جروح قد لا تلتئم

تختلف ردود أفعالنا عندما نختلف مع غيرنا، فالبعض يكون حليماً في ردة فعله، حريصاً على انتقاء كلماته لأنه يحرص على أن يتفادى الوقوع في الخطأ، وكذلك لحرصه على أن يُنهي الخلاف في مهده.
والبعض قد يتفوه بألفاظ قاسية، وتكون ملامح وجهه تزيد نار الخصام اشتعالاً، بل أنه قد يتمادي ويقلب الحقائق وهو يظن بأن قوة الشخص تكمن في قدرته على رفع صوته وعلى استخدام العبارات السيئة التي قد تجعل الطرف الأخر لا يجاريه بمثلها، فيظن ذلك الجاهل بأنه قد انتصر، ولم يعلم بأن الطرف الآخر لا يكون ضعيفاً في كل الأحوال، ولكنه قد يكون مهذباً وأكثر أدباً واحتراماً للآخرين من ذلك الذي يرفع صوته ولا يحسب لتأثير كلماته حساباً.
وهنا يجد هذا الطرف المهذب نفسه في حيرة يختصرها في هذا التساؤل: أين قيمة الأدب أمام هذا الصنف من الناس الذين تزايدت أعدادهم ووصلت إلى داخل المنازل حيث يُساء للأب والأم أحياناً؟

ففي حالات كثيرة تُعاني بعض الزوجات من ألسنة أزواجهن عندما يغضبون فتنهمر الكلمات التي أقل ما يمكن أن نقول عنها أنها جارحة لمشاعر زوجاتهم وأبنائهم.
وقلة من هؤلاء الأزواج يعتذرون لزوجاتهم بعد أن يعودوا لرشدهم ويحمّلون ما حدث لضغوط العمل وخلافه، بينما البقية من الأزواج قد لا يعتذرون بالمرة.

وقد تصبر الزوجة وتحاول تناسى ما قاله زوجها، ولكنها لا تستطيع نسيان الكلمات الجارحة للمشاعر والتي نعتها بها زوجها، لأن من طبيعة الإنسان أن لا ينسي الكلمات الجميلة والرائعة الصادقة التي قيلت فيه، كما أنه لا ينسى كلمات الإساءة التي قيلت عنه، فتكون الكلمات الجميلة حافزاً للشخص ومشجعاً له، بينما تندرج الكلمات السيئة ضمن قائمة الجروح التي لا تندمل.

وفي المقابل فإننا نجد بأن الزوج قد يكون أكثر رفضاً للتجاوزات اللفظية من قبل زوجته تجاهه واقل قبولاً لها، وقد تكون ردة فعله تجاه زوجته التي لا تتحكم بألفاظها أكثر رعونة، وقد يؤدي ذلك إلى إنهاء حياتهما الزوجية.

ولو خرجنا إلى الرحب الفسيح خارج المنزل، فإننا سنجد أيضاً بأن اختيار الكلمة المهذبة في كل الأوقات وخاصة عند حدوث الخلافات هو الأسلوب الأساسي لنزع فتيل الخصومات ومنعها من الانحدار إلى الأسوى.
وهذا يؤكد أهمية الكلمة المهذبة واللفظ الطيب وخاصة في حالات الخصام، فالكلمات المهذبة والألفاظ الطيبة قد تكون البلسم الذي يُعالج أي خصام ينشأ، بل هي الجسور التي يعود عن طريقها كل طرف للآخر، بينما تزيد الكلمات السيئة النار اشتعالاً إلى الدرجة التي قد لا يمكن عند قولها إطفاءها، كما أنها قد تهدم الجسور الموجودة أصلاً.

وهنا نصل إلى خلاصة القول وهي أنه ما دامت الكلمة المهذبة هي مطلبنا فيجب علينا أن نحرص لتعليمها الأبناء في المنزل منذُ طفولتهم، وأن يكون الوالدان هما القدوة الصالحة لأبنائهما في كبت الغضب وفي اختيار الكلمات المهذبة حتى في حالات الخلاف.
كما يجب أن نتعلم ونعلّم الأبناء أننا عندما يكون كلامنا طيباً وألفاظنا مهذبة فإننا سنكسب الكثير وذلك بعكس الكلام الجارح الذي يجعلنا نخسر كل شيء.

.
.

والله انا اشوف ردة فعل الشخص حسب اللي قدامه

لانو في ناس ماتستاهل الكلمة المهذبه

وفي ناس غصب عننا نحترمهم

حتى لو اغلطو بحقنا

وبرضو اشوف مثلا ناس تتقبل كلمة من شخص وماتجرحها بينما من شخص اخر تكون جارحه

يعني الكلام اكثر شي يكون حسب الاشخاص ^^

ادري حست الدنيا بكلامي بس طلع معاي


شكرا مستر عبدالله

	كما يجب أن نتعلم ونعلّم الأبناء أننا عندما يكون كلامنا طيباً وألفاظنا مهذبة فإننا سنكسب الكثير وذلك بعكس الكلام الجارح الذي يجعلنا نخسر كل شيء.

وينشأ ناشيء الفتيان منا = على ماكان عوده ابوه

فعلاً
التربية والبيئة لها تأثيرها على السلوك سواءً في الألفاظ او التعامل
وتصرف الأهل له تأثيره الخاص على سلوك الشخص صغيراً ثم في الكبر
وتعامل الأب مع اهل بيته ينعكس على ابنائه بلا شك


طرح راقي كرقيك


سلمت يداك

كلك ذوق

...

أشكرك أختي تالين لمرورك ولمداخلتك الجميلة،

أوافقك أختي الكريمة بأن بعضنا يجعل ردود أفعاله مع الآخرين متماشية مع أفعالهم تجاهه، بل إن بعضهم كما تفضلتِ وذكرتِ يقيّم الآخرين مسبقاً ويصنّف بعضهم بأنهم لا يستحقون الكلمة المهذبة.

ورغم ما في وجهة النظر هذه من بعض المنطق إلا أنني قد أختلف معها في حالات معينة، لأننا لو حرصنا على أن يكون رد فعلنا يجب أن يتطابق مع فعل غيرنا بكل ما فيه من حسنات ومساوئ . . ومن وفاء ونقيصة . . ففي هذه الحالة لن يكون لنا دور في اختيار نوع التعامل، وبالتالي فإن تعاملنا سيكون مرتبطاً بتعامل غيرنا معنا، وهذا يعني بأن المبادرة ستكون غالباً بيد الغير بينما ستكون أفعالنا هي مجرد ردود أفعال تبعاً لما يقوم غيرنا والذي قد لا يكون صحيحاً في أغلب الأحوال.

عموماً، ما عنيته في موضوعي هذا هو التأكيد على غرس الألفاظ الحسنة خلال حواراتنا وخاصة بداخل الأسرة، وأن نبتعد عن استخدام عكس ذلك من الكلمات لأن كلمة واحدة فقط قد تفتح جرحاً يصعب علاجه وخاصة إذا قيلت أمام الغير.
اسمحي لي أخيراً بأن أذكر لكِ مثالاً لما قصدته، حيث ذهبت مع أسرتي لتناول طعام العشاء في أحد المطاعم التي توجد بها فواصل لا تمنع انتقال الأصوات وخاصة عندما يكون الكلام بصوت مرتفع.
وقد لفت سمعنا الكم الكبير من الألفاظ "الغير مهذبة" التي كان يتفوه بها "رب الأسرة" المجاورة لنا تجاه أبنائه ومن كانوا معه، ولهذا فمن الغير مستغرب أن ينقل الأبناء والبنات هذا السلوك إلى كل مكان يذهبون إليه لأن هذا ما سمعوه في منزلهم.

مرة أخرى أشكرك أختي تالين على جميل مداخلتك.
دمتِ بصحة وسعادة.

أستاذي وافي

تقبل شكري لمداخلتك وإضافتك المهمة حول التأثير القوي للتربية على سلوك وألفاظ الأبناء في تعاملهم مع الغير.

أدام الله عليك الصحة والسعادة.

مشكور عبدالله لذكر اهمية الكلمات والالفاظ الطيبة واللطيفة بين الناس حتى تسود المحبة بينهم
يعطيك العافية

أشكرك أخي العزيز أبو سالم لتفضلك بمداخلتك الكريمة،

دمت بأفضل حال.

انا اشوف ردود الفعل مع الناس على حسب الموقف ....
وبالأخير كل شي راجع للتربيه وعلى التعويد والكلام المهذب
يدل على اخلاق الشخص وعلى تربيته والشخص يمثل نفسه قبل شيء ....

يعطيك العافيه عبد الله موضوع رااائع ....

أختي الكريمة مياسم

تقبلي جزيل شكري لمرورك ومداخلتك الجميلة حول ارتباط الكلام المهذب في الغالب على أخلاق الشخص.

دمتِ بحفظ الله.