بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركات
قال تعالى :
{وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ* وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ *وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ *فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ *فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} (من آية80الى 84) سورة الحجر
مختصر الشرح
أصحاب الحجر:
هم ثمود الذين كذبوا صالحاً نبيهم عليهم السلام
ومن كذب برسول فقد كذب بجميع المرسلين، ولهذا أطلق عليهم تكذيب المرسلين0
وذكر تعالى:
أنه أتاهم من الآيات ما يدلهم على صدق ما جاءهم به صالح كالناقة التي
أخرجها الله لهم بدعاء صالح من صخرة صماء، وكانت تسرح في بلادهم
لها شرب ولهم شرب يوم معلوم، فلما عتوا وعقروها قال لهم
{فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} (65) سورة هود
وقال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } (17) سورة فصلت
وذكر تعالى أنهم {كانوا ينحتون من الجبال بيوتاً آمنين}
أي من غير خوف ولا احتياج إليها بل أشراً وبطراً وعبثاً كما هو المشاهد من
صنيعهم في بيوتهم بوادي الحجر الذي مرّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو ذاهب إلى تبوك، فقنع رأسه وأسرع دابته، وقال لأصحابه:
«لا تدخلوا بيوت القوم المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تبكوا فتباكوا خشية أن يصيبكم ما أصابهم».
وقوله: {فأخذتهم الصيحة مصبحين}
أي وقت الصباح من اليوم الرابع
{فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون}
أي ما كانوا يستغلونه من زروعهم وثمارهم التي ضنوا بمائها عن الناقة
حتى عقروها لئلا تضيق عليهم في المياه، فما دفعت عنهم تلك الأموال ولا نفعتهم لما جاء أمر ربك.
ما ورد عنها من الحديث
حدثني محمد أخبرنا عبدالله عن معمر عن الزهري قال أخبرني سالم بن عبدالله عن أبيه رضي الله عنهم
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالحجر قال لا تدخلوا
مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم ثم تقنع بردائه وهو على الرحل * رواه البخاري
حدثني الحكم بن موسى أبو صالح حدثنا شعيب بن إسحق أخبرنا عبيد الله عن نافع أن عبد الله بن عمر
أخبره أن الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر أرض ثمود
فاستقوا من آبارها وعجنوا به العجين فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها
الناقة و حدثنا إسحق بن موسى الأنصاري حدثنا أنس بن عياض حدثني عبيد الله بهذا الإسناد مثله غير أنه قال فاستقوا من بئارها واعتجنوا به * رواه مسلم
القصة
موقع الحجر :
وتعرف بمدائن صالح وهي قرية صغيرة بوادى القرى بين المدينة وتبوك وهي
تقع شمال المدينة وبالتحديد شمال مدينة العلا على الطريق الحجازي القديم في
منطقة جبلية يبلغ ارتفاع أعلى قمة فيها 778م فوق سطح البحر.
وكانت بها منازل ثمود وقد نحتت في الجبال وتسمى تلك الجبال الأثالث
وهي جبال إذا رآها الرائي من بعيد ظنها متصلة فإذا توسطها رأى كل قطعة
منها منفردة بنفسها وحولها الرمال لا تكاد ترقى ولا يصعدها أحد إلا بمشقة شديدة وبها بئر الناقة.
يوجد بالمنطقة كثير من البيوت والمدافن التي صممت تصميماً هندسياً بديعاً
ورائعاً مما يدل على القوة والحضارة التي بلغتها ثمود مابين عام 400-600 ق.م.
ويقال أن ثقيف القبيلة المشهورة في الطائف منهم.
قصة ثمود مختصرا :
كانت ثمود قبيلة عربية تدين بعبادة الأوثان وكانت تقيم في جنوب شبه الجزيرة
العربية ثم انتقلت إلى شمال غرب الجزيرة العربية وذلك بعد حروبها مع عاد
وانتصار عاد عليها، وقيل أنهم من بقايا عاد، وعندما أرسل الله إليهم نبيه صالح
عليه السلام كذبوه واغتروا بقوتهم وحضارتهم وطالبوه بآية تدل على نبوته
فأخرج الله لهم ناقة من جبل جماد، ونهاهم نبي الله صالح من أن يمسوها بسوء
فعقروها فحل عليهم العذاب وهو الصيحة كما قال تعالى (فَأَخَذَتْهُمُ الصّيْحَةُ مُصْبِحِينَ).[/align]
المصدر : سي دي : ذكرت في القرآن وتفسير ابن كثير