10 / 06 / 2001, 50 : 06 PM
|
#1
|
ينتظر تأكيد البريد
|
|
|
|
|
|
|
|
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم ...
عن إسحاق بن إبراهيم ، عن رجاء بن عمر النخعي ، قال :
كان بالكوفة فتى جميل الوجه ، شديد التعبد و الإجتهاد ، وكان أحد الزهاد ، فنزل في جوار قوم من النخع ، فنظر إلى جارية منهم جميلة ، فهويها وهام بها عقله ، ونزل بها مثل الذي نزل به .
فأرسل يخطبها من أبيها ، فأخبره أبوها أنها مسماة لابن عم لها .
واشتد عليهما مايقاسيان من ألم الهوى ، فأرسلت إليه الجارية برسول : قد بلغني شدة محبتك لي ، وقد اشتد بلائي بك لذلك ، مع وجدي بك . فإن شئت زرتك ، وإن شئت سهلت لك أن تأتيني إلى منزلي .
فقال للرسول : لا واحدة من هاتين الخصلتين ؛ (( إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم )) ، أخاف نارا لا تخبوا سعيرها ، ولا يخمد لهبها . فلما انصرف الرسول إليها فأبلغها ماقال ، قالت : وأراه مع هذا زاهدا يخاف الله تعالى ؛ والله ما أحد أحق بهذا من أحد ؛ وإن العباد فيه لمشتركون .
ثم انخلعت من الدنيا ، وألقت علائقها خلف ظهرها ، ولبست المسوح ، وجعلت تعبد ، وهي مع ذلك تذوب وتنحل حبا للفتى وأسفا عليه ، حتى ماتت شوقا إليه.
فكان الفتى يأتي قبرها . فرآها في منامه وكأنها في أحسن منظر ، فقال : كيف أنت ، ومالقيت بعدي؟ فقالت :
نعم المحبة ياحبيبي حبكا حب يقود إلى خير و إحسان
فقال على ذلك : إلى ماصرت ؟ فقالت :
إلى نعيم وعيش لا زوال له في جنة الخلد ملك ليس بالفاني
فقال لها : اذكريني هناك فإني لست أنساك. فقالت : ولا أنا والله أنساك ، ولقد سألتك ربي ، مولاي ومولاك ، فأعانني على ذلك بالإجتهاد . ثم ولت مدبرة ، فقلت لها : متى أراك ؟ قالت : ستأتينا عن قريب .
فلم يعش الفتى بعد الرؤيا إلا سبع ليال حتى مات ، رحمهما الله.
|
|
|
|
|