حقاً لقد نزلت نوره فور أن وقفت السياره بجوار منزل الطبيبة مشاعل ألا أنها وجدت باب المنزل مفتوحاً فآثارت الدخول دون أن تقرع الجرس ولكن الفاجعة العظمى أن وجدت الطبيبة مشاعل ملقاة على الارض في شرفة المنزل فأسرعت في إيقاضها . لم يمضي الوقت طويلاً حتى عادت الطبيبة مشاعل الى وضعها الطبيعي ولكن بات ينتابها البكاء الشديد ..
أقبلت نوره اليها وضمتها الى صدرها تهدء من روعها وتطمئنها حتى هدأت قليلا وسألت : كيف عرفتي أنني متعبه يانوره ؟!!
من زوجك ماجد !!
ماذا ! زوجي ماجد!!
نعم يامشاعل لقد جاء الى زوجي عادل في هذا الوقت ودموعه تبحر من قبله ومن بعده
وكيف حاله الآن هل هو بخير أخبريني ؟؟
نعم .. نعم يامشاعل فلاتخافي زوجك بخير ولكن مالذي حصل بينكما!!
سوء تفاهم يانوره
يبدو انك لاتريدين أخباري عن أمركما يامشاعل
لايانوره أريد الحديث معك فربما ستجدين الحل أنت وزوجك رغم أن أمي وأبي لايعلمون مالذي يحصل لي
ومالذي حصل يامشاعل؟
نوره .. انت تعرفين كيف تقدم ماجد لخطبتي وكيف بدأ الحب بيننا يكبر ويكبر منذ أن كنا مخطوبين كنت دائماً ما أبتكر أصناف الطعام لكي أدعوه لتناول العشاء معنا والجميل أن الجميع كان منشغل في تناول هذه الاصناف اللذيذه على طاولة الطعام فأمي منشغله في سكب الطعام لأبي و أبي منشغل في منع أمي لان تسكب له كل هذه الاصناف وأخي خالد الصغير منشغل في تقطيع اللحم لقطته الشريره
أما ماجد آآآآآآآآه فقد كان منشغلاً في التأمل بعيناي وعيناه تفيض بالحب وأنا كنت منشغله بالتأمل في عيناه وعيناي تفيض بالخجل ثم ختم تأملاته بقبلات هوائيه ينثرها من بعيد الا أن الصغير خالد شهق بصوته قائلاً : بابا أنظر الى ماجد مالذي يفعله بأختي مشاعل الا أن ماجد يحاول الخروج من هذا المأزق ليبرر موقفه بأن مقعده مزعج فيطلب من أخي خالد أن يبادله في المكان الا أن خالد يرفض ويقول : تريد أن تجلس مكاني لانه بجانب مشاعل فيضحك الجميع لذهانة هذا الطفل المشاكس .. و عندما أنتهى الجميع من تناول العشاء بدأ أبي يتحايل فيبدو وكأنه مرهق فإعتذر وأنصرف الى الطابق العلوي ومعه أمي أما خالد فقد ذهب معهما رغماً عنه اذ قام أبي بشده من ملابسه كالقطه وسحبه معهما وهو يصرخ ( أريد أن أحمي أختي مشاعل من ماجد ) ..
وبقيت أنا وماجد الذي إنتظر حتى غادر الجميع فقفز اليّ وضمني بين أضلاعه ((---------------))
لقد كانت يا نوره ليلة زفافي هي أجمل أيام عمري .. كم لاطفني كثيراً في تلك الليلة .. كان يهمس في أذني كلمات الغزل فأضع كفيّ على وجهي خجلاً فيصارعني لان أرضخ((--------------))
لقد أستمتعت كثيراً في تلك الليلة الحالمه وأستمتع هو .. تجرأ بي في تلك الليلة فإستطاع أن يجعلني أمرأه وملكه في تلك الغرفه الصغيره .. ليلة رغم الضوء الخافت في الحجرة الا أن إلتصاقه بجسدي جعل النور يحاول أن ينظر الينا فأطلب منه أن يعود لإطفاء النور ولسنا نعرف ماهو ذلك النور الفاضح الذي كان يلتف حولنا ..
هزني وحركني بضماته الحانيه التي رسمت على جسدي بقعات جميله .. أحبني ماجد بجنون أتعرفين أنه في أحدى الليالي التي غاب بها عني لثلاثة أيام إلزاماً من العمل جائني ملهوفا في اليوم الرابع وعندما وقف أمامي امسك بيدي وأخذ يقبلها حتى أعلنها وقال " أشتاق اليكِ ياعشيقتي ولست تعرفين مداها "
ولكن بدأ حبه يصنع الاوهام وتفاقم عشقه بصوره جنونيه ليصبح غيور غيور .. يغار عليّ من كل شيء ولأقل شيء .. يغار حتى من أحمر الشفاه الذي أضعه على فمي عندما أريد الذهاب الى جدتي الحبيبة أو الى أمي .. هل تصدقين أنه في أحدى المرات التي كنت أنتظر بها مجيىء خالاتي الى منزلي قام بصفعي على خدي لانني أرتديت فستاناً ذا أكمامٌ قصيره فهو يغار حتى من أن تظهر يداي أمام النساء الا أنه سرعان ماأعتذر لي وعيناه ممتلئه بالدموع قائلا " رغما عني ياعشيقتي لااتمالك أن أراكِ بكل هذا الحُسن حتى أمام النساء ) وسرعان ماغفرت له ..
كنت دائما ماأخضع لأوامره وأتجاهل تصرفاته الغيوره وأقول في نفسي تصبري لانه حبيبك ولكن بات مرض الغيره يتحول الى نزعات شك .. كان يغافلني فيبدأ يقلب بهاتفي المتنقل وينظر الى الارقام المستقبله والمرسله بل ويتابع الرسائل القصيره التي تأتيني أما أرقام صديقاتي فجميعها يحتفظ بها في هاتفه ويبدأ بالاتصال بها ليتأكد من صوت المتحدث وقد عرفت ذلك عندما أبدين صديقاتي الاستغراب ممن يقوم بالاتصال بهن من هاتف زوجي ولكنه يصمت دون أن يتحدث ثم يغلق الهاتف .. وفي أحدى الايام التي طرق أبي باب منزلي وأهداني هاتف متنقل جديد أخذ ماجد يسألني عن سبب الهدية ولم يهدأ باله الا عندما غافلني و أتصل بوالدي ليتأكد من ذلك فهو لم يخبرني بأنه قام بالاتصال بأبي الا أنني سمعت محادثته عندما أردت الدخول الى حجرت النوم واخيراً سحب مني هاتفي المتنقل وأخبرني أنه لاحاجة لي به ولم يقف عند هذا الحد بل كان دائماً ما يغافلني فيأخذ حقيبتي ويبدأ يفتش بها وقد أكتشفت ذلك عندما سقطت في الحقيبه بطاقته وهي بطاقة السحب المصرفي دون أن يشعر لذلك .
آآآآآآه لقد تعبت كثيراً
تعبت من تصرفاته رغم أنني أستمتع عندما يلاطفني فيحملني ويمضي بي الى حجرتنا الصغيره لكنه كثيراً ماكان يحرجني ويضعني في مواقف مخزيه امام الملأ أتمنى لحظتها أنني لم أكن في هذه الدنيا
أتصدقين أنه في احدى الايام التي كنت بها في المشفى وفي أجتماع طبي بقيادة مدير المشفى كان ماجد يتصل بي عبر هاتف العياده ولكن دون جدوى وفي أثناء الاجتماع لم نرى سوى ذلك الرجل الذي يرتدي زي الضباط قد فتح الباب بكل جشاعه وكأن هناك مطاردات أرهابيه يصرخ ويوبخ وعندما رفعت رأسي لأاشاهد مالذي يدور واذ به زوجي واقفاً أمام المدير يصرخ في وجهه ويسأله عني وعندما أشار المدير أليّ قال له ماجد : لماذا تحشر الطبيبات معك ألهذه الدرجه من الدنائه تجمعهم لتلتصق بهم !!
فماذا تريدين أن أفعل في تلك اللحظه سوى أنني عدت معه الى المنزل بعد أن طردني المدير وطلبت منه أن يطلقني فوراً فلم يتردد في ذلك لقد طلقني فور طلبي لكنني لم أخرج من بيتي خشية أن يعرف أبي بالامر فيرفض عودتي لزوجي.. الا أنه في الليلة نفسها جائني وبيده باقة من الورد الاحمر وعلبه صغيره بداخلها خاتم مرصع بالالماس إقترب مني وإستلقى تحت أقدامي يبكي ((-------------------------------------)) .. ضمني بها الى صدره ضمةٌ قويه وساخنه أنساني بها حتى نفسي وقال (أرجوكِ لاتغضبي مني ياعشيقتي فهذا رغماً عني ) فغفرت له.. لكن بعد هذه الحادثه قررت ألا أعود الى العمل الا بعد ثلاثة أشهر بعدها عدت واذ باالاطباء والطبيبات ينظرون إليّ نظرة شفقه ورحمه أما مدير المشفى فقد صرح بالامر وقال لي لماذا لاتطلبين من زوجك أن يخضع للعلاج من قبل أحدى الاطباء النفسيين !!
لم استطع الاستمرار في العمل بمشفى العسكري وعندما فكرت أن أتحول الى مشفى آخر رفض زوجي بتاتاً وأنتهزها فرصه وأمرني أن أقدم أستقالتي وأجلس في البيت فإنصغت لاوامره .
كم وكم وكم غفرت وغفرت له .. كم تحملت وكم عانيت وكأنني لقيطه
لقد عبث بي كثيراً وقلبني كثيراً و يحاول أن يمسح غلطاته بكلامه الذي يهزني ويرضخني له
هل تصدقين انه في أحدى الايام التي رجوت بها زوجي أن نذهب للتسوق فقد كنت بحاجه لبعض الثياب الا أنه في أول وصولنا الى هناك وعند دخولنا أول متجر للثياب وبخني بصوت مرتفع وأنهى صراخه بصفعه على وجهي أمام البائع والمتسوقين والسبب في ذلك زاعماً وقائلاً : لماذا نظرتِ الى البائع في أول دخولنا للمتجر ولم تنظرين الى الملابس ؟!!
و الحقيقه أنني لاأعرف الى ماذا كنت أنظر لحظة دخولي الى المتجر وأستمر ماجد في توبيخي وشدي من عبائتي حتى عدنا الى المنزل وتلفظ بالطلقه الثانيه وما أن جاء المساء حتى أقبل اليّ كعادته يطلب مني الصفح والعرفان وبيده خاتم مرصع با الماس , كم امتلئت ادراج غرفتي قطعات من الألماس التي تأتي بعد الصفعات والتوبيخات وبعضها نتيجه الطلاق واليوم جاء مسرعاً وأمسك بحزامه الذي كان يرتديه فوق لباسه العسكري وأخذ يضربني به ضرباً مبرحاً لم أكن أعرف ماالسبب سوى عندما صرخ وهو يوبخني ويقول : كيف تقومين بتنظيف فناء المنزل هل تضمنين ان لا ينظر اليك أحدى أبناء الجيران ؟؟؟
وهل مازلت يامشاعل تحبينه ؟!!
كلا .. بت أكرهه
لكنني أراكِ تتحدثين وعيناك تبحر بالدموع تماماً كدموع ماجد عندما جائنا قبل ساعات وهو مهزوز يبكي من أجلك.
نوره ! بكاي سيكون لانني...
لانك ماذا يامشاعل !!
لانني أحمل في أحشائي طفلنا
هل أنت حامل !!
نعم حامل
وهل يعلم ماجد بذلك؟؟
لا
وهل أنت فرحه بحملك؟
بالطبع يانوره الم يكن حملي نتاجاً لتلك الليالي الحالمه التي يخطفني بها ماجد لنختفي عن كل شيء ونبقى وحدنا تحت الضوء الخافت نتعانق الانفاس والاجساد
وماذا تنوين أن تفعلي ؟!!
أنوي حالياً الذاهب الى منزل أمي وأبي وسأترك الامر لحين ولادتي
لقد مر على طلاق الطبيبة مشاعل أسبوعين وكأنه سنتين تصارعها مع نفسها لشدة ألآم الاجهاض والنزيف الذي أصابها ..أما ماجد فمازال يبحث عن مفر ومأرب يحاول من خلاله أن يسترجع طليقته مشاعل الا أن القضاة أفتو بتحريمها عليه لانه طلقها ثلاث طلقات .. مازال الضابط ماجد يحاول ويحاول يذهب ويسافر الى شتات قرى المملكة ومدنها يفتش عن فتوى شرعيه تحلل عشيقته ولكن سرعان مايعود الى الرياض ليقبع تحت ذروة الشمس أمام منزل مشاعل منذ عودته من عمله وسفره الشاق وحتى صباح اليوم التالي .. بات ماجد هزيل الجسد ضعيف البنيه ذو بشرة قمحيه قاتمه وكثير التغّيب عن عمله الى أن تم فصله .. لم يعي أهتمام لهذه الدنيا سوى أهتمامه بأن يسترجع مشاعل اليه . هكذا حتى مرة سنتان صباحها كان ميعاد وفاة جدت مشاعل التي حزنت لها كثيراً
ذهب ماجد ( الضابط السابق ) ليؤدي واجب العزاء واذ بوالدها يقف وبجانبه شاباً يحدثه ويقول له : سنغادر أنا وخطيبتي مشاعل الى الولايات المتحده فور زواجنا لنكمل أنا وهي درجة الزماله هناك .
اما الطبيبة مشاعل التي أعاد لها خطيبها كيانها المفقود وطموحها المدفونه والذي ساعدها فعادت تعمل في مشفى الشميسي معه كانت هي في وسط النساء تتقبل العزاء واذ بهاتفها المتنقل الجديد تقرع أجراسه فلما هاتفت المتصل واذ به صوت مرهق وحزين فبدى لها انه صوت ماجد .. ظلت صامته ولم تجيب أما هو فظل مثلها صامت حتى قال لها بصوتٍ يخنقه البكاء
((عشيقتي !! ثم صمت قليلا وعاد و قال : مشاعل عظم الله أجرك في وفاة جدتك وفي وفاتي قريباً ))
ثم أختفى ماجد عن بصائر الناس لاأحد يعرف حتى هذه اللحظه أين هو ماجد هل مازال على قيد الحياة أم تحت أعماق التراب ؟؟؟؟
.... أنتهى ....
ملاحظه ..
ماوضع بين الاقواس .. حذف من قبلي أنــا متعاطفه بحدود ..