التبيان في عدم استئذان ولاة الأمر بالخروج للجهاد

فضيلة الشيخ : علي بن خضير الخضير


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فقد كثر الخوض والخلاف في استئذان ولاة الامر والوالدين في الخروج للجهاد. فالبعض يقول شرطا والآخر يقول واجبا ومنهم من قال آثم و..... و...... و....... ‍؟ الخ.

فاليكم الجواب الشافي بإذن الله تعالى مستشهدا بأقوال العلماء :

اللهم لاسهل الاما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا.اللهم إني أسألك بلوغ الحق واضهاره لناس فبلغني إياه .

اخواني فالله قبل الشروع بقراءة هذه الفتوى ارجو قراءة هذه ألآيات والتمعن بها وهل نحن استجبنا لما امرنا الله فيه بهذه الآيات ام لا ؟ .
يقول تعالى ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر).(1)
ويقول تعالى ( يآأيها الذين ءامنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الأخرة فما متاع الحياة الدنيا في الأخرة إلا قليل (38) إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيْ قدير).(2)
ويقول تعالى ( قل إن كان ءابآؤكم وأبنآؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونهآ أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين ).(3)
نبدى وبالله التوفيق بالمسألة الاولى وهي استئذان ولاة الامر: فنقول الدليل الأول على أنه لا يستأذن الامام للجهاد:
اولا:أن جميع العلماء الصادعين بالحق افتوا بان الجهاد الآن فرض عين على كل مسلم , ولا يعذر احد بتركه الا أصحاب الاعذار الشرعيه التي ان تركها حدث في تركها مكروه اثم عليه .
ثانيا:لان المسلمون كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
ثالثا:لأنهم محاربون من قبل اعداء الدين جميعا , وإن لم يهبوا للجهاد والدفاع عن الدين فسوف يضعف او يضيع الدين . كما حدث في بعض البلدان الاسلاميه لما تخاذل المسلمون عن نصرة اخوانهم في الله. والله المستعان على ما يفعلون. وانالله وانا اليه راجعون حسبنا الله ونعم الوكيل.
نص على ذالك جمع غفير من العلماء كسماحة الشيخ حمود العقلاء رحمه الله وفضيلة الشيخ الرشودي وفضيلة الشيخ الخضير وفضيلة الشيخ العلوان وفضيلة الشيخ الحميد وغيرهم من العلماء . نسأل الله ان يعلي منزلتهم في الجنة إنه جواد كريم .
إذا مادام ان هؤلاء العلماء وغيرهم. نصوا علي انه يتعين على الجميع وجوب نصرة المجاهدين بالنفس والمال والدعاء ونصوا على أن الجهاد الآن فرض عين وليس فرض كفاية .
كماقال الشيخ حمود رحمه الله وهذا نصه:
أن الجهاد يكون فرض عين في ثلاث حالات : الحالة الأولى : إذا حصر العدو بلدا من بلاد المسلمين أو احتلها . والحالة الثانية : إذا حضر الصف في معركة بين المسلين والكفار .
والحالة الثالثة : إذا استنفره الإمام الشرعي .وقال شيخ الاسلام رحمه الله إذا وطىء العدو شبرا من بلاد المسلمين وجب النفير إليه دون استئذان الوالدين ولاغريم .
فنقول ان هؤلاء العلماء لم يدلوا بهذه الفتوا وهم يعلمون أن الإمام لا يقبل بالجهاد.إلا أقرارا منهم ان الإمام لايستأذن. لأن الإمام عطل الجهاد وترك الدفاع عن الدين والنصرة للمسلمين التي أوجبها الله عليه وعلينا وهذا ظاهر فتواهم .

الدليل الثاني لشيخ /عبدالله عزام رحمه الله : قوله يكره اويحرم الغزو بدون استئذان الامام الا في ثلاث حالات :-
الحاله الاولى: اذا عطل الامام الجهاد. الحالة الثانية : اذا فوت الاستئذان المقصود ( حيث انه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم تعرضت المدينه لغزو بعض الاعراب من حول المدينه واخذو سرح المدينه وخرج ابو قتاده وسلمه ابن الاكوع ولحقا بالاعراب وارجعا سرح المدينه دون ان يستأذنا الرسول صلى الله عليه وسلم وهو المرسل من رب العالمين فلم يقل احد منهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل تاذن لي . فلما رجعا بسرح المدينه مدحهما الرسول صلى الله عليه وسلم وقال خير فرساننا ابو قتاده وخير رجالاتنا سلمه ).
الحالة الثالثة : اذا علمنا ان الإمام لايقبل ولايأذن 0 ((ذكر ذلك الامام المجاهد عبدالله عزام رحمه الله)) 0
وبالنسبة للحالة الأولى والثالثة : فهي واقعه في زمننا هذا والله المستعان. فالامام لايقبل ولاياذن وعطل الجهاد.
يقول الشيخ/ عبدالله عزام( يا أخوان الفقهاء يفتون وذلك في الفتاوي البزازيه على انه اذا سبيت امرأة في المشرق وجب علىاهل المغرب تخليصها),أي ان الجهاد يصبح فرض عين والأمه الإسلاميه كلها مكلفة ان تنقذ هذه المرأة. ذلك ما ذكره الشيخ عبدالله عزام رحمه الله.
ولذالك لما تحرك المعتصم لإنقاذ إمرأة في عموريه في بلاد الروم , كان فرض عين على الخليفه ان يتحرك لإنقاذ هذه المرأة المسلمه. وهذه المراءة لم يفعل بها الفاحشة ولكن كشفت عورتها فقط فقالت ومعتصماه , فجهز جيشا لغزو عمورية واخذ حق هذه المرأة ممن كشف عورتها. فلما انتصر اخذ بحق هذه المرأة وجعل الذي كشف عورتها خادما لها.
فأين أين حكام المسلمون بالامس واليوم عن المسلمات في فلسطين والشيشان و......و.........و.......؟!! ام انهم يدعون الدين وهم عنه بعيد نسأل الله ان يهديهم وان يردهم الى الحق ونصرته.
فاستئذان ولاة الامر . من اين استئذان والاة الامر كيف نستئذنهم وهم قاعدون ولم يناصروا الاسلام ؟ فكيف اذا كان الامر لايمر على بالهم ابدا ولايفكرون لابجهاد ولابدفاع عن دين بل يمنعون ويمسكون ويسجنون ويعذبون من يذهبون الى الجهاد والله المستعان0عندهم الحكم خير من نصرة الدين ومناصرة المجاهدين ومن اعراض المسلمات ودماء المسلمين جميعا0كماعهدناهم في فلسطين وكشمير والفلبين والبوسنة والهرسك وكسوفا والشيشان وانديوسيا وغيرها من بلاد المسلمين وافغانستان حاليا, بل انهم ايدوا عداوة وحرب المجاهدين وسبهم وتدنيس سمعتهم والتضيق عليهم بشتىالطرق والله المستعان0
فكيف لهؤلاء ان يكونو يريدون مناصرة الدين وقد ناصروا اعدائه عليه 0بل كيف نستأذن هؤلاء قولوا لي بالله
عليكم !!! وهم قد ساعدو العداء على محاربة الدين وعلى إنتهاك اعراض المسلمات 0كما في المثال الذي ضربناه سابقا والراضي كالفاعل..؟!!!
قد يقول قال انهم بنو مساجد و.....و.....و......؟. فأقول ان الله يقول (أجعلتم سقاية الحآج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الأخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين).(4)
إذا نقول في فروض الاعيان لا ستئذان لولاة الامر . اما إذا كان الجهاد فرض كفايه يقوم به من يكفي لدحر العدو فهذا هوالذي يستأذن فيه ويستئذنون اذا كانو يناصرون الدين حيث ان الله امرانا بالجهاد . ورسوله صلى الله عليه وسلم يقول لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. ومن اراد التأكد بشأن هذا الموضوع فاليذهب الى العلماء الصادعين بالحق ويسألهم وسوف يجد نفس الجواب لأني قد سلتهم 0