الأمير بندر بن سلطان ( رئيس مجلس الأمن الوطني السعودي ) :
الأمن السعودي كان متابع لمعظم الإرهابيين بدقة وبنشاط, ولو الجهات الأمنية الأميركية تعاملت مع مجهودات الأمن السعودي بمصداقية أو بجدية أكثر مما صار أنا أتصور كان تفادينا ما حصل
- لقد غيّر 11 سبتمبر سياسة أميركا الخارجية تماماً، ومنذ ذلك الحين سادت محاربة الإرهاب على علاقات البيت الأبيض مع بقية العالم، وأدت هذه السياسة إلى غزو العراق واحتلاله، لكن كان هذا الهدف قريباً جداً من المملكة العربية السعودية.
د. غازي القصيبي ( وزير العمل السعودي ) :
كما هو يستطيع أن يتفهم الغضب الأميركي ويستطيع أن يتفهم في نفس الوقت يعرف أن يعني هذا الغضب الأميركي شيء، ولكن هذا لا يجب أن يؤدي إلى تدمير العالم، الحرب على الإرهاب ليست حرب على بقية العالم.
- رأى السعوديون أن مهاجمة العراق ستصعد من مستوى العنف في الشرق الأوسط, وستزيد من الضرر على العلاقات السعودية الأميركية، وستحرف الأنظار عن عملية السلام الفلسطينية, وستؤدي إلى تفاقم الإرهاب في المنطقة.
حل النزاع القديم وترسيم الحدود مع اليمن
- كانت حدود السعودية مع اليمن بمثابة مشروع عمل لم يُنجز، فقد ظلت الحدود غير مؤكدة لأكثر من ستين عاماً، وفي بعض المرات أدت حالات تهريب ونزاعات حول الحدود إلى اشتباكات بين البلدين، ولكن فجأة عزم الطرفان على إيجاد حل للنزاع.
الأمير سلطان بن عبد العزيز ( ولي العهد السعودي ) :
كان لي شرف الثقة من ولاة الأمر بأن أعمل لتذليل أي صعاب في تحسين العلاقات مع اليمن أو إنهاء المشاكل مع اليمن وترسيم الحدود مع اليمن
الأمير سعود الفيصل ( وزير الخارجية السعودي ):
نحن شعب واحد كيف نفرق بين اليمن والسعودية قبائل هنا وهناك واحدة, الدم واحد، العرق واحد، الدين واحد، وبقيت المشكلة الحدودية طوال السنين خنجر في جنب البلدين.
د. أبو بكر القربي ( وزير الخارجية اليمني ):
من الصعب الحقيقة تحديد الضرر بأبعاده الاقتصادية والسياسية، لكن دون شك أن عدم حل مشكلة الحدود كان يمثل حاجز نفسي بين اليمنيين مواطنين عاديين أو حكومة مع المملكة العربية السعودية, وربما نفس الشيء بالنسبة للمملكة تجاه اليمن , القبائل لا يعرفوا ما هي الحدود، وخاصة وإذا كانت القبائل لها امتدادات على جانبي الحدود.
-
كان النزاع بين السعودية واليمن من أقدم وأطول النزاعات في العالم العربي، نزاع على حدود مسافتها 1500 كيلومتر عبر الصحراء والجبال، إذ لم تيسر تضاريس المنطقة رسم حدود واضحة كما عقّد تداخل القبائل المحلية عملية تحديد الحدود , وفي خطوة جريئة شرع الملك عبد الله ولي العهد آنذاك والرئيس اليمني علي عبد الله صالح في إيجاد حل جذري للنزاع.
الأمير نايف بن عبد العزيز ( وزير الداخلية السعودي ):
أنا في إحدى زياراتي لليمن والتقيت بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح, وكان هناك اتهامات للمملكة, اليمنيون يعرفون ماذا عملت المملكة مع اليمن، فسألت الرئيس سؤال واحد قلت يا فخامة الرئيس لو كنت أنت الملك عبد الله هل تحسن علاقتك لمصلحة المملكة تحسين علاقة المملكة باليمن أو لأ؟ قال لأ فعلاً، قلت له هل تريد الملك يعمل شيء ضد بلادك؟ معناه هدفنا سامي وآمالنا كلها سامية ولم نعمل لأشقائنا اليمن إلا كل خير.
خالد التويجري ( رئيس الديوان الملكي):
كان عبد الله بن عبد العزيز بعيد النظر في حل مشكلة حدودنا مع اليمن، لأن اليمن بلد صديق وبلد جار وهم إخوة لنا ونحن إخوة لهم، وأي إثارة مشاكل ستكون عن طريق هذه الحدود التي لم تحل.
أبو بكر القربي ( وزير الخارجية اليمني ):
قد يأتي الخط ليخرج مثلاً قرية سكانها يمنيين إلى الجانب السعودي ويحدث العكس في مكان آخر، فكان الاتفاق إنه يمكن أن يزحزح هذا الخط لكي تعود القرية هذه اليمنية إلى الأراضي اليمنية والسعودية إلى الأراضي السعودية.
- أُعلن في جدة بعد مفاوضات مضنية عن التوصل إلى حل لأحد أطول النزاعات الحدودية في العالم وأقدمها.
الأمير سلطان بن عبد العزيز ( ولي العهد السعودي ):
وفعلاً صار اجتماع مطول بين الملك عبد الله كان وقتها ولي للعهد وبين الرئيس علي صالح, أكثر من ثماني ساعات في جلسة واحدة ولم نرفع من الجلسة إلا بعد توقيع الخطوط العريضة في إنهاء الحدود مع اليمن, وإنهاء العلاقات المتوترة أو الذي يريد لها الذي يريد أن يصيد في الماء العكر , الساعة السادسة صباحاً اتصل بي أحد الإخوان السعوديين بأنه إخواننا في اليمن, الخبراء أرادوا يعدلون في بعض الفقرات أو شيء من هذا القبيل اتفق عليها بين الملك عبد الله والرئيس علي عبد الله صالح، ففعلاً كلمت علي صالح وصحيته من النوم الساعة السادسة الصبح, وقلت له ترى حدث كذا كذا.. فانزعج وأمر بأنه لا يغير ولا جملة مما اتفق عليه.
الأمير نايف بن عبد العزيز ( وزير الداخلية السعودي ):
في تلك الليلة بوجود الرئيس اليمني ورئيس الوزراء وأعضاء حكومته, أنهي الموضوع بشكل نهائي لأنه فيه تشبع بوجهات النظر.
أبو بكر القربي ( وزير الخارجية اليمني ):
إنها نموذج لكيف استطاعت دولتان أن تتجاوز أزمة ربما أعاقت العلاقات لما يزيد عن 66 سنة, أن القيادات السياسية أدركت مسؤوليتها نحو أولاً شعوبها في المقام الأول واستقرار المنطقة, والنظرة المستقبلية إلى أن هذه الحدود مهما وضعناها في النهاية ستزول, لأنه عندما تتحقق الشراكة الاقتصادية والمصالحة المشتركة, وتصبح الحدود كما نرى اليوم في أوروبا لم يعد لها الحقيقة أي قيمة.
- ولكن عاش الاستقرار لفترة وجيزة في المنطقة حتى بات الغزو الأميركي للعراق أمراً لا مفر منه بحلول عام 2003, وكانت السعودية قلقة من عواقبه، وفي مارس اجتمع القادة العرب في شرم الشيخ لمناقشة الأزمة، قرر ولي العهد الأمير عبد الله أنه بعكس ما حدث أثناء حرب تحرير الكويت عام 1991, قرر أن يرفض السماح باستخدام القواعد العسكرية ولا الأراضي السعودية في الحرب الجديدة ضد العراق.
الأمير تركي الفيصل ( السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة ):
لم تكن المملكة الوحيدة التي رفضت التعاون مع أميركا في ذلك, أو التي وضحت للأميركان إن هذه الخطوة سيكون لها تبعات وعواقب سيئة, مش بس بالنسبة للأميركان لكن بالنسبة للمنطقة ككل وبالنسبة للعراق وإنما دول أخرى.
تدخل الملك لحل قضية لوكربي.. ومخطط محاولة اغتياله
- وفي مكان آخر في الشرق الأوسط استخدم ولي العهد الأمير عبد الله نفوذه الدبلوماسي لإنهاء أزمة عمرها 11 سنة، بعد تفجير طائرة بانام فوق قرية لوكربي في سكوتلندا تم فرض مقاطعة عالمية على ليبيا, فلعب الأمير عبد الله الدور الأساسي في مساعدة الليبيين الذين كانوا يعانون من العقوبات.
ملاحظة : اللون الاخضر هو حديث مقدم البرنامج
يتبع....