الحلقـة الـرابعـة ... فالهمة الهمة بارك الله فيكم

[c]

سورة البقرة من آية ( 30 - 37 )

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً

قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء

وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ { 30 }

وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ

فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ { 31 }

قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا

إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ { 32 }

قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ

قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ

وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ{ 33 }

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ

إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ { 34 }

وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ

وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ

فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ { 35 }

فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ

وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ

وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ { 36 }

فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ

إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ { 37 }



[sound]http://mypage.ayna.com/ishraqatamal/alegmy4.rm[/sound]
[/c]

[c]تفسير سورة البقرة من آية ( 30 - 37 )


(30ــ 34) { واذ قال ربك اني جاعل في الارض خليفة

قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك

قال اني اعلم مالا تعلمون * وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة

فقال انبؤوني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين *قالوا سبحانك لا علم لنا

الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم * قال ياآدم انبئهم بأسمائهم

فلما انبأهم بأسمائهم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السموات والارض

واعلم ماكنتم تبدون وما كنتم تكتمون * واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا

الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين}

هذا شروع فيذكر فضل ادم عليه السلام ابي البشر

ان الله حين اراد خلقه اخبر الملائكة بذلك وان الله مستخلفه في الارض..

فقالت الملائكة عليهم السلام : { أتجعل فيها من يفسد فيها }

اي : بالمعاصي

{ ويسفك الدماء }

" و" هذا تخصيص من بعد تعميم لبيان ..

" شدة " مفسدة القتل وهذا بحسب ظنهم ان الخلقه المجعول في الارض ...

سيحدث منه ذلك فنزهو الباري عن ذلك وعظموه ...

واخبروا انهم قائمون بعبادة الله على وجه خال من المفسدة

فقالوا : { ونحن نسبح بحمدك }

أي : ننزهك التنزيه الائق بحمدك وجلالك

{ ونقدس لك}

يحتمل ان يكون معناها :

ونقدسك فتكون الام مفيده للتخصيص والاخلاص ..

ويحتمل ان يكون :

ونقدس لك انفسنا أي : نطهرها بالاخلاق الجميلة

كمحبة الله وخشيته وتعظيمه ونطهرها من الاخلاق الرذيله ..

قال الله تعالى للملائكه : {اني اعلم}

من هذا الخليفه

{ ما لا تعلمون }

لان كلامكم بحسب ما ظننتم وانا عالم بالظواهر والسرائر

واعلم ان الخير الحاصل بخلق هذا الخليفة اضعاف اضعاف ما في ذلك من الشر

فلو لم يكن في ذلك ان الله تعالى اراد ان يجتبي منهم الانبياء والصديقين

والشهداء والصالحين ولتظهر آياته في خلقه ويحصل من العبوديات التي

لم تكن تحصل بدون خلق هذا الخليفه كالجهاد وغيره

وليظهر ما كمن في غرائز بني ادم من الخير والشر بالامتحان

وليتبين عدوه من وليه وحزبه من حربه

وليظهر ما كمن في نفس ابليس من الشر الذي انطوى عليه واتصف به

فهذه حكم عظيمه يكفي بعضها في ذلك ..

ثم لما كان قول الملائكة عليهم السلام فيه اشارة الى فضلهم على الخليفة

الذي يجعله في الارض اراد الله تعالى ان يبين لهم من فضل آدم

ما يعرفون به فضله وكمال حكمة الله وعلمه فقال تعالى :

{علم ادم الاسماء كلها }

أي: اسماء الاشياء ومن هو مسمى به

أي : الالفاظ والمعاني حتى المكبر من الاسماء كالقصعه والمصغر كالقصيعه ..

{ ثم عرضهم }

أي : عرض المسميات

{ على الملائكه}

امتحانا لهم هل يعرفونها ام لا ؟؟

{ فقال انبؤوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين }

أي : في قولكم وظنكم انكم افضل من هذا الخليفه ..

{ قالوا سبحانك }

أي : ننزهك عن الاعتراض منا عليك ومخالفة امرك

{ لاعلم لنا }

بوجه من الوجوه

{الا ما علمتنا }

} اياه فضلا منك وجودا ..

{ انك انت العليم الحكيم }

أي : العليم الذي احاط علما بكل شيء

فلا يغيب عنه ولا يعزب مثقال ذرة في السماوات والارض

ولا اصغر من ذلك ولا اكبر ..

الحكيم: من له الحكمه التامه التي لا يخرج عنها مخلوق

ولا يشذ عنها مأمور فما خلق شيئا الا لحكمه ..

الحكمه : وضع الشيء في موضعه اللائق به ...

فاقروا واعترفوا بعلم الله وحكمته وقصورهم عن معرفة ادنى شيء ...

واعترفوا بفضل الله عليهم وتعليمه اياهم ما لا يعلمون ..

فحينئذ قال تعالى : { يا ادم انبئهم باسمائهم }

أي: اسماء المسميات التي عرضها على الملائكة فعجزوا عنها ..

{ فلما انبأهم باسمائهم }

تبين للملائكه فضل ادم عليهم ...

وحكمه الباري وعلمه في استخلاف هذا الخليفه ..

{ قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السموات والارض }

أي: ماغاب عنا فلم نشاهده ...

فاذا كان عالما بالغيب فالشهادة من باب اولى..

{ واعلم ما تبدون }

أي: تظهرون

{ وما كنتم تكتمون }..

ثم امرهم بالسجود لآدم اكراما له وتعظيما

وعبودية لله تعالى فامتثلوا امر الله وبادروا كلهم بالسجود...

{الا ابليس ابى}

امتنع عن السجود واستكبر عن امر الله وعلى ادم

قال : "أأسجد لمن خلقت طينا "

وهذا الاباء منه والاستكبار نتيجه الكفر الذي هو منطو عليه ...

فتبينت حينئذ عدواته لله ولادم وكفره واستكباره ..

وفي هذه الايات من العبر والايات اثبات الكلام لله تعالى ...

وانه لم ينزل متكلما يقول ما شاء ويتكلم بما شاء وانه عليم حكيم ...

وفيه ان العبد اذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات والمامورات ...

فالواجب عليه التسليم واتهام عقله والاقرار لله بالحكمه ...

وفيه اعتناء الله بشان الملائكه واحسانه بهم بتعليمهم ما جهلوا ...

وتنبيههم على ما لم يعلموه ..

ويه فضيلة العلم من وجوه :

منها : ان الله تعرف لملائكته بعلمه وحكمته ..

ومنها : ان الله عرفهم فضل آدم بالعلم وانه ا فضل صفه تكون في العبد..

ومنها : ان الله امرهم بالسجود لادم اكراما له لما بان فضل علمه ..

ومنها: ان الامتحان للغير اذا عجزوا عما امتحنوا به ثم عرفه صاحب الفضيله

فهو اكمل مما عرفه ابتداء..

ومنها : الاعتبار بحال ابوي الانس والجن وبيان فضل ادم وافضال الله عليه

وعدواة ابليس له الى غير ذلك منالعبر ..



[/c]

[c]
(35ــ 36) { وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنه وكلا منها

حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين *

فازلهما الشيطان عنها

فاخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو

ولكم في الارض مستقر ومتاع الىحين}

لما خلق الله آدم وفضله ...

أتم نعمته عليه بأن خلق منه زوجة ليسكن اليها ويستانس بها ...

وامرهما بسكنى الجنة والاكل منها ...

{ رغدا }

أي : واسعا هنيئا

{ حيث شئتما }

أي : من أي اصناف الثمار والفواكه ...

وقال الله تعالى :

" إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى * وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى "

{ ولا تقربا هذه الشجرة }

نوع من انواع شجر الجنة الله اعلم بها ...

وإنما نهاهما عنها امتحانا وابتلاء ( او لحكمة غير معلومة لنا )

{ فتكونا من الظالمين }

دل على ان النهي للتحريم لانه رتب عليه الظلم .

فلم يزل عدوهما يوسوس لهما تناول ما نهيا عنه حتى ازلهما أي :

حملهما على الزلل بتزيينه ...

( وقاسمهما ) بالله ( إني لكما لمن الناصحين )

فاغترا به واطاعاه فأخرجهما مما كانا فيه من النعيم والرغد ...

واهبطوا الى دار التعب والنصب والمجاهدة ...

{ بعضكم لبعض عدو }

أي : آدم وذريته اعداء لابليس وذريته ...

ومن المعلوم ان العدو يجد ويجتهد في ضرر عدوه ...

وايصال الشر اليه بكل طريق وحرمانه الخير بكل طريق ...

ففي ضمن هذا تحذير بني آدم من الشيطان كما قال تعالى :

" إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه

ليكونوا من اصحاب السعير "

" افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا "

ثم ذكر منتهى الاهباط الى الارض ...

فقال : { ولكم في الارض مستقر }

أي : مسكن وقرار

{ ومتاع الى حين }

انقضاء آجالكم ثم تنتقلون منها الى الدارالتي خلقتم لها ...

وخلقت لكم ففيها ان مدة هذه الحياة مؤقتة عارضة ليست مسكنا حقيقيا ...

وانما هي عبر يتزود منها لتلك الدار ولا تعمر للاستقرار ...



{ 37 } { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه

انه هو التواب الرحيم }

{ فتلقى آدم }

أي : تلقف وتلقن

والهمه الله { من ربه كلمات }

وهي قوله " ربنا ظلمنا انفسنا "

فاعترف بذنبه وسال الله مغفرته

{ فتاب } الله { عليه } ورحمه

{ انه هو التواب الرحيم }

لمن تاب اليه واناب ...

وتوبته نوعان : توفيقه اولا ثم قبوله للتوبه اذا اجتمعت شروطها ثانيا ...

{ الرحيم }

بعباده ومن رحمته بهم ان وفقهم للتوبة وعفا عنهم وصفح ...



[/c]

السلام عليكم ,.,


حفظت ,.,


جزاك الله خير يا أختي ,.,

السلام عليكم ..

وأنا كمان حفظت والله كل الأجزاء اللي كتبتها الأستاذة إشراقة أمل الله يجزاها الجنة ....

وفي انتظار المواصلة .

وأنا حفظت ولله الحمد والمنه ...

جُزيت خيرا ....

جزاكي الله خيرا وبارك الله في سعيك ، وجعل الله مثوانا ومثواكي الجنه