03 / 02 / 2007, 15 : 07 PM
|
#1
|
وئامي مميز
|
|
|
|
|
|
|
|
|
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
|
ميدان الذاكرين
ميدان الذاكرين
الشيخ / سعد بن عبدالله السعدان
الذكر من أفضل العبادات، وأجل الطاعات، وأنفس القربات، ما تقرب الأخيار بمثله، ولا تنافس الصالحون إلا فيه، وهو خير الأعمال وأزكاها، وأرفعها في الدرجات، به تُستجلب النِّعم، وبمثله تُستدفعُ النقم. وقد حثَّ عليه المولى تبارك وتعالى في آيات كثيرة :
{{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً }} [الأحزاب:41]
وقال تعالى : {{ وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً }} [ المزمل: 8 ]
وقال تعالى : {{ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَار }} [آل عمران: 41]
وقال تعالى : {{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ }} [ البقرة:152 ]
وقال تعالى : {{ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ? }}
[ الأحزاب:35]
وعن أبي الدرداء، رضي الله عنه قال : قال النبي صلى اللهعليه وسلم :
{ أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أعمَالِكُمْ وأزْكَاها عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وأَرْفَعِهَا في دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أعْنَاقَكُمْ }؟
قالوا بلى
قال :{ ذِكْرُ الله تَعَالَى }
فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه :ما شَيْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ الله مِنْ ذِكْرِ الله.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم :
{ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ }
قالوا : وما المفردون؟ يا رسول الله
قال : { الذَّاكِرُونَ اللّهَ كَثِيراً، وَالذَّاكِرَاتُ }
عن أبي موسى رضيَ الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم :
{ مَثلَ الذي يَذكرُ ربَّه والذي لايَذْكرُ ربه مَثلُ الحي والميِّت }
وقال الحسن البصري: « أحب عباد الله إلى الله، أكثرهم له ذكراً، وأتقاهم قلباً».
وفضائل وفوائد الذكر كثيرة جداً، وهي أكثر من أن تحصر، ذكر جملة منها ابن قيم الجوزية، أُذكِّرُ ببعضٍ مما ذكر:
1ـ أنه يُرضي الرحمن عز وجل.
2ـ أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
3ـ أنه يُزيل الهم والغم عن القلب.
4ـ أنه يجلبُ للقلب الفرح والسرور والبسط.
5ـ أنه يقوي القلب والبدن
6ـ أنه ينور الوجه والقلب.
7ـ أنه يجلب الرزق.
8ـ أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام.
9ـ أنه يورثه القرب منه.
10ـ أنه يفتح له باباً عظيماً من أبواب المعرفة.
11ـ أنه يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات.
12ـ أنه جلاَّب للنِّعم، دافع للنِّقَم بإذن الله.
13ـ أنه يُوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر.
14ـ أن إدامة الذكر تَنوبُ عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية أو مالية، أو بدنية مالية.
15ـ أن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطيق فعله بدونه.
16ـ أنَّ دُور الجنة تُبني بالذكر، فإذا أمسكَ الذاكر عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء.
قلتُ : والناظر لهذه العبادة العظيمة يراها تتجلى بوضوح تام في الحج إلى بيت الله الحرام، فالذكر هو المقصود الأهم والأبرز في الحج، فالطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والمبيت بمنى، والوقوف بعرفة، ورمي الجمار، وإراقة الدم، كلها شُرعت لإقامة ذكره سبحانه ، قال تعالى :
{{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ }}
[ الحج : 27 - 28 ].
وقال تعالى : {{ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ المَشْعَرِ الحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً }} [البقرة:198ـ200]
وقال تعالى : {{ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ }} [البقرة: 203 ]
وقال تعالى : {{ لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ المُحْسِنِينَ }} [الحج: 37].
فهذا هو فضل الذكر في موسم الحج، وهذه منزلته، وتلك مكانته، فحري بالعباد أن يتسابقوا في هذا الميدان اليسير في أدائه، العظيم في ثوابه وجزائه، جعلنا الله من السابقين لأداء ذكره ، والحمد لله رب العالمين.
@@@@@
elgrwany
|
|
|
|
|