عندما يسألك أحدهم ما معنى الصداقة؟ ماذا يتبادر إلى ذهنك؟
هل الصداقة مده زمنية مع رفيق ما ثم تنتهي؟هل الصداقة تلعب دور في ملعب حياتنا؟ هل تأثر الصداقة على مستوى العلاقة الموجودة؟ تساؤلات كثيرة يطرحها ذهني علي في إطار الصداقات التي أراها من حولي!!!؟
لكل إنسان في هذه الدنيا صديق يشاركه الحياة حلوها ومرها وخيرها وشرها, قال صلى الله علية وسلم(المرء على دين خليلة فلينظر أحدكم إلى من يخالل) ربما قد يكون الشخص لا يعرف صديقه حق المعرفة ولا يعرف أي نوعا من الأصدقاء هو!! كثير من كتب علم الإجتماع التي تدل على أنواع الصداقة فالصداقة ثلاث أنواع , وهي صداقة مبنية على المنفعة وصداقة مبنية على السرور وصداقة مبنية على الفضيلة.
في البداية الصداقة المبنية على المنفعة وهي التي يقصد بها بأن يصادق شخص شخصا آخر بغرض في نفسه أو بما يسمونها(مصلحه) وما أن أنتهت هذه المنفعة حتى يترك ذلك الشخص الشخص الذي كان يصادقه وكأن شيء لم يكن!!أي انه اتخذ من ذلك الشخص وسيلة لتبرير غايته..!!أما النوع الثاني من الصداقة فهي الصداقة المبنية على السرور أي بأن يصادق الشخص شخصاً تكون لديه روح الفكاهة والمداعبة يتخذه محطة يسليه فيها ومن ثم يتركه متى شعر ذلك الشخص بالسرور...أي انه إذا كان ذلك الشخص في حالة اكتئاب أو انه يحمل في نفسه شيء من الضيق يلجأ إليه(نعم إن المقولة تقول الصديق وقت الضيق ولكن لماذا يبتعد عنه متى شعر ذلك الشخص بالسرور؟ ليست هذه من مبادئ الصداقة!!
وأخيرا نصل أحبتي الى محطتنا الأخيره وهي أخر أنواع الصداقة ألا وهي الصداقة المبنية على الفضيلة وهي أفضل أنواع الصداقة...الشخص في إطار حياته يتخذ له صديق كي يعاونه على الحياة ويشاركه فيها..تكون من بين الصديقين مشاركة في جميع الأوضاع التي تحدث لكل منهما. الصديق يكون مع صديقة في حلو الحياة يشاركه فرحتة فيفرح لفرحة ويكون بجواره متى احتاج إليه ذلك الشخص ويجب على الصديق أيضا مشاركة الصديق في حزنه يحزن إذا شعر ذلك الصديق بالحزن. ولا تقتصر الصداقة على الفترة الزمنية إنما إذا غاب أحد الصديقين سأل الأخر عنه أو إذا غاب لأي ظرف من ظروف الحياة تشب نار الشوق فيه فيشعر بالوحدة وكذلك الأخر, ومهما أبتعد ذلك الصديق إلا انه لا يزال يذكره بالخير حتى يعود.
وكما قال الشاعر:
إن أحجبوك عن العيون فأنت في جفني تنام
الشمس نبصر نورها بالرغم من كثب الغمام
والصديق يجب علية بأن يقدر ويحاول بأن يتفهم الطرف الأخر إن أخطأ أو أذنب,يجب علية بأن لا يظن به سؤ مهما كان حجم الخطأ الذي أخطأه يسمعه ويفهم وجهة نظره ومن ثم إن كان هناك من حكم فليحكم!! يجب عليه بأن يتفهم بأن هذه الغلطة ليست نهاية العالم فليسامح لأن الصداقة تفاهم وتسامح ورقي..
يجب أن تبنى الصداقة على المحبة والتكافؤ والتعاون. والصديق يحتاج الى صديقة لسبب في نفسه أي انه ربما يحتاج إليه كي يعاونه على تدبير لحل مشكله يواجهها ومن ثم يقدم له ذلك الشخص النصيحة الطيبة التي تعود علي في نهاية المطاف برضى الله تعالى أولا ومن ثم رضى نفسه.
والصديق الصدوق هو الذي يمدحك في غيابك وحضورك وليس من يمدحك في حضورك ويذمك في غيابك! ومع مرور الوقت يشعر الشخص بأنه قد أنخدع في صديقة أو انه ينصدم منه في موقف لا يستحقه منه(لا خير في ود امرأ متملق حلو اللسان وقلبه يتلهبُ..يعطيك من طرف اللسان حلوةً ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ).
وأخيراً أود بأن أختم موضوعي بقول الرسول علية الصلاة والسلام(لا يدخل بيتك إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقيا). هذه وجه نظري بأن الصداقة كالشجرة يرويها صديقين صادقين في حياتهما تثمر لهما الخير في فروعها ولتكن فروعها التعاون والإخلاص والوفاء والحب في الله.
لا خير في الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوقاُ صادق العهد منصفا..
ولا خير في خل يخــــون خليله ويلــــقاه من بعد الـمــــودة بالجـــفا..
الولــــه
|4|