تعدد الزوجات لديهم..

جريدة الرياض >منتدى الكتّاب> مقالات عامة > نورة السعد

تعدد الزوجات لديهم..

التاريخ: 5/20/2001 م

* منذ فترة قريبة عقد قران إحداهن من سيدات المجتمع على رجل متزوج وضجت النسوة في هذا المجتمع..، وتناقلت الصوالين حكايا هذا الزواج، خصوصاً ـ كما يقولون ـ انها كانت ترفض مبدأ أن يعدد الزوج، ورفضت هي شخصياً أن يتزوج عليها زوجها السابق وطلبت منه طلاقها.. وعاشت سنوات وهي مطلقة.. وعندما شاء الله أن يسخر لها زوجاً آخر.. واجهت عنتاً وقسوة من النساء، حتى اللاتي يرتبطن معها بصداقة..
لم تحاول أي منهن النظر إلى الموضوع من الحكم الشرعي فيه، ومن زاوية حقها هي شخصياً في اتخاذ القرار الذي يمس حياتها.. ورضاها الآن أن تكون الزوجة الثانية..

غابت مشروعية التعدد، وتنامت حكايا العرف الاجتماعي السلبي السائد حالياً والذي أصبح يمثل قوة القانون في بعض مجتمعاتنا الإسلامية وأصبح هناك شروط تمنع الزوج من الزواج بامرأة أخرى.. أي منع مشروعية تعدد الزوجات.. وبالطبع أسهمت

المسلسلات التلفازية والأفلام في تنفير الناس من التعدد وتم ربطه بكرامة المرأة وعدم تقبلها اهانة أن يتزوج عليها امرأة أخرى.. وأسهم في ذلك أىضاً عدم توفر شرط العدالة بين الزوجات بل وسبب هذا عدم التلاحم الأسري بين الأبناء من الزوجات..

وليس النفور والغيرة بين الزوجات فقط وأيضاً أصبح (التعدد) أو التهديد به سيفاً تسلطه بعض الحموات غير الواعيات على رؤوس زوجات أبنائهن، إذا أردن اخضاعهن لسيطرتهن والتدخل في حياتهن.. وهذه مأساة أخرى لابد من توعية هؤلاء الناس ـ الحموات غير الواعيات ـ حولها.. ويكفي بعض الزوجات معاناتهن مع الأزواج، حتى يضاف عبء معاناة الحموات وغيرتهن!!

أما سبب عدم توفر شرط العدالة بين الزوجات فهو السبب الحقيقي لنفور بعض الفتيات والنساء من تعدد الزوجات.. وخصوصاً عندما يصبح أسلوباً للتهديد من قبل الزوج.
ما أردت قوله.. ان مشروعية تعدد الزوجات، لا يزال ينظر إليه ليس من حكم مشروعيته، ولكن من خلال الخلل في تطبيقه، ويغيب عنا ايضاح شروطه، وضرورة تحقيقها، وكيفية المحاسبة عند تغيبها، مما يحقق الهدف الاجتماعي من مشروعيته وسيلة للحفاظ على المؤسسة الأسرية في المجتمع، وليس هدفاً غائياً لذاته.

هذا هو الواقع لدينا في بعض مجتمعاتنا الإسلامية.. أما إذا انتقلنا إلى ما يحدث في المجتمعات الغربية، فبالطبع أنظمتهم تحرم (تعدد الزوجات) كما هي تحرم زواج القساوسة.. وتتغاضى عن حالات اتخاذ الخليلات، أو حتى ممارسة الشذوذ.

وما لفت نظري ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط في عددها ليوم الجمعة 22/2/1422هـ الموافق 18/5/2001 م عن بدء أول محاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية لتوم غرين البالغ من العمر 52سنة بتهمته تعدد الزوجات، وعدم قدرته على إعالة أطفاله البالغ عددهم ( 30طفلاً وطفلة) وزوجاته الخمس!! وهي تهمة قد تؤدي إلى سجنه لمدة 25سنة.

توم غرين الذي نشرت صورته تحيط به زوجاته الخمس وهن يبتسمن!! وللأسف لم ترفق صورة الأبناء.. خصوصاً ان احدى زوجاته رزقت بابنها في اليوم التالي لبدء المحاكمة وتمت عملية الولادة في منزل جدة احدى زوجات توم الأخريات..

توم يرى أن حقوقه الدستورية تكفل له ممارسة قناعته الدينية، ورغبته في انجاب خمسين طفلاً وطفلة وأن يكون لديه 12زوجة.. وينتمي غرين إلى طائفة المورمن المسيحية ويعيش مع زوجاته في مجموعة كارفنات بعيدة عن وسط مدينة سالت ليلى بولاية أوتاه.. ويثق أن تعدد الزوجات يخدم الزوجة أكثر من الزوج.. أي يخدم النساء بصورة أكبر من الرجال، حيث في حالته نساؤه منء تقدمن للزواج منه وليس العكس ورغبن في الانجاب، كما هي رغبته.. ولكن لو لم تكن لديهن الرغبة لما استطاع إرغام أي منهن.. وكما يذكر الخبر أن توم ينتمي إلى طائفة المورمون التي ترتبط بكنيسة قديسي الأيام الأخيرة ليسوع المسيح التي أسسها جوزيف سميث عام 1830م وقد

تزوج الأعضاء الأوائل في الكنيسة الذين استقروا في ولاية أوتاه في الأربعينات من القرن التاسع عشر من عدة نساء ووجهة نظرهم أن الله يحثهم على الزواج من أكثر من امرأة لأن أنبياء العهد القديم تزوجوا من أكثر من امرأة.. إلا ان الكنيسة ألغت هذا التقليد عام 1890م عندما كانت أوتاه تسعى إلى الانضمام للولايات المتحدة وتم تجريم تعدد الزوجات في قانون دستور الولاية عام 1896م إلا أن مجموعات من المورمون الأصوليين انشقوا على الكنيسة وشكلوا جماعتهم في أوتاه والولايات المجاورة..

ويعيش في هذه الولاية في الوقت الراهن 30الفاً يمارسون تعدد الزوجات ومعظمهم في مدن صحراوية قاصية بعيدة لكي لا يلفتوا الانتباه.. ويذكر ان السلطات في ولاية أوتاه تجاهلت تعدد الزوجات طوال 50سنة، ولكن في قضية غرين قد تم حرمان 17محلفاً محتملاً لأنهم يقرون تعدد الزوجات، ولهذا لا يرغب في وجودهم.. ويقال ان خطأ غرين انه تجاهل الاتفاق الضمني وظهر في برامج تلفازية، وعقد مؤتمرات صحافية للدفاع عن تعدد الزوجات.. وإلى أن تنتهي المحاكمة وما سوف يواكبها من تأييد أو رفض على مستوى الرأي العام في ولاية أوتاه أو على مستوى المناخ الأمريكي..

فإن أتوقع ردود أولئك (التابعين من مثقفي الهمبرجر الأمريكي لدينا) خصوصاً إذا ما حظي غرين بمحام ماهر، ولم يخسر القضية وربما قد تشهد الولاية نظام التعدد وفق منظور غرين وانتقل الأثر إلى بقية الولايات وأتيح للرجل ان يتزوج ما يزيد على أربع زوجات.. فإن أتوقع ان من يناهض حالياً كما جاء في تحقيق تلفازي على لسان بعض المثقفين من تونس الذين يعتبرون أن تعدد الزوجات نقيصة وعبء اقتصادي لا يتحمله الواقع الاقتصادي.. ويحمدون الله أن أجمل قرار وقانون صدر هو منع التعدد!!

من يناهض أو ناهض هذا النظام، ربما بعد تعميم قضية غرين ـ في حالة عدم عقابه ـ سوف يدافعون عن غرين وربما يؤيدون ما قام به!! وستشهد الحوارات العربية المقلدة كالعادة من سيدافع عن حق غرين في ممارسة حقوقه الدستورية كما يقول..

وعن زوجاته الخمس واللاتي سترتفع أعدادهن إلى 12زوجة!! وربما سيجد من سيقوم بالتبرع له كي يحقق أمنيته، وربما سيجد من يقوم برعاية أبنائه وتأمين حياتهم!! فالكرم العربي في خدمة قضايا المجتمعات الأخرى وأناسها بل وحيواناتها!!

شكرا اخ رخا
طبعية النساء لا تحب الضره
بل تريد ان تبقى زوجة واحدة لنفسها
والله سبحانه اعلم بما يصلح عباده
فأتاح لهم التعدد
فمتى راى الزوج المصلحة في الزواج فليقدم عليه
متوكلا على الله
ولا ينظر الى زوجته الاولى
ولكن لبحرص كل الحرص على العدل بينهن
والله الموفق

اخي العزيز رخا .......الله يعطيك العافية
لا شك ان لتعدد فوائد...... والله جل وعلا لايبيح شيئا عبثا ولا يحرمه عبث تعالى عن ذلك علوا كبيرا
ولكن من الملحوظ في الاونه الاخيره وخاصتا بعد الطفرة الاقتصادية....... كثرة التعدد
وذلك فيه مصلح عظيمه ولكن هناك مشكلةوهي الفوضى في التعدد واصبح كل من هب ودب يريد ان يعدد بحجة ( ان الله ابااااااااااح له ذلك)..
عندما يقرر الرجل الارتباط من امرائه اخرى هل يكون ذلك عن دراسه لحالته النفسية والا سريه والاقتصادية.......... هل يكون محتاجا فعلا لزوجه اخرى.......هل وفى زوجته الاولى حقوقها
بغض النضر عن ما ان كانت صالحه او طالحه...... هل برء نفسه امام الله من ظلم احداهن......
لاشك انه لا يستطيع العدل بينهن من الناحية القلبية.... ولكن يجب عليه العدل من الناحيه المادية
كالعدل بالمبيت والسكن والنفقه والهديا و السفر وما الى ذلك..........
التعدد له شروطه وله حالاته فمن يجد في نفسه عدم القدرة على تحمله فلا يجوز له التعدد
لانه سيكون قد ظلم نفسه اولا وظلم معه رعايته.....من زوجات واطفال..
التعددياتي في معظم حالاته في خاتة الحلال وقل ما يكون التعدد واجبا وذلك يُقدر بقدره.........
لذلك يجب دراسة كل خطوة يخطوها رب الاسرة خاصتا لان تاثيره يكون على الاسرة باكملها
حتى لاياتي المتعدد يوم القيامة وشقهُ مائل.. ولاشك ان ذلك من تفريقه بين نسائه..... وظلمه وتفضيله لاحداهن ..........
ويعطيك العافية رخا لاثارتك ذا الموضوع الشائك جدا.. في مجتمعاتنا.......