أعتنق عشرة آلاف فرد من نزلاء السجون الإسلام في العاصمة الأوكرانية كييف ، على يد الدعاة الأوكرانيين .
ذكر ذلك الشيخ أحمد مطيع تميم ، مفتي المسلمين في أوكرانيا ، وقال : إن مسلمي أوكرانيا كانوا يتعرضون لمضايقات حكومية نتيجة عدم المعرفة بالإسلام ، أما الآن فالأوضاع مختلفة ، فهناك دعوة لتعريف المجتمع الأوكراني بالإسلام ، تنتشر في الجامعات ، حتى في الكنيسة البروتستانتية ، وسمح للدعاة بالدخول إلى السجون لممارسة الدعوة بين نزلائها ، وأصبحت الحكومة توجه الدعوة لممثل عن المسلمين لحضور المناسبات الرسمية مثل : الاستعراض العسكري في يوم الاستقلال وافتتاح مجلس الشعب الأوكراني.
وناشد الشيخ تميم المسلمين في كافة أنحاء العالم ، أن يمدوا يد العون لإخوانهم المسلمين في أوكرانيا حيث أن الدعاة متطوعون غير متفرغين ويبحثون عن مصادر الرزق لهم ولإسرهم ، ويحتاج النشاط الدعوي لطبع الكتب والمطويات الإسلامية واستئجار المقرات ، ويعتمد الدعاة بعد الله على زكاة الفلاحين المسلمين في القرى الأوكرانية .
وذكر أن في أوكرانيا (2) مليون مسلم ، من قوميات : تتار القرم ، وتتار القازان والأذريين والطاجيك والأوزبيك والشيشان ، ويتوزعون في المدن الكبرى ، مثل كييف العاصمة وخاركوف ودانيسك وأوديسا ، وزباروجيا ، ودنبر ، وبتروفسك .
وقال مفتي المسلمين في أوكرانيا : لقد طالب المسلمون بعد إستقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي عام 1991م ، باسترجاع أرض كانت مسجدا في السابق ، إلا أن السلطات كانت ترفض ، وبعد إطلاع المسئولون على تعاليم الدين الإسلامي من خلال مطبوعات وزعها الدعاة عليهم ، غيرت السلطات موقفها وسمحت ببناء مسجد كبير بمئذنة سنة 1996م ، ونحن الآن في إنتظار الحصول على دعم من المسلمين في العالم لإتمام هذا المسجد .
وأشار إلى أن المسلمين افتتحوا في سبتمبر 1999م الكلية الأوكرانية للعلوم الإسلامية وهي ضمن (مسجد ابن فضلان) في مدينة دانيسك ، الذي ترتفع منه مئذنتان ، "وأبن فضلان" الذي أطلق أسمه على المسجد ، هو مبعوث الخليفة العباسي المقتدر بالله إلى "بلاد الصقالبة" (الروس) سنة 921م ما يوافق 309 هجرية ، ضمن وفد لتعريفهم بالإسلام . ومما زاد من استقرار المسلمين في أوكرانيا وأثر إيجابيا في إنتشار الإسلام هو اعتناق "بركة خاني" أمير القبيلة الذهبية في القرم للإسلام في عام 1267م ، وأسس دولة إسلامية أمتدت من حوض الفولجا وحتى شبه جزيرة القرم وعاصتمها مدينة باخشيسراي (حديقة الزهور) .
وأول مسجد بني في أوكرانيا كان في بلدة أستروجي ، بأمر من الأمير "كانستنتيف" في القرن السادس عشر الميلادي ، بسبب وجود عدد كبير من المسلمين التتار الذين يعملون في إمارته ، حيث وجد الأمير الحاجة لبناء مكان لإقامة شعائرهم . وبعد عام 1917م وإثر نجاح الشيوعيين ، تم إغلاق المساجد ، وحولت إلى مباني للاستخدام المدني ومع ذلك فلم يستفد منها أحد ، ومن هذه المساجد ، تدمير المسجد الكبير في سيمفروبل عاصمة القرم وآخر بجواره حول إلى معاصر للزيوت ، والمسجد الحجري بمدينة سيفستوبل حول إلى مبنى لإرشيف سلاح البحر الأسود عام 1921م ، ومسجد قرية تينيستاف ببخشيسراي حول إلى مخزن للمحاصيل الزراعية ، وكذلك مسجد قرية زيليونيا ، أما المسجد الرئيسي في مدينة بخشيسراي فحول مع قصور ملوك القرم إلى متحف ومازال المسجد حتى الآن تابع للمتحف ، ومدرسة كبيرة حولت إلى مستشفى للأمراض العصبية .
يشار إلى أن جمهورية أوكرانيا هي إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي سابقا ، التي أعلنت استقلالها في 24 أغسطس 1991م ، وتقع شرق أوروبا بمحاذاة البحر الأسود ، بين بولندا وروسيا ، وعدد سكانها (50) مليون.
http://www.islamtoday.net/content.cfm?id=923&menu=922