|
بوحْ الشعِر والنثر .. للشعر الفصيح والشعبي والنثر " المنقول " |
|
أدوات الموضوع |
22 / 10 / 2001, 14 : 02 AM | #1 | |||||||
وئامي فعال
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
أتنــــــــــــــــازل
بين الاروقة الرمادية..
وتعفن الجدار الصدئة .. سمع صوت اقدام صارمة تمشي ببطئ .. وبطئ ..وبطئ لقد كان يعرف انه موعده قد حان.. عرف ان هذاه الاقدام متجهه اليه وحده... سمع صوت بابه والمفتاح يلج فيه.. صوت وكأنه يسخر منه وكأنه يقهقه ... زززززززيخ.. وفتح الباب .... صوت مرعب مخيف ارتعش جسده من حدة الصوت ..... لم يعرف من الواقف امامه لان ضوء الشمس الذي يخرج من النافذه الوحيدة الصغيرة بالغرفة متجها الى وجه الواقف امامه ... تاركا ظلا كبيرا كانه وحش كبير ينتظر اوامر صاحبة كي يقبع اليه ويخنقه.. مرت الثواني وكانها دهور ... صاحب الظل مازال صامتا ... وصاحب الغرفة مازال مرعوبا ...بانتظار ان يسمع مصيره... لم يعد يستطيع الصمت ... فصرخ هامسا: - هل حان الوقت؟ نظرة مممزوجة بين الغضب والشفقة ... وابتسم ساخرا.. - وهل كنت تنتظره؟ - وهل كان يوجد شيئا في حياتي غير الانتظار؟ انسحبت ابتسامة السخرية ليحل مكانها وجها خال من التعابير الا من نظرة تحمل كل معاني الشفقة ... والشفقة فقط. - امستعد انت؟ - ايضير لو استعددت او لا ؟ - لن يضيرنا شيء ... فهذا لن يغير من واقعك شيئا.. مرت سحابة من صمت اخر.... ولكنها مختلفة عن سابقتها... فهذا صمت قبع على نفسه وكانه يخنقه ... رفع نظره الى النافذه الوحيدة... يريد ان يرى ضوء الشمس... فهذه اخر مرة يراها... لكن صوت الرجل صاحب الظل الكبير .. اوقفه وايقظه... - هيا ... امامي.. ودخل رجلان كلاهما يحملان نفس الظل المتوحش ... واخذاه ليتقدما به الى الاروقة الرمادية... والجدران الصادئة... المميته بصمتها .. الداكن كان يتأمل هذه الجدران وهذه الاروقة... كان يتأمل حتى بعض قطرات الماء الموجودة على هذه الصامته .... وحتى خرج من المبنى... نظر عاليا الى السماء... شهق... ياالهي ... ما اجملها سمائك.. كانت السماء قد تلبد جزء منها بالغيوم... فكان منظرها رائعا لشخص قد حجب عنه منظر الدنيا لسنه كامله...؟!!!! ترقرقرت دمعة ساخنه من عينيه التي اصبحت ملبدة بالغيوم.. وكاد ان ينهار.... ولكن الرجلان اللذان كانا معه دفعا دفعا الى السيارة.. دخل اليها ... واخذ ينظر الى كل شيء ... وحتى اللاشئ اصبح يرسم له صورا.. حتى باتت عينيه منهكة من الصور المرسومة من اللاشيء.... وقفزت الى ذهنه صورة واحدة لصبي في السابعة عشر من عمرة.. يضج حياة وحيويا... وكان معه شابا اخر في نفس العمر تقريبا... يضج هو الاخر بالحيوية والحياة.. كانت عيناهما كينبوع يتفجر شبابا... و يتحدى الدنيا صبا .. يبدو انهما صديقان .... مقربان جدا.. فالصور تتوال الى عينيه تارة وهما يلعبان ... وتارة وهما نائمان... وتارة وهما يأكلان... وتارة وهما يدافعان عن بعضهما.... وفي وسط تلك الصور.... ترائت له صورة... صورة الشاب الاول .. وهو يمسك بندقية ..يبدو الخوف على ملامحة والشاب الاخر.. يضحك.. ويضحك.. ويسخر من صديقة .... - يالك من جبان؟؟؟ اخائف انت من بندقية للاطفال؟؟ وقهقهة مجنونه من الشاب وبعض الرفاق الذين كانوا معهم... - لست جبانا يا طارق... - حقا.... وقهقهة مجنونه اكثر ... - طارق لاتضحك لست جبانا... استطيع ان اطلقها.... صدقني استطيع.. - هههه.. طبعا تستطيع... وستطلقها لتقتل غزالا .... هههههههههههه - طارق لاتستفزني.. استطيع ان اطلقها..... وساقتل ذلك الصقر الذي يبدو هناك... - ههههههههه... طبعا طبعا.... تستطيع .. ومن غيرك يستطيع ذلك...ايها الشجاع المغوار؟؟ - طـــــــــــارق... كفى استفزازا.. وسخرية .... ضحكة اكثر جنونا ... واكثر استفزازية... طـــــــــخخخخخخخخخخخخخ وصمت هز المكان... - احمد... ونظرة لن ينساها طوال حياته... نظرة فاجعة .... من صديق غُدر به... ولم يعرف ماذا يفعل..؟؟! ايبكي صديقة؟؟؟ ام يهرب؟؟ ظل ينظر الى صديقه المغدور... ونظرة اتهام ... وفجيعة تطل من عيني صديقة... نظرة ستبقى عالقة في ذهنه ابد الدهر.... ايقظه من سبات احلام يقظته صوت احد الرجلان اللذان كانا يرافقانه - وصلــــنا اغمض عينيه لبرهه.. فتحهما ليشبع بكل ماهو موجود... خرج من السيارة ... نظر الى السماء الملبدة بالغيوم نظر الى وجوه الماره... نظر ونظر ونظر .... اغمض عينية ليختزل كل مانظر اليه في ذاكرته.. تجمع الناس حوله ... تجمهر الكل ... الجميع مستعجل عليه... يريد ان يقضى على بقايا من بقايا عمره.. كان يسمع اصوات مختلطة ونظرات مختلفة ... فذاك ينظر اليه مشفقا... واخر ينظر اليه ساخرا... واخر ينظر اليه بلا اي تعبير ... اخذ يحدق في الجميع ... التفت يمينا .... و.. نظرة من اب مفجوع .... واخوة مغدرون.... يا الهي .... لم لايرجع زمنك الى الوراء ... نظرة ... اخرى من ذاك الاب .... تكاد تعتصر بدنه... ويثب فجاءة يريد ان يقبل يديه ورجليه طالبا منه المغفرة يتجمهر الناس ... ويطوق العساكر بدنه.. ويرجعونه الى مكانه... مكان اعدامه... شعور قاتل.. احساس مرير... لايريد شيئا سوى ان يغفر هولاء الناس عنه... يجعلونه يتلو الشهادة... يغمضون له عينيه ... و.. اقترب الاجل... يبكي بحرقة... ياالهي .... غفراك ورحمتك.... تتجمع قطرات عرقه في جبينه .... وقطرات ادمعه في عينيه... تنهمر ... يسمع صوت جلبه الناس ... واحساس الموت يتجمع في صدره... ومشاعر الخوف تتراكم في نفسه... ُيرفع السيف عاليا ... يسمع صوته مخترقا الهواء .. وكأنه يخترق صدره... ويبكي بحرقه اكبر... تنهار احاسيسه كنهر دافق ... يغمض عينيه بقوة .. بقوة اكبر مخافة للحظة التي ُقررت... يسمع صوت يصرخ... ثم ضوضاء تصم الاذان من الناس ... آه ... يالهي ... ما هذا...؟؟؟ يقترب منه الضابط... يفتحون له عينيه.. يضعونه .. امام والد ...... طارق.. واقف هو ومذهول... يرفع والد طارق عينيه الى ...... قاتل ولده... ويقول: ( اتنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــازل) ========= عـــــــــــذاري |
|||||||
|
||||||||
22 / 10 / 2001, 20 : 02 AM | #2 | |||||||
مدير عام المنتديات
شكراً: 264
تم شكره 102 مرة في 99 مشاركة
|
..........
... مراحب عذاري وعودة جميلة بعد انقطاع بمشاركة جميلة وراائعة قصة جميلة ومعبرة ومؤثرة ايضاً واسلوب جميل في سرد الاحداث سلمت يداك كلك ذوق ... |
|||||||
|
||||||||
22 / 10 / 2001, 50 : 10 AM | #3 | |||||||
وئامي مميز
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
سلاااااااااااااااااااام ... عذارى ...
تسلم يمنااااااااااااك ... قصة جميلة ... لك خالص تحياتي ... |
|||||||
|
||||||||
22 / 10 / 2001, 36 : 11 AM | #4 | |||||||
سفير الوئام
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
اهلا عذاري
مشكوره اختي العزيزه على هذه القصه المؤثره لقد ابدعتي واجدتي في سردها بهذا الاسلوب الجميل تحاتي عذاري |
|||||||
|
||||||||
22 / 10 / 2001, 40 : 11 AM | #5 | |||||||
وئامى متألق
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
....
سيدتي عذاري لقد تفننتي في نسج خيوط منذهب ليكتمل النسيج فتصبح اقصوصه دراميه رائعه ونتمني لك امزيد من التقدم رائعه |
|||||||
إذا أرهقتك هموم الحياه ومسك منهاعطيم الضرر وذقت الامرين حتى بكيت وضج فؤادك حتى انفجر وسدت بوجهك كل الدروب وأوشكت تسقط بين الحفر ..فيمم الى الله في لهفه وبث الشكاه لرب البشر..
|
||||||||
22 / 10 / 2001, 02 : 12 PM | #6 | |||||||
سفير الوئام
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
اختى الغاليه
رغم طول المشاركه :D الا انني لم اجد الا ان اقرءها كامله :o وذلك لاسلوب التشويق تحيه واحترام من اخوك |
|||||||
|
||||||||
22 / 10 / 2001, 27 : 01 PM | #7 | |||||||
وئامي فعال
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
لم اكن مرغما على القرائه
لولا روعه الكتابه اسلوب راقي فعلا تابعت القراءه .....وكانني اطير من الفرح لوجود هذا الفن حتى وصلتوحتى اللاشئ اصبح يرسم له صورا.. حتى باتت عينيه منهكة من الصور )....... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كيف استطعت كتابه هذا بحث داخل الخيال نفسه تساؤل حول اللا موجود فلسفه لا يضاهيها الا ابداع كاتبه تحياتي |
|||||||
يا محاصيل المحاجر.....موعد الجدب....فرحه !!!!
|
||||||||
22 / 10 / 2001, 25 : 02 PM | #8 | |||||||
العضويه الذهبيه
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
مرحبا عذاري
مرحبا بالمبدعه مرحبا بالبخيله قمه الروعه و والوصف والسرد والخيال الذي ابهرني وبالفعل جعلني اعيش المشهد وكانه واقع امام عيني لكن العتب عليك في قله مشاركاتك اتمنى ان تتحفينا بالمزيد ولا تبخلي علينا تحياتي وتقديري لك |
|||||||
عندما يخرج الشعر من القلب
|
||||||||
22 / 10 / 2001, 04 : 03 PM | #9 | |||||||
العضويه الذهبيه
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
اختي العزيزه .. عذاري
ياهلا ومن طول الغيبات .. جاب الغنايم .. مشاركه رائعه لم استغرب هذا الإبداع فمن اول مشاركة لك كان الأبداع واضحا بإنتظار مشاركاتك القادمه سلمت اناملك تقبلي خالص تحياتي مواصل سلمان بن عبدالله البريدي |
|||||||
حاليا لدى مكتبة العبيكان .. جرير - الخريجي - مجموعة الشهيل
|
||||||||
22 / 10 / 2001, 23 : 11 PM | #10 | |||||||
وئامي فعال
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
مساء بعبق البنفسج..
الوافي.. مازالت اسعد بتواجدك... ومازال توقيعك يشرفني ... اشكرك.. ودمت.. تقبل ارق تحياتي... عـــــــــذاري |
|||||||
|
||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|