في فصل الصيف تزداد حوادث التسمم

من المعروف أن معدل الأمراض المنقولة بالغذاء يتزايد في انحاء العالم وهذا ليس مقتصراً على البلدان النامية فقط، وإنما أيضاً في البلدان الصناعية، وقد لاحظت منظمة الصحة العالمية في تقريرها العام ومن خلال التقارير المبلغة أن مئات الملايين من الناس في شتى أنحاء العالم يعانون من الأمراض عن تلوث الغذاء والماء.ويعتبر مرض الإسهال في الدول النامية أحد أكثر أمراض الطفولة شيوعاً وأحد الأسباب الرئيسية لوفاة الرضع والأطفال.وأىضاً تعاني البلدان المتقدمة من مشكلة تلوث الغذاء.. فمثلاً الولايات المتحدة الأمريكية يصل إجمالي الحالات المرضية ذات مصدر غذائي سنوياً حوالي 12مليون حالة مرضية ونحو 3900وفاة، ويكلف ذلك الولايات المتحدة الأمريكية سنوياً 35بليون دولار أمريكي.ولأهمية موضوع سلامة الأغذية في فصل الصيف حيث تكثر حوادث التسمم الغذائي فقد التقينا وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية الأستاذ الدكتور قاسم عثمان القصبي لإلقاء الضوء على ما تقوم به وزارة الصحة من مجهودات للحد من وقوع حوادث التسمم الغذائي وخاصة في هذه الفترة.ملوثما هو التسمم الغذائي؟يُعرف التسمم الغذائي بالحالة المرضية التي تحدث نتيجة تناول طعام ملوث ومعنى حادثة تسمم غذائي، هو ظهور الأعراض المتشابهة على شخصين أو أكثر تناولوا طعاماً أو شراباً مشتركاً في وقت واحد ومن مصدر واحد ومعظم حالات التسمم الغذائي تحدث جراء تناول الأطعمة الملوثة بالجراثيم والتي ينتج عنها أعراض مرضية بعد فترة قصيرة من تناول الطعام الملوث قد تتراوح ما بين ساعتين 72ساعة بحيث يمكن تحديد الطعام المشتبه به.الإسهالمن المعروف أن أكثر أعراض التسمم الغذائي هو الإسهال ولكن متى يجب على المريض المصاب بإسهال الذهاب إلى الطبيب؟يجب على المريض مراجعة الطبيب إذا كان الإسهال مصحوباً بالآتي:درجة حرارة عالية 38ءم أو أكثر، وجود دم بالبراز، قيئ متكرر، ظهور أعراض الجفاف ومنها قلة التبول وجفاف الفم والحلق، والشعور بالدوخة عند الوقوف، الإسهال المستمر.الصغار والمسنونما هي خطورة التسمم الغذائي؟تكمن خطورة التسمم الغذائي عند تناول بعض الفئات العمرية لأغذية ملوثة كالأطفال الصغار وكبار السن لأن الإسهال والقيئ الناتج عن ذلك قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات قد تصل إلى الوفاة إذا لم يتم السيطرة عليها إضافة إلى الخسارة الاقتصادية التي يتكلفها المجتمع نتيجة تغيب الأفراد عن العمل وكذلك الموارد المالية التي تتفق في العلاج والفحوصات المخبرية لعلاج هذه الأمراض التي يمكن الحد منها بالتوعية والتثقيف الصحي.عوامل متعددةكيف يتلوث الغذاء؟هناك عدة عوامل تؤدي إلى تلوث الأغذية ومن أهمها:عدم حفظ الأغذية في درجة حرارة مناسبة، وإهمال تقيد عمال الأغذية بالنظافة الشخصية والقواعد الصحية عند تناول الأطعمة مثل غسل اليدين والأواني المستخدمة، وعدم الطهي الجيد للطعام، وعدم تسييح الأطعمة المثلجة بصورة كاملة قبل طهيها (الأمر الذي يؤدي إلى عدم التخلص من الميكروبات وسمومها).حرارة الجوهل لارتفاع درجة حرارة الجو علاقة بالتسمم الغذائي؟نعم هناك علاقة بين ارتفاع درجات حرارة الجو وحوادث التسمم حيث أوضحت الإحصائيات أن عدد وقوع هذه الحوادث يزيد خلال فترة الصيف (مايو أغسطس) ويرجع السبب في ذلك إلى أن الميكروبات الموجودة في بعض الأطعمة تتضاعف في درجات حرارة الجو وخاصة التي تتراوح ما بين (37مء 45ءم).فقد أوضحت إحصائيات حوادث التسمم الغذائي خلال العامين 1419 1420ه أنه تم التبليغ عن 697حادثة شملت (4471) مصاباً، كما أوضح التحليل الإحصائي أن هذه الحوادث تزداد خلال فترة الصيف (خلال شهر مايو وأغسطس) ومن انخفاضها تدريجياً خلال فصل الشتاء.الشهادات الصحيةما أهمية الشهادات الصحية للعاملين في مجال الأغذية؟إن الشهادات الصحية وحدها لا تكفي بدون تدريب وتثقيف لعمال الأغذية لأن عمال الأغذية يلعبون دوراً رئىسياً في منع الأمراض المرتبطة بالطعام حيث انهم قد يكونوا مصدر تلوث الطعام أما من خلال سوء النظافة الشخصية أو عند تداولهم الأطعمة في حالة مرضهم ومن الممكن أن تؤدي طريقة تعاملهم بالاغذية إلى تكاثر الجراثيم المرضية وحدوث التسمم الغذائي وقد اثبتت احصائيات بالمملكة (نشرت بعضها عام 1998م في المجلة الطبية السعودية) أن 70% من حالات التسمم الغذائي قد وقعت من عمال أغذية يحملون شهادات صحية ولهذا فإن التثقيف لعمال الأغذية لضمان التقيد بالنظافة الشخصية وتدريبهم على القواعد الصحية عند تداولهم الطعام يعتبر من العناصر الهامة والرئيسية لبناء برنامج وطني لسلامة الأغذية.الحد منهاهل يمكن الحد من وقوع حوادث التسمم الغذائي؟كما هو معلوم فإن موضوع الغذاء والتغذية قد استحوذ على اهتمام جهات عديدة على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي وذلك لتأثيراته الصحية والاقتصادية الناجمة عن تلوث الأغذية، وسعت دول العالم إلى تطوير وتطبيق النظم الخاصة بذلك لإحكام الرقابة على جودة وسلامة الأغذية كما اهتمت في الوقت ذاته إلى توعية المستهلك بالإضافة إلى تثقيف وتدريب عمال الأغذية وجميع العاملين في مجال السلامة الغذائية لأن ذلك يعتبر من أفضل الطرق الفعالة في الحد من تلوث الأغذية وقد وضعت منظمة الصحة العالمية نقاطا لمنع تلوث الطعام تحت مسمى القواعد العشر الذهبية لطعام آمن: 1 على اختيار الأطعمة المعالجة بأمان. 2 اطه الطعام جيداً. 3 تناول الطعام المطهي في الحال. 4 احفظ الأطعمة المطهية بعناية. 5 احرص على إعادة تسخين الطعام جيداً. 6 تجنب اختلاط الطعام المطهي بالطازج. 7 احرص على تكرار غسل يديك. 8 حرص على إبقاء اسطح المطبخ نظيفة. 9 حافظ على الطعام من الحشرات والقوارض. 10 استعمل مياه نقية.دور الوزارةما دور وزارة الصحة عند وقوع حوادث التسمم الغذائي؟في بلادنا الغالية أولت حكومتنا الرشيدة الاهتمام بهذا الأمر حيث تم وضع العديد من الأنظمة والمعايير وفقاً لأحدث المواصفات العالمية للحد من تلوث الأغذية وتم تحديد دور كل جهة من الجهات الحكومية المعنية بسلامة الأغذية حسب قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 67وتاريخ 1411/4/11ه المتضمن تنظيماً للقواعد اللازمة التقيد بها لتلافي حدوث حالات التسمم الغذائي والإجراءات الواجب اتباعها حيال ما قد يحدث من حالات وكذلك لائحة الاشتراطات الصحية الصادرة من وزارة الشؤون البلدية والقروية وتقوم الجهات المعنية بسلامة الأغذية ومنها على سبيل المثال (وزارة الداخلية وزارة الصحة وزارة الشؤون البلدية والقروية وزارة التجارة هيئة المواصفات والمقاييس السعودية) بمتابعة تنفيذ ذلك.وقد حرصت وزارة الصحة وبمتابعة من معالي وزير الصحة أ. د. أسامة بن عبدالمجيد شبكشي بالاهتمام بكل ما يتعلق بصحة الإنسان والوقاية من الأمراض فقد قامت الوزارة ممثلة بالإدارة العامة للصحة الوقائية (برنامج سلامة الغذاء) بعمل الآتي: 1 عمل قاعدة معلومات عن حوادث التسمم الغذائي المبلغة من مناطق المملكة وتحليلها إحصائياً وكتابة التقارير الوبائية لمعرفة اتجاهات هذه الحوادث في المملكة والعوامل المساعدة في حدوثها وأكثر الأطعمة شيوعاً في هذه الحوادث واتخاذ الإجراءات اللازمة. 2 القيام بحملات توعية صحية حول مواضيع سلامة الأغذية.مواجهة التسممما هي استعدادات وزارة الصحة لمواجهة حوادث التسمم الغذائي في فصل الصيف؟قامت وزارة الصحة بالاهتمام بسلامة الغذاء ووضع أفضل الطرق للحد من هذه الحوادث وتم إعداد برنامج متكامل للصيف يشتمل على عدة محاور منها:أ إعداد وطبع وتعميم العديد من الملصقات والمطويات التوعوية المتعلقة بسلامة الغذاء ومنها: 1 القواعد الذهبية للمحافظة على سلامة الغذاء. 2 تأثير درجات الحرارة على تكاثر البكتيريا في الطعام. 3 السلامة الغذائية للبيض والأغذية المحتوية عليه. 4 خطورة الوجبات السريعة. 5 المفاتيح الخمسة لغذاء آمن.حيث تم طباعة أكثر من 450.000مطبوعة لتوزيعها على كافة الفئات المستهدفة.ب التعميم على كافة المناطق بضرورة تكثيف التوعية الصحية من خلال المستشفيات والمراكز الصحية سواء الحكومية منها أو الخاصة.ج إقامة الندوات وحلقات العمل للتعريف بشكل مكثف بهذه الظاهرة والتوعية بأهمية سلامة الغذاء من الناحية الصحية والاقتصادية.المعوقاتما هي في نظركم بعض معوقات تقصي بعض حالات التسمم؟في هذا الصدد أحب أن أوضح أن الوزارة تشرف على العديد من البرامج ومن هذه البرامج "برنامج سلامة الأغذية" والذي يتابع جميع حالات التسمم على مستوى المملكة وتشرف عليه كوادر مدربة وذات كفاءة عالية في معرفة أسباب حالات التسمم إلا أن هناك بعض المعوقات مثل عدم تبليغ المواطن عند أي اشتباه في حالته وكذلك قد يتأخر تحديد أو سبب الإصابة (التسمم) وذلك لأن بعض المختبرات لاتزال تحتاج إلى تجهيزات وأجهزة خاصة في عزل وكشف سبب التسمم وهذا ما تدرسه الوزارة وتعمل على رفع كفاءة التحاليل وذلك عن طريق ربط المختبرات على مستوى المملكة بعضها ببعض. كذلك أعتقد أن نظام "التبليغ" لحالات التسمم يحتاج إلى متابعة مستمرة وتطوير حتى يساهم في رفع مستوى التقصي.

مرحبا بلوووووووو


وياهلا وغلا فيك معنا


تسلم على الموضوع المميز

الي افدتنا فيه


والله يعطيك العافيه


تحياتي

فرح