اللي يقدر يعطي يدش

سلام عليكم شخباركم

ابي خاتمه اذا امكن
ثورة الشـــــــــــــك

وسواس يراود الصدور وجرس خافت يعلن عن هبوب عاصفة تنقض على حياتي لتحولها إلى جحيم حيث أبقى وحيدة للظنون وحريق يلهب كياني أخشى أن يتركني وأصبح رمادا متراميا تتقاذفه الرياح... هذا لسان الكثيرين من أصابهم فيروس الشك القاتل ... فكيف نتحصن ضده؟

كيف نشك ومتى؟
وكيف يصبح شكنا سلوكا إيجابيا؟ ومتى يتحول إلى طاقة تدمير؟
(( انه مريض ... انه شكاك يشك في كل شي وفي كل الناس )) هكذا يقول البعض. لكن آخرين يرون ( أن سوء الظن من حسن الفطن).
ومن بين هؤلاء وأولئك، تبقى حقيقة لاتنكر، وهي إن الشك يسمم حياة المصاب به، ويدمر صفو حياته وهناء عيشته،ويجعل من موضوع الشك محور تفكيره إلى درجة التآكل النفسي.
السيدة فاطمة بوعلي البالغة من العمر 30 تروي تجربتها مع الشك فتقول:
أنا سيدة مجتمع على درجة عالية من الثقافة والعلم والجمال... وعلاقتي بزوجي قوية وهو
سعيد معي إلى إن زرعت إحدى قريباتي بذرة الشك في نفسي عندما لاحظت على زوجي اهتماما مبالغا فيه وكثيرا يمدحها أمامي ويخلق الأعذار كي يبقى بالمنزل في حالة وجودها معي.
الآن لم أعرف كيف أتصرف هل ألجأ إلى أهلي أم إليه.. أم أترك البيت وعندما أخبرت صديقتي أكدت لي أن المشكلة تكمن في داخلي .

الشك يغزو الحب...
ايمان جعفر طالبه جامعية تستطرد بالبكاء قائلة :
أنا طالبة متقوقعة على نفسي بالرغم من كثرة الزميلات اللاتي يحترموني ومن بين هؤلاء الزملاء وجدت إنسانا فيه كل ما كنت أحلم به من صفات، أحببته من كل أعماقي ولكن كان حب من طرف واحد لأني لم أخبره بالأمر وصرت أبكي طوال الليل لذلك.

إن إحساسي بفقد الثقة يسيطر علي فلا أجد من يعجب بي بالرغم من وجود معجبين لمن هم أقل مني جمالا وحتى الشخص الذي أخبرتني عنه إحدى صديقاتي أنه معجب بي رفضته.
فعقلي يكاد ينفجر وبت أشك في جميع من حولي كأنهم يريدون أذيتي وأنهم لا يحبونني.

الشك المحمود..
تضيف السيدة فتحيه رمضان البالغة من العمر 30 موظفه قائلة :
التحقت بشركة للتأمين واستقبلوني الزملاء بالتحذيرات من إحدى الزميلات بأنها كذابة ونمامة ومخادعة.
بادرني الشك نحوها أخذت بالتسلل إلى دخائلها حتى أتيقن من خلال شكي لها أن أتعرف عليها أكثر وأكثر
وإبطال جميع ما قالوه عنها فلقد كان شكي بمثابة إضاءة ساعدتني في معرفة حقيقة هذه الإنسانة.

حسن النية أولا...
الاستاذ فاضل حسن البالغ من العمر 26سنه يرى:أن كل نفس فيها الخير والشر، لكن الظروف والتربية هي التي تغلب بالظاهر. لهذا إذا اضطرتنا الظروف للعمل والتعامل مع شخص غلب عليه الشك وكانت تصرفاته تثير الشك فإذن علينا العمل لتغيير سلوكه.
يقول حسن رضي الموظف بشركه ألبا: إن ظروف الحياة وتطور المجتمع والانفتاح فرضت على الإنسان التعامل مع مختلف الشخصيات فلا يمكننا منحهم الثقة الكاملة كما لا يجب أن يشك فيهم لغياب الدليل ونجد انه يصبح الإنسان شكاكا من كثرة الضغوطات والظروف.
وأضافت فاطمه مؤيده كلام والدها: إن الشك ليس غريزة في الإنسان لكن الظروف هي التي تفرض على الإنسان أن يصبح شكاكا.
الشك والغيرة...
هنا تقول الزوجة س :
يحبني زوجي كثيرا وغيرته كبيرة لدرجة انه يفتش في حياتي ويمنعني من محادثة الجميع إلى أن تغلغل الشك بداخله واخذ يشك بي لمجرد محادثة أقربائي ويتخيل أكثر من موقف ويبني الشكوك بحياتنا.
في حين تحدثت بدريه قائلة:
الغيرة البسيطة مطلوبة فهي دليل الحب أما إذا زادت هذه الغيرة تحولت إلى شك وسهم قاتل يهدم الحياة الزوجية وتنهي العلاقات هي نتيجة حتمية لأي شخص.

يقول محمود البالغ من 25: إن الغيرة مطلوبة ولكن إذا زادت عن الحد المعقول المتعارف عليه في مجتمعاتنا فأنها تؤدي إلى مرض قاتل يحصد جميع الإطراف.

تقول ليلى البالغة من العمر 17 : لا أتمنى إن يكون زوجي شكاكا ولا بدرجه ضيئله جدا لأني أحب أتحرك بحريه وبدون مراقبه من احد حتى ولو كان زوجي.


وعن الشك في المنظور الإسلامي : يجدون إن الله قد خلق الإنسان مجبور على معارف فطرية وضرورية يفرق بها بين الحق والباطل والخير والشر كما جعل النفوس مستعدة لإدراك الحقائق وجعل معرفة الله مسألة فطرية في النفس الانسانيه لا ينبغي لعاقل سوي أن يشك فيها.