قوية . . . يعني توصل قوتها 20 بمقياس رختر

مشكور أخوي عبدالله على موضوعك عن الفشارين وياما اكثرهم

تقبل تحياتي

مشكوور عبد الله موضوع رائع وومتع استمتعت كثيراً بقرائته يعطييييييكـ العااافيهـ

أشكرك أخوي أبو سالم على مداخلتك حول الصواريخ العابرة للقارات اللي يطلقها بعض الفشارين.

الصراحة ، حلاوة قصص الفشارين انها تكون قويييييييييييييييييية ،
وكلما كانت القصة قوية ، كلما زادت أسهم مؤلفها.

عموماً، أسعدني مرورك ومداخلتك.
دمت بخير وعافية.

الله يعافيك أختي الكريمة مياسم

تقبلي شكري وامتناني لجميل مداخلتك.

دمتِ بصحة وسعادة.