صعد فريق الأهلي السعودي مساء أمس لدور الـ 16 في بطولة دوري أبطال العرب بعد فوزه الماراثوني على الاتحاد المنستيري التونسي بضربات الترجيح 8/9 في مباراة تاريخية جمعت بين الفريقين على ملعب المنزه في العاصمة تونس .. التي حسمها مدافع الأهلي إبراهيم هزازي بتسجيله الضربة رقم 11 بعد أن طوح حارس المنستيري النفازي بترجيحية فريقه فوق العارضة.وجاء الحسم وفك الاشتباك بين الفريقين بضربات الترجيح بعد نهاية المباراة بنتيجة سلبية وهي نفس النتيجة التي انتهت به مباراة الذهاب في جدة .. ولعب الفريقان ضربات الترجيح مباشرة دون وقت إضافي حسب التعديل الأخير لنظام البطولة .. وحبست ضربات الترجيح الأنفاس والترقب لدى جماهير الفريقين، وجاءت النهاية سعيدة للأهلي الذي قدم عيدية الفطر لجماهيره بالفوز المثير على المنستيري بعد أن لعب كل فريق 11 ضربة ترجيح نفذها جميع لاعبي الفريقين بما فيهم حارسا المرمى.ورغم أن فرصة الفوز اتيحت للفريق الأهلاوي من الضربة الخامسة التي أهدرها داركو، وكانت كفيلة بفوزه بعد أن نجح ياسر المسيليم في صد أول ضربة تونسية من اللاعب معز عليا.
وفي الضربات الخمس الأولى سجل كل فريق ثلاث ضربات حيث سجل المنستيري بواسطة علي عبدالقادر وادريانو وفرج البنوني على الترتيب .. وأهدر له كل من معز عليا وأكرم معتوق .. وسجل للأهلي في الخمس ضربات الأولى كل من بدرة ووليد عبدربه وصاحب العبدالله .. وأهدر مالك معاذ وداركو الرابعة والخامسة.
وأمام استمرار التعادل الترجيحي 3/3.. مدد حكم المباراة المصري ضربات الترجيح (ضربة بضربة) .. لتستمر الإثارة من جديد ليسجل فرناندو للمنستيري .. ثم تيسير الجاسم للأهلي .. ثم عاطف للمنستيري .. وتركي الثقفي للأهلي .. ثم يسجل مونداي ضربة الترجيح الثامنة للمنستيري .. ويتعادل وليد الجيزاني 6/6 ثم يسجل أيمن العياري للمنستيري .. ويتعادل المسيليم للأهلي .. ثم اليعقوبي يسجل للمنستيري .. ويتعادل العبدلي 8/8 .. وجاءت فرصة الفوز للأهلي بعد إضاعة حارس المنستيري للضربة 11 والتي زف معها المدافع الأهلاوي الهزازي خبر الفوز للأهلي بعد مباراة حبس الانفاس.
ليتأهل الأهلي من عنق الزجاجة التونسية ويؤكد نظرية أن الأهلي يلعب أفضل خارج أرضه .. ويصعد بجدارة للدور الثاني وينتظر قرعة دور الـ16.
وبفوز أمس يجدد الأهلي سيطرته على الأندية التونسية بعد أن حقق كأس أول بطولة عربية موحدة في جدة قبل ثلاث سنوات على حساب الإفريقي التونسي بهدف مقابل لاشيء.
الشوط الأول
رغم أن مدرب الأهلي نيبوشا دخل الشوط الأول بتشكيلة أشبه ما تكون دفاعية من خلال وجود بدرة ووليد عبدربه والعبدلي ومسعد والهزازي وصاحب العبدالله وتيسير الجاسم إلى جانب الثقفي ومالك معاذ والجيزاني إلا أن الفريق الأهلاوي قدم شوطاً هجومياً قوياً حاصر فيه فريق المنستيري التونسي في نصف ملعبه في معظم فترات الحصة الأولى.
وكاد الأهلي يسجل من فرصة أو فرصتين من السيطرة التي كان يدعمها تيسير الجاسم بمساندته للثقفي وتقدم العبدلي من الجهة اليسرى ومسعد من الجهة اليمنى وتبادلها للأدوار الهجومية خلف مالك معاذ والجيزاني، إلا أن معظم الهجمات الأهلاوية كانت تصطدم بقوة دفاعية من حيث التكتل التونسي وفارق البنية بين اللاعبين، ونجح نيبوشا في إدخال الرهبة مبكراً في صفوف الفريق التونسي وغابت الخطورة عن هجمات الأهلي في المنطقة الخطرة من عمق مرمى حارس المنستيري عادل النفزي.
ولم تمنع سيطرة الأهلي على وسط الملعب واستحواذ الكرة بشكلٍ أكبر الفريق التونسي من تهديد مرمى حارس الأهلي ياسر المسيليم الذي تألق في إبعاد أكثر من كرة خطرة كانت الأولى في الدقيقة 21 من تصويبة طارق سالم، وكان قبلها تهديد مباشر من مهاجم المنستيري أكرم معتوق بتصويبة أرضية في الدقيقة الخامسة مرت بجوار القائم الأيمن للمسيليم.
وفي الدقيقة 31 كاد مونداي يهز شباك الأهلي بكرة رأسية اعتلت العارضة، وجاء الرد سريعاً من كرة مالك معاذ بالكرة التي تحولت إلى ضربة ركنية بعد أن حولها المدافع التونسي علي عبدالقادر.
وبمرور الوقت لجأ متوسطو دفاع المنستيري لإيقاف خطورة مالك معاذ بمصيدة تسلل وقع فيها ثلاث مرات، وتحرك تركي الثقفي بكل مهارة في الوسط وكان خلف كل هجمة أهلاوية من العمق في ظل غياب أجانب الأهلي الصربيين لاعب الوسط داركو والمهاجم ميودراج.
ومنح وجود المدافع التونسي الدولي خالد بدرة لاعبي الأهلي في المنطقة الخلفية الثقة والأمان وبرزت خبرته في كشف الملعب، وأدى الهزازي دوره الدفاعي بشكلٍ جيد خلف لاعب الوسط المسعد في اليمين، وغطى صاحب العبدالله الفراغ الذي تركه العبدلي الذي قام بأدوار هجومية ممتازة على الجهة اليسرى مع تيسير الجاسم.
وكان الشوط الأول شوطاً مميزاً للأهلي ومتوسطاً للمنستيري واضطر حكم المباراة المصري عصام عبدالفتاح إلى إخراج البطاقة الصفراء ثلاث مرات الأولى للتونسي عبدالقادر، والثانية لمالك معاذ، والثالثة لتيسير الجاسم.
وجاءت نتيجة الشوط الأول سلبية بدون أهداف منطقية إلى حد كبير بتألق ياسر المسيليم في إنقاذ أكثر من كرة تونسية خطرة وسيطرة الأهلي على منطقة المناورة، ولكن دون هجمات خطرة تُذكر يمكن أن نطلق عليها فرصاً حقيقية.
الشوط الثاني
وإذا كان الأهلي قد فرض سيطرته الميدانية في الشوط الأول فإن مدربه وبحماس لاعبيه نجح في وقف خطورة انطلاقات المنستيري الهجومية وأنقذ المسيليم كرة خطرة في الدقيقة الأولى من الحصة الثانية.
ودافع الأهلي ببسالة بقيادة بدرة وعبدربه ونجح العبدلي وتيسير في أداء المهام الدفاعية بنفس النجاح في أداء المهام الهجومية في الشوط الأول .. واضطر نيبوشا إلى إجراء تغيير إجباري في الدقيقة 58 بإخراجه محمد مسعد بسبب الإصابة وإشراك داركو الذي كانت تحركاته الهجومية إيجابية لكنه كان سيئ الطالع في ضربة الترجيح الخامسة وكاد (يضيع) المباراة من فريقه.
ونجح المهاجم البارع مالك معاذ من تهديد المرمى التونسي أكثر من مرة الأولى في الدقيقة 68 عندما سدد كرة عالمية تخطت العارضة .. وجدد المحاولة بشكل أخطر في الدقيقة 82 عندما واجه المرمى وسدد متوسطة الارتفاع أنقذها حارس المنستيري بصعوبة بالغة.
واستحق مالك معاذ أن يكون أحد نجوم المباراة رغم حظه العاثر في الترجيح .. لكنها (مكتوبة) لصالح الهزازي الذي زف الخبر السعيد لعروس البحر الأحمر.
ورغم أن المباراة كانت حاسمة ومن خروج المغلوب ووصلت حد الذروة من الإثارة إلا أن الروح الرياضية سيطرت على أجواء الملعب الجميل وظهرت الروح الرياضية المثالية من لاعبي الفريقين رغم عدد الإنذارات المنطقي الذي اضطر حكم المباراة المصري لإخراجها على مدار الشوطين.
وكان للاعب وسط الأهلي صاحب العبدالله نصيب من الإنذارات في الشوط الثاني .. ولعل أبرز ما في الشوط الثاني من فرص سانحة للتسجيل تلك الكرة التي سقطت من حارس المنستيري في الدقيقة 62 وكاد المهاجم وليد الجيزاني يسجل هدفاً منها.
ومن بداية المباراة وضح حماس لاعبي الأهلي وترابط الخطوط الثلاثة وأداء الفريق الجماعي الذي دافع بشكلٍ جماعي وهاجم بنفس الجماعية وكانت تحركات لاعبي الوسط متناغمة مع الهجوم والدفاع وكان كل لاعب يكمل الآخر .. ومن بداية الشوط الأول كانت هناك مؤشرات بأن روح الفوز موجودة في الأداء الأهلاوي ورغم أنه تحقق بالترجيح فهذا لايقلل من أحقية الفوز، فالفريق الأهلاوي لعب خارج أرضه وأمام فريق تونسي عنيد .. ولعب الأهلي معظم فترات المباراة بشكلٍ منظم وحرق أوراق المنستيري في الشوط الأول بالهجوم المباغت، وفي الشوط الثاني بالدفاع ونجح الأهلي بلاعبيه الأبطال ومدربه المغامر أن يصل بالمباراة إلى ما خطط له وهو الترجيح الذي خطف به بطاقة التأهل للدور الثاني العربي.