قال المتنبي

قال المتنبي

وغَــيرَكَ صارِمًــا ثَلـمَ الضِّـرابُ

................فَكَــيفَ تَحُــوز أَنفُسَــها كِــلابُ

يُعــافُ الــوِردُ والمَـوتُ الشَّـرابُ

..............تَخَـــوّفَ أَنْ تُفتِّشَـــهُ الســحابُ

تَخُــبُّ بــكَ المُســومةُ العِــرابُ

.............كمــا نَفَضَــتْ جَناحَيهــا العُقـابُ

أَجــابَكَ بَعضُهــا وهُــمُ الجَـوابُ

..............نَــدَى كَــفّيكَ والنَســبُ القُــرابُ

وأَنهُـــمُ العَشـــائِرُ والصِّحــابُ

...........وقــد شَــرِقَت بظُعنِهِــمِ الشِّـعابُ

وأُجـــهضَتِ الحَــوائِلُ والســقابُ

..............وكَــعْبٌ فــي مَياســرِهِم كِعــابُ

وخاذَلَهـــا قُـــرَيطٌ والضِّبـــابُ

...............تَخـــاذَلَتِ الجَمـــاجِمُ والرِّقــابُ

عَلَيهِـــنّ القَلائِـــدُ والمَـــلابُ

...............وأَيــنَ مِــنَ الَّـذي تُـولي الثّـوابُ

وَلا فــي صَــونِهِنّ لَــدَيكَ عـابُ

................إِذا أَبصَـــرنَ غُــرَّتَكَ اغــتِرابُ

تُصِيبُهُـــمُ فَيُـــؤلمُكَ المُصــابُ

..............فــإِنَّ الــرِّفقَ بِالجــاني عِتــابُ

إِذا تَدعُـــو لِحادِثـــةٍ أجـــابوا

...................بِــأَوَّلِ مَعشَــرٍ خَــطِئُوا فَتــابوا

وهَجـــرُ حَيــاتِهِم لَهُــمُ عِقــابُ

.................ولكِــنْ رُبّمــا خَــفِيَ الصَــوابُ

وكـــم بُعـــدٍ مُوَلِّــدُهُ اقــتِرابُ

................وَحَــلَّ بِغَــيرِ جارِمِــهِ العَــذابُ

فَقــد يَرجُــو عَلِيًّــا مَــن يَهـابُ

...................فمِنْـــهُ جُـــلودُ قَيسٍ والثِّيـــابُ

وفـــي أَيامِــهِ كَــثُرُوا وطــابُوا

...................وذَلَّ لهــم مــن العَـرَبِ الصِعـابُ

ثَنــاهُ عــن شُمُوســهِمِ ضَبــابُ

................يُلاقِــي عِنــدَهُ الــذِّئبَ الغُــرابُ

ويَكفِيهــا مــنَ المــاءِ السَّــرابُ

...................فمــا نَفَــع الوُقُــوف ولا الذِّهـابُ

وَلا خَـــيلٌ حَـــمَلنَ ولا رِكــابُ

..................وصَبّحَـــهُم وبُســـطُهمُ تُــرابُ

كَــمَن فــي كَفِّــهِ مِنهُـم خِضـابُ

...................ومَــن أَبقَــى وأَبقَتْــهُ الحِــرابُ

وفــي أَعنــاقِ أَكــثَرِهِم ســخابُ

....................وكُـــلُّ فَعــالِ كُلِّكُــمُ عُجــابُ

ومِثــلَ سُــراكَ فَليَكُــنِ الطِـلابُ
.
................... بِغَيرِكَ راعيا عَبثَ الذئابُ

ومــا تَرَكُــوكَ مَعصِيَــةً ولكِــنْ

.....................طَلَبتَهُــمُ عــلى الأَمــواهِ حَــتى

فبِـــتَّ لَياليًـــا لا نَــومَ فِيهــا

.....................يَهُــزُّ الجَــيشُ حَــولَكَ جانِبَيــهِ

وتَســأَلُ عَنْهُــمُ الفَلَــواتِ حَــتى

.....................فَقــاتَلَ عــن حَــرِيمهِمِ وفَــرّوا

وحِـــفظكَ فيهِــمِ ســلَفَي مَعَــدٍّ

....................تُكَفكِــفُ عَنْهُــمُ صُــمَّ العَــوالِي

وأُســقِطَتِ الأَجِنّــةُ فــي الوَلايـا

.......................وعَمــروٌ فــي مَيــامِنِهِم عُمُــورٌ

وقــد خَــذَلَتْ أَبُــو بَكــرٍ بَنِيهـا

.......................إِذا مــا سِــرتَ فــي آثـار قَـومٍ

فَعُـــدنَ كمــا أُخِــذنَ مكرَّمــاتٍ

...................يُثِبنَــكَ بِــالَّذي أَولَيــتَ شُــكرًا

ولَيسَ مَصِـــيرُهُنَّ إِلَيــكَ شَــينًا

...................ولا فــي فَقــدِهِنَّ بَنِــي كِــلابٍ

وكــيفَ يتِــمُّ بأســكَ فـي أنـاسٍ

...................تَـــرَفَّق أَيُّهــا المَــولَى عَلَيهِــم

وإِنهُـــمُ عَبِيــدُكَ حَــيثُ كــانوا

...................وعَيــنُ المُخــطِئينَ هُــمُ ولَيسُـوا

وأَنــتَ حَيــاتُهُم غَضِبَــت عَلَيهِـم

......................وَمــا جَــهِلَت أَيــادِيَكَ البَــوادِي

وكــــم ذَنْـــبٍ مُوَلِّـــدُهُ دَلالٌ

.......................وجُـــرمٍ جَــرَّهُ سُــفهاءُ قَــومٍ

فـــإِن هــابُوا بِجُــرمِهِمِ عَلِيًّــا

......................وإِنْ يَــكُ ســيفَ دَولـةِ غَـيرِ قَيسٍ

وتَحـــتَ رَبابِــهِ نَبَتُــوا وأَثُّــوا

.........................وتَحــتَ لِوائِــهِ ضَرَبُـوا الأَعـادِي

ولَــو غَــيرُ الأَمِــيرِ غَـزا كلابًـا

......................ولاقَـــى دُونَ ثـــايِهِمِ طِعانًـــا

وخَــيلاً تَغتَــذي رِيــحَ المَـوامي

....................ولكِـــن ربُّهُــم أَســرَى إِلَيهــم

ولا لَيــــلٌ أَجَـــنَّ وَلا نَهـــارٌ

.....................رَمَيتَهُـــمُ بِبَحـــرٍ مــن حَــدِيدٍ

فمسّـــاهمُ وبُســـطهُمُ حَـــرِيرٌ

....................ومَــن فــي كَفِّــهِ مِنهُــم قَنــاةٌ

بَنُــو قَتــلى أَبِيــكَ بِـأَرض نَجـدٍ

...................عَفــا عَنهُــم وأَعتقَهُــم صِغــارًا

وكُلُّكُـــمُ أَتَـــى مَـــأْتَى أَبيــهِ

...................كَــذا فَليســرِ مَـن طَلَـبَ الأَعـادِي