السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الاعزاء عساكم بالف خير
بعد الغيبة الطويلة اسمحوا لي بان اطرح هذه الخاطرة
========================
.مقطوعة الذكري
يمر على محل الزهور ويقف ليتأمل زهرة جميلة حمراء نضرة
تاخذه بعيدا بلونها القاني ، لتتنبه الى نظراته لتبادله وتهمس
له بعد ان احست بما جال في خاطره عن أيام مرت سراعا لتصبح في قاموس الذكريات .
فتقول له : اذا ناداك شوق وحنين الذكريات الي شاطئه فدر ظهرك له فلا ترسوا .
فقال لها : اذا فلأبقي مبحرا في جمال الذكريات فلا انسى ابد ما كنت فيه ، فلربما لو رسوة قد اجد كل الذكريات غادرته منذ زمن .
فما أجمل بان تتطلام بك أمواج الذكرى الجميلة لتحملك الى ثنايا الأمل المأمول .
فقالت له : واي أمل ترتجي ؟
فقال لها : الأمل الذي ارتجيه بان أرسو على مرفأ يحتضن هذا الشوق والحنين ، مرفأ يصادر سفينة التجوال ، ويهديني فنارا على شاطئه ليهتدي به كل شوق وحنين ويصبح شاطىء يسكنه الحب فلا يغادر للذكري مرة اخري ، شاطئا يتمناه النورس الرحال ويغير من طبعه
شاطئا يعزف روعة اللقيا بين رمله وثورة أمواجه اللطيفة ، وروعة مساءه عند معانقة اشعة القمر سطحه الأزرق لتحوله الى لونا ذهبيا
وتسابق موجاته تطرز لساحله ثوبا أبيض ، وتسمع تلاطم أمواجه وكأنها خلخال فضي يعزف بتناغم فرحة التلاقي .
حينما عاد من محل الورد ذاك .. يحمل بيده وردة ( جوري ) حمراء ..
ليرفقها مع تلك البطاقة التي ستحمل حبه ووده وإهداء يصف به ذلك الانتشاء الرائع الذي يسكنه ..
تنحدر قطرات الندى تلك .. قطرة تلو قطرة .. لتحكي حزنها العميق ..
كيف سيهديني .. لشخص لم يصل إليه بعد .. كيف .. سيتركني بذلك المكان الذي أعتاد أن يزوره كل عام ..
أيتركني .. ويرحل ..؟!
وأبقى أنا للرياح لتقضي على آخر رمق بحياتي .....؟!
كانت تحكي هذا ..
وهو يتحسر كما كل سنة بهذه الذكرى ..
يتناول (البوم) الصور .. ليرى كم ضحكا .. وبكيا سويا ..
كم ... وكم .. وكم ...
وكل تلك الذكريات التي تسير أمام عينية ..
ترحل فجأة بمجرد أن يضع وردته ورسالته كعادته السنوية ..
وهو وحينما يرحل من ذلك المكان ..
لا يعلم إن كانت هي .. تذكر المكان .. وتزوره أم .. لا ..
كل الذي يعرفه .. أنه وفي اليوم التالي ..
لا يجد أي اثر لزهرته .. أو بطاقته ..
أكانت من نصيبها ..؟
أو من نصيب عاشق أخر ..
استفاد من كل هذا الحب وتلك المشاعر الصادقة التي تسكن أحرفه ..
أم أن حارس الحديقة .. عطر بها سلة المهملات ....
وبكل سنة .. يعيد صدقه / حبه / عشقه / وأمله ..
والجورية .. تحزن ككل سنة ... على ذلك الحال ..
وتصرخ .. ولو قتلت .. يهمني أن ترتاح بعدها ....
ذكراه تتجدد ، كل ما حوله يذكره بها
حتي السحاب العابر لا ينفك الا ان يذكره !
الغيمه تمر أمام القمرراسمة صورتها
تملأ السماء تجمل محياها النجوم
و ضوء القمر مثل الشعر على كتفها للخصر
الغيمه تمر ، وهو يناجيها : حبيبتي متي نلتقي ؟
تبتعد الغيمة يبددها الهواء
ويخاطبها يائسا : ولا محال يجتمع شمس وقمر ؟
لتاتي خيوط الفجر وتنبه استار الليل لتبتعد
ليعود مثقل الخطى ، بعد ان كانت رجلاه لا تكاد تلامس
الأرض فرحا بمقدم الصباح
وعيناه المتحفزتان لتكتحل برؤيتها أصبحت تتوهان
في حيرة اللقيا
والدروب غدت متشابه في سكونها
بعد ان كانت تحمل فرح الخطوات
وعطر النسمات في ازقتها
ونافذتها لم تعد تبصر
وصوت صريرها لم يعد يصدر
حتي زقزقة العصافير صامته لا تصل اليه
وكل الألوان أصبحت بلون الرماد
ذكراه تتجدد ، وكل ما حوله يذكره بها
فهل تتذكر ؟
تقبلوا خالص التقدير
__________________