وقفة للتأمل مع كتابنا ومثقفينا ..؟؟!

المفكرين ..

أيها ألأحبة الأعزاء .. هذه وقفة لإعادة النظر .. أو التأهيل لأمرٍ قد استشرى بين بعض الكتاب والمثققفين ..

وهذا الأمر : هو أننا لانكاد نرى أحد كتاب المسلمين إلاّ وهو يستشهد بأقوال مفكري الغرب وفلاسفيهم ويجعلها نبراساً يستشهد بها في إختيار
طريقه .. واتخاذ قراره ,, وهكذا .. وهذه الوقفة لاتناقش قضية أننا ينبغي لنا أن نقبل الحق والخير من أي إنسان كان ولو من ألد أعدائنا .. فهذا أمر خارج النقاش .. لكن الحديث عن إنقلاب الموازيين في وقتنا الحاضر .. في الأخذ عن هؤلاء الغربيين .. وذلك من وجوه :
1/ أن الذي لايدبج كلامه ولايرصعه بأسماء وأقوال هؤلاء .. قد يعد عديم الثقافة عند فئامٍ من الناس .. فيأتي المثقف الحقيقي فلا يدع مقطعاً إلاّ وذكر فيه إسماً أو قولاً لأحد هؤلاء تعظيماً لدورهم في الحياة .
2/ أن القاريء العادي عندما يرى كثرة الإستشهاد بهؤلاء المفكرين أو الحكماء فقد ينطبع في نفسه عدة إنطباعات :
منها : أن سيعتقد أننا لم نعرعف الثقافة ولا الحكمة إلا من هؤلاء القوم .. وان مصدرها من الغرب وهم روادها .. وأنه لاناقة لنا فيها ولاجمل .
وأيضاً : قد يرى أن هؤلاء يصلح إتخاذهم قدوة في الحياة .. لأن من كان كلامه في توجيه الفكر وتنوير الروح كما يزعمون فهذا لابد من إتخاذهم قدوات .
3/ من السلبيات لهذه الظاهرة : أن في مقابلها نسي شبابنا الصاعد والجيل والواعد .. نسيوا مبدعوا المسلمين قديماً وحديثا .. وهمُ الذين تفجرت من أفواههم ينابيع الحكمة والصفاء .. فكثيرٌ منّأ لايسمع ولايعرف كثيراً أدبائنا ومفكرينا وحكمائنا الذي سطروا أروع ماقد يسطره بنان .. وكيف لا .. وهم الذين نشروا الفضيلة ... وسعوا لإسعاد الناس .. ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر : الحسن البصري ؛ ابراهيم بن أدهم الأحنف بن قيس ، يحيى بن أكثم
أبوتمام ، المتنبي ، وجرير ، وابن خلدون ، اسامه بن منقذ ، ابن القفع ،وبديع الزمان الهمداني ... ومن المعاصرين : المنفلوطي ، باكثير ، العقاد ، الرافعي ، السباعي ، الكيلاني ، سيد قطب ، محمد إقبال .. وغيرهم ممن لا يحضرني أسماءهم ألآن .. فهل كان من كتابنا من يخرج لنا جميل أقوالهم التي تستقي زمزمَ .. وترتوي بالصفاء .. فقد آثروا الساحة بكلامٍ جزل .. ومعاني بديعة ..
وايضاً أود أن أنوه أن حياة كثير من هؤلاء كان حياةً مخالفة لما يبثونه من أقول .. فهذا المدعو ( جان روسو ) الذي يذكره كثير من الكتاب في التربية وهو صاحب نظرية التربية الحديثة قدا عاش مكتئباً .. وأودع أبناءه السته في ملجأ لعدم تفرغه ,,, وغيره كثير ..

أخيراً :أرجو أن تكون الصورة قد اتضحت .. ( مع أنني قد حذفت بعض الشواهد كي لايطول الموضوع ) .. وأكرر مرة أخرى أنني لا أقصد بحديثي أن يمتنع الناس من الإستفادة من تجارب وخبرات غيرنا وإن كانوا مخالفين لنا ,, لكن لاداعي لهذا التبجيل والتعظيم على حساب أُناسٍ قد صلحت ظواهرهم وبواطنهم .. وأيضاً نريد أن نقلل بقدر المستطاع ماقاله ابن خلدون : من أن المغلوب مولعٌ بتقليد الغالب .. أو كما قال ..
ولعلي أذكر لاحقاً .. نماذج من حكم مفكرينا وأدبائنا ..

عزيـزي البتـار ... بارك الله فيك

تمتعنا بين الحين والآخر ... بكل ماهو مفيد وشيق ... تطرق أبوابا غاية في الأهمية
ويا حبذا الجميع يشارك في نقاش هذه القضايا الجادة الحساسة ...
لكي تعم بالنفع على الجميـع ...

عزيزي ... أنا معك في جميع ما قلت ... واعترافك ببداية حديثك :

بأن الحكمة ضالة المؤمن ... تجعلنا لا نناقشك في هذه الحيثية ...

من وجهة نظري الشخصية المتواضعة ... أننا ابتلينا بهذه المشكلة التي بحق
تغض مضاجعنا ... عندما نتغنى بين الحين والآخر باسماء غربية لا تمت لتراثنا ولا لثقافتنا ولا لديننا بصلة ... وعلى قولتك ... نؤنق بها كتابتنا بالاستشهاد بأقوالهم ...

أرجع سبب ذلك إلى أمرين ...

1) وضعنا المهزوم وحالة أمتنا التعيسة ... التي جردنا من المفاخرة والولاء لتراثنا الإسلامي العظيم
فصرنا تابعين لا متبوعين ... قلدناهم وتأثرنا بثقافاتهم وبأشكالهم وطرق معيشتهم ... وانطبع سلوكهم بحياتنا ... وأخذنا الطالح أكثر منهم ... مصداقا لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
" لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم " .

فياليت تؤثرنا اقتصر على النهل من بحور ثقافتهم ... ولكن صدينا عن هذا المنهل ...
وقمنا نستزيد بالأخذ من سلال مهملات حضارتهم ... الله المستعان

2) السبب الثاني المباشر ... لمشكلة الاستشهاد والتأثر بثقافتهم ...

هو ثلة من مثقفينا الذين دراسوا في في بداية القرن العشرين لأوسطه ...
ممن بهرتهم ثقافة الغرب ... وأعمت أعينهم عن جمال ورفعة تراثهم الثقافي ...
فرجعوا إلى بلدانهم محملين بالغث والسمين من الغرب ...
وأصبحوا أبواقا تدعوا للتغريب ... وتعمل دعاية مجانية لذلك ...

واختلط الحابل بالنابل ... فيخفى على الكثير منا ماسونية محمد عبده وجمال الدين الأفغاني والمنفلوطي ...
وإلحاد طه حسين في آخر كتاباته وتؤثره بتعليمه في جامعة السوربون بفرنسا ... وغيرهم الكثير الكثير مما لا يسع المجال لذكره هنا ...

لا أريد الإطالة ... أرجو أن أضفت شيئا لموضوعك عزيزي البتار

ااقبل كل الحب والتقديــر
االبتار ... بوركت ودمت ,..,

أخي الراسي .. السلام عليك ورحمة الله وبركاته ..

أشكرك على هذا الشعور ..

وإضافتك مهمة ,, وفيها فوائد غائبة على كثير من الناس ... وأنا واحد منهم ..

وألأسباب التي ذكرتها هي من الأسباب وليس كلها ..

لكن نحن ندعو أدبائنا من الشباب أن يهتموا بأنفسهم ويستقلوا بأفكارهم فالطريق ممهدٌ لهم ..

شكراً لك مرة أخرى أخي الراسي